مجلة الرسالة/العدد 1016/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 1016/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 22 - 12 - 1952



الأدب المصري القديم

اطلعت في البريد الأدبي بعدد الرسالة الأخير على مسألة ضياع الأدب المصري القديم التي أثارها الأستاذ الفاضل محمد إبراهيم الجيوشي متسائلا عن ذلك الضياع مع بقاء آداب أمم قديمة أخرى - كالإغريق والرومان - خالدة على الدهر.

ولئن لم أكن من (المختصين) الذين عناهم حضرة الكاتب بسؤاله فإن هذا السؤال قد أثار في ذهني فكرة اعتنقها عن اقتناع من زمن بعيد نتيجة التدبر في أمر الدعوة الفرعونية التي نادى بها البعض. . ولعل في هذه الفكرة تفسيرا لتلك الظاهرة الجديرة بالالتفات.

ذلك أن شعب مصر في حاضره وفي ماضيه غير المغرق في البعد قد أصبح مبتوت الصلة بالقدماء المصريين، إذ لم ينتقل إليه من حضارتهم شيء لا في دين ولا في لغة ولا في ثقافة بحيث يصح تشبيهه - مع الفارق - بساكن جديد حل بيتا هجره ساكنه القديم!

فشعب مصر العربي - سواء منه ما قدمها في الهجرات العربية المتعددة، وما صهرته البوتقة العربية فأصبح عربيا - لا تربطه بالقدماء المصريين رابطة حضارية ذات بال.

وهذا بخلاف الحال عند الإغريق والرومان، إذ أن الحضارة الغربية الحديثة ليست إلا امتدادا لحضارة الإغريق والرومان التي هي الأصل الأهم للحضارة الحديثة.

لهذا لم يكن عجيبا أن يحيا هوميروس وأن يحيا فرجيل عبر الزمنة. . لأن الشعوب التي ظل الأدب اليوناني والأدب الروماني حيين بينها هي وارثة حضارة اليونان والرومان. . فهذان الأدبان هما ثمرتان لحضارة تلقتها تلك الشعوب وعاشت فيها وبها - مع التطور والتقدم الذين لا بد منهما لأنهما على سنة الكون.

ولهذا السبب عينه لم يكن من العجيب أن يضيع الأدب المصري القديم لأن الأدب صورة منعكسة عن الحضارة، وما دامت حضارة الفراعنة لم تجد لها امتدادا عند الشعوب اللاحقة لها فلا عجب أن يضيع أدبهم ولا يبقى منه على الزمن شيء إلا في متاحف ودور الآثار.

هذا ما عن لي إبداؤه في هذا الموضوع وعسى أن يكون فيه بعض التفسير لما تسائل عنه حضرة الكاتب الفاضل.

جمال مرس مع دولة الألقاب

لقد ضحك الناس كثيرا حين علموا أن أحد الباشوات السابقين قد نهر رجال الجيش الذين ذهبوا لاعتقاله في منزله بشارع الهرم قائلا لهم: إنني باشا ولا يمكن القبض علي، وأنا لا أعترف بقانون إلغاء الألقاب ولا بكلامكم الفارغ. . . ضحك الناس يومها كثيرا. ولو علموا أن مجلس القاهرة البلدي (الموقر) سيظل مصرا على عدم اعترافه بقانون إلغاء الألقاب لتأنوا في ضحكهم على الباشا السابق العنيد، والتمسوا له عذرا، ورحموا عناده بعض الرحمة.

لا بد أن مجلس القاهرة البلدي قد سمع بأن هناك حركة مباركة قام بها الجيش المصري الباسل، فطوحت بالطاغية فاروق، وقوضت عرشه الدكتاتوري؛ وأدالت دولته الباغية؛ وأنها قد محت آثاره البائدة وفي مقدمتها الألقاب البغيضة التي كان فاروق يستغلها أسوأ استغلال في سبيل أهوائه ورغباته ومطامعه - لا بد أن المجلس البلدي الموقر قد سمع بهذا كله. إذن فلماذا يصر على أن يظل معترفا بدولة الألقاب، في اللافتات التي كتبت عليها أسماء الشوارع والميادين، فنحن لا زلنا نقرأ: ميدان سلمان باشا، وميدان مصطفى كامل باشا، وميدان سعد زغلول باشا، كما لا زلنا نقرأ: شارع نوبار باشا، وشارع مريت باشا، وشارع محمد بك فريد، نقرأ هذا وذاك فنضحك ملء أفواهنا من هذا المجلس الذي يضع رأسه في الرمل مصرا على أن تظل دولة الألقاب في دنيا الأموات بعد أن تلاشت في دنيا الأحياء. .!

وإذا تركنا مجلس القاهرة البلدي حتى يخرج من رأسه الرمل، لا يمكن أن نهمل بعض ذوي الألقاب الذي عز عليه أن تتلاشى دولته، فراح يحتفظ بلافتة منزله القديمة ذات اللقب المنحل، ويحتفظ ببطاقاته القديمة أيضا، مستعملا إياها بحكمة وحذر حتى يمتد أجلها ويطال في حياتها، وكأنما حياته رهن بهذا اللقب الذي يعز عليه مفارقته. إن هذا البعض من ذوي الألقاب أشبه بمن رأى حلما لذيذا ثم استيقظ فجأة، فعز عليه أن يحرم هذه اللذة، فراح يتصنع النوم من جديد لعله يعود إلى حلمه، فهو جدير بأن نطلب له الرحمة. .

نفيسة الشيخ لسنا وحدنا. . .

يعيب علينا الغربيون استعمالنا كلمة (معليهش) وأحب أن أقول إننا لسنا الأمة الوحيدة التي تستعمل هذه الكلمة. . فالفرنسيون مثلا يكثرون من عبارة مشابهة لها، هي:

كما أن الإنجليز يستعينون بعبارة أخرى لا يخرج معناها عن معنا كلمة (معليهش) هي:

ومن عجب أن الغربيين يسموننا بأننا قوم (معليشيون). . ونسوا - أو تناسوا - أن أحاديثهم لا تخلو من عبارات ولا يخرج معناها عن معنى (معليهش) التي اختصرت عن عبارة (ما عليه شئ)!. .

وكل ما نسجله على أنفسنا أننا نسرف في هذه الكلمة إسرافا يبلغ أحيانا حد الاستهتار. . ولست حين أدفع عن استعمالها أقرها. .

إنما أردت أن أرد عن قومي نقيصة هم منها براء!. . .

عيسى متولي

1 - خادم وخادمة

الخادمة: كلمة صحيحة لغة واستعمالا من قديم الزمان، وقد انتشرت في هذه الأيام استعمال (خادم) بمعنى (الخادمة) وهذا الاستعمال وإن كان صحيحا إلا أن فيه تضليل وتشويشا بدون مبرر وإيهاما بأن (الخادمة) خطأ أو لغة ضعيفة وليس كذلك لأنها الصفة الطبيعية الخاصة بالإناث، واللغة موضوعة للتفاهم وليس من الحكمة أن نلجأ إلى استعمال الوصف المشترك (خادم) اعتمادا على فهم المراد من المقام وسياق الكلام، فيجب تخصيص (الخادم) بالخادم و (الخادمة) بالخادمة، والسلام على من اتبع الهدى.

2 - بدلة وبذلة

جاء في شرح القاموس: وقول العامة البدلة بالفتح وإهمال الدال للثياب الجدد خطأ من وجوه ثلاثة، والصواب بكسر الباء وإعجام الذال (بذلة) وأنه اسم للثياب الخلق (البالية أو المستعملة) فتأمل ذلك اهـ.

وأنا لا أوافقه فإن (البذلة) بفتح الباء وتسكين الدال المهملة لغة عربية صحيحة فإنها في الأصلمصدر على وزن (فعلة) ثم استعملت اسما للمبدول ونظيرها البعثة بمعنى المبعوث أو المبعوثة وإليك الأدلة:

جاء في (معيار اللغة) بدلت الثوب بغيره كنصر أخذته مكانه الخ. . وجاء في (المصباح المنير) وبدلت الثوب بغيره من باب قتل الخ. فنحن ننظر إلى (البدلة) من ناحية التبديل والتغيير سواء كانت جديدة أو مستعملة لا من ناحية الابتذال والامتهان.

وأما (البذلة) بالذال المعجمة فإنها موضوعة للثياب البالية التي تبتذل وتمتهن في الخدمة والعمل ويجب أن تظل هكذا للتفرقة بينهما. . أنا أوافقه على أن وضعها للثياب الجدد خطأ ولكن لا أوافقه على أنها بكسر الباء فقط فقد جاء في (معيار اللغة) البذلة كعصمة وفتح الباء لغة، وجاء في (المصباح المنير) البذلة مثال سدرة (بكسر السين) ما يمتهن من الثياب في الخدمة والفتح (فتح الباء) لغة قال أبن القوطية بذلت الثوب بذلة لم أصنه أهـ وجمعهما بدال وبذال مثل (عنب) ونظيرهما بدرة وبدر وسدرة وسدر.

علي حسن هلالي

(الرسالة) أقر مجمع فؤاد الأول كلمة (بدلة) من التبديل بمعنى حلة.

تصحيح أسم شاعر

طالعت في العدد1010 من الرسالة الغراء تلك الكلمة الرائعة للأستاذ أحمد الفخري عن ديوان (مع الفجر) للشاعر الحب والبطولة سليمان أحمد العيسى وليس (سليمان العبسي) كما جاء في كلمت الأستاذ الفخري.

حلب

محمد ضلا غزيل

لجنة التحكيم في مسابقة إذاعة باكستان

نظمت الإذاعة العربية براديو باكستان مسابقة شعرية بين مستمعيها في البلاد العربية يمنح الفائزون فيها مكافأة مالية. وقد تألفت لجنة للتحكيم من ثلاثة من كبار رجال الأدب والشعراء المصريين هم الأساتذة عباس محمود العقاد وعبد الرحمن صدقي والدكتور إبراهيم ناجي.