مجلة الرسالة/العدد 1020/شعر مختار

مجلة الرسالة/العدد 1020/شعر مختار

ملاحظات: بتاريخ: 19 - 01 - 1953



الإبريق

ألا أيها الإبريق مالك والصلف ... فما أنت بلور ولا أنت من صدف

وما أنت إلا كالأباريق كلها ... تراب مهبن قد ترقى إلى خزف

أرى لك أنفا شامخا غير أنه ... تلفح أثواب الغبار وما أنف

ومسته أيدي الأدنياء فما شكا ... ومصته أفواه الطغام فما وجف

وفيك اعتزاز ليس للديك مثله ... ولست بذي ريش تضاعف كالزغف

ولا لك صوت مثله يصدح الدحي ... وتهتف فيه الذكريات إذا هتف

وأنصت استوحيه شيئا يقوله ... كما يسكت الزوار في معرض التحف

وبعد ثوان خلت أني سمعته ... يثر مثل الشيخ أدركه الخرف

فقال (سقيت الناس) قلت له: أجل ... سقيتهم ماء السحاب الذي وكف

ودمع السواقي والعيون الذي جرى ... وماء الينابيع الذي قد صفا وشف

فقال: ليذكر فضلى الماء وليشد ... بمدحي، ألم أحمله؟ قلت: لك الشرف

فقال: ألم أحفظه؟ قلت - ظلمته ... فلولاه لم تنقل ولولاك ما وقف!

أيليا أبو ماضي

غزال!

دنوت فقلنا رؤى الحالمين ... فلما بعدت اتهمنا النظر

وحامت عليك بأضوائها ... مصابيح مثل عيون الزهر

تتبعن خطوط عبر الطريق ... كما يتحرى الدليل الأثر

مشى الحسن حولك في موكب ... يرف عليه لواء الظفر

تمثل صدرك سلطانه ... كجبار واد تحدى الخطر

بنهدين يستقبلان السماء ... كأنهما يرضعان القمر

تساميت عن لغة الكاتبين ... وروعة كل قصيد خطر

وجئنا إليك بملك الهوى ... وعرش القلوب وحكم القد بأفئدة، مثلما عربدت ... يد الريح في ورقات الشجر

وأنت بأفقك ساجي اللحاظ ... تطل على سبحات الفكر

علي محمود طه

هي. . والفراشة

حطت على غصن الشجيرة حين حطت من عل

ورقبتها. . . فوجدت مشبهة لمن لم تقبل. .

شقراء. . قبلها الصباح على جناح مرسل

مشغولة بكيانها. . عن عاشق متطفل

مزهوة. . في ثوبها الفل التقي. . بقر نفل

ورشيقة. . إن تستقر هنا. . وإن تتنقل

لهفى عليها وهي نافرة. . ولم تتمهل

لهفي عليها. . بل عليك تلهفي. . ولتسألي. .

ولتسألي عيني التي عن (ساعتي) لم تغفل

علقت بعقربها. . تضيق بسيره المتمهل

ترنو. . وترنو. . ثم تكشف أنه لم ينقل!

ولتسألي الترب الذي أبليته بتنقلي. .

ولتسألي نظراتهم. . لما وقفت بمعزل

يلقونها في حدة وكأنهم من عذلي!

أ (فراشتي). . عودي إلى. . فوقفتي لم تكمل

عندي رحيق البرعم الحاني. . وهمس السنبل

عندي رفيف النسمة النشوى. . وشدو الجدول

عندي من الفجر الندي مشاعر. . لم تجهل!

عندي الربيع. . وما الربيع سوى صباي. . فأقبلي. .

محمد محمود عماد