مجلة الرسالة/العدد 121/القصص

مجلة الرسالة/العدد 121/القصص

ملاحظات: بتاريخ: 28 - 10 - 1935



صور من هوميروس

حروب طروادة

أندروماك

للأستاذ دريني خشبة

استطاع نبتيون أن يزلزل قلوب الطرواديين

وحسبه أن يفر من ميدانهم مارس الجبار، وأن يفر في أثره أتباعه إله الروع، وفينوس، أصل البلية التي حاقت باليوم، لينتقل النصر طفرة من جانبهم إلى جانب الهيلانيين.

وبرزت شمس اليوم التالي على الساحة الملطخة بآثام الإنسانية، المضرجة بأوزار الإلهة، المصطخبة بأنين الموتى. . . لتشهد من جديد صراع الضغائن وتصاوُل الأحقاد، وأخذ السخائم بعضها برقاب بعض، وهذه الكتل البشرية يفني بعضها بعضاً.

وأشتد الهيلانيون في طلب الطرواديين، وأستبسل هؤلاء، فكانت أمواج الغزاة تتكسر على صخور شجاعتهم. . . . . ولكنها لا تتلاشى.

وعظم الخطب، ومارت الأرض، وأنعقد رَهَجُ الحرب مما تثير الخيل من هَبَوات، وإشتجرت الهيجاء، حتى لكأنها قطع من الليل، وصلصلت الدروع حتى لكأنها عواء ذئاب الجن، واستشرى الشر حتى لا ترى إلا إلى منايا وآجال، في قتال ونزال. وأحسن جنود طروادة بلُغوب الوغى، وشعروا بالرجفة تأخذهم من كل جانب، وكان هكتور العظيم يخطف كالبرق بين صفوفهم يحضهم ويحرضهم؛ بيد أن الشجاعة لا تغني في موقف الموت شيئاً، فقد شرعت فيالقهم تتقهقر ببطء نحو الأسوار، حتى إذا بلغوها لبثوا ثمة يُصلون أعداءهم وابلاً من السهام، تساعدهم الرماة من فوق الأبراج. . .

لكن الهيلانيين ما تفتر لهم همة، ولا يصل إلى حماستهم كلال؛ فقد صمدوا في مواقفهم، وثبتو وصابروا، وأبدوا من ضروب البسالة واليأس ما حير ألباب أعدائهم، وجعلهم ألباً عليهم واحداً!!

وفي عنفوان المعمعة لقي هيلانوس بن بريام الملك، أخاه المغوار هكتور يقصف بين الصفوف ويرعد، ويرغي بين المحاربين الصناديد ويزبد؛ وكان هيلانوس خير كأشفى الغيب، وعرافي الطرواديين؛ وكان حبيباً إلى الآلهة، جميل الطلعة، بسام الثغر، حتى في الحرب؛ وكان إلى ذلك حازماً موفور الحزم، صارماً شديد البأس، يقهر الغير على احترامه ولو كانوا يكبرونه سناً؛ فلما رأى هكتور يعبس تلك العبوسة القمطرير لما يحيق بجنوده من أذى، ذهب إليه قُدماً وقال:

(أي أخي! أي هكتور العظيم!).

وما كاد هكتور يسمع النداء الحبيب حتى هرع إلى أخيه يلتمس في صدره الحنون برداً لحر تلك الجحيم التي لفحت شجعان طروادة بزفيرها، وصاح به:

(هيلانوس! أنت هنا؟ أدع لنا آلهتك يا أيها العزيز! لقد كؤد النصر بعد إذ حسبناه في أيدينا أمس. . . أدع لنا آلهتك فقد عيينا بهؤلاء الهيلانيين الأبالسة!. .)

- (هكتور! أصغ إليَّ! لن تظفروا بهؤلاء مادامت مينرفا معهم تؤيدهم، وتشد أزرهم، وترد عنهم سهامكم، فتجعلها في نحوركم!!).

(هكتور! هلم إلى القصر يا أخي، فالق والدتك المرزأة ثمة، فتوسل إليها أن تذهب من فورها، مرتدية أبهى ملابسها إلى هيكل مينرفا، فلتبك عند قدمي تمثالها، ولتقدم الضحايا، ولتُقرب القرابين، ولتحرق البخور المقدس، الممزوج بالأفاويه والصندل وطيوب الهند؛ ولتنذر أن تذبح اثنتي عشرة بقرة من خير أبقار اليوم، فتتصدق بلحومها، وتهب الكهنة شحومها، إذا وعدت ربة الحكمة أن ترفع مقتها وغضبها عن طروادة!)

وألحف هيلانوس على هكتور، فألقى نظرة على المعركة، وكاد قلبه يتفطر على هذه الأشبال التي تسقط هنا وهناك، وفي كل صوب وحدب، لاقيةً حتوفها في سبيل اليوم، وذرف عبرات تذوب حناناً ورحمة، ثم لوى عنان حصانه إلى البوابة الكبرى، فدخلها وقلبه يتصدع من الهم، ووقف مرة أخرى يلقي على الساحة المضطربة نظرة قائد بجنوده جد رحيم. . .

وأنطلق إلى القصر الملكي المنيف ذي الشرفات والآكام. . .

وهناك. . . عند بوابة القصر، وتحت البلوطة الكبرى الوارفة، أجتمع حول هكتور نسوة كثيرات، هن أزواج المحاربين البواسل وأخواتهم وبناتهم، وأمهاتهم كذلك، إزدحمن حول يسائلن عن رجالهم، هل أودى بهم حتف القضاء؛ واسقوا نرى الوطن العزيز من دمائهم، أم ما يزالون يناضلون الأعداء، ويردون عن طروادة حُمى البلاء؟. . .

ولكن هكتور يوشك ألا يسمع لهن، لأنه ينطلق من فوره إلى داخل القصر،. . . وها هو ذا يهرع في أبهائه العظيمة، ماراً بتلك الغرف الخمسين التي تضم أزواج أبيه وأطفالهن، ثم بالبهو الأكبر ذي العماد الشامخة، ثم بالجواسق الذهبية ذات الدُّمى والتماثيل، حتى يكون عند ردهة الملكة، فتلمحه أخته الجملية ذات المفاتن لاؤوديس فتجري إليه، وتلف ذراعيها حول ساقيه، فيتخلص منها برفق. . . وتكون والدته قد أحست وجوده فتهرع إليه، وتهتف به:

(هتكور! بُني! ماذا جاء بك هنا؟ لمن تركت الساحة يا ولدي! أهكذا تدع أبناء طروادة للموت الأحمر وتجيء إلى الحرم تنشد الراحة يا هكتور؟ لا. لا. لا أحسبك تتخلى عن جنودك لحظة. ولكن هلم إليَّ! إليك هذه الكأس من أشهى ما عصر باخوس! رَّو ظَمأتك منها وعد إلى الميدان. .)

بيد أن هكتور يتهجم تجهمة مُغضَبة، ويهتف بها:

(أماه! حاشاى يا أماه! حاشاى يا أعز الأمهات! لن تهرق الخمر بأسمي، وتلك دماء أخواني تهرق بإسم الوطن وتُراق! حاشاى يا أماه أن أتذوق قطرة واحدة من تلك الكأس، وهناك. . . في سعير المعمعة، يجرع أبناء طروادة الأعزاء كؤوس المنايا وذوب الحمام! أريقيها على مذبح مينرفا إذن! هلمي ولتك معك أزواج القادة والمحاربين جميعاً، فالبسن أبهى ثيابكن الحريرية المفتلة، وحبركن المفوفة، وانطلقن إلى هيكل مينرفا، فصلين لها، وأحرقن البخور الغالي من الأفاويه والصندل أفخر طيوب الهند، ثم أركعن عند قدمي تمثالها المعبود، وإبكين بكاء طويلاً، وسبحن بإسم آلهة الحكمة، واغسلن الأرض عندهما بدموعكن، ثم توسلن إليها أن ترفع عن الطرواديين مقتها وغضبها وأنذرن أن تقربن، لو فعلت، إثني عشرة بقرة من خير أبقار اليوم، يتصدق على الفقراء وأبناء السبيل والمعترين بلحومهن، وعلى كهنة الهيكل بشحومهن. . .

(أماه! إن لم تفعلن كما أخبرتك فلا نصر لنا. . . بل لنا الهوان والهزيمة المؤكدة. . . وعليك وعلى نساء طروادة السلام من أربابها الكرماء!. .).

وصمت هكتور! وأربد وجه هكيوبا!

وأنطلق البطل إلى قصر أخيه. . . إلى قصر باريس فوجده يلهو ويلعب، ولا يأبه بهذه الأرواح الغالية التي تصطرع في الميدان، فأخذته الحنقة، وصب عليه شواظ غضبه. . . (أنت! أنت باريس بن بريام! عجباً وزيوس الأكبر! أنت هنا تلهو وتلعب، وتدع ضحاياك تنافح عن آثامك تحت أسوار اليوم، وتذوق الردى بجريرتك؟!. . .).

وأطلق العنان للخيل، فذهبت عربته الحربية المطهمة تطوي الطريق إلى الميدان. . .

أما أمه فقد جمعت نساء طروادة وجماعة المتوسلات، وذهبن جميعاً إلى هيكل مينرفا. . . وصلين وبكين، وغسلن بدموعهن قدمي التمثال المعبود، ونذرن لآلهة الحكمة ما أمر به هكتور أن يُنذر. . .

ولكن!

لقد أصمت مينرفا أذنيها! ولم تُصخْ لهذه المتوسلات المكلومة، ولم ترق لتلك العبارات المسفوحة، ولم تطمع أبداً في ضحايا وقرابين تكفر عن خطيئات باريس؛ ذاك الراعي المفتون الذي آثر الجمال الفاني على الحكمة الخالدة، فقضى في التفاحة لفينوس، ربة الحسن والحب، تلك الحية الرقطاء التي لدغت طروادة بأسرها، فهي إلى اليوم تصرخ من سمها الزعاف يسري في أرواح أبنائها، فينكل بهم، ويكاد يقضي عليهم. . . ولا ذنب لهم ولا جريرة، إلا لبنات الهوى الآنم، والغرام الشائن، والحب المجرم المهين!!

وأحس هكتور وهو منطلق إلى الميدان كأن منيته تنوشه من مكان بعيد، وأحس في صميمه بشوق حار إلى لقاء أندروماك، زوجه العزيزة عليه، الأثيرة إلى قلبه، شوقاً يشبه وداع الحياة في حرارته وأسره، وشوقاً يشبه الاستمتاعية الأخيرة من مباهج هذه الدنيا. . . في حزنه الصامت، ومعناه العميق!

وأحس كذلك بلوعة إلى التزود بنظرات من سكمندريوس طفله الحبيب؛ هذه الهبة السماوية التي توشك أن تصبح نقمة من نقمات اليتم، إذا كان صحيحاً هذا الهاجس الذي وقر في قلب هكتور، والذي صور له أنه مقتول اليوم لا محالة. . .

وألح الشوق على قلب البطل، فثنى عنان الخيل إلى الطريق المؤدية إلى قصره الممرد، ليشفي حاجات الفؤاد المعذب.

وذهب من توه إلى مخدع أندروماك! ولكنه لم يجدها هنالك، فبحث عنها في الغرف والردهات والأبهاء، ولكنه عبثاً حاول الوقوف لها على أثر!

وسأل عنها حشم القصر، وكان صدره يعلو ويهبط حين كن يتحدثن إليه عن أندروماك العزيزة وما تلقاه دائماً من القلق، وما تتفزع به روحها من الهواجس ما دام زوجها يخوض غبار هذه الحرب!

فهل هي من الأرض الثقيلة المخضبة بالدماء هذه العواطف المشتركة، أو هي من السماء الصافية التي لا يرتفع إليها نغل، ولا يروي فيها زند عداء، ولا تشب فيها سخيمة؟!

وأخبرنه أنها يممت شطر برج طروادة الرفيع، تشهد منه ما يحدث في المعركة من أهوال، وذلك عندما ترامت الأخبار أن الإغريق قد ضيقوا الحصار على جنود طروادة، وأنهم خضدوا شوكتهم، وفلجوا عليهم، ونخبوا قلوبهم، وضعضعوا أركانهم. . . فريعت أندروماك، وذهبت من فورها إلى البرج لتطمئن على رجلها وذخر حياتها، وسندها في هذه الحياة السوداء.

ونهد هكتور إلى البرج، فلقيته أندروماك بعينين مغرورقتين ووجه شاحب وجبين مغضن، وصدر ينوء بما فوقه من الهموم.

كانت تقف أبنت إبتيون، الجملية البارعة، وعلى ذراعها المرمري الفاتن طفلها الرضيع الشاحب، الذي حل بهذه الدنيا الهازلة ليكون عبرة سخينة من عبرات الحزن القاهر، ثم ليكون مأساة وحده حين تضع هذه الحرب الضروس أوزارها، وحين يشب فلا يرى حوله إلا الباكين والمحزونين، وإلا هذه المدينة الكاسفة التي تعصف بها آلهة الحرب، من غير ما شفقة ولا مرحمة!

وتعلقت أندروماك بذراعي زوجها، وشرعت تنظر في عينيه المبللتين، وتقول له:

(هكتور! رجلي وذخري من هذه الحياة! إلى أين أيها الحبيب؟ أما لهذه الحرب الطاحنة من نهاية؟ أهكذا قضت الآلهة على طروادة الخالدة بالحزن الأبدي والأسى المقيم؟ هكتور ألا تفكر في سلم يرفرف على ربوع الوطن، ويبقى على هذا الشباب الذي تعصف به ريح الحرب؟

رَجُلي! إن آلافاً من الهواجس السوداء تضغط على قلبي تحدثه بالعُقَبى الوخيمة، والأيام الباكية القريبة!

هكتور؟

هذه أشباح القتلى الأعزاء من بني وطني تحدثني عن مأساة أبي، وأخوتي السبعة، والمئين من أهلي، قتلهم أخيل الجبار بيده السفاحة وجعل من جثثهم كومة عالية تقص على القرون تاريخنا الحزين!

لقد هرعوا جميعاً إلى هذه الساحة من سيليسيا، ملبين نداء الملك، الملك التاعس، أبي، الذي سعى إلى طروادة لينام أبد الدهر في ظل أسوارها نومةً غير قريرة ولا هانئة. . .

هكتور!

لقد نام أعز الآباء في تراب ساحتكم دفاعاً عن مدينتكم، ولكن المأساة لم تتم بقتله وقتل أبنائه والمئين الأعزاء من بني جلدته، ولكن المأساة أبت إلا تكون أمي. . . آه يا أمي العزيزة! أن تكون هذه الأم صفحة محلولكة من صفحاتها التي تفجر الدم في القلب، وتضرم النار في الحشا!

لقد ساقها أخيل يا هكتور في جملة السبي، ولولا القَود الكبير، والفدية الغالية التي بذلناها من أجلها، لكانت إلى اليوم، لو مد في أجلها، إحدى خادمات الأعداء الذليلات، اللواتي لا يملك لهن في هذا الإسار عزة، ولا يقدر لها أحد شأناً! لكنها سقطت هناك، في هامش هذه الساحة الظالمة، ضحية سسهم مراش من قوس الآلهة ديان، فكأنما رفضت أن ترفع كأس هذه الحياة إلى فمها النقي الطاهر. بعد إذ لوثته أجداث الدهر بذل الإسار!!

هكتور!!

كل هذه النوازل هدت نفسي، وحطمت قلبي، وأثلجت مشاعري، وجعلتني بائسةً تاعسة موهونةً لا حول لي. . . لولا أنك إلى جانبي تأسو جراحي وتؤنس وحشتي، وتشيع نوراً متلألئاً في ظلمات حياتي. . .! فأنت لي اليوم أب نعم الأب، وأنت لي في وحدتي بقلبك الحنون أم نعم الأم، وأنت لي أخ، بل أنت لي كل شيء في هذه الدنيا!

هكتور!

أبق إلى جانبي فأنا لا أستغني عنك بأب أو أم أو أخ، أو بمملكة يزين مفرقي تاجها المشرق، ولا يشد يميني صولجانها الرنان!

أبق إلى جانبي يا هكتور!

أبق إلى جانبي وأرع هذا الطفل، ولا تسلمه وتسلمني لليتم والشقاء.

هتكور!

إن المستقبل يعبس من اليوم لولدك سكمندريوس؛ فرده عنه، وأدفع عاديات الزمان من الآن عن فلذة كبدك، وحبة قلبك، واستشعر نحوه حنان الأب الرحيم، ولوعة الأم المفئودة!. . . .)

وخنقتها عبرة حجبت عن ناظريها نور الحياة، وحبس منطقها كمد ممض، وحزن أليم؛ ووقف هكتور مبهوتاً لا يحير، ينظر إليها مرةً، وإلى ولده أخرى، ثم يلقي على طروادة نظرات. . . واستقيظ بطل اليوم من غفوته الصاحية، وأنطلق لسانه من عقاله يقول:

(أندروماك! أيتها الحبيبة! أسمعي إلي!)

لا تخالي يا أعز الناس إلى أن قلبي قد تحجر فلم يخفق لكل ما ذكرته من قبل! لا! لقد خفق كثيراً بمثل هذه الهواجس!

بل هو قد ذكرك، وقد تصور إن هكتور مقتول، وكأنك كما ذكرت عن أمك في جملة السبي، وأنك تؤوين مع أحد القادة الهيلانيين إلى هيلاس! وإن القائد الغليظ قد ضمك إلى حرمه، أو بالغ في الإيذاء فجعلك إحدى سراريه أو خدمه، كلما مر بك أحد أشار إليك بالبنان: (مسكينة! هذه زوجة هكتور فتى طروادة، وأين ملكها المقدام، البطل الذي سفك الدماء وسعر الهيجاء، تعمل هنا اليوم خادمة ذليلة، كسيرة القلب، مهيضة الجناح، تأتمر بأمر السفلة والاخساء!

لا يا أندروماك! لقد ذكرت ذلك جميعاً، ومن أجل هذا فأنا لهذه الحرب، وأنا لهؤلاء الأعداء! سأحطمهم! سأدك الأرض من تحتهم! سأُسقط السماء عليه كسفاً. . .! من أجلك! يا وطني! يا بلادي!. . .).

وسكت فتى طروادة قليلاً، ثم ذكر المعركة وما يدور فيها، فتقدم إلى زوجه فطبع على جبينها قبلة كلها هموم: ومد يده يريد أن يأخذ سكمندرويوس فيداعبه أو يودعه؛ ولكن الطفل صرخ مروعاً من هذه القبعة النحاسية المذهبة التي تحمى مفرق أبيه! وأبتسم والداه، برغم حزنهما، ورفع هكتور القبعة وألقاها على الأرض المعشوشبة، وتناول الطفل فأرقصه قليلاً حتى انفرجت شفتاه عن ضحكة عالية، ولثمه كما تلثم العاصفة فنناً وارفاً فتلفحه، ودفع به إلى حضن أمه.

وأنطلق يطوي الطريق إلى المعمعة. . .

(لها بقية)

دريني خشبة