مجلة الرسالة/العدد 220/نقل الأديب

مجلة الرسالة/العدد 220/نقل الأديب

ملاحظات: بتاريخ: 20 - 09 - 1937



للأستاذ محمد اسعاف النشاشيبي

214 - لقد صغرت عظيماً

سأل رجل خالد بن صفوان فقال: هب لي دنينيراً. فقال خالد: لقد صغرت عظيما (صغرك الله!) الدينار عشر العشرة، والعشرة عشر المائة، والمائة عشر الألف، والألف ديتك

215 - ألم العيون للذة الآذان

كان جحظة البرمكي ناتئ العينين جداً، قبيح الوجه، وكان طيب الغناء، ممتد النفس، حسن المسموع، حلو النادرة كثير الحكاية، صالح الشعر فقال فيه ابن الرومي:

نبئتُ جحظة يستعير جحوظه ... من فيلِ شِطرنج ومن سرطان

وا رحمتا لِمُنادميه! تحمّلوا ... أَلَمَ العيون للذّة الآذان

216 - عتاب بين جحظة والزمان

في (الإيجاز والأعجاز) للثعالبي: كان الشبلي يرقص على قول جحظة:

ورَقّ الجوُّ حتى قيل: هذا ... عتابٌ بين جحظةَ والزَّمان

217 - نزلنا عن الأكوار نمشي كرامة

قال يونس بن محمد المفتي: أخبرنا عبد الله بن منظور قال: لما سرنا إلى الزيارة، وانتهينا إلى باب الخشبة، وهو الباب الذي يفضي إلى القبر (قبره صلوات الله عليه) نزل رجل عن راحلته وأنشد:

نزلنا عن الأكوار نمشي كرامة ... لمن بان عنه أن نلم به ركباً

فلما سمعه الناس نزلوا عن رواحلهم ومشوا إلى القبر

وتمثل هذا الرجل بهذا البيت احسن من مدح أبي الطيب المتنبي من مدحه به، وقاله فيه

218 - يا كفى الله شر ما هو حاك

أبو عامر بن الفضل التميمي و (هذا كلام عليه إمارة الإمارة وله ملاحة البداوة ورشاقة الحضارة): واصلتني الهمومُ وصلَ هواكِ ... وجفاني الرقادُ مثلَ جفاكِ

وحكى لي الرسول أنك غضبى ... يا كفى الله شر ما هو حاك!!

219 - ذهب ذلك القليل

في (روضة العقلاء ونزهة الفضلاء): قال شعيب بن حرب:

قال لي شعبة: عقولنا قليلة فإذا جلسنا مع من هو اقل عقلا منا ذهب ذلك القليل. وإني لأرى الرجل يجلس مع من هو اقل عقلا منه فأمقته

220 - إرجاف العوام مقدمة الكون

كان ابن الزيات يقول: إرجاف العوام مقدمة الكون. نظمه جحظة:

وإرجاف العواِم مقدّماتٌ ... لأمرٍ كائن لا شكّ فيهِ

221 - لا. . .

كان ابن الليث قاضي مصر يكتب في فتيا فسمع جارية تقول:

ترى في الحكومة يا سيدي ... على من تعشق أن يُقتلا؟

فرمى القلم من يده وهو يقول: لا

222 - فكيف حالي لو كنت أعبد ثلاثة؟

في (نفح الطيب): كان محمد بن أبي بكر القرموطي المرسي من اعرف أهل الأندلس بالعلوم القديمة المنطق والهندسة والعدد والموسيقى والطب، فيلسوفاً ماهراً، آية الله في المعرفة بالأندلس يقرئ الأمم بألسنتهم فنونهم التي يرغبون فيها وفي تعلمها. ولما تغلب طاغية الروم على مرسية عرف له حقه فبنا له مدرسة يقرئ فيها المسلمين والنصارى واليهود. وقال له يوماً وقد أدنى منزلته: لو تنصرت وحصلت الكمال كان لك عندي كذا، وكنت كذا. فأجابه بما اقنعه، ولما خرج من عنده قال لأصحابه: أنا عمري كله اعبد إلهاً واحداً، وقد عجزت عما يجب له، فكيف حالي لو كنت اعبد ثلاثة كما طلب الملك مني؟!

223 - واستشهد بالموتى

في (كشكول العاملي): قيل لأعرابي: كيف غلبت الناس؟ فقال: كنت أبهت بالكذب، واستشهد بالموتى. . .

224 - إنها لم تجعد عني

في (الكشاف): شهد رجل عند شريح (القاضي) فقال: إنك لسبط الشهادة!

فقال الرجل: إنها لم تجعد عني

فقال: لله بلادك! وقبل شهادته

225 - علم الله نيتي من سمائه

في (أمالي) القالي: كان الجماز منقطعاً إلى أبي جزء الباهلي، فتنسك أبو جزء وقال للجماز: لا احب أن تخالطني إلا أن تتنسك، فاظهر الجماز النسك وأنشأ يقول:

قد جفاني الأميرُ حين تقرّى ... فتقرّيت مكرهاً لجفائهْ

والذي انطوى عليه المعاصي ... علم الله نّيتي من سمائهْ

226 - المصغر لا يصغر

في (وفيات الأعيان): اجتمع الكسائي يوماً بمحمد بن الحسن (الشيباني صاحب أبي حنيفة) في مجلس الرشيد فقال الكسائي: من تبحر في علم يهدي إلى جميع العلوم. فقال له محمد: ما تقول فيمن سهى في سجود السهو، هل يسجد مرة أخرى؟ قال الكسائي: لا. قال محمد: لماذا؟ قال: لآن النحاة تقول: المصغر لا يصغر

فقال محمد: فما تقول في تعليق الطلاق بالملك؟ قال: لا يصح قال: لِمَ؟ قال: لأن السيل لا يسبق المطر.

227 - والى العقول

في كتاب (الزهرة) لعلي بن داود (الظاهري): ليتحر الساقي العدل فإنه والي العقول، وإلا ناله من خجلة الاستعفاء ما ينال الوالي من خجلة العزل.

228 - قل لي متى

أحمد بن فارس:

إذا كان يؤذيك حرُّ المصيف ... وكرب الخريف، وبرد الشتا ويلهيك حسن زمان الربيع ... فأخذُك للعلم قل لي متى؟

229 - الله اعدل

قال المنصور لبعض أهل الشام: ألا تحمدون أن دفع عنكم الطاعون منذ وليناكم؟

فقال الشامي: إن الله اعدل من أن يجمعكم علينا والطاعون. . .

230 - أف على النرجس والآس

في (نزهة الجليس) للعباس بن علي المكي: كتب الشاه إسماعيل ملك العجم إلى الملك الأشرف قايتباي - ملك مصر - هذين البيتين:

السيفُ والخنجرُ ريحانُنا ... أفّ على النرجس والآس

شرابنا من دم أعدائنا ... وكأسنا جمجمة الرأس