مجلة الرسالة/العدد 225/نقل الأديب

مجلة الرسالة/العدد 225/نقل الأديب

ملاحظات: بتاريخ: 25 - 10 - 1937



للأستاذ محمد اسعاف النشاشيبي

271 - فإن لم ينتهوا راجعت ديني

كان أبو المطراب من لصوص الحجاز فتاب فظُلم فقال:

ظلمتُ الناس فاعترفوا بظلمي ... فتبت، فأزمعوا أن يظلموني

فلست بصابر إلا قليلاً ... فإن لم ينتهوا راجعت ديني

272 - الشاهد عند الحاجة

قال أبو العيناء: ما رأيت قط أحسن شاهداً عند حاجة من ابن عائشة. قلت له يوماً: كان أبو عمرو المخزومي يصلك ثم جفاك، فقال:

فإن تنأ عنا لا تِضرْنا، وإن تعد ... تجدنا على العهد الذي كنت تعلم

273 - ما زلت تخفي الصدقات

مر الفرزدق بالحكم بن المنذر بن الجارود فاستسقاه ماء، فقال: هلا لبناً يا أبا فراس؟ قال: ذاك إليك. فملأ له عُساً من خمر، وأمر فحلبت عليه لقحة فصعدت الرغوة فوق الشراب وأتاه به فشربه حتى صك بالعس جبهته، وانتفخت أوداجه، واحمرت عيناه، فمسح سِباله وقال: جزاك الله خيراً! فإنك ما زلت تخفي الصدقات، ونعمّا هي

274 - وهذا ينتسب عرضا

سئل رجل عن نسبه فقال: أنا ابن أخت فلان. فقال أعرابي: الناس ينتسبون طولاً، وهذا ينتسب عرضاً

275 - بل يزوج

كان ذئب ينتاب بعض القرى ويعيث فيها، فترصده أهلها حتى صادوه وتشاوروا في تعذيبه. فقال بعضهم: تُقطع يداه ورجلاه، وتدق أسنانه، ويخلع لسانه. وقال بعضهم: بل يصلب ويرشق بالنبال. وقال بعضهم: بل توقد نار عظيمة ويلقى فيها. وقال بعض الممتحنين بنسائه: لا، بل يزوج. وكفى بالتزويج تعذيباً! وفي هذه القصة يقول الشاعر: رب ذئب أخذوه ... وتمارَوا في عقابهْ

ثم قالوا:

زوِّجوه ... وذروه في عذابهْ

276 - فأما البخاري وكافر فما سمعناه

قال ابن العمار الحنبلي: كان عبد السلام بن عبد الوهاب بن عبد القادر الكيلاني - ويلقب بالدكن - أديباً كيساً مطبوعاً عارفاً بالمنطق والفلسفة والتنجيم وغير ذلك من العلوم الردية! وبسبب ذلك نسب إلى عقيدة الأوائل

رأى عليه والده يوماً ثوباً بخارياً - كان عبد الوهاب كثير المجون والمداعبة - فقال: والله هذا عجب! مازلنا نسمع (البخاري ومسلم) فأما (البخاري وكافر) فما سمعناه!

277 - كفيتنا مؤونة مراجعته. . .

كتب القاضي أبو يوسف كتاباً وعن يمينه إنسان يلاحظ ما يكتبه، ففطن له أبو يوسف، فلما فرغ من الكتابة التفت إليه وقال: هل وقفت على شيء من خطأ؟

فقال: لا والله ولا حرف واحد

فقال له أبو يوسف: جزيت خيراً حيث كفيتنا مؤونة مراجعته. ثم أنشد:

كأنه من سوء تأديبه ... أُسلِم في كُتاب سوء الأدب

278 - فانظر إلى حجر صلد يكلمنا

قال أبو عامر البرياني في الصنم الذي بشاطبة:

بقيةٌ من بقايا الروم معجبة ... أبدى الثبات بها من علمهم علما

لم أدر ما أضمروا فيه، سوى أمم ... تتابعت بعد سموه لنا صنما

كالمبرد الفرد، ما أخطا مشبهه ... حقاً لقد برد الأيام والأمما!

كأنه واعظ طال الوقوف به ... مما يحدث عن عاد وعن إرما

فانظر إلى حجر صلد يكلمنا ... أسمى وأوعظ من قُسّ لمن فهما

279 - وأنتم كدود الخل

في (إرشاد الأريب) لياقوت: حدث الرئيس أبو الحسن هلال قال: قلت لجدي أبي اسحق (الصابي) - تجاوز الله عنه - وهو يشكو زمانه: يا سيدي، ما نحن بحمد الله تعالى إلا في خير وعافية ونعمة كافية. فما هذه الشكوى التي تواصلها، ويضيق صدرك بها، ويتنغص عيشك معها؟ فضحك وقال: يا بني، نحن كدود العسل قد نقلنا منه إلى الخل فلهذا نحس بحموضته، ونأسى ونحزن على ما كنا فيه من العسل ولذته. وأنتم كدود الخل ما ذقتم حلاوة غيره، ولا رأيتم طلاوة ضده

280 - با اين تيمار بايد اندكي شادي

في (عيون الأخبار): قال علي بن هشام: كان عندنا بمرو قاص يقص فيبكينا، ثم يخرج بعد ذلك طنبوراً صغيراً من كمه فيضرب به ويغني ويقول:

با إين تيمار بايَدْ أندكي شاكي

معناه: ينبغي مع هذا الغم قليل فرح

281 - ولكن بدموعي!!!

نَوْرَزَ الناس ونورزتُ ولكن بدموعي! وذكت نارهمُ والنار ما بين ضلوعي!

282 - قبل أن يبادرني بالعقوق

تزوج أعرابي على كبر سنه، فقيل له في ذلك، فقال: أبادره باليتم قبل أن يبادرني بالعقوق. . .