مجلة الرسالة/العدد 250/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 250/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 18 - 04 - 1938



معرض الفن بكلية الحقوق

أقامت لجنة الفنون بكلية الحقوق معرضها الأول السنوي الشامل لمجهودات طلابها وأستاذين من وأساتذتها في التصوير والرسم؛ وقد وقفت هذه اللجنة الفتية المباركة التي يرأسها الدكتور علي أبو هيف أجمل توفيق في بلوغ الغاية التي تنشدها، واستطاعت أن تقدم من الفن الجمل آيات إذا كان هذا يومها فأكرم بغدها

وإن المجموعة الأولى التي قدمها الدكتور أبو هيف ليتجي فيها روح الفنان الموهوب فلقد وفق في إبراز المعاني الخفية في جلاء ووضوح، ولعل الناحية التي يبدو فيها فنه هي الناحية الغريزية في النفس، فإن الناظر ليرى في عيني صاحبه (نشوة الألم) كل المعاني التي تجول في خاطرها فهي تكاد تثب وثوباً من مقلتيها، أما صورة (الندم) فقد كان أولى بها أن تسمى (بالذكرى) أو (الحنين) إذ يتبين الناظر في ضم ذراعي صاحبتها معاني اللهفة الحائرة، أو كأنها تخشى أن تنسرب من نفسها نشوة لحظة فهي تضم ذراعيها في قوة وتشبكهما على صدرها. وتتجلى مقدرة الأستاذ الفنان في تصوير الناحية الجنسية في صورته الفحمية الرائعة (نداء الذكريات) ففيها استلهام لماض معسول، وانتشاء بذكرى عابرة عاطرة، كما استطاع في هذه الصورة نفسها أن يبرز بدائع التكوين الجسدي وروائع الفتنة. وهناك ناحية أخرى لازم التوفيق فيها الدكتور أبا هيف، تلك هي نقوشه الرائعة لصور الطبيعة، فلقد جلى خبايا الحسن والروعة فيها في دقة بالغة في (فجر الربيع) وفي (سكون الصباح وسحر الغروب) وكلها تنطق بأنه فنان ملهم عرف في هذه الصور وغيرها كيف يوفق بين الألوان واعتناق الظلال والأضواء كما يبدو ذلك في (هيكل الحب) وهي صورة غلب فيها خيال الشاعر على إدراك الفنان فجاءت مزيجاً من الاثنين معاً

ويطول بنا الكلام لو وقفنا عند مجموعة كل طالب فنان، وحسبنا أن نشير هنا إلى أن هذه الصور تدل على نبوغ كامن في نفوس لا ينقصها غير التشجيع والأخذ بيدها في هذا الطريق فإنها ولا شك ستبدع وستكون للفن الجميل خير معوان

ويغلب على الطلبة في هذه النواحي الميل لصور الطبيعة، وعلى الأخص مناظر النيل الساحر في مختلف الأحوال، ففيها بذلك روح مصرية جميلة نرجو أن تجد من الحدب م يأخذ بها في سبيل التقدم ومعارج الكال. ومن هؤلاء كمال نجيب وزكي واعيش وإحسان والدالي والسمنودي ودسوقي وحتاتة ويحيى سامي وحنفي وحمزة ومدكور والشموتي. وإن ما أبدعته ريشة الفنان الشاب إحسان احمد إبراهيم لما يدا على روح فنية أصيلة يرجى بها منها الخير، والحق أن ما عرضه آية في بابه يستحق عليه التهنئة ويستأهل عليه الثناء، وصوره هذه تشير إلى نبوغ فطري فيه سيؤتي أكله في القريب إذا والى العناية بهذه الناحية. ولقد أجاد وأوفى في الإبداع في (الغروب بالأقصر) فإن تعانق الشمس بالمياه في هذه اللوحة لما يلهم الخاطر شتى المعاني وتتدفق خيالها الأخيلة الرفافة، فهذه الشمس معبودة المصريين القدماء تحنو على المياه التي مدت متنها مركباً ذلولا لفراعنة مصر وكأنها تهمس في أذنها بمعاني الخلود، وتنغم أغنية العصور في مسامع الدهر

كذلك استطاع الأستاذ لوسيان شيرون الأستاذ بكلية الحقوق أن يقدم باقة عطرة من صوره للآثار المصرية والإسلامية وهي على قلتها تنبئ عن مقدرته التامة التصويرية، كما تشير لميله للآثار.

ح. حبشي

ألدوس هوكسلي

إذا عد الثلاثة الأوائل من زعماء الفكر في إنجلترا في العصر الحديث فلا شك أن ألدوس هوكسلي يكون ثالثهم؛ وأولهم - فيما نرى - هو برنردشو. وثانيهم هو هـ. ج ولز - وقد نظم برتراند رسل بهذا الترتيب، وهو على كل حال رابعهم، وله مزاياه التي يتفرد بها بينهم. . . وألدوس هوكسلي هو ابن العلامة الأشهر توماس هوكسلي الذي اهتدى إلى نظرية النشوء قبل أن ينشر داروين كتابه (أصل الأنواع) بثمانية أعوام، والذي لولاه ولولا كتاباته الخالدة لم يكن لداروين هذا الذكر وذاك الخلود. . . وهوكسلي الصغير هو أحد الكتاب الشباب، وإن يكن قد جاوز الأربعين، الذين برزوا إلى الوجود بعد الحرب الكبرى، والذين ثاروا على القديم تلك الثورة الهدامة التي كادت تأتي على أسس الأدب الإنجليزي المحافظ. وقد اشترك مع هوكسلي في هذه الثورة لورنس وجويس وفَلسفَها شو، لكن لورنس وجويس كانا يتخذان في ثورتهما سلاحاً من العاطفة مسنوناً، ومادة من الجنس يتغلغلان بها إلى أعماق القلوب، وكذلك كان يفعل هافلوك أليس، وما يزال؛ إلا أن أليس عالم يحلل النفس وكأنه في معمل من هذه الحياة، وقصته (أوليز) آية علمه، وقصته الجديدة (رقصة الحياة) آية أخرى. . . وألدوس هوكسلي ثائر من صنف أليس، وعالم مثله، وبينه وبين ولز صداقة حميمة، ويحسبه القارئ من تلاميذ شو، لكنه في الحقيقة تلميذ السويدي العظيم هنريك إبسن، وقد ظل طوال حياته الأدبية متأثراً بطريقته فهو يهدم ولا يبني، ويشخص ولا يصف العلاج. . . ولكن انقلاباً عظيماً حدث فجأة في حياة هذا الأديب الكبير، فقد اصدراً كتاباً جديداً له أسماه الغايات والوسائل & تناول فيه علل الحياة الحاضرة من سياسة وتعليم واقتصاد وأطماع فجعل يبدئ ويعيد في أسبابها، ثم يشرع بعد ذلك في وصف الدواء لكل حالة. وقد فزع هوكسلي في مقدمة كتابه من الحالة المخيفة التي انتهى إليها العالم جملة والأفراد متأثرين بما يرون من أعراض العلل التي تنتاب الأمم في موكبها المضطرب الذي تسير فيه إلى نكبة محققة. . . وقد اعتدل هوكسلي في مؤلفه الجديد فيما يخص الأديان، بل هو يعترف أن التدين سيلعب دوره الخطير في رد العالم إلى التعقل، ويبدو هنا أنه تأثر بالأديب الفيلسوف الفرنسي الكبير برغسون الذي وقف لوالد المؤلف ولداروين بالمرصاد، يرد نظرياتهم المادية، ويقفها صامته جامدة أمام حججه الروحية التي لم يستطيعا نقضها، والتي جاء مؤلف هوكسلي يؤيدها ويبشر بها. . . وينعى هوكسلي على طريق التعليم والتربية المنتشرة في العالم اليوم أنها رثة بالية، وأن مكروب الفساد الذي ينخر في كيان البشرية في هذا العصر ينتشر من رممها ويتكاثر فيها، ودليله أن أرق الأمم وأقواها، وأكثرها مدنية ومدارس وجامعات هي التي تهدد سلام العالم وتتربص بغيرها الدوائر، وتعد أدوات الدمار لساعة الجد؛ ولو كانت وسائل التربية والتثقيف ناجعة لما نامت الملائكة واستيقظت الشياطين وتأججت الحفائظ بالعداوات بين الدول. . . وهوكسلي هنا يبدو من أنصار فكرة السلام العالمي، بل هو من دعاة البشرية التي بحّ صوت ولز بتحبيذها. . . وقد وجم الرأسماليون الإنجليز من صيحة هوكسلي، وبدءوا يسفهون فلسفته الاجتماعية الجديدة، وهذا لأنه عاب توزيع الثروة العالمية بين الأمم، وصرح بأن استئثار بعض الدول دون البعض بخيرات الأرض هو شل لنشاط أمم ناهضة عاملة، كما أنه تخمة تشل نشاط الأمم المالكة وسنعود إلى هذا الكتاب القيم حين نفرغ من قراءته

الحبشة بعد الفتح الإيطالي

قام الميجر. ا. وبولسون نيومان الإنجليزي برحلة طويلة في بلاد الحبشة بعد استقرار الفتح الإيطالي فيها استغرقت ثلاثة أشهر (من مارس إلى يونيه سنة 1937) متبعاً طريق الغزو التي سار فيها الجنرال بادوليو مبتدئاً من مصوع وماراً بعدوه وأكسوم وماكالي وكوارم. . . إلى ديسي. ثم إلى أديس أبابا ثم إلى لهمتي (!) فسابو فجمبيلا فحدود السودان، ثم انثنى بطريق الجنرال جرازياني إلى مقدشو على المحيط الهندي. ثم ركب الطائرة من قسمايو في (الصومال) فطاف بمقاطعة أوجادن إلى ديردوا وإلى هرر ومن ديردوا بالسكة الحديدية إلى جيبوتي وبالباخرة إلى الميناء الإيطالي الجديد عند عصب. وقد كان أهم ما لفت نظر الميجر بولسون هو زوال روح الجفاء بين الأحباش المقهورين والإيطاليين الغزاة، وهذا النشاط العجيب الذي يبديه الإيطاليون في تحضير الحبشة وترقية مرافقها الحيوية وانتشار المدارس الإيطالية في أرجاء إمبراطورية أسد يهوذا. وقد ألف الميجر في رحلته هذه كتاباً هو أحسن ما وصفت به الحبشة إلى اليوم. وبالرغم من أن المؤلف إنجليزي فالكتاب موضوع في أسلوب حبي وروح غير عدائي.

كتاب جديد للمستر ولتر

من أنشط المؤلفين في العصر الحديث وأكثرهم إنتاجاً هو الكاتب الأشهر هـ. ج ولز الذي لا يكاد يمضي عام إلا ويتحف قراءه - وهم عشرات الملايين - بكتاب جديد تحتاج قراءته إلى عام أو أكثر من عام؛ وأحسن ما ألف ولزهي طوبوياته التي يدفع بها الإنسانية إلى السبرمان. وقد دعا في السنوات الأخيرة إلى وجوب عالمية التعليم وهي عالمية لا تفهمها القومية ولا تريد أن تستسيغها، لأنها نقيض لها، فالعالمية هي الديمقراطية بين الأمم، أما القومية فهي الاستبداد بين الأمم، وسلاح الأولى السلم والصالح العام، أما سلاح الثانية فالحرب والتغلب والتبرير. وولز من اجل ذلك يدعو إلى وجوب جعل التعليم عالميا، وانتزاع أخبار الحروب والصدام بين الأمم وتراجم الطغاة والمستبدين من صلب منهاج التاريخ الذي يدرس للتلاميذ في مدارس العالم قاطبة حتى لا تخدعهم الكبرياء الوطني عن صالح البشرية العام. وهو يدعو أيضاً إلى تأليف موسوعة عالمية تبشر بالأخاء الإنساني وتكون إنجيلاً حديثاً يوجه البشرية ويمهد لحكومة عالمية تحل محل عصبة الأمم التي ماتت ورنقت الغربان الجائعة فوق جيفتها تنوشها وتمزقها. وقد طاف ولز أنحاء العالم وراح يدعو إلى مذهبه في جامعاته، وقد حاضر في أمريكا وفي إنجلترا وفي فرنسا فنور الأذهان لما دعا إليه، ثم جمع محاضراته وأحاديثه ومقالاته وأصدرها في كتاب واحد سماه وهو اسم غريب تشوهه الترجمة

رابطة التربية الحديثة

زار مصر الأستاذ برفيه مدير معهد جان جاك روسو وكان من أثر زيارته أن اقترح إنشاء فرع في مصر لرابطة التربية الحديثة يكون من أغراضه مناقشة شئون التربية والتعليم والوقوف على التيارات المتصلة بها في العالم الحديث وإحداث تجارب في هذا الصدد محليا، وعقد الاجتماعات الدورية الخاصة، وإلقاء محاضرات عامة، وعقد المؤتمرات، ونشر البحوث الفنية، وإنشاء مكتبة لهذا الغرض، والاتصال بالهيئات التربوية في الخارج

وقد أنشأت فعلا هذه الرابطة من كبار رجال التعليم وألف مجلس إدارتها من صاحب العزة الدكتور أحمد عبد السلام الكرداني بك ناظر معهد التربية. والأستاذ إسماعيل القباني ناظر مدرسة فاروق الأول الثانوية، والدكتور عبد العزيز القوصي الأستاذ بمعهد التربية، والأستاذ محمد فريد أبو حديد الموظف بالمعارف، والدكتور سيد أبو باشا ناظر مدارس النيل، والدكتور أمير بقطر الأستاذ بالجامعة الأمريكية، والآنسة أسماء فهمي، والآنسة سمية فهمي، والأستاذ محمد عبد الواحد خلاف مدير التعليم بالجمعية الخيرية الإسلامية، والأستاذ احمد خلف الله المدرس بالجامعة، والأستاذ علي النحاس بمعهد التربية للبنات، والأستاذ رياض عسكر وكان أول ما فكرت فيه موضوع الامتحانات في مصر على نحو ما ذكرناه في العدد الماضي

ذكرى الرافعي

اعتزمت مصلحة الإذاعة الفلسطينية بالقدس الاحتفال بذكرى المرحوم الرافعي لمناسبة مرور عام على وفاته في 9 مايو سنة 1938 ودعت بعض أدباء المصريين للمساهمة في هذا الاحتفال. وإنه لوفاء يستحق الإشادة والذكر كنا نرجو أن تكون محطة الإذاعة المصرية اسبق إليه أحياء لذكرى فقيد العروبة الكبير الذي نشأ في مصر وكانت لها حياته وفيها مثواه. على أن الوقت ما زال متسعاً لتفكر محطة الإذاعة المصرية في القيام بهذا الواجب؛ جرياً على سنتها في الاحتفال بذكرى الخالدين من أدباء العربية، ومنها الأسوة في الاحتفال بذكرى الشاعرين الكبيرين شوقي وحافظ إبراهيم

مدرسة الخدمة الاجتماعية في خدمة الفلاح

أنشئت مدرسة الخدمة الاجتماعية في القاهرة لإعداد الشباب لخدمة المجتمع، واستغلال جهودهم للصالح العام. وكان طبيعياً أن تتجه الفكرة في المدرسة إلى تنظيم دراسة الخدمة الاجتماعية في القرية فوضعت لذلك برنامجاً منظماً وافياً يشمل كل نواحي القرية ويدرس أكثر المشاكل الريفية دراسة عملية قائمة على الخبرة والتجارب ونظرة إلى هذا البرنامج تبعث في نفوسنا الاطمئنان على ما تقدمه الخدمة الاجتماعية في القرية:

تقدمة عن تاريخ الفلاح. اقتصاد زراعي وتعاون ومسائل صحية. التعليم. تجميل القرية والمسكن. ترغيد الحياة الريفية الأمن العام. الفلاح والدولة. مسائل اجتماعية. الخدمات الاجتماعية في الريف

وقد بدأت هذه الدراسة الريفية يوم 13 أبريل وتستغرق نحو شهرين وتلقى المحاضرات في أحد مدرجات كلية الطب ويقوم بإلقائها نخبة ممتازة من المتصلين بشؤون القرية والمتهمين بإنهاض الفلاح، نذكر منهم الآنسة ابنة الشاطئ وإبراهيم رشاد بك والدكتور محمد خليل عبد الخالق بك والدكتور علي بك حسن والدكتور حلمي السعيد والدكتور القللي بك والدكتور عبد الله العربي بك والدكتور مأمون عبد السلام والدكتور احمد حسين

وإلى جانب هذه الدراسات العلمية المنظمة تقوم المدرسة بزيارات عملية للريف

كتاب شواهد القبور

نشر الأستاذ جاستون فييت مدير الآثار العربية (كتاب شواهد القبور) وهو السفر التاريخي الذي يسجل فيه هذا العالم ما يعثر عليه من شواهد القبور في العهود الإسلامية المختلفة في مصر، ونورد فيما يلي نموذجاً من هذه الشواهد، وما كتب عليها: (بسم الله الرحمن الرحيم، إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون، هذا قبر محمودة بنت عبد الله بن موسى بن خالد توفيق يوم الجمعة لأربعة عشر ليلة خلت من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة)

وكتاب الشواهد موضوع باللغتين العربية والفرنسية ويقع الجزء الخامس منه - وهو الذي صدر أخيراً - في نحو مائتي صفحة بما وجد على القبور من مثل هذه النقوش، كما الحق بها رسوم واجهات هذه القبور في نحو خمسين صفحة من الورق الفاخر المصقول

اشتراك مصر في معرض البندقية الفني الدولي

يقام معرض الفنون الجميلة الدولي المعروف باسم (البينالي) في مدينة فنيسيا في الصيف القادم ويعد هذا المعرض من اكبر معارض الفنون الجميلة وتشترك فيه الدول كلها فيمثلها كبار الفنيين من مصورين ومثالين

وقد قررت وزارة المعارف المصرية الاشتراك لأول مرة في هذا المعرض، فخصص للفنانين لمصريين جناح كبير تعرض فيه مبتكراتهم التي عنى بانتقائها الأستاذ ريمون مراقب الفنون الجميلة في الوزارة

وألفت لجنة من حضرات الأساتذة محمود سعيد ومحمد ناجي ومحمد حسن وراغب عياد ويوسف كامل وأحمد صبري ولبيب تادرس وسعيد الصدر وعلي الديب ونحميا سعد من رجال الفنون المصورين والمثالين لترتيب المعروضات وتنسيقها في المعرض

جائزة للتعاون الدولي

نظم (مركز نشر الفكر الفرنسي) مباراة لنيل جائزة (رحلة إلى فرنسا) مقدارها عشرة آلاف فرنك

وهذه الجائزة تمنح لشاب مصري يضع احسن بحث في الموضوع الآتي:

(الإبانة على نور الحوادث والتجارب بعد الحرب، عن مدى التضامن الاقتصادي وقوته، الذي يربط الأمم بعضها ببعض حتى ولو تغاضت عنه)

ويجب أن يكون المتبارون مصريين، دون الخامسة والثلاثين من العمر، وأن يكونوا من تلاميذ مدرسة عالية أو من خريجيها، وان يقدم كل منهم (بحثه) في هذا الموضوع قبل 10 مايو القادم، إلى عميد مدرسة الحقوق في الجيزة، على ألا يزيد هذا البحث على خمس وعشرين صفحة، مكتوبة بالآلة الكاتبة، وأن يقدم منه ثماني نسخ، ولا ينبغي أن تذيل هذه النسخ بتوقيع صاحبها، بل يجب أن ترفق برسالة فيها اسم صاحبها، وتكتب (البحوث) باللغة الفرنسية أو باللغة العربية مع ترجمتها بالفرنسية

لعبة الشطرنج عند قدماء العراقيين

أثبتت الآثار القديمة المكتشفة أخيراً في العراق أن سكان العراق القدماء كانوا يلعبون الشطرنج، وأن هذه اللعبة كانت إحدى وسائل اللهو عندهم. وقد أثبت هذا معهد الأبحاث التاريخية وبعثة بنسلفانيا الأمريكية التي تباشر أعمال التنقيب في العراق. وقد وجدت بعض القطع في شمال العراق. ويرجع عهدها إلى أربعة آلاف سنة ق. م. ويدل وضع هذه القطع على أنها استعملت كثيراً في اللعب

تعداد سكان العراق

ظهر من السجلات الرسمية أن النفوس المسجلة في العراق في الوقت الحاضر بلغت 1. 846. 915 نسمة من أهالي المدن و 1. 523. 196 نسمة من العشائر فالمجموع 3. 370. 111 نسمة. وتقدر النفوس غير المسجلة من سكان المدن بعشرة في المائة أي 185. 000 نسمة، ومن العشائر بستين في المائة أي 914. 000 نسمة، فيكون مجموع النفوس غير المسجلة 1. 098. 000 نسمة ومجموع نفوس العراق 4. 468. 000 نسمة

وفاة المغني الشهير شاليابين

توفي المسيو فيدور شاليابين المغني الروسي الذائع الصيت. وقد ولد في بلدة كازان بروسيا أول فبراير سنة 1873 واشتغل عدة أشهر (صبياً) لصانع أحذية ثم موظفاً صغيراً في السكك الحديدية وتلقى مبادئ الموسيقى الأولى عند انضمامه إلى فرقة المرتلين بكنيسة بلدته كازان ولما بلغ السابعة عشرة من عمره انضم إلى فرقة تمثيلية متنقلة، وكان يقوم فيها بالغناء والرقص. وتلقى الدروس الموسيقية الأولى على الأستاذ اوستانوف في مدينة تفليس سنة 1892 وظهر لأول مرة في دار الأوبرا في رواية (حياة القيصر) بمدينة بتروجراد 1894 ثم اخذ يتنقل في جميع دور الأوبرا في روسيا، وكان ظهوره لأول مرة خارج روسيا في لاسكالا دي ميلانو وتنقل بعد ذلك في عواصم أوربا وأميركا وكانت أولى رواياته السينمائية رواية (دون كيشوت) وله عدة مؤلفات منها (صفحات من حياتي) و (الرجل والقناع) وكان يميل إلى الرسم والتصوير وصيد السمك

المطابع السارقة

إلى مجلة الرسالة الغراء

يرى الأستاذ المازني أن (تنظيم النشر) في مصر يكفي لإزالة أسباب الشكوى التي يشكوها الكتاب والمؤلفون، وأن هذا التنظيم وحده هو أعود عليهم بالربح والجدوى. وللأستاذ الحق في هذا الرأي، غير أن علة أخرى لم ينتبه إليها مع أنها من أكبر أسباب الغبن الذي أدرك الأدباء العرب في هذا العصر

حدثني أحد باعة الكتب في الجزائر بأنه كان سافر إلى مصر ليقف بنفسه على طبع ثلاثة مخطوطات، وتعاقد مع مطبعة كبيرة في القاهرة. وشرعت هذه في العمل، وكان هو يتردد عليها صباح مساء. فلاحظ أنها تطبع ضعفي الكمية المطلوبة من النسخ، فذكر لصاحب المطبعة ما رأى فاعتذر هذا بأن العامل هو الذي أخطأ، وتعهد بإعدام النسخ الزائدة، إلا أن كان حضرة العميل في حاجة إليها. فأكد له هذا أنه لا يريدها. ثم حدث للعميل ما حمله على زيارة مطبعة أخرى. ولم يكد يدخلها حتى استولت عليه الدهشة، فقد رأى أكواماً من الملازم المطبوعة من نفس الكتاب الذي يقوم هو على طبعه، وذلك لأن المطبعة الأولى بعدما افتضح أمرها صارت كلما طبعت ملزمة نقلت الحروف مصفوفة مربوطة إلى هذه المطبعة الأخرى فتطبع فيها العدد المسروق. قال الراوي: وقامت بيني وبين صاحب المطبعة الأولى خصومة حادة عنيفة كادت تنتهي إلى المحاكم. ولكنها سويت على صورة غريبة صرت بموجبها شريكا له في السرقة، فقد ناولني كمية مهمة من الكتب القيمة التي طبعها أخيراً على نفقة أصحابها المؤلفين المشهورين. قال: (ومنذ ذلك اليوم أصبحت من عملائه الكثيرين المنتشرين في كثير من البلدان العربية والإسلامية. . .) قلت: (وهل كل هذا صحيح. . .) قال: (نعم. وهنالك أصحاب مطابع أخرى، وهنالك ناس ينسجون على هذا المنوال. وفي القاهرة رهط من الناس (ومنهم أصحاب مكتبات يحترفون ترويج الكتب المسروقة ووسقها إلى خارج القطر المصري. . .)

لقد ارتبت لأول مرة في صحة هذا الكلام وما لبث أن استيقنت عندما اطلعت على حوادث أخرى من هذا القبيل؛ فقد عرض علينا ذات يوم أحد باعة الكتب في فاس قائمة بأسماء كتب قيمة طبعت ولا يزال بعضها يطبع في القاهرة (وهي بأقلام أئمة الأدب في العصر الحديث) بأسعار مخفضة إلى حد غير معقول. فقلت لا يخلو الأمر من إحدى اثنتين: إما أن تكون هذه الكتب في منتهى الرداءة طبعاً، وورقاً أو أن عارضها قد ارتبكت أحواله المالية وأشرف على الإفلاس فهو يبيعها بأي ثمن

ثم عرفت أنه لا هذه ولا تلك وإنما هذا الرجل هو أحد عملاء المطابع السارقة. . . وكان أحد المتعهدين في الجزائر قد عرض مجلة الرسالة (التي يصدرها في القاهرة الأستاذ الزيات) على صغار الباعة والمتعهدين بثمن بخس جداً. . . وتبين أنه كان يستوردها من مكتبة بالقاهرة لها صلة وثيقة بمطبعة سارقة كانت (الرسالة) تطبع فيها قبل أن تتخذ لنفسها مطبعة خاصة. وأكثر هؤلاء (العملاء) ينشرون الدعوة ضد مطبوعات (لجنة التأليف والترجمة والنشر) في القاهرة. وسبب ذلك (فيما يظهر) هو أنهم لم يستطيعوا أن يسرقوها. . . وهذه الأشياء فضلا عن كونها تؤذي سمعة مصر أذى شديدا، فهي ضربة قاضية على الحركة الأدبية في مصر والعالم العربي. ونعتقد أنه لا بد للحكومة المصرية أن تعالج هذه الحالة بما تراه ناجحاً. لكي تسير حركة النشر في طريقها المشروع

(وهران)

الوفاق

محمد السعيد الزاهدي