مجلة الرسالة/العدد 270/تيسير قواعد الإعراب

مجلة الرسالة/العدد 270/تيسير قواعد الإعراب

ملاحظات: بتاريخ: 05 - 09 - 1938



لأستاذ فاضل

- 5 -

تطبيقات

فرغنا في مقالاتنا السابقة من ذكر مؤاخذاتنا على جماعة وزارة المعارف فيما رأته من تيسير قواعد الإعراب، وكان سبيلنا في هذا مخالفاً لسبيل غيرنا في مؤاخذاته عليها، لأنا نتفق معها في غايتها من الإصلاح، فهدمنا من عملها لنبني أتم منه، وأبطلنا من رأيها لنصل في الرأي إلى ما لا يمكن هدمه، فتعلو به كلمة الإصلاح، وينتصر ما نريده من التجديد النافع. وقد بلغني عن صديق لي أن عضواً بارزاً من هذا الجماعة ذكر له أنه معجب بما كتبناه في ردنا عليهم، فلا أدري ما بمنعه من ذكر رأيه فيما كتبناه من ذلك على صفحات مجلة الرسالة الغراء، ليتبين الحق في هذا الموضوع ونصل إلى ما تريده وزارة المعارف من الإصلاح في قواعد الإعراب

وإني أريد الآن أن أذكر تطبيقات على ما ذهبت إليه في إصلاح هذه القواعد، ليتبين أن ما ذهبت إليه من هذا مذهب مطرد، ورأي لا شذوذ فيه ولا اضطراب

التطبيق الأول

ألا إنَّ قلبي لدى الظاعِنينَ ... حزينٌ فمن ذا يعزَّى الحزينا

(ألا) أداة استفتاح مجزومة بالسكون (إن) حرف توكيد منصوبة بالفتحة (قلبي) مبتدأ منصوب بفتحة مقدرة قبل ياء المتكلم، وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على آخره (لدى) ظرف مكان منصوب بفتحة مقدرة على آخره، وهو متعلق بحزين مقدم عليه، ولدى مضاف والظاعنين مضاف إليه مجرور بالياء نيابة عن الكسرة (حزين) خبر المبتدأ مرفوع بالضمة (فمن ذا) الفاء للتفريع منصوبة بالفتحة، ومن اسم استفهام مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة في آخره وذا خبر المبتدأ مرفوع بضمة مقدرة في آخره (يعزى) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة في آخره، وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هو (الحزين) مفعول به منصوب بالفتحة، ولا داعي إلى ذكر أن الجملة صلة لا محل له من الإعراب، وإنما يعنى بتقدير الإعراب في الجمل التي لها حظ منه

التطبيق الثاني

ببذلِ وحلم ساد في قومه الفتى ... وكَوْنُكَ إيَّاه عليك يسير

(ببذل) الباء حرف جر مجرور بالكسرة، وبذل مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة في آخره، والجار والمجرور متعلق بساد (وحلم) الواو حرف عطف منصوب بالفتحة، وحلم معطوف على بذل مجرور بالكسرة (ساد) فعل ماض منصوب بالفتحة (في قومه) في حرف جر مجزوم بالسكون، وقوم مجرور بفي وعلامة جره الكسرة، وقوم مضاف والضمير مضاف إليه مجرور بكسرة في آخره (الفتى) فاعل مرفوع بضمة مقدرة (وكونك) الواو حرف عطف منصوب بالفتحة، وكون مبتدأ أول مرفوع بالضمة، والكاف المضاف إليه مبتدأ ثان مرفوع بضمة مقدرة (إياه) خبر المبتدأ منصوب بفتحة مقدرة في آخره (عليك) على حرف جر مجزوم بالسكون، والكاف مجرور به وعلامة جره كسره مقدرة، والجار والمجرور متعلق بيسير (يسير) خبر المبتدأ الأول مرفوع بالضمة

ولا غرابة في أن يكون المضاف إليه مبتدءا في هذا البيت، فان هذا هو الواقع في أمره، أما إعرابه اسما للسكون فأنه هو الغريب في الحقيقة، لأن المضاف إليه ليس اسما له. وإذا كان لنا مبتدأ مجرور بالحرف في نحو - ربه فتى - فأنه لا يكون هناك غرابة في أن يكون لنا مبتدأ مجرور بالإضافة في ذلك المثال ونحوه

التطبيق الثالث

يُغْضِي حياءً ويغضَي من مهابته ... فما يُكلَّم إلا حين يبتسم

(يغضي) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة، وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هو (حياء) مفعول لأجله منصوب بالفتحة (ويغضي) الواو حرف عطف منصوب بالفتحة، ويغضي فعل مضارع محذوف الفاعل مرفوع بضمة مقدرة (من مهابته) من حرف جر مجزوم بالسكون، ومهابة مجرور بمن وعلامة حره الكسرة، وهو مضاف والهاء مضاف إليه مجرور بالكسرة والجار والمجرور متعلق بقوله يغضي (فما يكلم) الفاء للتفريع منصوب بالفتحة، وما نافية مجزومة بالسكون، ويكلم فعل مضارع محذوف الفاعل مرفوع بالضمة، والمفعول ضمير مستتر جوازاً تقديره هو (إلا) أداة استثناء مجزومة بالسكون (حين) ظروف زمان منصوب بالفتحة (يبتسم) فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو، والجملة من الفعل والفاعل مضافة إلى حين مجرورة بكسرة مقدرة

وفي هذه التطبيقات الثلاثة كفاية

(تم البحث)

أزهري