مجلة الرسالة/العدد 278/في سبيل الإصلاح
مجلة الرسالة/العدد 278/في سبيل الإصلاح
المشكلة الكبرى في حياتنا الاجتماعية
للأستاذ علي الطنطاوي
(تتمة ما نشر في العدد الماضي)
سقت إليك في الفصل الماضي طرفاً من حديث المشكلة، وانتهيت بك إلى الكلام على المشاكلة بين الزوجين، وأنها ركن كبير من أركان السعادة الزوجية، فإذا لم تكن مشاكلة، وكان بينهما اختلاف في الغنى أو العلم أو الجاه كانت الحياة الزوجية موتاً بطيئاً. على أنه لا بأس أن يكون الزوج هو الأعلى في جاهه أو ماله أو علمه، ولكن البأس كل البأس حين يكون الأدنى، لأن الغنى والعلم والجاه من وسائل السلطان، فإذا كانت للمرأة زاحمت الرجل على سلطانه، ونازعته رياسته ففسد الأمر، واضطرب حبل الودّ. وأحسب أن مبدأ الكفاءة في الزواج (في الفقه الإسلامي) هو الدواء لهذا الداء
وأنا متحدث إليك في هذا الفصل عن سائر أسباب الخلاف بين الزوجين، ولست أزعم أني متقصيها كلها أو محيط بها، فذلك مالا أقدر عليه، ولكني ذاكر منها ما انتهى إلىَّ خبره
موقف أهله وأهلها
فمن ذلك موقف أهله وأهلها، فانه من أظهر أسباب الخلاف بين الزوجين، وأكثرها انتشاراً بين ظهرانينا، حتى أنه يبلغ منا العجب حين نسمع أن داراً تجمع بين الكنه والحماة، ولا تجمع إليهما النكد والشقاق والبلاء تصبَّه على الزوج صباً. . . فلا يكاد يروح إلى داره ليجد فيها الراحة بعد تعب النهار، والهدوء بعد الكدح المضني، والكدَّ المميت، حتى تستقبله المعارك والشكايات والدسائس، وما أكثر القراء به عالمون. . . فيحار في أمره: لا يدري أيسوء أمه وهي التي حملته جنيناً، ورَّبته صغيراً، وأحبَّته وجعلته أملها في حياتها، أم يسوء زوجه وهي التي هجرت أهلها وفارقت عشها لتجعله أهلها من دون أهلها وأمنها ومفزعها، ثم إنها قد تكون بريئة لا ذنب لها ويجد أن أمَّه لا ترضى عنه حتى يفارق زوجه - وييّتم أولاده - وزوجه لا ترضى عنه حتى يطرد أمه، ويعصي رَّبه، وهما خُطتان أهونهما أصعب الصعاب، وخيرهما من شرَّ الأمور. . . وليس إلى إقناع إحداهما من سبيل، لأن للمرأة منطقاً خاصاً، يجعل بينها وبين الرجل هوة لا يلتقيان معها أبداً، ويدع الرجل وإقناع ألف رجل أسهل عليه من إقناع امرأة واحدة. . .
والخلاف بينهما أزلي ثابت لا تتغير أسبابه. فالأم ترى أنها هي سيدة الدار لأنها الكبرى، ولأنها الأصل، وأن على الكنه التي أحضرتها بيدها واختارتها برأيها، أن تطيعها، وتعمل بأشارتها؛ والزوجة ترى أن الأم العجوز قد مضى زمانها، وذهبت أيامها، وأصبحت كالموظف المتقاعد، له مرتب وليس له أمر ولا نهي، وأنها هي السيدة في الدار، وأن لها الرأي في إدارتها. . ثم إنهما تختلفان على قلب الرجل، فالأم التي عرفته وليداً، وربته طفلا ويافعاً، وكان لها وحدها - لا تطيق أن تراه وقد صار لغيرها، ولا تقدر أن تبصر نفسها فريدة في غرف الدار، كأنما لم يكن لها ولد لأن ولدها خال بزوجته. . . والزوجة التي أعطت زوجها قلبها كله وحبها وحياتها ولم تجعل له شريكاً فيها، لا تستطيع احتمال هذه الشركة بينها وبين هذه العجوز، ولا يقنعها إلا أن يكون الزوج خالصاً لها. . .
وما يقال في الأم يقال مثله في الأخت، بل إن، الأخت إذا كانت عانساً لم تتزوج، وإذا كانت على بقية من شباب، تكون أشد على الرجل من أمه، لأنها أقل منها حباً وحناناً عليه، وأكثر غيرة لمكان الصبوة من نفسها، ولأنها ترى امرأة غريبة تستمع بالزواج الذي حرمت هي منه، ويكون هذا الزوج أخاها، غلبتها هذه الغريبة عليه، وحرمتها عطفه وحبه، فيكون حرمانها مضاعفاً. . .
هذا وليس ينفرد أهل الزوج بإدخال الألم عليه، وتنغيص حياته الزوجية، بل يشارك في ذلك أهل الزوجة، يكرهون فتاتهم على الزواج بمن لا تريده، لعلو سنه عن سنها، أو قبحه وجمالها، فلا يحفلون إرادتها ولا يبالونها لأنهم يرونه غنياً، فهم يبيعونها منه بيعاً، أو صاحب جاه فهم يجعلونها وسيلة إلى الانتفاع بجاهه، بل ربما زوجوا الفتاة بنت خمس عشرة، بالشيخ أبي الستين، ولم يستأ مروها ولم يروا رأيها، وربما زوجوها من الرجل القبيح. ولقد قال عمر (الرجل الملهم) فيما أحتفظ من قوله: (لا تكرهوا فتياتكم على الرجل القبيح فأنهن يحببن ما تحبون). . . فتدخل الزوجة دار زوجها وهي كارهة، فلا يأتي منها إلا مساءته وأتعابه، إن لم يسقها صباها وعجزه إلى أن تتصل بغيره من الفتيان أو تموت سلاً وكمداً هذا طريق، ولأهل الزوجة طريق آخر إلى إفساد الحياة الزوجية، هو التقصير في تربية فتاتهم أولاً، وعجزهم عن ضبطها وتأديبها ثانياً. فإذا كانت الزوجة سيئة الخلق وعناء، فأنها تدع دار زوجها لأتفه الأسباب، وتذهب مغاضبة تشكو إلى أهلها وتستعديهم، فإذا كان أهلها عقلاء ردوها إليه، وأصلحوا ذات بينهما، ولاموها على خلوة بها، كما يلومونه على خلوة به، فيؤلف الله بين القلبين، وتعلم الزوجة أنه لا ملجأ لها إلا دار زوجها، ولا منجي لها إلا حسن خلقها فترضى وتستقيم، وأما إذا كان أهلها جاهلين فإنهم يغضبون لها غضبة الجاهلية فيعينوها على طلاقها ويزيدون في عنادها فيخربون بيوتهم بأيديهم، ويسوقون الشقاء إلى فتاتهم، ويكونون شراً عليها وعلى زوجها ووبالاً. . .
ودواء هذا الداء أن يبحث الرجل عن أخلاق الأسرة، وأسلوبها في تربية بناتها، وحال أمها مع زوجها ومبلغ طاعتها له ورضاه عنها، قبل الإقدام على الزواج، فإذا اطمأن إلى ذلك وصاهر عقلا حازما، وكان الزواج برأي الفتاة ورضاها، من غير احتيال عليها ولا إكراه لها، فقد أمن جانب أهلها، وبقى عليه جانب أهله. . . والمصيبة بهم أشد. . . والعلاج أن يتفرد عنهم بزوجته. فإذا لم يستطيع ذلك، فعليه بالحزم في الأيام الأولى، وأن يعرف لأمه حقها، فان زوجه تطيعه وتتخرج عليه وتتربى على ما يأخذها به، أما أمه فلا سلطان له عليها. . . ولا عليه بعد ذلك أن يرضى زوجته فيما بينه وبينها، ويعوضها بما فقدت من السيطرة في الدار، بما يدخل السرور على قلبها ويملؤه رضى وأملا والسبل إلى ذلك شتى
المشاكل المالية
أولها هذا (الجهاز) فكم ثار من أجله من خلاف، وكم هد من أسر، وكم أصاب من بلايا. . . يتنافس القوم من أجله في إغلاء المهور حتى تبلغ المئات من الجنيهات، فتبور سوق الزواج، وتكسد البنات، ثم إذا كتب الله على الزوج أن يدفع هذا المهر الفاحش، لم يكن دفعه غنما للأب ولا لفتاته، لأن عليه أن يدفع مثل ما دفع الزوج أو قريباً منه، ثم يشتري بذلك كله أثاثا ومتاعا، وما شئت من الخرثى الذي لا ينفع في دنيا ولا آخره، فمن خزانة محفورة منزَّل فيها أدق الأصداف ثمنها سبعون جنيها، ومن مقاعد وأرائك على نحوها ثمنها مائتان لكنها لا تقيم على الاستعمال عاما واحدا، ومن ستائر للنوافذ ثمن إحداهنَّ عشرة جنيهات، ومن أوان فضية وقوارير كولونية تصف على المناضد صفا، كصف الجند ثم لا تفتح أبدا، والمناضد (نسيت المناضد) وثمن إحداهنَّ عشرات الجنيهات، وغير ذلك مما لا أعرفه ولا أذكر اسمه وان كنت قد رأيته في دور الحمقى والمغفلين. . .
ولقد عرفت شابا مستور الحال أراد الزواج فطلبوا منه أربعمائة دينار ذهبي، فباع داراً كانت لأبيه، وأعدَّ المهر، فسلمه إلى أم الزوجة، وضمت إليه أمها ثلاثمائة من عندها لتشتري بها جميعا (جهازاً) لابنتها، فلما بلغه ذلك طار عقله وذهب يقنع أم الفتاة أن تشتري لها بذلك داراً (عمارة) يكون لها ملكها وريعها وتبقى على الدهر فقبلت ومرت أيام فبلغه أنها قد عدلت عن ذلك وأنفقت المال كله في الجهاز. . . فسألها عن السبب فإذا السبب أن البنت بكت وقالت: هل أنا دون ابنة فلان، وقد جهزوها بكذا. .؟؟ قالت الأم: (فقطع قلبي بكاؤها، فلم يسعني إلا أن أفعل ما تريد. . .)
وتم العقد واستأجر الزوج داراً فخمة (على نسبة الجهاز) فلم تمض إلا شهور حتى ركبه الدين، فاضطر إلى استئجار دار تليق به، ويحتملها مرتبه، فلم يلق فيها مكاناً لهذا (الجهاز) فذهبوا يبيعونه؛ فلم يأتهم بأكثر من مائة وعشرين، وقد كان ثمنه سبعمائة. . .
ومن مشاكل الجهاز أن الزوجة تجده رأس مالها، وقنيتها في حياتها، فتحافظ عليه محافظتها على روحها، وتكره أن يدعى إلى الجلوس على مقاعده ضيوف زوجها، أو أن يدخل غرفته زوار أهله، وقد لا يكون في الدار غرفة للاستقبال سواها، لان الناس يجعلونها أبداً للاستقبال. فتبدأ المشاكل. . . وقد تنتهي بالطلاق. . . رأينا ذلك مراراً
وعندي أن الدواء إبطال الجهاز بالمرة، وأن يفرش الرجل داره كما يريد ويستطيع، ويشتري بالمهر القليل الذي يدفعه الزوج عقار تملكه الزوجة ويسجل باسمها، أو حلية ذهب تبقى لها محتفظة بثمنها
والمشكلة المالية الأخرى نفقات المرأة وكسوتها. وقد قدمت القول بأن كسوة النساء (إلا الضروري منها) تبذير من عمل إخوان الشياطين وإسراف لا جدوى منه، وسبيل إلى كل ما يكره الرجل وتأبى العادات والمروءات وينكر الدين، من أجل ذلك قال عمر الذي ينظر من وراء الغيب بعينين من إلهام وتحديث (استعينوا على النساء بالعرى) وليس يرى العرى المطلق، بل النزاهة عما يضيع المال والعرض معا!. . .
أقص عليك قصة امرأة واحدة، فيها وصف لنساء كثيرات، تلك هي امرأة موظف كبير مرتبه ثلاثمائة ليرة سورية، وهو مبلغ في دمشق ضخم، تخرج من دارها كل يوم في عربة أو سيارة لا تستطيع لثقلها أن تمشي، فتطوف على بيوت الناس، فأصبحت تعرف عشرات من الأسر الغنية المبذرة. فلا يمر أسبوع لا تدعى فيه إلى عرس أو حفلة إلا كلفت زوجها كسوة جديدة. لأن من العار عليها أن ترى بثياب قد سبق فرئيت فيها من قبل. فتشتري الإزار والرداء (أو ما يقابله في الاصطلاح النسائي فما أعرف ماذا أقول. . .) والحذاء والجوارب، ويتراوح ثمن ذلك (كما حدثني المسكين وحلف لي) ما بين ستين وتسعين ليرة سورية فلا يقوم مرتبه كله بكسوتها. فيستدين ليتم لها ما تريد وينفق على نفسه وأولاده. حتى هذه الدين وأصبح مضطراً إلى بيع أملاكه المرهونة. . .
ومن النساء من لا تبالغ في الإسراف هذا المبلغ، فتكتفي بنصفه أو ثلثه، ولكن مرتب الموظف المتوسط نصف مرتب صاحبنا أو ثلثه، فتبقى النسبة على حالها؛ أما الموظفون الصغار كالمدرسين الذين يأخذون خمسين ورقة في الشهر وأربعين وثلاثين والصناع وصغار التجار، فتصور أنت موقفهم من نسائهم، فما يبلغ القول تقرير الحقيقة ووصف الواقع
ولست أزعم أن النساء كلهن عمياوات لا يبصرن حالة أزواجهن، وأن قلوبهن قد قدت من حجر فلا تشفق ولا تحزن، بل أن في النساء عاطفةً وحسَّا، ولكنهن يألفن حالة، فلا يطقن أن يراهن أحد على حالة دونها، ويستحيين من صاحباتهن ورفيقاتهن. . . ووراء هذه المشكلة الحزم في الأيام الأولى من الزواج (وهو رأس الأدوية كلها) وتقليل الاختلاط، والاقتصاد في زيارة الناس ومصاحبتهم، وليس من بأس بعد ذلك أن يخصص الزوج لزوجته مبلغاً من المال لكسوتها يدفعه إليها مشاهرة، ويدعها تفعل فيه ما تشاء، على أن تقنع به، ولا تسأله من بعده درهماً واحداً لكسوة أو ثياب. ولقد جرب هذه الطريقة كثير من الرجال فوجدوها صالحة مؤدية إلى الراحة والاطمئنان
مشاكل أخرى
إن من طبيعة المرحلة التي تجتازها اليوم أمم هذا الشرق الإسلامي: مرحلة الانتقال، أنه يلتقي فيها عصران، ولكنهما لا يأتلفان فيتحدان، ولا يختلفان فيتباينان، فينشأ عن ذلك هذا الازدواج في الحياة، فيعيش قوم في عصر مضى، وقوم في عصر لم يأت، فكيف يلتقي الزوجان وبينهما عصر مديد. . . هو يعيش محافظاً، وهي تريد التجرد مما يحافظ عليه. هو متدين وهي رقيقة الدين! إن كل شيء يحتمل، ضياع المال والتعب والشقاء، ويجد الإنسان عزاءه عنه في انتظار ثواب الله، في الآخرة، يجد عزاءه في الدين، فإذا ضاع الدين فأين يجد العوض منه والعزاء فيه؟
لذلك كان أول ما يجب على الزوج أن يفكر فيه، هو أن يختار زوجه من طبقته ورأيه، محافظة أو تجديداً، وإلا كان الزواج شراً كله
هذا أصل يتفرع عنه فروع كثيرة، أولها: تأدية حق الله في العبادة، والمحافظة على الصلوات، والرجوع إلى أحكام الدين فيما يختلف فيه من أمور الحياة، إلى غير ذلك مما يراه المسلم رأس الأمر وملاكه ويسميه المجددون (المتجردون) رجعية وجموداً.
وثانيها: خروج المرأة من دارها، وحالها عند الخروج وزيها وزينتها، وتبرجها في الأسواق وتيممها السينمات ودور اللهو، وعرض مفاتنها على الرجال، وما إلى ذلك مما يسميه المسلم وقاحة ورذيلة وقلة حياء. . . ويدعوه المتجردون مدنية وتقدماً. . .
وثالثها: الاتصال بالناس، وتخصيص الأيام الكثيرة لاستقبالهم، وإضاعة الأموال في إكرامهم وتعطيل أعمال الدار، وتربية الأولاد في سبيلهم - وما يجره الاختلاط الكثير. . . الذي ينفر منه العقلاء، ويرونه فساداً لا خير فيه، وبابا لا يلج منه إلا كل ضرر، لأن النساء لا يقبسن من النساء إلا السيئ المكروه، ويراه أهل التجديد واجباً لا بد منه، وفرضاً لا تكون المرأة متمدنة محترمة. . . إلا به!
ورابعها: اتباع (المودة) والأيمان بها إيمانا لا شك فيه، والخضوع لها خضوعاً أعمى، والتعامي عما تجر على الأسرة والأمة من ضرر. وهذه ثمرة من ثمرات الاختلاط المرة، يراها العقلاء سخافة وحماقة، ويعدها أهل التجرد والتجدد من فروض العين!
ومن هذه المشاكل الفرعية الخلاف على تربية الأولاد حين يحكم المرأة عاطفتها فتأبى على الأب أن يأدب ابنه أو يأخذه بالحزم، وهذا فضول من المرأة لا معنى له.
على أنها قد تثور الثائرة بين الزوجين لغير ما سبب واضح، كأن يكون الزوج متألما في نهاره أو مصابا بمصيبة لا يحب لأن يسوء بها أهله، فيدخل مقطباً من حيث لا يشعر فتحسب الزوجة أن ذلك موجه إليها، فتغضب وتعرض، فيألم الزوج في نفسه، ويظن أنها رأته في مصيبة فأعرضت عنه بدلاً من أن تعطف عليه وتواسيه، وينأى كل واحد منهما عن الآخر، ويوسوس له الشيطان حتى يصبحا متنافرين حقاً، وهذا مشهور يتكرر تمثيله دائماً، وداء يعتاد الأزواج في كل حين - ودواؤه الناجع كلمة يقولها أحدهما يشرح بها حاله، وقهر لهذه الكبرياء الخبيثة التي تمنعه من هذه الكلمة
كلمة الختام
وبعد فهذا كله سهل يُتداوى منه بشيء من الحكمة والحزم فما دواء حماقة الآباء في إغلائهم المهور، وتمسكهم بهذه العادات الباطلة، حتى أدى ذلك إلى (أزمة الزواج) التي اشتدت وعمَّت؟
ومتى نجد الأب الذي يملك في نفسه من الجرأة، وفي رأسه من العقل، وفي صدره من الدّيِن، ما يكسر به هذا السدَّ الذي يمنع عن الأمة كل خير وسعادة، ويعيد لنا سعيد بن المسيب في قصته التي رواها الرافعي (رضى الله عن الاثنين)؟
هل فسد الزمان حتى ما نجد في أربعمائة في أربعمائة مليون مسلم (سعيداً) واحداً؟
(دمشق)
علي الطنطاوي