مجلة الرسالة/العدد 295/النور
مجلة الرسالة/العدد 295/النُّور
للأستاذ أمجد الطرابلسي
تدَجّى السَّبيلْ ... ومات الدَّليلْ
وتاه الرَّفيقْ
وهذا الظّلامْ ... أضاع الزِّمامْ
فضلَّ الطّريق
وخاف الرّحيلْ فأَغفى ... ونامْ وما يستفيقْ
وأين الصَّباحْ ... يواسي الجراحْ
ويحيى الأملْ
سقته الحسانْ ... ضياء الدِّنانْ
وخمرَ القُبلْ
فألقى السِّلاحْ وراَء ... الزّمانْ صريعَ المُقَلْ
أقامَ الأَلَقْ ... وراَء الغسقْ
يُنيرُ المدى
وحولَ الخصورْ ... وفوقَ النّحورْ
يَصُبّ النَّدى
صبايا الشَّفَقْ رفعنَ ... السّتورْ له فاهتدى
سباه الجمالْ ... وسحرُ الدَّلالْ
وحلوُ النَّغَمْ
فألقى عصاهْ ... مُريقاً سَناهْ
وراءَ الظُّلَمْ
وخَلى الضَّلالْ وبؤسي ... المَتاهْ لِرَكْبِ الأَلمْ
هنا الليلُ نامْ ... رهيبَ الظَّلامْ
مهيبَ الْحَلَكْ
وباتَ الصَّباحْ ... أسيرَ الملاحْ رَضِيَّ الشَّرَك
فمن للهِيامْ وراَء ... البطاحْ وتحتَ الفلكْ؟
طلبتْ الضِّياءْ ... فجزتُ الجواءْ
أمامَ النُّسُورْ
نفضتُ الدّهورْ ... وخُضتُ البحورْ
لأحظي بِنورْ
ظلامُ الفناءْ يَعُمُّ القُص ... ورْ فكيفَ القُبورْ. . .؟
(باريس)
أمجد الطرابلسي