مجلة الرسالة/العدد 301/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 301/البريد الأدبي
حول إنسانية الرسول
قرأت ما كتبه الأستاذ محمد أحمد الغمراوي تحت هذا العنوان في مجلة الرسالة الغراء عدد (300) فعجبت لأنه ينسب إلي خطأ أعجب من خطأ الأستاذ زكي مبارك فيما رددت به عليه في العدد 298 وهذا لأني بحثت فيما أخذه عليّ فلم أجد فيه ما يصح أن يكون خطأ، أو أن يشغل وقته الثمين بالرد عليه. ولقد قرأ كلمتي كثير من علماء الأزهر وطلابه، فسروا بها سروراً عظيماً، وبلغ من سرور بعضهم أن سعى إليّ فأخبرني بأنه كان في نفسه شيء من مقال معروف لي، فذهبت هذه الكلمة بما في نفسه، وأظهر لي من السرور بكلمتي ما أظهر
أما الذي أخذه الأستاذ الغمراوي عليّ فهو تكلف لم يكن هناك داع إليه، لأني إذا كنت أطلقت في أمور الدنيا التي قلت إنه لم يكن للوحي شأن بها، فقد أطلق النبي ﷺ في ذلك أيضاً حين قال: (أنتم أعلم بأمور دنياكم) ولا شيء في هذا الإطلاق، لأن كل شخص درس دين الإسلام، يعرف أن المراد بأمور الدنيا في ذلك هي ما يعرفه الناس بالتجربة من نحو حرث وزرع وسقي وصناعة وتجارة، وما إلى ذلك من كل ما لم يأت الدين ليعلمهم إياه. وأما غير ذلك من أمور الدنيا مما يدخل في قسم المعاملات، كالبيع والنكاح والطلاق، فهو من أمور الدين، كما هو من أمور الدنيا، وشأنه في ذلك شأن العبادات سواء بسواء، وقد عنيت كتب الفقه الإسلامي ببحث القسمين حتى صارا في نظر المسلمين جميعاً كشيء واحد، ولهذا فهم كل من سر بكلمتي أن القسم الثاني من أمور الدنيا داخل في أمور الدين التي ذكرت اختلاف العلماء في جواز اجتهاد النبي ﷺ فيها، وكذلك وجوب تنبيهه ﷺ بالوحي إذا أخطأ أمر مقرر في كتب الأصول، وهي في متناول أيدي الناس والسلام ورحمة الله على الأستاذ.
عبد المتعال الصعيدي
للبستي لا لأبي تمام
عزا الأديب الكبير الأستاذ عبد الرحمن شكري في مقالته (أبو تمام شيخ البيان) في الجزء السابق من (الرسالة) الغراء هذا البيت:
من كل بيت يكاد الميت يفهمه ... حسناً ويعبده القرطاس والقلم
إلى أبي تمام (أستاذ كل من قال الشعر بعده) - كما قال المتنبي - والحق أن هذا القول من خير ما يوصف به شعر حبيب. ولكنه ليس له ولم يشتمل عليه ديوانه، وبعض ما عند أبي تمام أو أبي التمام كما يسميه الحسن بن رجاء يكفيه. وهل من الإنصاف أن يعطي العظيم القوي الغني قوت المساكين
عجباً للناس في أرزاقهم ... ذاك ظمآن وهذا قد غرق
والبيت الميمي إنما هو للبستي. وقد نسبه إليه نسبة صادقة صديقه الإمام عبد الملك الثعالبي في (اليتيمة) في أول سيرته قال: (أبو الفتح علي بن محمد الكاتب البستي صاحب الطريقة الأنيقة في التجنيس البديع التأسيس، وكان يسميه المتشابه، ويأتي فيه بكل طريفة لطيفة. وقد كان يعجبني من شعره العجيب الصنعة البديع الصيغة قوله:
من كل معنى يكاد الميت يفهمه ... حسناً ويعبده القرطاس والقلم
وبعد فما جئنا إلى الأديب الكبير الأستاذ (شكري) ناقدين وإنما أقبلنا مثنين على أدبه العالي وبحثه ومحيين
(القارئ)
مسألة فيها نظر
للدكتور إسماعيل احمد أدهم رأي في سياق دراسته لمطران نشر في المقتطف يتصل بتأثير بعض الأدباء في بعض، وقد عقب عليه الأستاذ عبد الرحمن شكري في العدد الأخير منها، فأرسل الدكتور أدهم إلينا هذه الكلمة تعليقاً على ذلك التعقيب، والمسألة لاتصالها بتاريخ الأدب تحتاج إلى تمحيص ودرس
حضرة الأستاذ صاحب الرسالة
قرأت كلمة الأستاذ عبد الرحمن شكري مدروجة بعدد المقتطف الذي صدر في أول أبريل سنة 1939 تعليقاً على دراستي عن خليل مطران: وإن ما أعلمه من تبحر الأستاذ الشاعر في الأدب يسمح لي بأن أذكره بان الناقد لا يأخذ برأي المنقود أخذاً تاماً، وقد يخالفه في نفس معتقده ولو مس شخصه، وهذا غير خافٍ عن مثله. وبناء على ذلك فقد كتبت ما كتبت وقد خالفت فيمن خالفت الأساتذة طه حسين والزهاوي وأبو شادي وتوفيق الحكيم وغيرهم في الدراسات التي كتبتها عنهم
ويقيني المستخلص من مطالعاتي أن الأستاذ عبد الرحمن شكري تأثر باتجاهات مطران تأثراً قوياً. وللأستاذ شكري أن يتبرأ من ذلك، ولكن مثل هذا التبرأ لن يغير من استنتاجاتي شيئاً لأنها تقومّت بأسباب دقيقة إن لم أذكرها في ختام دراستي عن مطران حين أعرض لأثر مطران الكبير في الشعر العربي الحديث، فإن لها مكانها في بعض الدراسات الآتية
وأكرر بهذه المناسبة تقديري العميق لأدب الأستاذ شكري وزميليه الفاضلين، وليس لي أي غاية من دراساتي سوى التحقيق من سبل الدرس التحليلي حسب المقدمات التي تجمعت تحت يدي
أما إذا كان الأستاذ شكري يرى نقصاً في هذه المقدمات فله أن يظهره، وعلى كل حال فأنا في انتظار البيان الذي يعدني بنشره والذي فيه بعض ما يخالف ما جاء في البحوث التي نشرتها إلى اليوم من دراساتي عن مطران. وإلى أن ينشر بيانه فأنا على اعتقاد بصحة ما جاء في سلسلة البحوث التي نشرتها
إسماعيل أحمد أدهم
الإسلام والدعاية النازية
أعلن الهر جوبلز وزير الدعاية في الريخ أن خمسة وعشرين ألفاً من الألمان سيعتنقون الإسلام، والمسلمون في أقطار الأرض يغتبطون أن يهتدي إلى دينهم هذا العدد الضخم من أعداء السامية، ولكن إعلان هذا الخبر على لسان وزير الدعاية النازية يشككنا في إيمان هؤلاء الإخوة، ويحملنا على أن نظنهم فرقة من الجيش صدرت إليها الأوامر بالقيام إلى (مهمة حربية) بهذا السلاح وعلى هذه الصورة. وقد علمنا نابوليون وفلبي ولورنس أن اعتناق الإسلام قد يكون في بعض الأحيان أقصر الطرق إلى الغاية الاستعمارية. على أن المسلمين اليوم أنفذ بصيرة وأصح تمييزاً من أن تدخل عليهم هذه الحيل المكشوفة، فهم يعتزون بوطنيتهم كما يعتزون بعقيدتهم، وهم مصممون على أن يدفعوا عن وطنهم كل دخيل طامع، كما يدفعون عن دينهم كل عابث خادع
حول عباس بن أبي ربيعة
سيدي الأستاذ الزيات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ وبعد فلقد قرأت في العدد رقم 300 من (الرسالة) الغراء كلمة الأديب الفاضل درويش الجميل في البريد الأدبي فحمدت له نقده لبعض ما جاء في قصة عياش؛ غير أنه وقف عند رواية أبن هشام في سيرته فحسب
ولو أن الكاتب الأريب ضم أشتات القصة من مظانها - وهي مبثوثة في أضعاف كثير من التاريخ والتفسير - فجمع رواية ابن هشام في سيرته، إلى رواية ابن جرير الطبري في تفسيره، إلى رواية الواحدي في كتابه (أسباب التنزيل)، إلى غيرها. . . لاطمأن إلى ما كتبت، ولأنصف ما جاء في مقالي عن عياش
ولست الآن بسبيل أن أنشر على عيني الأديب الفاضل ما جاء في الروايات المختلفة ليقارن هو بينها، فيستخلص رأياً هو الرأي الذي تحدثت به آنفاً، فالمكان ضيق وأنا في شغل
كامل محمود حبيب
وحي الشاعرية
وقع في هذه القصيدة التي نشرناها للسيد حسن القاياتي تحريف يسير نصححه فيما يأتي:
كم فاتك حرس الجمال مَخافة ... أن يستثير من الحسان الأعينا
إن الذي خلق الصباحة زينة ... قالوا تغضَّب أن تلوحَ فنُفتَنا
يا موحياً سور الأشادة رقية ... أنا شاعرٌ صِفْني، ولكن من أنا
تطبيع
جاء في البيت الثاني من قصيدة الأستاذ أحمد الصافي النجفي (قلعة بعلبك) المنشورة في العدد الماضي من الرسالة كلمة (حرتُ) وصوابها (صرتُ)
عصبة الأمم، غايات العصبة ووسائلها وأعمالها نشرت سكرتارية العصبة هذه الأيام نسخة عربية لكتابها المعروف باسم (غايات العصبة ووسائلها وأعمالها) ولم ينشر هذا الكتاب من قبل إلا باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وقد أظهرت العصبة بهذا العمل تقديرها العظيم للمنزلة التي تنالها اللغة العربية يوماً بعد يوم في ميدان الثقافة والسياسة
وكان الدافع إلى نشر هذا الكتاب باللغة العربية كثرة الطلبات التي أبداها عدد عظيم من الجماعات الدولية لكتاب عربي يتناول أعمال العصبة ويقبل الناس على قراءته إقبالاً كبيراً
وقد ظهرت الطبعة الأولى باللغة الإفرنجية في سنة 1935 وكانت موضوعة في أسلوب سهل واضح، ولاقي الكتاب نجاحاً عظيماً في أنحاء العالم باللغتين الإنجليزية والفرنسية فكان هذا النجاح حافزاً إلى إعادة طبعة عدة مرات
والكتاب في هذه الطبعة الحديثة المنقحة مقسم إلى أربعة أقسام
القسم الأول: وقد خصص للشؤون التي يهتم بها الرأي العام في العالم مثل النظام الدولي قبل وجود العصبة ومثل نظام العصبة وغاياتها ووسائلها
القسم الثاني: ويصف أعمال العصبة سياسية وفنية
القسم الثالث: ويتناول أعمال محكمة العدل الدولية الدائمة في لاهاي (وهي المحكمة التي أنشأنها العصبة) وأعمال مكتب الممل الدولي
القسم الرابع: ويتضمن النص الكامل لميثاق العصبة
وقد وضع هذا الكتاب خالياً من النزعات الخاصة، ولم يحاول فيه إخفاء الأزمة السياسية التي تجتازها العصبة الآن، على أن الآمال المعقودة على مستقبلها العظيم لم يرد ذكرها بين سطوره. وإن في الطعن والسخرية اللذين يوجههما إلى العصبة أعداؤها المكابرون في كثير من الإلحاف والشدة لدليلاً واضحاً على الاعتراف بالنتائج الجليلة التي ينتظرها العالم على أيدي هذه العصبة
والكتاب يحتوي على 214 صفحة وثمنه شلنان أو 18 فرنكا فرنسياً. ويطلب من قسم النشر بسكرتارية عصبة الأمم بجنيف