مجلة الرسالة/العدد 304/نقل الأديب
مجلة الرسالة/العدد 304/نقل الأديب
للأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي
398 - كأنا له زغب الفراخ يقوتها
ابن فيروز البصير:
وروضةْ لَهو قد جنيت ثمارها ... بدير العذارى بين روض وأنهار
تخال به وجه المدير وكأسه ... هلالاً وشمساً بين أنجم نُوَّار
يطوف بإبريق مفدّى، كرامة ... علينا، بأسماع كرام وأبصار
كأنَّا زُغْبُ الفراخ يقوتها ... بمثل مُذاب التبر من شطر منقار
399 - لا يسمع ذم صديقه
في (مرآة المروءات) للثعالبي: جلس أبو نواس إلى نفر من قريش، فذكروا صديقاً له فعابوه، فقام أبو نواس فاستجلسوه فقال: ليس من المروءة أن أجالس قوماً يذمون صديقاً لي، وأنشأ يقول:
لا أعير الدهر سمعي ... ليعيبوا لي حبيباً
احفَظِ الإخوان كيما ... يحفظوا منك المغيبا
400 - شريكك
قال صلاح الدين الصفدي: رأيت الشيخ الإمام الفاضل ركن الدين محمد بن القريع غير مرة ينكر على من يضرب كلباً أو بهيمة ويقول له بحنق: لأي شيء تفعل به هذا وهو شريكك في الحيوانية؟!
401 - ولا تصحب الأردا فتردى مع الردى
وُجد على ظهر نسخة من (المفصل) بخط عتيق: سئل ابن ابن الأخضر بمحضر ابن الأبرش: علامَ انتصب قوله: (مقالة إن قد قلت سوف أناله؟). فقال: (ولا تصحب الأردأ فتردى مع الردى). فقال السائل: سألتك عن إعراب كلمة فأجبتني بشطر بيت. فقال ابن الأبرش: قد أجابك لو كنت تفهم. وهذا الشطر من قول النابغة:
أتاني - أبيت اللعن - أنك لمتني ... وتلك التي تستك منها المسامع مقالة إن قد قلت سوف أناله ... وذلك من تلقاء مثلك رائع
يروى (مقالة) بالرفع على أنه بدل من أنك لمتني الفاعل وبالفتح على ذلك إلا أنه بناه لما أضافه لي مبني
402 - فتوة
في (مفيد العلوم ومبيد الهموم) لجمال الدين الخوارزمي: كان رجل نيسابوري يدّعي الفتوة، فاجتاز يوماً بمفرق الطرق، فرأى شاباً مريضاً يتأوه ويستغيث، فتقدم إليه وقال: وما تشتهي؟ قال: أشتهي رؤية أمي والرجوع إلى وطني. قال: أين منزلك؟ قال: ببلخ. فأخذ الرجل بمجامع لحيته ولطم نفسه (وكان اسمه أبا الحسن)، فقال: يا أبا الحسن، كنت أظن أنه يشتهي فُقاعاً، أو قصعة هريسة. ادعيت الفتوة فهات المعنى. فرجع إلى بيته وباع داره، واكترى راوية وحمولة وآلات وحمل الرجل، وأوصله إلى منزله.
303 - الفتوة
في (الذخائر) للأشبيلي: سمع بعض السلف بعض الفتيان يقول: الفتوة إنما هي الظرف والانهماك والمجون. فقال له: ويحك! يا بني، حدت (والله) عن طريق الحق، وجرت عن القصد. والله ما الفتوة إلا مال مبذول، وبشر مقبول، وطعام موضوع، وأذى مرفوع.
404 - ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم
في (الكشاف): (ليتفقهوا في الدين، ولينذروا قومهم): ليتكلفوا الفقاهة فيه، ويتجشموا المشاق في أخذها وتحصيلها وليجعلوا غرضهم ومرمى همتهم في التفقه إنذار قومهم وإرشادهم والنصيحة لهم لا ما ينتحيه الفقهاء من الأغراض الخسيسة، ويؤمونه من المقاصد الركيكة، من التصدر والترؤس والتبسط في البلاد، والتشبه بالظلمة في ملابسهم ومراكبهم، ومنافسة بعضهم بعضاً، وفشوّ داء الضرائر بينهم، وانقلاب حماليق أحدهم إذا لمح ببصره مدرسة لآخر أو شرذمة جثوا بين يديه، وتهالكه على أن يكون موطأ العقب دون الناس كلهم