مجلة الرسالة/العدد 305/رسالة المرأة

مجلة الرسالة/العدد 305/رسالة المرأة

ملاحظات: بتاريخ: 08 - 05 - 1939



آداب إنجليزية

مأدبة العشاء الرسمي

للآنسة زينب الحكيم

ترتيب المائدة وما يترتب عليها

ولائم العشاء من أهم أشكال العزائم عند الإنجليز. وإنه لمن الفخر في العرف الإنجليزي أن يدعى الإنسان لوليمة عشاء أكثر من أن يدعى لوليمة غداء، أو لشاي بعد الظهر، أو لسهرة بسيطة في المساء، فإن وليمة العشاء غالية الثمن، لا يدعى إليها إلا علية القوم، ولذلك فهي إكرام له قيمته وأهميته. وعلى ذلك لا ينتظر من الأفراد صغيري الموارد ومتوسطي الحال أن يقوموا بولائم كهذه. وليس معنى هذا أنهم لا يستطيعون عمل ذلك في محيطهم الخاص وإنما نقصد إلى أن المفروض في ولائم العشاء الرسمية أن تكون مستكملة اللوازم والمسرات والإكرام

الدعوة لوليمة العشاء

كيف ترسل الدعوى؟

إما تكتب على شكل مذكرة، أو تطبع على بطاقة، وعادة ترسل قبل الميعاد بعشرة أيام إلى ثلاثة أسابيع حسب أهميتها بالنسبة للغرض الذي تقام من أجله، وبالنسبة للفصل من السنة

فتكون مهلة الدعوة أطول إذا كان الفصل فصل عمل، فتراعى ظروف الأفراد، ويقدر أن كل واحد عنده مشاغل كثيرة

وتكون المهلة أقصر في الأوقات الأقل مشغولية (وبالطبع لكل قاعدة شواذ)

فإذا كان يتراوح عدد المدعوين بين 12و18 فمهلة أسبوعين أو ثلاثة كافية لأن تكون الدعوة بين أيدي المدعوين لكي يوجدوا لها وقتاً من بين أوقاتهم

وعشرة أيام إلى ثمانية عشر يوماً تكفي إذا كان عدد المدعوين 8 - 12 شخصاً، وأسبوع أو ثمانية أيام كافية جداً لوليمة تقام لأصحاب قريبين من الجيران حيث الولائم قليلة. والأسرة التي ليس لها معارف يحسن بها أن تترك مهلة أطول لمدعويها خلاف الذين له معارف كثيرون وفي استطاعتهم اختيار مدعويهم من بينهم

وإذا كانت الوليمة صغيرة كأن كانت لستة أو ثمانية أشخاص فيمكن دعوتهم بالتلفون، على أنه يحسن تأكيد دعوتهم ببطاقات أو خطابات

ويستطيع المدعو أن يحكم على نوع الوليمة كبراً وصغراً وأهمية من الزمن المتروك بين تاريخ إرسال الدعوة وميعاد الوليمة

الضيف الذي لا يبالي

الضيف الذي لا يبالي بعواقب الأمور هو الذي يهمل الرد على الدعوة الموجهة إليه؛ فإن كانت بالإيجاب فليرسل رده تواً، فليس من الحزم ولا من المروءة أن تترك المضيفة حائرة غير متأكدة من العدد الذي سيلبي دعوتها ممن دعتهم

وليكن معلوماً ومقدراً أنه لن يزيد من مقدار الشخص الذي توجه إليه دعوة لوليمة عشاء أن يرفضها برفق. فإن هذه الدعوات يجب أن تلبى إلا إذا وجدت ظروف قهرية حقاً تمنع من قبولها، وهنا يصح أن يعتذر عنها بكل أدب وأناقة ممكنين

أما الأفراد الذين يتركون اعتذارهم أو قبولهم الدعوة للوليمة لآخر الوقت، يقل توجيه الدعوات إليهم تدريجياً، وبذلك ينسحبون من المجتمع على الرغم منهم

السيدات والرجال في الوليمة

يلاحظ في الولائم المدعو لها سيدات ورجال، أن يكون عدد الفريقين متساوياً بقدر الإمكان، لأن من نظام ولائم العشاء الإنجليزية أن تحادث كل سيدة الرجل الذي صحبها إلى حجرة المائدة ويجلس عادة إلى يسارها، وكذلك تتحادث إلى الرجل الذي عن يمينها - وبما أن هذا تقليدٌ من التقاليد التي يجب أن تنفذ أثناء الجلوس حول المائدة فيتحتم أن يراعي الجميع آداب المحادثة، وأن يكونوا جميعاً طيبي السمر والحديث. لهذا كان من أول واجبات صاحبة الدعوة أن تراعي تناسب أماكن الأفراد بعضهم إلى جانب بعض حول المائدة. وإذا لوحظ أن البعض لا يستحسن صحبة من جلس إلى جانبه فلينقل إلى محيط آخر بلباقة حتى يمضي وقتاً سعيداً. غير أن التوفيق بين الشخصيات ليس سهلاً وبذلك يتعقد الموقف قليلاً أحياناً.

بقيت مسألة هامة، تلك هي أن يراعي دعوة الزوج مع زوجه إلا إذا حالت ظروف طارئة دون ذلك. والمضيفة اللبقة هي التي تستطيع توجيه زوارها وزائراتها إلى الوجهة التي تؤدي إلى إنجاح وليمتها دون أن يشعر أحد بما ترمي إليه، كأن تسوق الحديث إلى موضوعات نقاش وسمر تسر الجميع، ولا تتعرض للشخصيات ولا للأحاديث غير المرغوب فيها، كالتي تعطي فرصاً للبعض لإظهار دخائل نفوسهم بالمناسبات

والفرد الذي يقبل الدعوة لوليمة عشاء، يجب عليه أن يقدر مسئوليته بالنسبة لمضيفته، ولهذا يجب أن يضبط نفسه ويؤدي واجباتهِ نحو من كلف رعايتهن ولو لم يكن ممن كان لا يفضلهن لو ترك له الخيار في مجالستهن

مواعيد ولائم العشاء

تختلف من الساعة 7. 45 إلى الساعة 8. 15 ويقدم العشاء في الثامنة والنصف في الحالة الثانية. أما الحالة الأولى 7. 45 فهي المحببة لدى (الفئة المحافظة)

وهذه المواعيد تتبع بدقة، لهذا يتحتم على المدعوين أن يحافظوا عليها بدقة أيضاً. والتأخر عن ميعاد العشاء يعتبر من قلة الذوق، كما لو وصل الزائر إلى بيت داعية متقدماً أكثر من خمس أو ست دقائق قبل الميعاد المحدد.

استقبال الزوار والتعارف

يجب أن يكون المضيف والمضيفة على استعداد تام في حجرة الاستقبال قبل الموعد المحدد بعشر دقائق على الأقل. ويلزمهما التسليم باليد على ضيوفهما، وعند وصول المدعو إلى المنزل المقصود لا يجب عليه أن يسأل إذا كانت ربة البيت موجودة فإن هذه مسألة لا شك فيها. وعند دخول الزائرة بهو المنزل، تخلع معطفها وتسلمه للخادمة الموجودة به إلا إذا دعيت للذهاب إلى الحجرة الخاصة بوضع أمتعة الزوار، فيمكنها ترك معطفها أو أي شيء آخر.

وفي الولائم الكبيرة يقف رئيس الخدم بالمنزل على الدرج الصاعد إلى حجرة الاستقبال إذا كانت بالطابق العلوي، أما إذا كانت بالطابق الأول فيقف بالصالة أو المدخل، ويفتح الباب خادم آخر، ويأخذ خادم ثالث أغطية الرأس والمعاطف من الرجال.

أما في حالة السيدات فالخادم في خدمتهن كما تقدم.

وعمل رئيس الخدم هو أن يسأل الزوار عن أسمائهم، ويجب أن تعطى له واضحة صحيحة، وعليه أن يفتح باب (الصالون) ويذكر اسم الزائر عند دخوله إليه.

وعادة يدخل الزوج والزوجة أحدهما إلى جانب الآخر، أو متأبطي الذراعين، وسواء دخلا متفرقين أو مجتمعين فإن الخادم يعلن اسميهما مقترنين فيقول مثلاً: السيد فلان والسيدة فلانة أو الآنسة فلانة.

وبعد أن يحي أصحاب الدار زوارهم تجلس السيدات؛ أما الرجال فيبقون وقوفاً يحادث بعضهم بعضاً، أو يحادثون من يعرفونهم من السيدات. فإذا وجدت إحدى الزائرات أن لها من الحضور عدداً موفوراً تعرفه، فلا يحسن بها أن تدور في الحجرة لتسلم عليهم جميعاً. بل تسلم على القريبات والقريبين منها، وتكتفي بتحية الأخريات البعيدات بانحناء الرأس أو الابتسام، وإذا كان لها معارف من الرجال فتحيهم بالانحناء، وإذا لم يكن يتحدث إلى أحد، فعليه أن يذهب إليها ويحادثها.

التعريف

وإذا كانت الوليمة صغيرة فعلى المضيفة أن تقوم بتعريف الزوار بعضهم ببعض إذا لم يكن قد سبق لهم المقابلة، أما في الولائم الكبيرة فهذا العمل غير ممكن، ولو أن ربة المنزل تقدم بعض زوارها لبعض قدر ما يسمح لها وقتها بالمناسبات وملاءمة الفرص.

ترتيب جلوس المدعوين حول المائدة

تجلس السيدة أكبر الحاضرات مقاماً إلى يمين رب الدار، ويجلس الرجل الذي في مستواها إلى يسار ربة الدار

ويبقى المضيف واقفاً في مكانه على المائدة حتى يأخذ جميع المدعوين مقاعدهم، وعليه أن يكون عالماً بالمكان الذي يجلس فيه كل شخص وأن يكون مكانه متناسباً وحالته، وعلى رئيس الخدم أن يعلم ذلك أيضاً. أما في الولائم الكبيرة فتوضع بطاقة باسم المدعو في المكان المعد على المائدة

ويراعى في جميع الولائم صغيرها وكبيرها أن تجلس السيدة إلى يمين الرجل الذي يصحبها إلى حجرة المائدة. وفي ولائم العشاء لا يقصر المدعو حديثه على من صحبها فقط ولا هي أيضاً وإنما يكون التحادث لكليهما مع من يجلسون بجوارهما من الجانبين

متى يرحل الزائر

ينصرف الزائر نحو الساعة العاشرة والنصف أو الحادية عشرة إذا كان ميعاد الوليمة مبكراً إلا إذا أقيمت سهرة موسيقية أو تسلية أخرى مما يجري في العادات الإنجليزية (كالرقص أو اللعب بالورق) فيمكن إطالة المكث بحيث لا يتعدى الساعة الحادية عشرة والنصف إلى الثانية عشرة.

عند الانصراف

في حالة تناول زوجين عشائهما في غير منزلهما، على السيدة أن تلاحظ الانصراف في الوقت المناسب فتملي إرادتها بلطف ودقة على زوجها فينصرفان دون قطع محادثة طريفة، أو حديث في موضوع هام. وعلى كل زائر وزائرة أن يحيي المضيفة تحية الوداع، ويسلم على باقي المدعوين إذا كانوا قريبين منها. ويكون السلام على أصحاب المنزل باليد، ويمكن عمل ذلك مع المعارف إذا لم يترتب عليه إقلاق المجتمع وإلا فالتحية بالانحناء تكفي. ولا بأس من أن يذكر لربة الدار بعض جمل الشكر والاستحسان على الوقت الجميل الذي أمضوه عندها، ويراعي الأفراد ألا يشغلوا ربة الدار أكثر مما يجب، فإن عليها أن تجامل كل مدعويها ومن واجب كل أن يساعدها على ذلك

وعلى رب الدار أن يودع الزوار حتى باب الصالون أو إلى الصالة إذا استطاع ترك باقي الزوار منفردين.

تحية الانصراف

من العادات الإنجليزية تقديم تحية الانصراف، فتوضع منضدة صغيرة خارج حجرة الاستقبال أو في مكان قريب منها، ويكون عليها مشروبات باردة، وسجاير تقدم وقت الانصراف

خلع القفازات

على كل سيدة تجلس إلى مائدة العشاء وهي لابسة قفازيها أن تخلعهما تواً. فإذا كان خلع القفازين من يديها يستدعي بعض الوقت، فعليها أن تضع فوطتها على حجرها حتى لا يقدم إليها الحساء وهي غير مستعدة

استخدام فوطة المائدة وآنية غسل الأصابع

على الزائر أن يبسط الفوطة ويضعها على حجره، ولا تستعمل فوطة المائدة كمناشف للأيدي فالغرض منها حماية الملابس أثناء تناول الطعام، وتلمس بها الشفتان عند الضرورة القصوى فقط. وقد تجفف بها الأصابع برفق بعد وضعها في آنية غسل الأصابع بعد الفاكهة ولا تطبق الفوطة بعد تناول الطعام بل تترك على طرف المائدة