مجلة الرسالة/العدد 313/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 313/البريد الأدبي
وفاة العلامة الشيخ محمد شاكر
في صباح الخميس الماضي نُعي الإمام الجليل والعالم المحقق الشيخ محمد شاكر، فشق نعيه على المسلمين والعلماء وأهل الأدب؛ فقد كان - رحمه الله - رجلاً من رجال الجيل، وعلماً من أعلام الدين، وداعية بعيد الصوت صريح القول قوي البرهان.
ولد المرحوم الشيخ محمد شاكر في مدينة جرجا، في منتصف شوال سنة 1282 (مارس 1867)؛ وحفظ بها القرآن، وتلقى مبادئ العلم؛ ثم رحل إلى الأزهر فتلقى العلم عن كبار الشيوخ في ذلك العهد، وعين أميناً للفتوى مع الأستاذ الجليل المرحوم الشيخ العباسي المهدي في مارس سنة 1890. وفي فبراير سنة 1894 تولى منصب (نائب محكمة مديرية القليوبية، ومكث به حتى اختير قاضياً لقضاة السودان في سنة 1900؛ وهو أول من ولي هذا المنصب، وأول من وضع نظم القضاء الشرعي في السودان على أوثق الأسس وأقواها، وله في هذه الفترة تاريخ عجيب لا يُذكر مثله لغير علماء الصدر الأول في الدولة الإسلامية.
ثم عين في سنة 1904 شيخاً لعلماء الإسكندرية فوضع الأساس لتنظيم المعاهد الدينية الإسلامية كي تؤتي ثمرها وتخرج للمسلمين رجلاً هداة يعيدون للإسلام مجده في أنحاء الأرض.
وفي إبريل سنة 1909 صدرت الإرادة السنية بتعيينه وكيلاً لمشيخة الجامع الأزهر فبذر فيه بذور الإصلاح، وتعهد غرسه حتى قوى واستوى، أو كاد. . .
ولأمر ما لم يستمر في منصبه ذاك فاختير عضواً في الجمعية التشريعية في سنة 1913، واعتزل منصبه في مشيخة الجامع الأزهر
ومن يومئذ خرج المرحوم الشيخ شاكر من قيد الوظيفة إلى ميدان الجهاد الحر - في سبيل الله وفي سبيل مجد الإسلام.
فكانت له في الصحف مقالات رنانة ما يزال صداها يتردد بين أقطار العربية.
ولما نهضت الأمة المصرية نهضتها الكريمة في سنة 1919، كان من دعاتها الأولين ومن أشهر قوادها فكتب في الشئون السياسية عشرات من المقالات في الصحف المصرية، دلت على بعد نظره وصدق فراسته. على أنه إلى ذلك لم يكن له ضلع مع حزب من الأحزاب السياسية في مصر، مؤثراً أن يكون قياده في يده لا يُصدر إلا عن رأيه.
وبجانب ذلك لم يدع مسألة شرعية أو اجتماعية مما يصطرع الرأي حوله إلا قال فيها قالته، صادعاً بما أمر الله، معرضاً عن المنكرين. وكان من أبرز صفاته: صلابته في الدين، وشجاعته في الرأي. واستمر - رحمه الله - على النهج، مجاهداً لإعلاء كلمة الله؛ لا يرى لأحد عيه سلطاناً، ولا لنفسه عليه حقاً، حتى أصابه الفالج فألزمه فراشه منذ ثماني سنوات، يعاني ألام المرض صابراً محتسباً راضياً عن ربه، حتى غاله الموت فذهب إلى جوار الله راضياً مرضياً.
ولقد نشأ أولاده نشأته؛ فما منهم إلا له مقام معلوم بين المجاهدين لمجد الإسلام والعرب. فإلى أولاده الأساتذة: الشيخ أحمد شاكر، والشيخ علي شاكر، وإلى صديقنا الأديب الأستاذ محمود محمد شاكر، ومحمد محمد شاكر؛ وإلى سائر أسرته والمسلمين عامة، تتقدم أسرة (الرسالة) بالتعزية، راجية ألا يُخلي الله مكان الفقيد العزيز بجهاد أبنائه، وتولاهم الله بتوفيقه وبره. . .
وفاة الأستاذ فليكس فارس
تنعى أسرة الرسالة إلى قرائها عضواً من كرام أعضائها كان له في كل ميدان من ميادين الأدب جولة وفي كل باب من أبواب الإصلاح مدخل؛ ذلك هو المحامي المدره والسياسي الخطيب والكاتب الشاعر الأستاذ فليكس فارس. توفاه الله في منتصف الساعة الثامنة من صباح يوم الثلاثاء الماضي في مستشفى المواساة بالإسكندرية عن سبعة وخمسين عاماً وهو أنشط ما يكون عملاً لأسرته ولقومه
ولد الفقيد الكريم في المريجات من قرى لبنان العليا من أب عربي وأم فرنسية؛ ثم درس الحقوق وثقف الأدب في اللغتين العربية والفرنسية؛ ثم زاول المحاماة وجاهد في سبيل استقلال بلده وحريته بلسانه وقلمه، فكان حيناً من الدهر موضع الخشية للسلطان ومعقد الرجاء للشعب. ثم اختلف الزعماء بينهم في وجهة النظر، ونبا العيش بالزعيم الكريم فوفد على مصر منذ ثماني سنوات وفادة الغائب على أهله، فأكرمت مصر مثواه وجعلته كبير المترجمين في بلدية الإسكندرية بمرتب قدره خمسون جنيهاً مصرياً في الشهر، فعاش الأستاذ هو وأمه الحنون وزوجه المخلصة وأطفاله الثلاثة عيش الخفض والدعة. وتوثقت صلاته بأدباء الإسكندرية والقاهرة فكان من عوامل الإذكاء في نهضة الأدب والفكر فيهما. ثم اتصل سببه بأسرة الرسالة والرواية فأختصهما بمترجماته ومساجلاته وخطراته، حتى اشتدت عليه في الأشهر الأخيرة وطأة مرضه الدخيل وهو تضخم الكبد فذهب كما يذهب النور من العين والسرور من القلب والأمل من الحياة. والله وحده يعلم مقدار ما خلف من الأسى المسعور في نفوس أهله وأصدقائه وقرائه
كان الأستاذ فليكس فارس من أنبل الناس خلقاً وأنقاهم ضميراً وأوفاهم ذمة؛ وكان مفطوراً على الخلال العربية النبيلة والروح الشرقية السامية؛ يدعو لها ويدافع عنها ويفخر بها. وكانت الأديان السماوية الثلاثة قائمة في نفسه مقام الوحدة المتصلة لا يرى بينها فرقا ولا حداً ولا معارضة؛ فهي في رأيه ثلاث طرق تؤدي إلى غاية واحدة. لذلك كانت كتابته في الإصلاح الديني والاجتماعي ترضى كل نفس وتساير كل مذهب. وكانت صلته بالرافعي رحمه الله تشبه أن تكون صلة عقيدة لا صلة مودة. والناظر في كتاب (رسالة المنبر) يجد الأستاذ فليكس فارس بروحه وأدبه ورأيه وفلسفته. رحمه الله رحمة واسعة، وألهم أهله وصحبه الصبر على فقده
مجلة الدراسات الإسلامية
بعث إليّ أستاذي وصديقي المستشرق لويس ماسينيون بالمجلد الرابع لسنة 1938 من المجلة التي يخرجها في باريس على أربع دفعات في السنة. وهذا المجلد نفيس جداً، لأنه موقوف على إثبات المؤلفات المختلفة التي ظهرت في السنوات الأخيرة وموضوعاتها فنون إسلامية ومسائل عربية. وهذا المجلد يتم ما عرضت له مجلدات سابقة. وهكذا يقف المطلع والباحث على مجرى التأليف الخاص بالمشرقيات سواء في الغرب أو في الشرق. . . وأين هذا في مصر ونحن ندعي زعامة؟!
وثبت تلك المؤلفات على هذا الترتيب: تاريخ العلوم في البلدان الإسلامية - الفلسفة والكلام - فقه اللغة والتربية (وفي فقه اللغة ما يتعلق بالعربية والبربرية والفارسية والتركية) - الاجتماع وأحوال الأمم (وفيهما ما يتصل بتحول البلدان الإسلامية، والمرأة، والزواج، والمسكن، والبداوة، والنظام، والعرف، والاقتصاد السياسي، ثم العادات والعقائد الشعبية، ثم الجغرافية البشرية) - الأدب العربي والفارسي والتركي واليهودي: العربي - القانون والتشريع والتدبير - العقائد والتصوف والفرق - الاستعمار الأوربي وسياسة العصر - الفهارس والسير
وقد ذُيّلت طائفة من المؤلفات بتعليقات موجزة مفيدة من حيث إنها ترشد القارئ إلى أوجه النفاسة والطرافة وتنبهه إلى مواطن الذلل أو الضعف. وفيمن قاموا بالتعليقات لويس ماسينيون، ور. بلاشير صاحب كتاب (المتنبي)
ومن المؤلفات العربية المثبتة: (نشوء اللغة العربية ونموها وابتهالها) للأب أنستاس ماري الكرملي، و (إحياء النحو) لإبراهيم مصطفى و (زاد المعاد) لميخائيل نعيمة (لا نعجة كما ورد خطأ) و (مع المتنبي) لطه حسين. (وقال المستشرق بلاشير في هذا الكتاب إنه مقتبس مما ألف في المتنبي حديثاً في أوربة)
بشر فارس
الرمزية وأبو تمام
تفضل الأستاذ أحمد عبد الرحمن عيسى فأشار إلى ما ذكرته عن أبي تمام والرمزية، وأرجو أن يثق الأستاذ أني لم أقصد الانتقاص من الرمزية فإني أعرف أنها ضرورة من ضرورات النفس البشرية في بعض حالاتها ومظاهرها ويستوي في الالتجاء إليها العالم والجاهل، ويستوي الفيلسوف والشاعر والرجل من عامة الناس. ولعل من ألذ التجارب السيكولوجية أن يدرس الباحث مظاهر الرمزية في أفكارهم اليومية وأقوالهم وآرائهم التي يرجعونها إلى العقل والتفكير، وقد لا تكون من مظاهر العقل الظاهر، فإن بعض المبادئ والآراء ولأقوال إنما هي رموز تؤثر في إحساس كثير من الناس وتدعوهم إلى أعمال الخير والشر من غير إدراك لها بالعقل الظاهر. والرمزية في الأدب الحديث في أوربا في بعض نتاجها محاولة دراسة ما في أعماق النفس مما لا يصل إليه التفكير المعتاد. ولكن هذه الدراسة ليس لها طريق سلطاني معروف، فهي قد تكون إبعاداً في بحر الظلمات على غير هدى. وليست كل الرمزية محاولة الفنان المسيطر على فنه وإرادته في عمله، بل لها أسباب كثيرة، وقد تكون أشبه بإشارات الثقافة التي تشير إلى حقائق ثقافية معروفة، أو أشبه بمصطلحات الفلاسفة أو رموز الكيميائيين، وقد تكون مزاجاً في النفس ناشئاً عن مزاج الجسم. وهي قديمة جد القدم لجدها في أقوال كهان المعابد وكاهناتها ونجدها في الأحلام المشهورة. وقد استخدم الرمزية أدباء كثيرون، فجيتي يستخدمها وشلي يستخدمها وإبسن القصصي يستخدمها، وكل منهم يستخدمها أكثر من أبي تمام ولكنهم لا يحسبون في حساب أدبائها. ولا مانع عندي من عد أبي تمام من أدبائها، ولكنا إذا فعلنا ذلك عددنا خلقاً كثيراً من أدبائها وسلكنا في زمرتهم من لم يتفق الأدباء على عدهم من أدبائها. ويستطاع عد كتاب الرؤيا في الإنجيل من كتبها وهو أقدم من زمن أبي تمام. ومعاذ الله أن نطالب أبا تمام بغير ما قال. وقد كان شكسبير وشعراء عصره يكثرون من استخدام رموز التشبيهات والكنايات والاستعارات كما فعل أبو تمام ولكنهم لم يعدوا من شعرائها. وقد وجدت أن أحسن استعمال للرمزية هو استعمال كبار الشعراء الذين لم يعدوا من مذهبها. وقد كان أحسن استعمال لأنهم لم يقطعوا الصلة بين فنهم وبين العقل الظاهر كل قطع، فإن استخدام العقل الظاهر ألزم وأوجب عند بحث ظلمات النفس، كما أن استخدام الملاح لفنه وعقله وعلمه ألزم وأوجب في بحر الظلمات. فإذا كان هذا أيضاً هو رأي الأستاذ أحمد عبد الرحمن عيسى فلا مانع عندي من عد أبي تمام من شعراء الرمزية
عبد الرحمن شكري
بشر فارس ومصطلحاته
صديقي بشر أديب جليل وبحاثة قدير في الموضوعات التي يديرها سنين في ذهنه ويستقصيها على وجوهها بالبحث والتمحيص
على أن الدكتور بشر فارس بعد ذلك لا ينجح في الكتابات الارتجالية ولا يصلح كاتباً ناقداً ولا يفلح في أن يكون صاحب مطالعات ونظرات تفيد (البوادر واللوامع) التي تطوف بالنفس من حين إلى حين. ولا أدل على ذلك مما تجده من التهافت في الكتابات من المرتجلة التي يكتبها
نقول هذا بمناسبة ما كتبه في العدد الأخير من (الرسالة) تعليقاً على ردي على نقده لدراستي عن (توفيق الحكيم)؛ وأنت إذ تقرأ كلمته هذه تجده قد انصرف عن الردّ على الإشكالات التي أثرتها حول صميم نقده والمآخذ الجمة التي أخذتها على كلمته إلى بحث شكلي يدور حول افتراض اقتباسي لبعض المصطلحات الفنية التي يرى هو أنه استحدثها في اللغة العربية؛ على أنني ألاحظ على هذا الكلام الجديد الذي خرج به ناقدنا المفضال أشياء أجملها فيما يلي:
أولاً - يعتقد صديقي بشر وحده دون كل المشتغلين بصناعة القلم في الشرق والغرب أن المصطلحات الفنية التي يضعها كاتب ملك لهذا الكاتب وحده.
ثانياً - هذا الاعتقاد الخاطئ الذي يدين به صاحبنا يتناقض مع الفكرة العلمية التي ترى أن قيمة المصطلحات الجديدة ليس في وضعها وإنما هو في جريها على أقلام الكتاب. والدكتور بشر فارس واقع في هذا التناقض حين يقول: (إني فرحت فرحاً شديداً لما أصبته يستعمل في مقاليه بعض تراكيب جرت على قلمي. . . وما فرحي إلا لأني أرى تراكيب اجتهدت في سياقتها تنطلق على الأقلام، وكنت أخشى أن تموت يوم ولدت).
ثالثاً - إذا كان الدكتور بشر فارس يرى حياة المصطلحات في جريها على الأقلام، فهل هو يرى من المحتم أن يشير الكاتب فيما كتب إلى مواضع الاصطلاحات التي استحدثها والتي أخذها عن غيره والتي دارت على الأقلام فجاءت على قلمه؟ وإذا كان لا يرى ذلك بدليل أن كثيراً من الاصطلاحات تجري على قلمه وهي ليست له وهو لا يشير إلى أصحابها فيما يكتب، فما معنى ما كتبه في نقده لكتابنا (بعدد الرسالة 310 ص 1176) من أن التعبير (جملة صلات اجتماعية) الذي جرى به قلمنا في بحث لنا عن (خليل مطران) أصلاً في كتابه (مباحث عربية؟) وما معنى ما كتبه في العدد الماضي من الرسالة؟
رابعاً - نسب إلينا الدكتور بشر فارس أننا اقتبسنا تعبير (جملة صلات اجتماعية) منه وأننا لم نحسن استعماله في مجرى حديثنا. وقد رددنا على الوجه الأول فقلنا إن هذا التعبير قد دار على قلمنا قبل صدور كتابه. ورددنا عليه في الوجه الثاني من اعتراضه فبينا وجه اتساق التعبير وموضعه من الكلام.
خامساً - خرج الناقد في رده بسؤال عجيب عما إذا كان ورد في كلامنا في المصدر الذي أشرنا إليه، وهو مجلة المعهد الروسي للدراسات الإسلامية، ما ينظر لتعبير (جملة صلات اجتماعية) في الفرنسية، وهذا تعنت لا معنى له خصوصاً وإن الجملة الفرنسية التي تنظر إليها العبارة العربية ليست من خلقه فقد تكرر ذكرها في كتابات العالم الاجتماعي (دوركايم)، وخصوصاً في مجموعة محاضراته عن علم الاجتماع في السوربون (ص 11، 13، 24، 26 مثلاً) ومن الأعاجيب التي أتى بها الدكتور بشر فارس أنه ذهب يتحدث عن درايتنا بالفرنسية وهل هي تمكننا من الإيمان بمثل هذا التعبير كأن اللغة الفرنسية وقف عليه، وكأن محاضرات (دوركايم) لم يطالعها سواء من الذين لم يرحلوا إلى باريس، ولم يدرسوا في السوربون!
سادساً: قال الدكتور بشر فارس إن عبارة: (توفيق الحكيم يحكم سرد الرواية ويحكم الحوار ويحكم تهيئة البيئة؛ فهو صاحب فن حقاً) التي وردت في موضعين من دراستنا عن (توفيق الحكيم) (ص 357 من العدد ص 368 س 19 - 21 من طبعة مجلة الحديث وص 65 من العدد وص 76 س 19 - 21 من الطبعة الخاصة) مقتبسة منه. ولكن هل اقتبسناها منه ولم نشر إلى مصدر الاقتباس؟ هذا هو الموضوع في الواقع. وأنا اترك الرد على الدكتور بشر فارس في هذه النقطة لنفسه؛ فهو يقول في نقده لدراستنا عن (توفيق الحكيم) في الرسالة (عدد 310 ص 1175 س 25) بعد أن يذكر هذه الجملة: وقد استشهد الدكتور أدهم فيما كتبه بهذه الجملة ص 357) فما معنى الاستشهاد؟ معناها أن العبارة أسندت إلى الدكتور بشر فارس، وإذاً فلا معنى لتعنت الدكتور بشر فارس واتهامنا بالاقتباس الذي يغفل الاستشهاد بالمصدر وإثارة المظنة بكتاباتنا
سابعاً: ارتأى الدكتور بشر فارس أن عبارتنا التي جاءت في الكلام عن الرمزية عند توفيق الحكيم (ص 361 من طبعة مجلة الحديث وص 19 من الطبعة الخاصة) ذات أصل من مسرحية (مفرق الطرق) ومن مقال له عن الرمزية في الرسالة وقد يكون هنا له بعض الحق - لا كله - فليس يبعد أن تكون عبارته عن الرمزية قد علقت بذهننا فجرت على قلمنا ونحن نعرض الفكرة الرمزية عند الأستاذ توفيق الحكيم وذلك بحكم قاعدة التداعي. ومما يدل على صحة هذا التفسير ما يرى من التغيير والاستبدال في بعض المصطلحات التي تضمنتها العبارة المذكورة مما يدل على التمثيل من حيث إدارة العبارة في ذهننا وتصحيح بعض المصطلحات فيها
وأنا إذ أختم هذه الكلمة لا يسعني - وأنا أردّ الأشياء إلى مواضعها - إلا أن أذكر الدكتور بشر فارس بأنني حين أكتب بالعربية فأنا أكتب بلغة غير لغتي الأصلية، ومن هنا بعض ما يجيء على قلمي من التعابير الخاصة لكتاب اليوم استدراكاً للمعنى الذي في ذهني من تعابيرهم، ولعل في ذلك بعض ما يعتذر عني في بعض ما رأى وارتأى والسلام
إسماعيل أحمد أدهم