مجلة الرسالة/العدد 332/أنت عزائي. . .!
مجلة الرسالة/العدد 332/أنت عزائي. . .!
للآنسة جميلة العلايلي
أيها الحاكم بغير لسان، والآمر بغير بيان، والمتحدث ليل نهار!
أيها المنذر الصارم، والعطوف الراحم، والمرشد في الحياة كشعاع علوي يهدي الحائر
والضال!
أيها الملاك النائم على عرش من عروش الطهر والبهاء!
أيها الهزار الغرد فوق أفنان من حديقة السعادة والهناء! أيتها النسمة الصافية التي تهب
عن الأرواح فتبعث فيها نشوة الأمل! أيتها الزهرة الندية التي تنفح عطراً يسكر الأرواح كأنه خمر الهناءة يشربها الثمل!
يا ملاكي المعبود، يا هزاري المنشود، يا نسمتي المنعشة، يا زهرتي المزركشة، يا حياتي
ورجائي، يا سعادتي وهنائي، أنت عزائي!
أنت أليفي الحبيب، يلازمني في مسيري ويسايرني في وحدتي. أنت سميري الأمين الذي
يحبوني العطف والرعاية في ثورتي وهدأتي! أنت عزائي الذي ينير لي الحياة كلما نشر الظلام ستاره على العالم فلا أضل السبيل. أنت المرفأ الأمين الذي ترسو عنده السفينة بعد أن تتخبط في ظلمات الموج وقد فقدت الربان والدليل
أنت المزنة الهاطلة تتنزل على الأرض القاحلة فتكسوها ببساط البهر والجمال. أنت
الروح الهفهافة تسكب دماء الحياة في قلب الزمن فيكيف الكون بالحسن والجمال.
يا جنتي وحياتي، يا قبلتي وصلاتي، يا أملي الحبيب، يا رجائي الغريب، يا سعادتي
وضيائي، يا حلمي وغنائي، أنت عزائي!
أيتها الشمس المشرقة في بهرة العمر وروعة النهار!
أيتها النفحة السارية تطبع على فم هذا الكون قبلة الأقمار!
أيتها النسمة الملائكية تهب على الأرض فيطفر الروض وتهزج الأزهار!
أيتها النغمة الخالدة التي تحيي الأمل وتوحي الفن والأشعار
يا شمسي العالية. . . يا نغمتي السارية. . . يا نسمتي الصافية. . . يا نفحتي الصادية. .
. يا مناط حنيني. . . يا باعث أنيني. . . أنت عزائي. . . يا قلب (المنصورة)
جميلة العلايلي