مجلة الرسالة/العدد 340/ألمانيا بين نيتشه وهتلر
مجلة الرسالة/العدد 340/ألمانيا بين نيتشه وهتلر
(دين القوة)
للأستاذ عبد المجيد نافع
حين أوشكت صحيفة القرن التاسع عشر تطوي نشرت في أوربا راية دين جديد، ذلك هو دين القوة، وكان حامل لوائه بل رسوله المبشر به هو الفيلسوف الألماني فريدرش نيتشه
على أنَّا نحب أن نبدد وهماً قد يعلق بالأذهان، فنسارع إلى القول بأن عبادة القوة والأيمان بأثرها الحاسم في حياة الأفراد والشعوب، دين قديم جديد، اعتنقته الإنسانية في كل مراحل التاريخ من غير أن تجهر به، فكبدها ما أنفقت من دموع ودماء
وفي الحق أنك لو جردت الإنسان من الطلاء المدنية، ذلك الطلاء الذي هو بمثابة القشرة الخارجية التي يصطنعها ليخفي تحتها أطماعه تارة، وضعفه طوراً، لتبدَّى في ثياب الإنسان الأول بكل ما فيه من مظاهر الوحشية والهمجية والقسوة
والحق للقوة - كلمة قالها بسمارك الألماني رجل الدم والحديد. ولو أن النصر لم يعقد بلوائه في حروبه مع الدانمارك والنمسا وفرنسا لنادى بأن الحق فوق القوة. ولو أن القوة حالت بين هتلر وبين أن يزدرد النمسا، ويثني على ازدرادها بتشيكوسلوفاكيا لملأ فمه بكلمات العدالة والحق والمساواة والحرية
ولكن نيتشه، رسول القوة، يتفرد بأمور: منها أنه صبغ الدين الجديد بالصبغة الفلسفسة، ورسم له الحدود والمعالم، ودعمه بأسانيد الواقع والتاريخ. ولعله يتميز بين جبابرة العقول وحملة لواء الفكر الإنساني، بصراحته الوحشية التي مزقت قناع الرياء عن وجه الإنسان
ولا نحسب أن مفكراً طبع العصر الحديث، في الغرب، بطابعه الفكري، مثل نيتشه. وإذا كان ماكيافيللي أستاذ كثير من السياسيين، فإن نيتشه أستاذ الدكتاتوريين، وخاصة زعيم النازية
نعم، هو ملهم النازيين ومهبط وحيهم، هتف بدين القوة والسلطان، وتلقف زعماء ألمانيا الحديثة تعاليمه، فأفرغوها في قوالب التطبيق العملي، غير متأثمين ولا متحرجين، إذا كان تطبيقها يحرج شعور العدالة، أو يثير الضمير الإنساني
كان صاحب دعوة القوة يحمل على الديمقراطية حملاته الشعواء بدعوى أنها من أقوى مظاهر الانحطاط والانحلال في أوربا العصرية، وكذلك يذهب دعاة النازية هذا المذهب. فما كادت ألمانيا تنسحب من عصبة الأمم في عام 1933 حتى قال هتلر، في أعقاب ذلك الانسحاب، لبعض صحبه: (لن تعود ألمانيا إلى عصبة الأمم الديمقراطية بحال. فقد دبت فيها عوامل الفساد، وقضت عليها الديمقراطية بالفناء والدمار)
وينادي زعماء النازي بأن ألمانيا تهيئ الجو لانقلاب جديد، وأن على العالم أن يمشي تحت رايتها. وكان المبشر بدين القوة، بعد أن ظن أنه حطم أصنام الأوهام الموروثة من دين وعلم وفلسفة وأخلاق وديمقراطية، ولأقام على أنقاضها القيم الأخلاقية الصحيحة، واكتشف الإنسان الأعلى، أنه قد مهد الطريق لظهور الإنسانية الجديدة البريئة من شوائب الضعف والانحلال المرتكزة على دعائم القوة والسلطان
وأسر الفوهرر إلى بعض رفاقه أنه على تمام الهبة لأن يضع توقيعه على اتفاق، ويضمن أية حدود، ويمضي ميثاق عدم اعتداء مع كائن من كان، على أن ينقض كل أولئك، في دم بارد وضمير جامد، إذا اقتضته قوة ألمانيا وعظمتها. وجاهر رسول القوة بأن الضعيف يبتغي السلام والوفاق والمساواة والحرية، لا يشرئب بآماله إلا إلى الاحتفاظ بذاته. ولكن القوي يؤثر أن يثير المشكلات وعظائم الأمور. الضعيف يضمر الكيد فحسب؛ فأما القوي فيهجم غير وان ولا متردد، فإن القوة التي تفيض بها جوانب نفسه تحفزه إلى التوثب والانقضاض
وأعمل نيتشه معاوله حتى ظن أنه نقيض القيم الأخلاقية من أساسها. فالشفقة لديه بغيضة لأنها من أخلاق العبيد، والقسوة في عرفه مرضية لأنها من أخلاق السادة. تلك شرعة الأقوياء. ولا يتحرج من أن يجهر بأن الشفقة هي فضيلة المومس، وينادي مع الشاعر الأساطير الشمالية القديمة: (إن فوتان (كبير الآلهة في تلك الأساطير) قد وضع في صدري قلباً قاسياً). ثم يهتف: (من الواجب عليك القسوة. فعن هذا الطريق وحده يسمو الإنسان إلى أعلى حيث يقابله البرق ويحطمه: فلترتفع إلى البرق ارتفاعاً كافياً). ذلك بأنه يرى القسوة أعظم شيء يفضي إلى تقوية الإنسان وترويضه على ملاقاة الأخطار، وشحذ همته للنهوض بجلال الأعمال، على حين لا شيء أخطر على المجتمع من الرحمة بالضعفاء والعاجزين، إذ تنهض عقبة في سبيل قانون الانتخاب الطبيعي وبقاء الأصلح. فنواميس الطبيعة تقضي بإبادة الكائنات الضعيفة وإفنائها من الوجود. وأما نحن فنتحدى قوانين التطور، ونعمل على أن نحيل العالم إلى ملجأ الضعفاء والعاجزين.
ومن ذا الذي تداخله إثارة من الشك في أن هذا ما يدين به جماعة النازي؟ أرأيت كيف نكلوا برفاقهم في الجهاد يوم قاموا بعملية التطهير بين صفوفهم في عام 1934 حين زعموا أنهم وقد اختمرت في رؤوسهم فكرة الجريمة، أخذوا يدبرون في الظلام ومن خلف الأستار مؤامرة واسعة النطاق ترمي إلى هدم نظام الحكم النازي، وتحت ستار هذه الدعوى أجهزوا على طائفة من رؤوسهم وفي طليعتهم رويهم، وكذلك لم يبقوا على شليخر وزوجه!
وهل أتاك حديث الجستابو وما يجري من أعمال القسوة في معسكرات الاعتقال التي تضم الخصوم السياسيين الذين يظن فيهم أو يلمح من ثنايا حركاتهم أنهم يعتزمون الانتقاض على الحكم النازي؟
ثم هل جاءتك أنباء تنكيلهم بكل من يحاول كسر القيود من الأمم التي غلبوها على أمرها لحكمهم عنوة واقتدارا؟
ويبرر أولئك الدكتاتوريون قسوتهم بأن سلامة الدولة قبل كل شيء وفوق كل اعتبار
ويتخذ النازيون العنف عقيدة ويعدون الرحمة خوراً في الطبيعة ويؤمنون بالقوة إيماناً عميقاً، القوة الخالية من شوائب الشفقة والرحمة، المتجردة من هواجس الضمير ومن عوامل الضعف الإنساني، القوة التي تذهب إلى حدود الوحشية أحياناً؛ فإذا وقف الضمير في وجه القوة، وعاق نهوضها إلى الأمام، كان ذلك آية على الضعف والانحلال، ومظهراً من مظاهر انحطاط الفرد والجماعة
وفي كتابه (كفاحي) لا يكتم زعيم الريخ الثالث ازدراءه لما تواضع الناس على أنه رحمة، وما اصطلحوا على أنه إنسانية.
ويدين جماعة النازي بالمبدأ القائل: (الحرب الدائمة) هي حالة المجتمع الإنساني في المستقبل، وأن على كل أمة أن تعد لها العدة، وأن تتنكر للسلام، ولا تتجهم للحرب. فالسلام يقتل حيوية الأمم، فأما الحرب فتغذي تلك الحيوية، ولا يجنح للأول إلا الأمم المترفة المستسلمة، ولا ينزع لخوض غمرات الثانية إلا الذين يفيضون بالقوة والعزة. فألمانيا تبتغي (تقسيم العالم من الجديد) كما يقول وزير دعايتها جوبلز. لا، بل يزعم فيلسوف النازية روزنبرج أن الشعب الألماني خلق للسيادة، ولا مندوحة عن أن يبسط سلطانه على العالم، ليهيئ حضارة أعلى
وفي سبيل فرض السيادة على الدنيا يرى القابضون على مصاير ألمانيا أن لابد لها من التسلط على المستعمرات والطرق الرئيسية للبحار
وتطوف بأحلام النازيين خيالات غريبة، وتصور لهم أوهامهم ما لا يمكن أن يتعلق به أمل، فتراهم يقولون إن مأساة مونيخ قد كشفت عن ضعف إنجلترا وشيخوختها، وأن لا بد لهم من إضعاف إنجلترا، وتحطيم الإمبراطورية البريطانية، تلك الإمبراطورية التي قال عنها كبيرهم أدولف هتلر وهو يحلق في أجواء الخيال: (إن الإمبراطورية البريطانية تمثال ضخم هائل يقوم على رجلين من طين)
فأما فرنسا فيجمح الخيال بزعماء النازي عنها إنها (أمة تحتضر) فلا يقوم لها ميدان الصراع الدولي وزن أو اعتبار!
ولسوف تصدم الحقائق زعماء النازي صدمات قاسية أليمة، وتوقظهم من أحلامهم إيقاظاً خشناً، وإذ ذاك يعلمون إلى أعماق أية هوة ساقوا بلادهم!
ولعلهم حين تساورهم الأحلام فيتعلقون بأهداب تلك الأماني الباطلة يؤمنون في أعماق نفوسهم يقول الفوهرر: (إن كل أكذوبة يمكن أن تساغ وتهضم، على شرط أن تكون من الضخامة بمكان)
وليس يطمح الريخ الثالث في أن: (يتخذ له مكاناً ليعيش فيه) وإنما يتشبث بالأماني الكاذبة فتجمح به القوة الغاشمة إلى حد الطموح إلى ضم الدنيا بأسرها تحت علم الصليب المعقوف! والسياسة العنصرية التي طبعت تصرفات حكومة النازي إنما هي منبعثة عن تلك العقيدة الخاطئة وهي أن العنصر الآري قد خلق للسيادة بينا خلقت العناصر السامية للعبودية!
وترى النازيين ينفخون تلك الروح في شبابهم، ويملئون بها جوانب نفوسهم فينادى نشيد الشبيبة الهتلرية:
(اليوم نملك ألمانيا، وفي الغد نملك العالم بأسره)
والآن فمن الذي أضرم نيران المطامع في نفوس الألمان حتى أشعلوا الحرب الحاضرة؟ إن الذي أجج تلك الروح إنما هو داعية دين القوة، والمبشر بالإنسان الأعلى، فريدرش نيتشه
لقد تروعك مبادئه وتعاليمه، بل لقد تهولك قسوته وعنفه، ولكن لا مفر من إجالة الفكر قي تلك التعاليم والمبادئ إن كنت تبغي مواجهة الحقائق مهما كانت قاسية وأليمة، وكنت تريد أن تعلم من هو موقد نيران الحرب الحاضرة، ومشعل الحرب العالمية من قبل
يذهب نيتشه إلى أن من أقوى الدلائل على الخور والاستسلام الذي أصاب المدنية في القرن التاسع عشر، وتفشي بين صفوف أبناء الغرب، تحصنهم خلف ما يسمونه السلام الدائم، وتذرعهم بما يدعونه الإنسانية التي هي أنشودة الضعفاء، ورمز الانحلال، وعنوان الاضمحلال؛ لأن الحرب الدائمة، على ما فيها من الكوارث وويلات هي الحالة الضرورية لنهضة الأفراد والشعوب.
ويذهب الفيلسوف الهدام إلى الغريزة التي تسير الإنسان وتطبع كافة تصرفاته، إنما هي غريزة حب السيطرة، وإرادة القوة. وعنده أن الخير هو كل ما يعلو في الإنسان بشعور القوة وإرادة القوة، والقوة نفسها؛ وأن الشر كل ما يصدر عن الضعف، وأن السعادة في الشعور بأن القوة تنمو وتزيد، وأن لا رضى، بل قوة أكثر وأكثر، ولا سلام مطلقاً بل حرباً، ولا فضيلة بل مهارة، وأن الضعفاء العجزة يجب أن يفنوا، وأن هذا هو أول مبدأ من مبادئ حبنا للإنسانية، وأن أشد الرذائل ضرراً إنما هي الشفقة على الضعفاء العاجزين.
وينادي نيتشه بأن مذهب دارون في (تنازع البقاء) مذهب بالطل، فليست الحياة تنازع البقاء، وإنما هي تنازع القوة وتنازع القوة وتنازع السيطرة. وما تاريخ الإنسانية إلا سلسة متصلة الحلقات من تنازع السلطان والغلبة والقوة بين السادة وبين العبيد. فأما العبيد فيخترعون قيماً أخلاقية لا غاية لهم منها إلا إخضاع السادة لهم عن طريقها، وإن هي إلا أسلحة مسمومة يستخدمونها رجاء أن يتحرروا من نير سادتهم، ثم الطمع في السيطرة عليهم بمجرد زوال سلطانهم
ويذهب ذاك الذي لا يؤمن بالقوة إلى أن الضعيف يريد السلام والوفاق والحرية والمساواة، لا يبتغي من الدنيا شيئاً إلا الاحتفاظ بالبقاء. ولكن القوي يؤثر أن يخوض غمار المشكلات، ويواجه العواصف والأهوال غير وجل ولا هياب، ويشرئب بآماله إلى تسنم الذروة، وبلوغ العظيم من الأمور. الضعيف لا يرضى أن يخاطر بشيء، فأما القوي فيغامر بكل شيء، إذ أن حياته كلها عواصف وأخطار، بل يبذل له نيتشه النصح أن (يعيش في خطر) فذاك هو المبدأ الذي يكفل له الاحتفاظ بكل مظاهر القوة
ويبشر نيتشه بظهور الإنسان الأعلى. ولكن كيف السبيل إلى ظهوره حتى ينهض بالإنسانية من كبوتها، ويقيل العالم من عثاره. السبيل أن يؤمن الناس بالأرستقراطية والتميز، ويكفروا بالديمقراطية والمساواة! فبين الكيف والكم خصومة عنيفة. فأما الأول فينادي بالتفرقة وينكر المساواة، ويؤمن بالفرد ولا يعنيه شيء من المجموع باعتباره مجموع وحدات متساوية، فالكومة المكدسة من الرمال لا تساوي كلها مما تساويه حبة رمل واحدة. فأما الكم فكل شيء عنده سواء، يريد أن يخرج الناس جميعاً في صورة واحدة، ويطبق عليهم مقياساً واحداً. فصيحته (المساواة! المساواة) وشعاره (نحن جميعاً متساوون! وليس هناك أناس أعلى من أناس!) وترى أصحاب الكم يتحدثون عن (الأغلبية) و (المجموع) و (أكبر عدد ممكن) حتى انحطت الحياة في جميع مظاهرها إذ أصبحت السيادة والسلطان للدهماء على أصحاب الرؤوس المفكرة والشخصيات الخصبة الممتازة
فأي عجب وتلك تعاليم نيتشه التي تشبع بها جماعة النازي، أن نسمع كبيرهم أدولف هتلر يقول عن أعضاء مجلس الرايشستاج: (لست أدري كيف يعهد بإدارة السياسة العليا للدولة لقطيع من الخراف رؤوسها خاوية)
بل كيف نعجب من إشعالهم الحرب الحاضرة والتهامهم الشعوب، إذا كان أستاذهم نيتشه ينادي بأن الإنسان الأعلى رجل نضال دائم من أجل السيطرة والغزو والظفر، لا يعنيه إلا أن يسير نحو الغاية التي رسمها لنفسه، وأن أبغض شيء إليه السلام، والحرب عنده أقدس شيء
وإذا أنت اطلعت على رأي نيتشه في القيم الأخلاقية لم تدهش لتصرفات بني قومه في أي بلد اجتاحوه. فعنده أن الضعيف يسمى العجزة (إحساناً وطيبة) ويسمي عدم الانتقام والأخذ بالثأر: (صبراً) ويسمى حاجته إلى الآخرين وقصوره عن الاعتماد على نفسه: (رحمة) ويسمي عجزه عن إدراك المطامع السامية والغايات العالية: (تواضعاً). فأما الأقوياء فيسمون الأشياء بأسمائها ولا يبتغون إلا الظفر والانتصار وتحطيم كل من يقف في سبيل تحقيق آمالهم السامية في الحياة غير حافلين بدموع تسكب، أو دماء تسفك، لأن قلوبهم الصخرية، وعواطفهم المتحجرة، تملأها المطامع والغايات، ولا تجد إليها سبيلاً
ولعلك تسأل عن السر في مغاضبة النازية للمسيحية وإرهاقهم لدعاتها، وتنكيلهم بهم أحياناً؛ وعندنا أنه لاكتشاف هذا السر ينبغي أن نقول لك: (فتش عن نيتشه). فحملته الشعواء على دين عيسى، ورميه هذا الدين بالضعف والانحلال الذي أصاب أوربا في زعمه إبان القرن التاسع عشر، كل أولئك حمل دعاة النازية على أن يعملوا كي تقفر جوانب نفوس الألمان من تلك العقيدة التي تدعو للسلام والرحمة وبذلك تجر للضعف والاستسلام وهم شعب الله المختار الذي خلق لسيادة الدنيا في غير ضعف أو تخاذل!
ولا تحسبن الألمان ينكلون ببني إسرائيل اعتقاداً منهم بأنهم سبب نكبتهم وباعث هزيمتهم في الحرب العظمى. فاليهود في نظر نيتشه هم أول من قاموا بثورة العبيد، وهم الذين حاربوا السادة حرباً لا هوادة فيها، وأذَّنوا في الناس بأخلاق العبيد لتكون سبيلهم إلى التسلط على السادة. وكذلك كانوا يوم قاموا في وجه روما. وهكذا فعلوا حين أشاعوا في الناس أخلاق الضعف والحين والعجز والخور تحت أستار الحرية والمساواة!
والآن أرجو أن أقول إن الذي أوحى إليّ بهذا البحث هو الكتاب القيم الممتع الذي وضعه عن (نيتشه) صديق العالم الشاب الأستاذ عبد الرحمن بدوي. وإن أسلوبه الحار الملتهب، وعباراته التي تنبض بالحياة في كل موطن، وإلمامه الشائق بحياة نيتشه ومبادئه وتعاليمه، وتبسيط لمبادئ الفلسفة الجافة حتى تسيغها العقول والنفوس، وطريقته في عرض الآراء وبسطها كل أولئك قد أغراني بأن التهمه التهاماً فأحببت أن أغري الشبان بمشاركتي في هذا المتاع العقلي.
عبد المجيد نافع