مجلة الرسالة/العدد 408/أومن بالإنسان!
مجلة الرسالة/العدد 408/أومن بالإنسان!
8 - أومن بالإنسان!
للأستاذ عبد المنعم خلاف
النقص والتكامل - الإنسانية الواحدة - من وحي الحرب
العصرية - مقدمات الوحدة - عصر القبيلة الأممي - الأقدار
تفصل الجسم الواحد - دفع وهم - الخميرة في أمريكا - أم
مجنونة وبنت عاقلة - من توحيد الأرباب إلى توحيد الإنسان
- لا حياة مع هذه الحرب - قيامة صناعية - سلم طويلة من
حرب خاطفة - المبضع من السيف - دم الحرب دم مخاض -
معان تبقى من أمم تفنى
ألمس في نفسي وفي كل فرد عرفته من الناس مهما كان عظيماً نقصاً أجد تكميله عند غيري وغيره. وهذا مما يؤكد في فكري أن الدولة أولاً جسم واحد يكمل بعضه بعضا ولا يستقل عضو منه بحياته إلا ظهر مبتوراً ناقصاً فيه تشويه. . . وكماله وجماله في أن يتضام إلى غيره ويتعاون ويصبر على مضايقة ذلك الغير حتى يستطيع إدراك الكمال المنشود. . .
وكذلك ألمس في كل أمة وحدها نقصاً أجد تكميله لدى غيرها. وهذا مما يؤكد في فكري ثانيا أن الأمم في المجموعة البشرية كالأفراد في مجموعة الأمة الواحدة، كل منها لها ميزة تكمل غيرها، وفيها نقص يكمله غيرها. . .
فالفرد الكامل الذي يستطيع أن يحيا وحده لم يخلق بعد ولن يخلق
والأمة الكاملة التي تستطيع أن تحي وحدها لم تخلق كذلك ولن تخلق
تلك حقيقة توحي إلينا الإيمان بالإنسانية الواحدة، وتحتم علينا أن نتناسى مواريث الوحشية القديمة والجهالات الأولى، وإن نفكر للحياة الواحدة المستقبلة التي يصح أن تنتظم الإنسانية جميعها بعد أن ذهب عنها دور الطفولة التي كانت فيها حدود الأرض ومعارفها مجهولة، ومواردها وأرزاقها محدودة
ويعظم في نفسي يوماً بعد يوم وجه الشبه بين سير الحياة بالفرد الواحد من طفولته إلى رشده إلى شبابه إلى كهولته، وبين سير الحياة بالإنسانية جميعها من طفولتها إلى شبابها إلى كهولتها
وإني أكاد أجزم أن خطوات سير الحياة بالإنسانية كلها هي خطوات سيرها بالإنسان الواحد. . . وكل من يتفرس في الحياة الاجتماعية يجدها كحياة الفرد سواء بسواء في تدرجها من الغرائز والعواطف إلى الرشد والعقل
وكما يحصل للطفل والشاب أن يغضب كثيرا ويكون أنانيا فرديا في حاجاته، ويحطم ما أمامه ولا يبالي النتائج؛ كذلك الإنسانية في دور طفولتها: أنانية غضوب تحطم كل شيء في سبيل منفعتها الضيقة
ولكن كما تمنع التربية وضبط الأعصاب وفعل الزمن الرجولة من أن تلجأ إلى أساليب الأطفال وغرائزهم وتحبسها عن الغضب والتحطيم، إلا إذا امتدت فيها حياة الطفولة لضعف التربية، أو للشذوذ أو عدم تقدير النتائج كذلك الإنسانية لابد أن تصل إلى هذه المرحلة في يوم ما قريب أو بعيد. . .
يوحي إلي ذلك ما أراه في الحرب الحالية من عنف التحطيم وشدة البأس وجنون الإنسان وقسوة الآلة، بحيث لا يمكن مطلقاً أن تحتمل الحياة بعد هذه الحرب إذا لم تقمع الغرائز والحماقات التي أثارتها، وإذا لم يوضع أساس حياة مشتركة للإنسانية الواحدة التي ابتدأت وحدتها تبدو وتستعلن في هذه المجموعات الكبيرة من الأمم، وهذه الرباطات الوثيقة بينها ومن اختزال المسافات والأبعاد واشتباك المصالح، واشتراك مناهج الدراسة والثقافة العامة، ومن معرفة كل جنس بخصائص كل جنس، ومن الدراسات المنظمة والمؤتمرات الجامعة والجمعيات العالمية، ومن كثرة الأسفار وامتزاج الطبائع، واختلاط الأجناس وتفكير أرباب الأعمال في الأسواق العالمية، ومن تبادل تعلم اللغات والأغاني والرقصات وأدوات الزينة. ومن (الصندوق السحري): الراديو الذي سيصوغ حواس الطفولة وقلوبها غير صياغة قلوب الأباء الذين نشأوا محجوزين محجوبين بعضهم عن بعض بالسدود والحدود والتخوم، ومن (السبورة السحرية) السينما التي تنقل الدنيا وناس الدنيا وتعرض الجميع في حجرة ضيقة
يصح أن نسمي عصرنا الحاضر (عصر القبيلة الأممي) والإنسانية كلها الآن تمر به كما مرت كل أمة بعصر القبيلة. واشتداد التناحر بين مجموعات الأمم المختلفة في هذا العصر هو صورة مما كان يحدث بين القبائل في الأمة الواحدة
ولم يحمل القبائل المتعادية في القديم على الصلح الدائم والاندماج والوحدة الشعبية إلا عنف ما كان بينها من حروب وتخريب وتعطيل للحياة. فلما رأت أنه لا حياة مع الحرية الكاملة والوحشية المطلقة تنازلت كل قبيلة عن بعض حقوقها وحرياتها ورضوا ذلك إما بضغط الأقوى وإما بالإدراك الصحيح للموقف ومراعاة مقتضيات الحياة
وكذلك كان الأمر في تكوين الإمبراطوريات المختلفة: حروب ونزاع مستمر وتخريب للممالك والمملوك ثم اتفاق أخير ونزول من الجانبين عن بعض المصالح في سبيل المصلحة التي لا غنى عنها للجميع
وكذلك تكونت الولايات المتحدة الأمريكية من جنسيات ومذاهب مختلفة بعد حروب ونزاع دمر حياتهم في بعض مراحل تاريخهم. . .
وكذلك وجدت البذرة التي لابد أن تنمو بعد هذه الحرب: وهي بذرة (عصبة الأمم) التي سيحافظ الغالب والمغلوب في هذه الحرب على إيجادها وجوداً فعالاً مسلحاً، لا وجوداً صورياً كالذي كان عقب الحرب الماضية
وعندي يقين ثابت أن الأقدار تفصل الآن بالحديد والنار جسم الإنسانية الواحدة ذات الحكومة الواحدة كما فصلت جسم كل إمبراطورية على حدة كما فصلت جسم كل أمة على حدة كما فصلت جسم كل قبيلة على حدة كما فصلت جسم كل أسرة على حدة كما فصلت كل جسم على حدة كما فصلت كل عضو على حدة كما فصلت كل خلية على حدة. . .!
هو قانون واحد يلف الكون كله! قانون الجزيء والذرة هو قانون المجاميع. . . واللقاح السياسي واللغوي والعلمي والاقتصادي في المجموعات الكبرى والإمبراطوريات واتحاد الولايات، هو الوسيلة إلى ذلك الأمل المنشود
ولا يتوهمن واهم أنني أزعم أن الخلاف سيذهب من الأرض كلا. . . وإنما سيبقى كما هو في حدود الدولة بين الأحزاب والآراء والمذاهب الاجتماعية. . . وكما يبقى بين الأسرة الواحدة، وكما يبقى بين القوى المتنازعة في الفرد الواحد: بين العقل والعاطفة والغريزة لأن الدفع قانون طبيعي كقانون الجذب. . . ولكنه دفع لا يفلت من قانون القوة والقهر، كما هو الحال في الدولة الواحدة القوية التي لا يفلت منها من يريد الخروج عليها
أن نفوس الأجناس وطبائعها تتغير تغيراً سريعا من التمايز إلا الاندماج والاتحاد. فلم يبق في الولايات المتحدة أجناس، وإنما صارت كتلة واحدة بمرور جيل أو جيلين وبتوحيد اللغة. . .
والولايات المتحدة خميرة للحياة الإنسانية المقصودة، هي نموذج ناقص ولكنه أقرب إلى الكمال؛ وكان من الواجب أن يحذو العالم القديم حذو هذا العالم الجديد السعيد، ويترك مواريث التاريخ السيئة وعصبيات الأجناس ونعراتها، ويتفق على الحد الوسيط الذي يرضي الجميع مع التضحية ببعض الاعتبارات والحريات
أوربا ولدت أمريكا. . . والبنت هنا أعقل من أمها وأسعد. فلا تزال القارة العجوز تحتفظ بأحقادها القديمة ومواريث تاريخها السيئ في عالم الحسد والبغض والخديعة والبطش والتنازع. . . ولا تزال تشقى الأرض كلها معها. . . بينما أمريكا تسعدها وتجدد الحياة يوماً بعد يوم، وتنثر الأفراح والمباهج في كل مكان. . .
لقد برئت أمريكا من حب الاستعمار والتنازع عليه، فبرئت من السعار المادي الذي يصاحبه، وبرئت من الصفات الذميمة التي تصاحب خلق الافتراس. . . وصارت حبيبة إلى جميع أمم الأرض. . .
اتخذت الطريق المشروع إلى الغنى والثروة، وهو طريق التجارة والمنافسة المحمودة واستغلال الموارد الطبيعية، لا طريق الغصب والغلاب. . . فعاشت تجمع وتعيش بما تجمع وتوزع منه على مؤسسات البر والعلم في بقاع الأرض، ثم لا تفجع فيما تجمع ولا تحترق وتدمر معه كما جرى لأمم أوربا الآن. . .!
لقد خطا الإنسان بإدراكه عقيدة توحيد الله خطوته العظمى إلى الكمال العقلي والقلبي، حين رأى أن العالم كله يساق بيد واحدة، وتوزن أموره بميزان رب واحد. . .
وسيخطو خطوته العملية والعلمية العظمى، حين يدرك (الإنسانية الواحدة) ويؤمن بها؛ وكما حلت عقيدة توحيد الإله مشاكل العقيدة ووجهت الحياة وجهة واحدة بعد أن كانت موزعة على أرباب متفرقين. . . كذلك سيحل الإيمان بوحدة الإنسان مشاكل وعقداً مستعصية، وتوجه به لأمم وجهة واحدة هي وجهة الخير المشترك، بدل الخير المتفرق الضيق الأناني، ووجهة العلم الباني المعمر، بدل العلم المخرب المدمر. . .
لقد كان منطق الفرقة والتنازع العنيف بين الناس معقولا في الأزمنة الماضية التي كان بين الأمم فيها حواجز سميكة من الجهالة والأسفار الطويلة، واللغات المجهولة، والثقافات المختلفة إلى حد التناقض. . . وكان دور تحكيم الغرائز لا بد منه لحمل ذلك الإنسان الجاهل على التسابق العنيف إلى كشف بقاع الأرض المجهولة، وتلقى منافعها الضائعة إذ لم يكن له علم وعقل يغنيانه عن الغريزة. وكان الاختلاف الحاد بين الناس معقولا لأنه لم يكن هناك أفق عقلي أو علمي أو عملي مشترك بين أمة وأمة متجاورتين بله المتباعدتين، ولم تكن الظروف لتسمح بوجود ذلك الأفق المشترك إلا عن طريق الحرب التي كانت وحدها هي الوسيلة الوحيدة للاختلاط بين المتفرقين، والتعارف بين المتجاهلين. . .
أما الآن فقد صار هذا التفرق والتنازع ضارا بالجميع قاطعاً للعلاقات التي تنمو في وقت السلم نموا عظيما غزيراً لم يكن له مثيل في العصور الأولى. . . وصارت العودة إلى تحكيم الغرائز ارتداداً وانتكاساً في الحياة كانتكاس الرجل الحليم إلى غضب الطفولة الذميم، إذ قد صار في يد الإنسان من أدوات الهلاك والدمار أشياء فظيعة تهدم الحياة من أساسها وتسحق براعم نموها وتجعل العمل للحياة، والسعي لها بعد الحرب عبثاً لا طائل تحته ما دامت الحرب تأتى بعد ذلك لتأكل الأخضر واليابس ولا تبقى ولا تذر
وقد ثبت الآن أن كل ما يصل إليه العلم من أدوات السيطرة والتغلب على قوى الطبيعة وأدوات ترف الحياة ومباهجها يتحول إلى أدوات دمار وإبادة إذا ما ثارت بالأمم ثورة الحرب وبراكين الحقد الدفين. . . فلا أمان على الحياة من شيء مع غضب الإنسان. وقد عاد شعار الجاهلية القديم الذي كان يهتف به المحاربون القدماء؛ وهو تلك الصيحة: يا منصور أمت!
وقد كانت الأديان والأخلاق قد جعلت للحرب في العصور المتوسطة قوانين فيها بقيا غلى مناطق نمو الحياة؛ وفيها ذكرى للود القديم والدم والنسب وصلة العلم والفن والعمران، وكانت الحرب تجد لها في وقت احتدامها ما يخفف آلامها من نبل الفروسية، ورحمة القادرين، ووصايا القواد بالضعفاء والمرضى والشيوخ والأطفال والنساء والحرث والنسل:
إذا احتربت يوماً ففاضت دماؤها ... تذكرت القربى ففاضت دموعها!
أما الآن فإذا بطشوا بطشوا جبارين! لا يذكرون طفولة ولا شيخوخة ولا مخلفات الفنون والعلوم والآثار الثمينة التي هي ملك الإنسانية جميعها. . .
ومن كان يظن أن الإنسان الأوربي العالم الفنان الذي فتنته أحاسيس الحياة وجن بها جنونا فعبدها في الزهور والرياحين والحب والألحان والعناية بالطفولة، واقتنى التحف والمخلفات الأثرية من الجماجم والعظام والأحجار والخرزات، ولم يدخر في سبيلها مالاً، وجميع مجموعات النبات والحيوان، وحرص على استخراج كنوز الأرض، والتقى على صفاء في المجاميع العلمية والأدبية والملاعب الرياضية والمؤتمرات العالمية وتبادل تعلم اللغات، وسكن جميع بقاع الأرض، وعرف آلام الأجسام والأرواح، وأنفق الأموال الطائلة على نبش الأرض ليستخرج منها حلقة مفقودة تنير له تاريخ الإنسانية التي يعتز بها. . . من كان يظن أن من فعل كل أولئك يجرؤ على أن يهدم حاضر الإنسانية بكل ما حمل في طياته من الماضي، ولا يبالي أن يزهق الإنسان ومدنه وكل ما حمله عقله وقلبه!!
فأين عالم الدفاتر والمحابر والمنابر والمؤتمرات والمجامع والمعاهد والمعابد؟ أين عالم العقول والقلوب؟
أين الشعر والفن والرحمة والحب والجمال والخير؟
أين المعاني التي سجلها الدين والأدب عن الآلام، ودارت عليها فلسفات وقصص ومسرحيات؟
أين مؤسسات الرفق بالحيوان؟
أين كل (الدراما) و (الترجيديا) التي كانوا بها يبكون في المسارح؟
أكانت ملاهي وملاعب لا أكثر؟ يا لها إذا من خديعة عبقرية!
ولكن هذه هي الحرب العصرية. . . صورة مصغرة من أهوال القيامة. . . بل القيامة ساعة ثم تنقضي الحياة ويستريح الناس بالموت إلى حين. . . ولكن الحرب العصرية (قيامات) لا عدد لها. . . بها يموت الناس ويبعثون ثم يموتون ويبعثون كلما شنت عليهم غارة جوية إلى أن تضع الحرب أوزارها. . .
فيا بني الحياة! أي حياة هذه!؟
أن الله أرحم بالناس من أن يجعلهم لمثل هذه الحياة. . . الناس أرفع بأنفسهم من أن يعبدوا مثلها. . . أنها مرحلة لابد منها في طريق الإنسانية الشقية إلى الاستقرار والراحة واللقاء الذي لابد منه بعد الافتراق والتقلقل
ومن بين ظلمات هذه الحرب الخاطفة السريعة يلمع نور السلام البطيء الطويل. . .
ومن بين نيرانها وزلازلها وبراكينها يبدو برد الحياة وثباتها واستقرارها. . .
ومن بين قسوة القلوب فيها بقسوة الآلات والمدمرات تلوح عواطف الرحمة والحب. . .
لقد كان من نتائج الحروب الكبرى دائما ابتداء دورة زمنية بالإنسان وانقلاب في أوضاع الحياة. . . والذين عاشوا قبل الحرب العظمى الماضية وبعدها يدركون الفرق الشاسع بين الحياتين. . .
هذه السرعة التي في الحرب ستكون في السلم. . . وكما استحال سيف الحرب إلى مبضع الطب ستستحيل جميع آلات الدمار إلى آلات إنتاج وتعمير ورفاهية
ولاشك أن تشبيه الحرب بحادث المخاض والولادة تشبيه صحيح من كل وجه. . . فكل حرب تلد مولودا من الطباع والأوضاع والأفكار والآلات والمرافق. . . مولودا يجدد الحياة ويقذف في شعلتها حطبا ويسقيها زيتاً. . . ولا ضير فيما يصحب ذلك من الألم والدم والهزة والخوف؛ فكل هذه أعراض تصحب حادث الولادة في حياة الإنسان. . .
ولن تضيع سدى تلك الأرواح لتي ذهبت قرابين للمعاني السامية التي في قلوب الأمم المتحاربة. وإنما هي لبنات في البناء الخفي للوجود الإنساني. . . وأنها كلها حية تنظر إلى عراك الجماعات في عالم الظواهر كعراك ذرات تحملها الريح أو حصى يحمله ماء السيل حتى تبلغ مكانها المرصود في بناء الوجود. . .
وسواء أوضع حجر في خفاء الأساس أم رفع في علانية القمة، فالكل بناء واحد. . . وتبلغنا الآن أنباء انكسار أمة وانتصار أخرى فلا نلتفت إلى الأفراد فيها. وإنما يعلو عنوانها أو ينخفض وهي صورة موحدة ليس فيها توزيع. فتفرح كلها بالانتصار ولو باد في سبيله كثيرون، وتستاء كلها بالانهزام، ولو انتصر فيها كل فرد نصرا فرديا وأتى بأعمال البطولة المعجزة فهل لأصحابنا الفرديين الأنانيين أن ينظروا موضع الفرد من الأمة على ضوء نار هذه الحرب، وموضع الأمة من مجموعة الأمم التي تنتسب إليها حتى يتبينوا أنه لا وجود إلا للمعاني العامة التي هي ملك الإنسانية جميعها؟
أن هذه النظرة تجعلهم يحملون السلم بقلب عارف بها، ويحاربون إذا كتبت عليهم الحرب بسيوف كمباضع الأطباء: تقطع لتشفي، وتقتل فتحسن القتلة بدون مثلة ولا نية أثم أو جريمة. وتجعلهم خصوماً شرفاء رحماء يحاربون بروح رياضية كأنهم يلعبون. وتجعل من السيوف ظلالا للضعفاء والمسالمين.
أولئك هم الربانيون المؤمنون بالله وبالإنسان أثمن ودائع الله في الأرض!
عبد المنعم خلاف
أشكر للأستاذ بشير صادق تقديره الكريم، وأرجو الله التوفيق
في طلب الحق والإبانة عنه.