مجلة الرسالة/العدد 409/في الاجتماع اللغوي

مجلة الرسالة/العدد 409/في الاجتماع اللغوي

ملاحظات: بتاريخ: 05 - 05 - 1941



اللهجات العامية الحديثة

عوامل تطورها وصفاتها المشتركة

للدكتور علي عبد الواحد وافي

أستاذ الاجتماع بكلية الأدب بجامعة فؤاد الأول

- 1 -

تقتضي نواميس اللغات أنه متى انتشرت اللغة في مناطق واسعة من الأرض، وتكلم بها طوائف مختلفة من الناس، استحال عليها الاحتفاظ بوحدتها الأولى أمداً طويلاً، بل لا تلبث أن تنعشب إلى لهجات، وتسلك كل لهجة من هذه اللهجات في سبيل تطويرها منهجاً يختلف عن منهج غيرها، ولا تنفك مسافة الخلف تتسع بينها حتى تصبح كل منها لهجة متميزة غير مفهومة إلا لأهلها. وبذلك يتولد عن اللغة الأولى فصيلة أو شعبة من اللهجات يختلف بعضها عن بعض في كثير من الوجوه. ولكنها تظل مع ذلك متفقة في وجوه أخرى، إذ يترك الأصل الأول في كل منها آثار تنطق بما بينها من صلات القرابة ولحمة النسب اللغوي. وكثيراً ما يبقى الأصل الأول مدة كبيرة لغة أدب وكتابة بين الشعوب الناطقة باللهجات المتفرعة منه

ولهذا القانون خضعت اللغات الإنسانية من مبدأ نشأتها إلى العصر الحاضر. فاللغة اللاتينية مثلاً - وهي إحدى لغات الفرع الإيطالي من الفصيلة الهندية - الأوربية، قد أخذت في أواخر العصور القديمة وفي العصور الوسطى تنشعب إلى عدد كبير من اللهجات، وأخذت كل لهجة من هذه اللهجات تسلك في سبيل تطورها منهجاً يختلف عن منهج غيرها، حتى أصبحت كل منها لغة متميزة مستقلة غير مفهومة إلا لأهلها. وقد بقيت اللاتينية مدة كبيرة لغة أدب وكتابة بين الشعوب الناطقة باللهجات المتفرعة منها (الفرنسية، الإيطالية، الإسبانية، البرتغالية، لغة رومانيا. . .). ولكنها تنحت عن هذه الوظيفة بعد أن اكتمل نمو هذه اللغات. . .

ولم تفلت اللغة العربية - وما كان يمكن أن تفلت - من هذا المصير؛ فمنذ أن اتس انتشارها، أخذت تنشعب إلى لهجات يختلف بعضها عن بعض وتختلف عن الأصل الأول الذي انشعبت عنه في كثير من مظاهر الصوت والقواعد والدلالة والمفردات؛ وسلكت كل لهجة منها في تطورها منهجاً يختلف عن منهج غيرها، تحت تأثير ظروفها الخاصة، وأخذت مسافة الخلف تتسع بين هذه اللهجات، حتى أصبح بعضها غريباً عن بعض: فلهجة العراق أو لهجة المغرب مثلاً في العصر الحاضر، لا يفهمها المصري إلا بصعوبة وفي صورة تقريبية. غير أنه قد خفف من أثر هذا الانقسام اللغوي بقاء العربية الأولى بين هذه الشعوب لغة أدب وكتابة ودين

ويرجع السبب في أنشعاب هذه اللهجات عن العربية الفصحى وفي تطورها المطرد في نواحي: الأصوات والقواعد والدلالة والمفردات، إلى عوامل كثيرة من أهمها ما يلي:

1 - انتشار اللغة العربية في مناطق لم تكن عربية اللسان فقد تغلبت اللغة العربية على اللغات اليمنية القديمة في معظم بلاد اليمن، وعلى اللهجات الآرامية في العراق والشام، وعلى الألسنة القبطية والبربرية والكوشية في مصر وشمال أفريقيا وشرقها. ومن المقرر أن اللغة الغالبة ينالها كثير من التحريف في ألسنة المحدثين من الناطقين بها (المغلوبين لغوياً) تحت تأثير لهجاتهم القديمة وأصواتهم ومفرداتها وما درجوا عليه من عادات في النطق وهلم جراً. . .

وقد كان لهذا العامل أثر واضح في اختلاف لهجات هذه المناطق الجديدة بعضها عن بعض، واختلافها عن اللسان العربي الأول. فقد تأثرت اللغة العربية في كل منطقة من هذه المناطق بلهجاتها القديمة، وانحرفت في ألسنة أهلها انحرافاً خاصاً اقتضته عاداتهم الصوتية المتأصلة ومناهج ألسنتهم الأولى؛ وتأثرت ألسنة الجاليات العربية نفسها في كل منطقة من هذه المناطق بألسنة أهلها، فنشأ من جراء ذلك في كل بلد من هذه البلاد لهجة عربية تختلف عن لهجة غيرها، وتختلف عن اللغة العربية الأولى فالعربية في الشام مثلاً متأثرة بالألسنة الآرامية القديمة، وفي المغرب باللهجات البربرية التي صرعتها العربية في هذه البلاد. . . وهلم جراً. . .

2 - عوامل اجتماعية سياسية: كاستقلال البلاد العربية بعضها عن بعض، وضعف السلطان المركزي الذي كان يجمعها ويوثق ما بينها من علاقات. فمن الواضح أن انفصام الوحدة السياسية يؤدي إلى انفصام في الوحدة الفكرية واللغوية

3 - عوامل اجتماعية نفسية تتمثل فيما بين سكان هذه المناطق من فروق في النظم الاجتماعية والعرف والتقاليد والعادات ومبلغ الثقافة ومناحي التفكير والوجدان. . . وما إلى ذلك، فمن الواضح أن الاختلاف في هذه الأمور يتردد صداه في أداة التعبير

4 - عوامل جغرافية تتمثل فيها بين سكان هذه المناطق من فروق في الجو وطبيعة البلاد وبيئتها وشكلها وموقعها. . . وما إلى ذلك؛ وفيما يفصل كل منطقة منها عن غيرها من جبال وأنهار وبحار وبحيرات. . . وهلم جرا. فلا يخفي أن هذه الفروق والفواصل الطبيعية تؤدي - عاجلاً أو آجلاً - إلى فروق وفواصل في اللغات

5 - عوامل شعبية جنسية تتمثل فيها بين سكان هذه المناطق من فروق في الأجناس والفصائل الإنسانية التي ينتمون إليها والأصول التي انحدروا منها. فمن الواضح أن لهذه الفروق آثار بليغة في تفرع اللغة الواحدة إلى لهجات ولغات

6 - اختلاف أعضاء النطق باختلاف الشعوب. فمن المقرر أن هذه الأعضاء تختلف في تكوينها واستعدادها ومنهج تطورها تبعاً لاختلاف الشعوب وتنوع الخواص الطبيعية المزود بها كل شعب والتي تنتقل بطريق الوراثة من السلف إلى الخلف. فلم يكن مناص إذن أن تختلف أصوات اللهجات العربية بعضها عن بعض باختلاف الشعوب التي انتشرت فيها، وأن تتجه كل لهجة منها في تطورها من هذه الناحية إلى منهج يختلف عن منهج غيرها

7 - التطور الطبيعي المطرد لأعضاء النطق. فمن المقرر أن أعضاء النطق في الإنسان في تطور طبيعي مطرد في تكوينها واستعدادها ومنهج أدائها لوظائفها. فحناجرنا وحبالنا الصوتية وألسنتنا وحلوقنا وسائر أعضاء نطقنا تختلف عما كانت عليه عند آبائنا الأولين، إن لم تكن في تكوينها الطبيعي، فعلى الأقل في استعداداتها؛ بل إنها لتختلف عما كانت عليه عند آبائنا الأقربين

وغنى عن البيان أن كل تطور يحدث في أعضاء النطق أو في استعداها يتبعه تطور في أصوات الكلمات، فتحرف هذه الأصوات عن الصورة التي كانت عليها إلى صورة أخرى أكثر منها ملاءمة مع الحالة التي انتهت إليها أعضاء النطق. فكان من المستحيل أن تجمد ألفاظ اللغة العربية على حالتها الأولى في الأمم الناطقة بها؛ ولم يكن مفر من أن ينالها كثير من التطور باختلاف العصور. ومن آثار هذا ما حدث في اللغة العربية بصدد أصوات الجيم والثاء والذال والظاء والقاف. فقد أصبحت هذه الأصوات ثقيلة على اللسان في كثير من البلاد العربية، وأصبح لفظها على الوجه الصحيح يتطلب تلقينا خاصاً ومجهوداً إرادياً وقيادة مقصودة لحركات المخارج. ولعدم ملاءمتها مع الحالة التي انتهت إليها أعضاء النطق في هذه البلاد أخذت تتحول منذ أمد بعيد إلى أصوات أخرى قريبة منها، فصوت الجيم الذي كان ينطق به معطشاً بعض التعطيش في العربية الفصحى قد تحول في معظم المناطق المصرية إلى جاف (جيم غير معطشة)، وفي معظم المناطق السورية والغربية إلى جيم معطشة كل التعطيش والثاء قد تحولت إلى تاء في معظم المناطق المصرية وفي بلاد أخرى فيقال: (توب. تلج. تخين. تعلب. تعبان. تفل. تئيل. تلت. تلاتة. تمن. تمانية. تور. أتنين. نتر. جتة. عتة. عتر. . . الخ. بدلاً من ثوب. ثلج. ثخين. ثعلب. ثعبان. ثفل. ثقيل. ثلث. ثلاثة. ثمن. ثمانية. ثور. أثنان. نثر. جثة. عثة. عثر. . . الخ). والذال قد تحولت في كثير من المناطق العربية إلى دال في معظم الكلمات، فيقال: (داب. دراع. ديب. ده. دي. دبل. دبح. دبان. دأن. أدان. ودن. دهب. دبل. . . إلخ بدلاً من: ذاب. ذراع. ذئب. ذا. ذي. ذبل. ذبح. ذبان. ذقن. أذان. أذن ذهب. ذيل. . . الخ)؛ وإلى زاي في بعض الكلمات، فيقال مثلا: (زنب. زهن. زكي. بزر. رزالة. . . الخ؛ بدلاً من: ذنب. ذهن. ذكي. بذر. رذالة. . . الخ). والظاء قد تحولت إلى ضاد في معظم الكلمات؛ فيقال: (ضلام. ضفر. ضل. ضهر. الخ. بدلاً من ظلام. ظفر. ظل. ظهر. . . الخ) وإلى زاي مفخًّمة في بعض الكلمات (كما ينطق في عامية المصريين بكلمات: ظالم. ظريف. أظن. حظ. . . الخ). والقاف قد تحولت إلى همزة في بعض الكلمات المصرية، فيقال: (أط. ألت. أبل. عأد. نطأ. . . الخ؛ بدلاً من: قط. قلت. قبل. عقد. نطق. الخ)؛ وإلى جاف (جيم غير معطشة) في معظم اللهجات العامية في مصر وغيرها من البلاد العربية، فيقال: (جط. جلت. جبل. عجد. نطج. الخ)؛ بدلاً من: قط. قلت. قبل. عقد. نطق. الخ)

8 - الأخطاء السمعية وسقوط الأصوات الضعيفة. قد يحيط بالصوت بعض مؤثرات تعمل على ضعفه بالتدريج، كوقوعه في آخر الكلمة، وزيادتها عن بنيتها، وعدم توقف المعنى المقصود عليه؛ فيتضاءل جرسه شيئاً فشيئاً حتى يصل في عصر ما إلى درجة لا يكاد يتبينه فيها السمع؛ فحينئذ يكون عرضة للسقوط. وذلك أن معظم الصغار في هذا العصر لا يكادون يتبينونه في نطق الكبار؛ فينطقون بالكلمات مجردة منه.

وقد كان لهذا العامل، مع عوامل أخرى سيأتي ذكرها، أثر كبير في سقوط علامات الإعراب بالحركات من جميع اللهجات العامية المنشعبة عن العربية؛ على حين أن الإعراب بالحروف، لعدم تأثره بهذا العامل، قد بقيت آثاره في اللهجات العامية (أخوك، أبوك، المؤمنين، الطيبين. . . الخ)

9 - موقع الصوت في الكلمة. وموقع الصوت في الكلمة يعرضه كذلك لكثير من صنوف التطور والانحراف

(ا) وأكثر ما يكون ذلك في الأصوات الواقعة في أواخر الكلمات سواء أكانت الأصوات أصوات مد أم أصواتاً ساكنة

أما أصوات المد، فقد لوحظ أن وقوعها في آخر الكلمة يجعلها في الغالب عرضة للسقوط، ويؤدي أحياناً إلى تحولها إلى أصوات أخرى. وقد كان لهذا العامل أثر كبير في سقوط أصوات المد القصيرة المسماة بالحركات (التي يرمز إليها في الرسم العربي بالفتحة والكسرة والضمة) التي تلحق أواخر الكلمات العربية. ففي جميع اللهجات العامية المنشعبة عن العربية (عاميات مصر والعراق والشام وفلسطين والحجاز واليمن والمغرب. . . الخ) قد انقرضت هذه الأصوات جميعها، سواء في ذلك ما كان منها علامة إعراب وما كان منها حركة بناء. فينطق الآن في هذه اللهجات بجميع الكلمات مسكنة الأواخر (فيقال مثلاً: (رجعْ عمرْ للمدرسة بعد ما خفْ من عياه) بدلاً من (رجع عمرُ إلى المدرسة بعد ما خفَّ من إعيائه). - ولعل هذا هو أكبر انقلاب حدث في اللغة العربية؛ فقد أتى جميع الكلمات فانتقصها من أطرافها، وجردها من العلامات الدالة على وظائفها في الجملة، وقلب قواعدها القديمة رأسا على عقب.

ومن هذا القبيل كذلك ما حدث في اللغة العربية بصدد أصوات المد الطويلة: (الألف والياء والواو) الواقعة في آخر الكلمات، فقد تضاءلت هذه الأصوات في عامية المصريين وغيرهم حتى كادت تنقرض تمام الانقراض، سواء في ذلك ما كان منها داخلاً في بنية الكلمة (رمى، يرمى. . . الخ وما كان خارجاً عنها (ضربوا، ناموا. . . الخ)، فيقال مثلاً في عامية المصريين (رام وعيسَ ومصطفَ أبُ حسين سافَر يوم الخميس لجرجَ) بدلاً من: (رامي وعيسى ومصطفى أبو حسين سافروا يوم الخميس إلى جرجا)

وما حدث في اللغة العربية تحت تأثير هذا العامل، حدث مثله في الكثير من اللغات الأخرى. فمعظم أصوات اللين المتطرفة في اللغة اللاتينية قد انقرض في اللغات المنشعبة عنها.

ووقوع الصوت الساكن (ونعني به ما يقابل صوت المد في آخر الكلمة يجعله كذلك عرضة للتحول أو السقوط، فمن ذلك ما حدث في اللغة العربية بصدد التنوين ونون الأفعال الخمسة والهمزة والهاء المتطرفتين. فقد انقرضت هذه الأصوات في معظم اللهجات العامية المنشعبة عن العربية، كما يظهر ذلك بالموازنة بين العبارات العربية المدونة في السطر الأول ونظائرها في عامية المصريين المدونة في السطر الثاني:

محمدٌ ولدٌ مطيعٌ؛ الأولاد يلعبون، الهواءُ شديدٌ؛ انتظرته ساعةً كاملةً

محمدْ ولدْ مطيعْ؛ الأولاد بِيِلعَبُ؛ الهَوَ شديدْ، انتظرتُ سَاعَ كامْلَ

ومن هذا القبيل كذلك حذف آخر الكلمة التي يوقف عليها في عامية كثير من المناطق المصرية، كبعض مناطق بني سويف والشرقية ورشيد، فيقال مثلاً (إنت يَا وَلَ)؛ بدلاً من (أنت يا ولد)؛ (فين أخوك محمو) بدلاً من (أين أخوك محمود)؛ (إدِّيلُ خَمْسَأرو) بدلاً من (أدِّ له خمسة قروش)

وما حدث في اللغة العربية بهذا الصدد حدث مثله في كثير من اللغات الأخرى. فمعظم الأصوات الساكنة المختتمة بها الكلمات اللاتينية قد انقرضت في النطق الفرنسي أو تحولت إلى أصوات ساكنة أخرى أضعف منها أو إلى أصوات لين

(ب) ووقوع الصوت في وسط الكلمة يعرضه كذلك لكثير من صنوف التطور والانحراف. فمن ذلك ما حدث في اللغة العربية بصدد الهمزة الساكنة الواقعة في وسط الثلاثي، فقد تحولت إلى ألف لينة في عامية المصريين وغيرهم، (فيقال: راس، فاس، فال، ضاني. . . الخ بدلاً من: رأس، فأس، فأل، ضأن. . . الخ)

ومن هذا القبيل كذلك ما حدث بصدد الياء والواو الساكنتين في وسط الكلمة في مثل (عين) و (يوم). فقد تحولتا في بعض المناطق المصرية وغيرها إلى صوتين من أصوات المد، فأولهما تحول إلى صوت يشبه صوت () في اللغة الفرنسية (عين، خيل، بين، زنيب. . . الخ)، وثانيهما تحول إلى صوت يشبه صوت () الفرنسي (يوم، نوم، فوز، لوم. . . الخ)

ومن ذلك تحريك الحرف الساكن إذا وقع في وسط كلمة ثلاثية في كثير من لهجات البلاد العربية (عامية الشرقية، وبعض عاميات الصعيد، ولهجات القبائل العربية النازحة إلى مصر، ولهجة العراق. . . الخ؛ فيقال مثلاً: إسِم، رَسِم، مَصِر، جُرُن، بَدِر، فِجِلْ، فَحِل. . . الخ، بدلا من اسْم، رسْم، مصْر، جرْن، فجْل، فحْل. . . الخ)

وقد سجل الباحثون ظواهر كثيرة من هذا القبيل في اللغات الهندية الأوربية

(ج) ووقوع الصوت في أول الكلمة يجعله كذلك عرضة للانحراف. فمن ذلك ما حدث في بعض المفردات العربية المفتتحة بالهمزة؛ إذا تحولت همزتها في بعض اللهجات العامية إلى فاء أو واو ((أُذُن) تحولت في عامية المصريين إلى (وِدْن) و (أين) تحولت إلى (فين) أو إلى (وين) في عامية القبائل العربية النازحة إلى مصر، وفي عامية العراق والحجاز؛ و (أدَّى) تحولت في بعض المواضع في عامية المصريين إلى (ودَّى) فيقال مثلاً: (ودَّاه المدرسة) بمعنى (أدى به إلى المدرسة) أي أوصله إليها)

وسنعرض لبقية هذه العوامل في المقالات التالية إن شاء الله

علي عبد الواحد وافي

ليسانسيه ودكتور في الآداب من جامعة السربون