مجلة الرسالة/العدد 425/الحروب الصليبية

مجلة الرسالة/العدد 425/الحروب الصليبية

ملاحظات: بتاريخ: 25 - 08 - 1941



للأستاذ ر. التميمي

(تتمة ما نشر في العدد الماضي)

تطورات الحركة الصليبية

لقد كانت الغاية الأولى من اشتهار الحرب الصليبية امتلاك الأرض المقدسة وجعلها خاضعة لحكم مسيحي؛ فلما ظهر قواد كبار في الشرق الإسلامي أمثال: نور الدين وصلاح الدين، ورأوا مملكة اللاتين لم تنشأ في الشرق إلا بسبب تخاذل المسلمين وتفرقهم، أخذوا يستعدون لمطاردتهم والقضاء عليهم وهيأوا لذلك جيوشاً مدربة تطورت على أثرها الحركة الصليبية ودب الضعف في جنباتها وفي نفوس منظميها وقوادها.

ولقد تطرق إليها الفشل أيضاً حينما أخذ البابوات يقاتلون آل هوهن شتاوفن وينازعونهم الحكم في جنوب إيطاليا وشمالها، فتجزأت قواتهم وانصرف الجانب الأكبر من عملهم وتفكيرهم إلى إضعاف قوة مسيحية كان عليهم أن يوجهوها إلى تعزيزالفكرة الصليبية إذا أرادوا استمرارها. ويقول بعض المؤرخين إن لأطماع الجمهوريات الطليانية دخلاً كبيراً في التطورات التي طرأت على الفكرة الصليبية، إذ أن البنادقة كانوا السبب الأكبر في توجيه الحملة الرابعة إلى القسطنطينية وسائر ممتلكات البيزنطيين بدلاً من فلسطين وهم الذين كانوا يختلفون لأسباب مادية مع تجار جنوا فيضعفون باختلافهم الجبهة المسيحية. وقد أباحوا لأنفسهم التقرب من بعض ملوك المسلمين وأمرائهم، فعقدوا مثلاً معاهدة مع الملك الكامل بينما كان العالم الغربي يستعد للحملة الصليبية الخامسة.

لقد تكرر حادث عقد المعاهدات مع المسلمين أكثر من مرة، فعقدها كل من ملوك صقلية والأراغون وجمهورية جنوا قبيل سقوط عكا النهائي في يد سلطان مصر. كل ذلك أضعف الروح الصليبية وحور اتجاهها وخفف كثيراً من حدتها.

أضف إلى كل ما تقدم النزاع الشديد الذي كان قائماً بين رهبان طائفتي الداوية والاسبتالية وانصراف كل فريق إلى الحط من كرامة الآخر واتهامه بأفظع التهم تأميناً لمنافع مادية ليس لها أية علاقة بمجد الصليب والحركة الصليبية.

ويفهم مما تقدم أن الحركة الصليبية قد باءت بالفشل التام بعد أن انتقلت القدس نهائياً إلى أيد إسلامية مع سائر البلاد الفلسطينية، ثم تلا ذلك سقوط عكا وطرابلس وإنطاكية وهي آخر الحصون اللاتينية وطرد آخر صليبي من الديار الشامية في أواخر القرن الثالث عشر. وبهذا السقوط وذلك الطرد ختم الفصل الأخير من الحركة الصليبية التي كانت ألفت لغاية نصرانية كبرى أقامت العالم الغربي وأقعدته وانتقل بسببها مئات الألوف من الفرسان والأمراء وسائر المحاربين إلى ساحات القتال في الشرق، ومنهم من قضى نحبه، وفيهم من حكم أو أصبح ذا سلطان وإمرة بعد إن كان في وطنه الفقير مفلساً لا يملك شروي نقير؛ والجانب الأكبر عاد إلى موطنه يجر ذيول الخسران وعار الهزيمة. ومجمل القول أن الحركة تطورت وباءت بالفشل حين تغيرت غايات المشرفين عليها والمنظمين لها؛ فباباوات القرن الثاني عشر الذين كانوا يتمتعون بسلطان منقطع النظير كانوا وطدوا العزم على امتلاك القدس فاستعلوا سلطانهم وسؤددهم وقذفوا بالجماهير السذج نحو الشرق حيث امتلكوا ما أرادوا. أما بابوات القرن الرابع عشر فلقد كانوا على اختلاف دائم مع ملوك ذلك العصر الذين أخذوا يشعرون بقوتهم وينكرون على السلطة الدينية تدخلها في شؤونهم الداخلية والسياسية؛ وقد بلغ بأولئك الملوك وفي مقدمتهم فيليب الرابع ملك فرنسا وإدورد الأول ملك إنكلترا أن رفضوا أوامر البابا وتغاضوا عن تهديداته؛ وكان النزاع يدور حول فرض الضرائب على رجال الدين بعد أن كانوا معفين منها؛ وكانت الكنيسة ترفض ذلك مدعية أن أرض الكنيسة موقوفة لخدمة الله فلا يصح أن يؤخذ عنها ضرائب. أما الملوك فانهم كانوا في أشد الحاجة للمال بسبب كثرة نفقاتهم؛ لذلك طمعوا في ممتلكات رجال الدين الواسعة ورغبوا في فرض ضرائب عليها؛ وفي ظروف كهذه ليس من المعقول أن يكون أمل في تجديد حملات صليبية على نمط الحملات السابقة

ومع كل ما تقدم فكر بعضهم عقب سقوط القدس وسائر الإمارات اللاتينية نهائياً في أيدي المسلمين، وفي تأليف حملة صليبية جديدة، والسعي في إحلال التفاهم محل التنابذ والتحاسد بين رهبان الداوية والاسبتالية. وقد كان فكر في هذا الأمر في مجمع ليون المنعقد سنة 1245، وتقرر القيام به أيضاً في مؤتمر فينا الديني سنة 1311؛ على أن رغبته في التوفيق بين هؤلاء الرهبان لم تتحقق وانتهى الأمر بأن قضى على هيأة الداوية وصادر ملك فرنسا فيليب الرابع أملاكها وأموالها بعد أن تقاسمها مع البابا. أما رغبة تأليف حملة صليبية جديدة فلم يلتفت إليها حينئذ سوى بطرس الأول ملك قبرص الذي كان يحكم في أواسط القرن الرابع عشر؛ فلقد أنشأ جمعية دعاها جمعية السيف وغايتها تخليص القدس، ثم أرسل وفداً إلى غربي أوربا قام بالتبشير والدعاية لتأليف حملة صليبية جديدة فلم ينجح، فأرسل بطرس أسطولاً اعتدى على شطوط سوريا ومصر وعاد للجزيرة غانماً. وحين مات بطرس هذا أوصى بوجوب متابعة الدعاية لحملة صليبية. اعتباراً من سنة 1230 ارتدت الحركة الصليبية حلة جديدة لم تعرف من قبل، فبينما كان الصليبيون حتى الآن يهاجمون كلما سنحت الظروف بلاد الإسلام في الشرق وأهمها سوريا ومصر، وانقلبوا الآن إلى مدافعين، وأضحى خصمهم الأتراك العثمانيين بدل العرب والأكراد والأتراك من سلاجقة ومماليك. . .

لقد جاء الأتراك العثمانيون إلى أوربا الشرقية سنة 1308م بعد أن أنشئوا ملكا واسعاً لهم في آسيا الصغرى في فجر القرن الرابع عشر وبنوا مجدهم وسطوتهم الحربية بجيش مدرب ومجهز أحسن تجهيز دعوه بجيش الإنكشارية (الينيشرية) وعناها الجيش الجديد، فأخذوا يهاجمون به البيزنطيين ويتغلبون عليهم، ويدمرون لهم الحصن بعد الحصن، ويقهرون الجيش تلو الجيش، حتى باتوا على مقربة من عاصمتهم. هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى هاجموا فرسان الاسبتالية في رودس وآل لوزينيان في قبرص؛ فذعر العالم المسيحي لهذا الخطر الإسلامي الجديد، وهب البابوات ينفضون عنهم غبار الخمول والمسكنة؛ ويحاولون تجديد جبهة صليبية قوية تقف في وجه أولئك الأتراك الأقوياء، وظلوا يثابرون على حشد الجهود تلو الجهود، وأخذ الناس بالنعرة الدينية إلى أن وصلوا فعلاً إلى تأليف حملة قوية البنادقة والقبارصة وفرسان الاسبتالية وكلهم باتوا مهددين؛ فجاءوا بأسطولهم المتحد وامتلكوا مرفأ أزمير سنة 1344؛ إلا أن هذا الظفر لم يكن ليؤثر في نشاط الأتراك وتقدمهم فلقد واصلوا نجاحهم في البلقان وامتلكوا مدينة فيليبية البلغارية؛ وعلى أثر ذلك جاءت حملة صليبية واشتبكت مع جيش السلطان بايزيد الأول فانكسرت شر كسرة

وفي سنة 1439 تألفت حملة صليبية أخرى من المجريين والبولونيين تحت رياسة قائد ترانسيلواني ممتاز يدعى يوحنا هنياد وحاربت السلطان بايزيد الثاني وتغلبت عليه؛ إلا أنها لم تلبث أن غلبت على أمرها، فكانت هذه آخر حملة جردتها أوربا المسيحية على الأتراك المسلمين.

وفي سنة 1453 ملك الأتراك مدينة القسطنطينية، وبامتلاكها قضوا نهائياً على الإمبراطورية البيزنطينية. وعلى أثر ذلك قام البابا بيوس الثاني ونشر داية واسعة النطاق لحملة صليبية وقاد طائفة من المحاربين نداءه إلى مدينة أنكونا الطليانية، وكان يريد أن يزحف بها على البلقان ليقاتل الأتراك؛ إلا أن أفراد الحملة انفضوا من حوله فحزن البابا لتلك النهاية ومات متأثراً غاضباً.

وبعد ذلك لم نسمع بحملات تحمل اسم الصليبية وانتقلت مهمة منازلة الأتراك المسلمين إلى مُلوك أوربا الحديثة وإلى جيوشها المنظمة

وقبل الانتهاء من هذا الفصل لابد لنا من القول بأن الحركة الديموقراطية قد أثَّرت كثيراً في عقول الناس وفي طريقة التفكير الأوربي بالمسلمين؛ فبينما كان هم الباباوات وسائر رجال الدين ومن ورائهم الملوك والأمراء والفرسان والعامة خلالالقرون الوسطى هو القضاء التام على الديانة الإسلامية وامتلاك بلاد المسلمين أخذت الأحوال تتبدل منذ عهد اليقظة إلى أن حل القرن الثامن عشر، فظهر فيه حكماء وفلاسفة بشروا بحرية الأديان وبمبادئ التسامح والتساهل وظلوا في تبشيرهم حتى أثروا في عقول فريق ليس بقليل من الناس المثقفين، فصاروا ينظرون إلى الشرقيين لا بمنظار للتعصب الذميم والحقد الكامن بل بصفتهم أحد أركان هذه الهيأة البشرية التي ساهمت في إقامة صروح المدنية على ممر الأجيال والعصور

ومبادئ التساهل هذه قد انتشرت انتشاراً واسعاً خلال القرنين التاسع عشر والعشرين فاقترب بسببها الشرقي من الغربي أكثر من قبل، ولعبت المصالح المادية الدور الأول في إقامة العلاقات الودية بين الطرفين، وصار الغربي يتودد في كثير من الأحيان إلى الشرقي دون أن ينظر إلى دينه، ويخلص في تودده؛ على أن هذا لا يمنعنا من التنبيه إلى ما يكتبه بعض المؤرخين المغرضين وهم مازالوا يحرصون كل الحرص على مبادئ التعصب والحقد التي سادت دنياهم منذ العصور الوسطى المظلمة، وقد تجد من هؤلاء من ينفث سمومه في صحف ومجلات محترمة أوربية وأميركية وتراه يحمل حملات شعواء على العرب مثلاً ولا ذنب لهم في نظره إلا لأنهم مسلمون وهو لا يحب الإسلام ولا المسلمين، ويريد أن يرى في الحرب العالمية السابقة حرباً صليبية انتهت بظفر الصليبيين على الهلال ودخول البلاد المقدسة تحت الحكم الإنكليزي

نتائج الحروب الصليبية

من المناسب أن ننظر إلى الحركة الصليبية كجزء أو فصل من تاريخ البشرية، لا كعمل أريد به تنصير الشعوب الشرقية؛ وتأريخ هذا الفصل صعب جداً، لأنك بينما تجد بعض المؤرخين يذهبون إلى أن معظم التطورات الاجتماعية العالمية قد نشأت عن الحروب الصليبية، يقول آخرون خلاف ذلك فلا يهتمون أبداً بتلك الحروب الاهتمام الذي تستحقه

على أن من الإنصاف أن نقول ونقرر بأن اضمحلال عهد الإقطاع وظهور المدن الحرة وبشائر عهد اليقظة، حتى والاكتشافات البحرية، كل أولئك يمكن إرجاعه إلى حد ما إلى الحركة الصليبية

ففي أوائل القرن الحادي عشر كان الأشراف والفرسان أول من لبى نداء البابا، وخرج منهم عدد كبير إلى الشرق قتل أكثرهم، وأقام آخرون في الأراضي المقدسة، فقل بذلك عدد الأشراف. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن إعداد الحملات الصليبية قد اضطر هؤلاء إلى بيع أملاكهم كلها أو بعضها كما اضطرهم إلى تحرير أرقائهم مقابل مبالغ دفعوها إليهم، وقد أقام أولئك العتقاء في المدن واشتغلوا بالصناعة والتجارة , فزادت أهمية المدن وظهرت فيها طبقة جديدة هي الطبقة الوسطى المؤلفة من أولئك الذين حرروا أنفسهم بما دفعوه لسادتهم النبلاء. ولقد استطاعت هذه المدن بفضل جد أبنائها من أرباب الصناعة والتجارة أن تشتري هي أيضاً حريتها من الأشراف ذوي السيادة عليها وتكتفي بحماية الملك أو الإمبراطور

وأما بوادر النهضة واليقظة فقد ظهرت حين اتصل نصارى الغرب بمسلمي الشرق وأخذوا عنهم ما سمعوه من أغان وأحاديث واطلعوا على تاريخ البلاد الآسيوية وجغرافيتها وهي التي أيقظت العالم الغربي من سباته العميق وجمعت كلمته على عمل مشترك بعد أن كانت الفردية فيها مستحكمة العرى وكانت الفكرة القومية كلمة لا معنى لها، فكان الباريزي مثلاً ينظر إلى ابن مرسيليا نظرة إلى الألماني الأجنبي عنه أو الإنكليزي، وذلك لأن الطرق لم تكن معبدة ووسائل التنقل نادرة صعبة، فكان الناس لا يعرفون إلا من جاورهم من السكان، فلما ضمتهم الحروب الصليبية تحت لواء واحد تعارف أبناء الأمة الواحدة وتآلفوا. ثم أيقظت هذه الحروب بين النصارى فكرة الدفاع عن مبدأ مشترك مقدس وهذا ما كان يقوم في العصور الوسطى مقام المبادئ المشتركة التي تربط جيلنا المتحضر مثل نظرية الحرية المدنية والسياسية وتقرير المصير واحترام العهود والمواثيق

ومن نتائج الحروب الصليبية قيام فريق من الملوك الأوربيين بجمع الضرائب الثابتة من رعاياهم، فقد باشر بجمعها لويس السابع ملك فرنسا فتبعه هنري الثاني ملك إنكلترا، ثم جبيت ضريبة صلاح الدين في معظم العالم الغربي سنة 1188 ولم تقتصر الضرائب هذه على الأهلين بل تناولت أيضاً رجال الكنيسة وذلك بقرار استحصله البابا أينوسن الثالث في مجمع لاتيران الديني سنة 1215 على أن تنفق تلك الضرائب على الحروب الصليبية

وحينما جاء الفرنج ساحات الحرب في الشرق لم يفكروا في تنصير المسلمين بادئ بدء، فلما مضى عليهم نحو عصر استيقظوا من غفلتهم، وكأنهم أرادوا أن يتلافوا ما فاتهم بالتبشير بالدين المسيحي ودعوة الشرقيين إلى التنصر فقاموا قومة واحدة وعلى رأسهم البابا، وأخذوا يبعثون إلى ديار الشرق وإلى قبائل التتارية مبشرين انتشروا في جميع البلاد الواقعة بين عكا والإمارات اللاتينية الشامية من جهة، وسد الصين من جهة أخرى؛ وكان النصارى مع الباباوات يعلقون آمالاً كبيرة على تنصير التتار. فلما حكم هؤلاء تيمورلنك قضى على فكرة التبشير وحمل أبناء قومه على اعتناق الديانة الإسلامية

وقد نقل الفرنج من سوريا أموراً كثيرة إلى بلادهم. فالفرسان منهم أخذوا عن العرب القوس والطبل والبيرق والرمح. وقد كانت في مبدئها عربية أخذها الفرنج عن فرسان العرب الذين كانوا يغيرون على بلادهم خلال العصرين الثامن والتاسع. ويقول سديو المؤرخ الفرنسي: (إن خلال الفروسية الأندلسية وشمائلها الرقيقة كانت مستقى أخذت منه الفروسية النصرانية الكثير من خلالها ورسومها). ويقول فياردو: (إن الفروسية وكل نظمها التي عرفت في الأمم النصرانية كانت مزدهرة عند الأندلسيين أيام الناصر والحكم والحاجب المنصور، وكانت الأندلس في ذلك العصر كعبة يقصدها فرسان النصرانية من كل صوت بعهد سلام وحماية من الخلفاء ليعقدوا المباريات مع فرسان الإسلام. وقد بلغت الفروسية العربية أسمى درجاتها وذروة ازدهارها في مملكة غرناطة التي تفيض تاريخها بأخبار السادة والأمجاد شهامتهم ووفائهم

فالألعاب الفروسية أصلها سباق الجريد المعروف عند العرب، والمبارزة، وما يتبعها من آداب اجتماعية، مثل تقديم المساعدة للمرأة والولد والشيخ العاجز، والوفاء بالوعد، والتجمل بمبادئ الرجولة، والمروءة، والكرم، كل أولئك أشياء معروفة عند العرب الذين كانت طبيعة بلادهم وحياتهم الاجتماعية في صحرائهم المترامية الأطراف وشدة عنايتهم بضروب الفروسية تحملهم على الاعتماد على السواعد المفتولة في بلوغ ما يصبون إليه من صفات الرجولة أكثر من اعتمادهم على شئ آخر. كما نقل الفرنج إلى بلادهم بعض المحصولات النباتية كالسمسم والمشمش والبطيخ والذرة والليمون والشمام والقطن والسكر.

هذا عدا أشياء وأمور وعادات شرقية كثيرة انتقلت إليهم عن طريق الأندلس وصقلية. كل ذلك يبرهن على مبلغ التأثير الكبير للحروب الصليبية في حياة الأمم الاجتماعية في الديار الغربية

(فلسطين)

ر. التميمي