مجلة الرسالة/العدد 55/من طرائف الشعر

مجلة الرسالة/العدد 55/من طرائف الشعر

ملاحظات: بتاريخ: 23 - 07 - 1934



تعالي

لشاعر الشباب السوري أنور العطار

تَعَالَيْ نَسْأَلِ الذِّكْرَى ... عَنِ الحُبَّ وَمَاضِيهِ

وَعَنْ سِحْرِ لَياليهِ ... وَعَنْ حُلْوِ أَمَانيهِ

حَكايَا مَا تَني تَنْ ... هَلُ مِنْ ضِحْكٍ وَتمْويهِ

قَصَصْنَاهَا عَلَى قَلْ ... بيْنِ مَغْمُورَيْنِ بالتِّيهِ

وَهَذَا اللَّيْلُ كَمْ أَصْغى ... وَكَمْ أَصْغَتْ دَرَاريهِ

لَقَدْ قَرَّبَنَا الْحُبُّ ... وَضَمَّتْنَا أَوَاخيهِ

وَلَمْ تَنْوِ القِلَى أَهْليِ ... فَلِمْ أَهْلُكِ تَنْويهِ

حَيَاتي مِنْكِ في نَوْحٍ ... وَتَعْذِيبٍ وَتأْوِيهِ

فَهَلْ أَظْفَرُ في الهَجْرِ ... بطَيْفٍ مِنْكَ أُصْبِيهِ

أُفَدِّيهِ بأَحْلاَمِي=فَيُسْليني وَأُسْليهِ

وَأُغْرِيهِ بِأَشْعَارِي ... فَيَبْكيِني وَأَبْكيهِ

وَكَمْ قَاسَمَني اللَّيْلُ ... أَنيناً بِتُّ أُخْفِيهِ

شَجَانِي مِنْهُ مَا أّشْجى ... وَأَضْنَانيَ مُضْنيهِ

أَسًى للْقَلْبِ مَا يَن ... ْشُدُ إِلاَّ مَا يُعَنَّيهِ

وَمَا يَبْرَحُ طُولَ الدَّ ... هْرِ طِفْلاً في تَمِّنيهِ

يُعِدُّ الفَرْحَةَ الكُبْرَى ... لِحُبٍ كامِنٍ فِيهِ

إِذَا سَاوَرَني الْوَجْدُ ... وَأَطْيَافُ لَيَاليهِ

وَأَضْنى قَلْبيَ الْهَمُّ ... وَأَحْزَانُ عَوَادِيهِ

لَمًسْتُ الْبُرَْء في اللَّيْلِ ... وَفي صَمْتِ دَياَجيهِ

كلاَنَا موُحَشٌ رُوخاً ... سَقِيمٌ غَابَ آسِيهِ

إِذَا ضَاعَ لَكَ الحُلْمُ ... الذي عِشْتَ تُرَجَّيهِ

فما تَطْمَعُ في الْعَيشِ ... وَلاَ يُغْريِكَ حَاليهِ لَقَدْ لَقَّنِتني الحُبَّ ... وَمَعْسُولَ أَغَانِيهِ

وَأَوْحَيْتِ ليَ الشَّعْرَ ... وَمَنْ غَيْرُكِ يُوحِيهِ؟

وَنَجْوَى لحْنِهِ البَاكِي ... وَأَنَّاتِ قَوَافيهِ

قَطَعْنَا الْعُمْرَ في الُحْبَِ ... وَفِي غَمْرَةِ وَادِيهِ

فَلَمْ يَبْقَ لَنا مِنْهُ ... سِوَى طَيْفٍ نُنَاجِيهِ

دمشق

أنور العطار