مجلة الرسالة/العدد 566/نقل الأديب
مجلة الرسالة/العدد 566/نقل الأديب
للأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي
551 - ومخبر النساء بعد المنظر
عيّرت امرأة حكيما بقبح المنظر. فقال لها: يا هذه، إن منظر الرجال بعد المخبر، ومخبر النساء بعد المنظر. . .
552 - ثلاثون خاتما وثلاثون عكازاً
في (تاريخ بغداد للخطيب: قال عبد الله بن محمد بن شهاب: كان لخلف بن عمرو العكبري ثلاثون خاتماً وثلاثون عكازاً، يلبس كل يوم خاتماً وعكازاً طول شهره. فإذا جاء الشهر المقبل استأنف لبسها. وكان له سوط معلق، فقلت له: ما هذا؟ فقال: ما روى: (علق سوطك يرهبك عيالك)؟ وكان ظريفاً. . .
553 - خطبة في الصلح
في (محاضرات الراغب): خطب رجل في الصلح، فقال: أما بعد، فإن الصلح بقاء الآجال وحفظ الأموال، والسلام
554 - عجائب
في (الأغاني): أحمد بن الطيب السرخسي: حضرت مجلس محمد بن علي بن طاهر، وحضرته مغنية (يقال لها شنين) مشهورة فغنت (قول دعبل):
لا تعجبي يا سلمَ، من رجل ... ضحك المشيبُ برأسه فبكى
ثم غنت بعده (والشعر لدعبل):
لقد عجبتْ سلمى وذاك عجيب ... رأت بي شيباً عجّلته خطوبُ
فقلت لها ما أكثر تعجب سلمى هذه! فعلمت أني أعبث بها لأسمع جوابها، فقالت متمثلة غير متوقفة ولا متفكرة:
فُهلكُ الفتى ألاّ يَراحَ إلى نَدًى ... وألاَّ يرى شيئاً عجيباً فيعجبا
فعجبت والله من جوابها وحدته وسرعته، وقلت لمن حضر: والله لو أجاب الجاحظ هذا الجواب لكان كثيراً منه مستظرفاً 555 - اخترت استعمال الصواب فيك
في تاريخ بغداد للخطيب: قال قال المأمون لأبي حفص عمر بن الأزرق الكرماني: أريدك للوزارة
قال: لا أصلح لها يا أمير المؤمنين
قال: ترفع نفسك عنها
قال: ومن رفع نفسه عن الوزارة، ولكني قلت هذا رافعاً لها وواضعاً لنفسي عنها
قال المأمون: إنّا نعرف موضع الكفاة الثقات المتقدمين من الرجال، ولكن دولتنا منكوسة، إن قومناها بالراجحين انتقصت، وإن أيدناها بالناقصين استقامت؛ ولذلك اخترت استعمال الصواب فيك. . .
556 - أفتانا به الإمام أبو اسحق
قال محب الدين بن النجار في تاريخه: قال شعيب بن الحسين القاضي أنشدني الشيخ أبو اسحق الشيرازي هذين البيتين لنفسه:
جاء الربيع وحسنُ وردهْ ... ومضى الشتاء وقبح بردهْ
فاشرب على وجه الحبيب ... ووجنتيه وحسن خدهْ
ثم بعد مدة كنت جالساً عنده فذكر بين يديه أن هذين البيتين أنشدا عند القاضي عين الدولة حاكم صور (بلدة على ساحل بحر الروم) فقال لغلامه: أحضر ذاك الشان فقد أفتانا به الإمام أبو اسحق. فبكى الشيخ الشيرازي، ودعا على نفسه، وقال: ليتني لم أقل هذين البيتين! ثم قال لي: كيف تردهما من أفواه الناس؟ فقلت: يا سيدي، هيهات! قد سارت بهما الركبان