مجلة الرسالة/العدد 57/يا طبيب
مجلة الرسالة/العدد 57/يا طبيب
// لا تقل يا طبيب إنك ماضٍ ... بشحوبي ولوعتي وذبولي
حبذا الضعف والهزال دواءً ... لفؤاد المشَرِدَّ المتبولِ
إيه يا لحظة الوداع، لقد جُرْ - تِ على المدنَفِ الطريد العليلِ
قبلاتٌ مسكوبةٌ في سكونٍ ... وعناقٌ في ضجَّةٍ وعويلِ
ودموعٌ ممزوجةٌ بدمٍ يجري من القلب، مستفيضِ الهطولِ
وزفيرٌ يكاد يحرق أحشاء المُعَنَّى ... من وَقْدهِ والغليلِ
وذراعٌ هوتْ تعانق خصراً ... صِيغَ من تربة الضنى والنحول
ويَدٌ في يَدٍ تُسِرَّانِ أشياَء ... بِضغطٍ مُحَبَّبٍ وذهولِ
وعيونٌ تَقُصُّ بالنظر الفَاِترِ ... أقصوصةَ الغرامِ الجميلِ
وتَنُصُّ الآمال تاجاً من السِحْرِ ... على مفرق الزمان الجهولِ!
حين سار القطار طَارَ صوابي ... وتمايلتُ في ذهولٍ طويلِ. . .
وطَغَتْ عِلَّتى. وجُنَّ جُنونى ... ووَهَتْ قُوَّتى. وضلَّ سبيلي!
لا تقل يا طبيبُ إنك ماضٍ ... بشحوبي ولوعتي وذبولي
ثغرُها يا طبيبُ طِبِّى فَعَجِّلْ ... بِبَواكِير رِيِقِهِ المعسولِ!
مختار الوكيل