مجلة الرسالة/العدد 615/أصداء. . .
مجلة الرسالة/العدد 615/أصداء. . .
للأستاذ أنور العطار
ما كان أَفْدحَ أحزاني وأعظَمَها ... لو كنت أحمِلُ مِنْ ماضيَّ أَحْزَانَا
خَلَّفْتها صارخَاتٍ منْ كآبتِها ... وَعُدْتُ أضحَكَ خَلْقِِ الله أجْفانَا
يا بَؤْسَ قَلْبي لو عاشَتْ بساحتِهِ ... لمَادَ مِنْ عِبْئِها وانهَدَّ أركانَا
وأنت يا بهْجَتِي عُودِي ويا فَرحي ... أمْلأ فؤادي تَرْنِيما وسُلْوانَا
وظُف بروحي في الآفاق حاليةً ... والنَجِمِ مُتَّلها والبدر وسنانا
وهاتِ من نَغَم الأملاك قافية ... وهاتِ من فلك الأفاك ألحانا
لَعَلَّني من أعاليلي وأخيلَتي ... أيبتُ في رغَد الأحلام نشوانا
ُخذِ الفؤادَ صَدِيئا مِنْ كآبِتِه ... وهاتِ َقلْباً من الآمالِ ريَّانا
جَمَّ الوَلُوع كثيرَ الشَّوْق لاهِبهُ ... يَطْوي الليالي مَفْتونا وَهَيْمَانَا
إذا ألَمَّت بِهِ الأوْجِاع هَدْهَدَهَا ... حتَّى تزَايِلَهُ بُرءاً ونِسْيانا
أطُوفُ بالغَابِر النَّائي فُيرْمِضُنِي ... أني مَلأتُ رباعَ الأمْس أشْجَانَا
وأنْ طَوَيْتُ عَلى غَمٍّ صَحَائِفَهُ ... وأن مَرَرّتُ بحُلْوِ العُمْرِ أسْوَانَا
وأن شَقِيتُ وكان السَّعدُ يكلَؤُني ... وأن ضَجِرتُ فَذُقْتُ المرَّ ألوانَا
فلَيْتَ أحْلامَهُ دامتْ مناعِمُها ... وَلَيْتَ طُول التَّشكِّي منه ما كانا
كأنَّ أصْداَءه قد خامَرَتْ كبدْي ... فَفَجَّرتْنِي أشواقاً وتحنانا
يا فرحة العمر عودي غير آيسة ... وأطمِعِينِي في لقاك أحيانا
لعلَّ قَلْبي وقد هاج الحنين به ... يعيش في غمرة التذكار سكرانا
كأن أعرافه قد ضخمت خلدي ... وأوسعتني أطياباً وَرَيحَان