مجلة الرسالة/العدد 622/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 622/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 622
البريد الأدبي
ملاحظات: بتاريخ: 04 - 06 - 1945



تقدير قيم لكتاب قيم

أرسل إلينا الأستاذ نزار الحلي كتاباً يقول فيه: (أهدى السيد محمد حسن آل ضياء الدين سادن الروضة العباسية بكربلاء هدية نفسية إلى الأستاذ عباس محمود العقاد تتألف من مصحف أثري، وسجادة فاخرة، وقطعة من الذهب المقطب تمثل ضريح الحسين عليه السلام، وذلك بمناسبة تأليفه كتابه (أبو الشهداء) واعترافاً بإجادته في هذا الموضوع. وتقدير هذه الهدية بألف جنيه علاوة على قيمتها الأثرية.

ولقد أرسل الأستاذ المهدي إليه رسالة رقيقة إلى السيد المهدِي نرسل إليكم صورتها لتنشروها غفي مجلتكم الغراء، وهذا نصها بعد الديباجة:

(تحيات الإجلال إلى مقام السيد الكريم، وقد تلقيت هديته الفاخرة فتلقيت كنزاً ثميناً بكل معنى من معانيها، وكل إشارة من إشاراتها، وهي كثيرة المعاني والإشارات

وحسبي منها أنها عنوان الرضوان من أمثالكم ذوي الفضل والعلم، ورضوانهم مفخرة لكل من يحمل القلم في خدمة الحق والمعرفة، وأنها قداسة تقترن بوحي الله وتزدان باسمه جل وعلا وأسماء نبيه الكريم وصفوة آله الأبرار وأنها مع هذا وذاك آية رائعة من آيات الصنع المونق المعجب والفن المحكم الجميل، ولست أوفيها الشكر عن بعض هذه المعاني فكيف الشكر عليهن مجتمعات؟

غاية رجائي أنني استحققتها من كرمكم بكتابي عن (أبي الشهداء) فعسى أن أوفيها شكرها بالمضي في هذا النهج القويم والمثابرة على خدمة الفضيلة والإيمان. ولعلي أسعد بفرصة يشكركم فيها اللسان مع هذا الشكر القاصر من اليراع.

ولكم مني أسنى التحية والسلام والإجلال)

المخلص

عباس محمود العقاد

من مستشار أريب إلى مؤلف أديب

عزيزي الأستاذ الكبير كامل كيلاني بك إني - منذ تفضلت فأهديت إليّ تحفتك الأخيرتين - أتفيأ ظلال حديقة أبي العلاء، أنعم بوارف هذا الظل وأمتع ناظري بجمال تنسيقها ووشى أزهارها وأجتني ثمارها وأتذوق عذب نميرها، وأهنأ برسالة الهناء وما حوت من طريف اللغة ودقيق المعاني وما كشفت من نواحي الحياة الوضاءة حيناً والمظلمة أحياناً، وأعجب من هذه القدرة التي حباك الله بها فيسرت العسير، وذللت الصعب الممتنع، وسقت لنا فلسفة أبي العلاء وأدب أبي العلاء وخيال أبي العلاء الشعري الرائع في أسلوب جزل حلو جذاب وثاب ينفذ إلى القلوب فيهز مشاعر النفس وجوانب الحس. وقد عقدت الموازنة الطريفة بين حديقة أبي العلاء كما نسقها بنانك ورواها بيانك، وبين غابة أبي العلاء بوحشيتها المحببة وروعتها الموطأة.

فلك منى الشكر على كريم هديتك، والتهنئة على عظيم توفيقك. ولا عجب فماضيك في الأدب يحمل أكبر الدلالة على حاضر موفق ومستقبل أكثر توفيقاً بإذن الله. فالله يكافئك على ما قدمته للعربية من روائع أدب تضيف إلى كنوزها كنوزاً وتحمل رسالة السلف إلى الخلف في يسر وجمال وإغراء.

والله يجزيك جزاء العاملين الصالحين.

المخلص

محمد العشماوي

المستشار الملكي

إدارة للأدب في فرنسا

أنشئت في العهد الأخير في وزارة المعارف العمومية الفرنسية إدارة للأدب عهد بالإشراف على كل ما يختص بالدفاع عن الأدب الفرنسي والكتاب الفرنسي الماضين والحاضرين والذين يظهرون في المستقبل وإبرازهما.

وستقدم هذه الإدارة المساعدات المالية لطبع المؤلفات العلمية التي يضعها كبار الكتاب العصريين، أو تقديم أداة العمل كالمعجم. وستعني أيضاً بإصدار الكتب الفرنسية إلى الخارج. وقد شرعت في وضع مرشد فرنسا الأدبي ليستعين به الأجانب.

وستحقق هذه الإدارة أمنية جورج دوهاميل بإنشاء (صندوق وطني للأدب) بحيث يمكن توزيع المساعدات اللازمة للعمل فتذهب عن كل من يمنحونها المشاغل المادية مدة عام أو عامين. وستكون هذه المساعدات شبيهة بجائزة روما للرسامين والموسيقيين والحفارين، ويمكن أن تمنح للشبان من الشعراء والروائيين والفلاسفة والمؤرخين وغيرهم.

وستتولى إدارة الأدب صيانة عقيدة الكتاب، وحماية منازل الكتاب المتوفين من الإهمال أو التدمير.

وستعني بتنفيذ بعض المشروعات مثل متحف الأدب الذي يمثل منظراً واسع النطاق لنشاط الإنسيان، أو لحركة عهد من العهود، أو تطوير حركة من حركات الأدب، فيمثل للجمهور مثلاً أدب النهضة أو أدب بارناس أو الأدب الروائي أو أدب بلزاك أو فيكتور هوجو.

وبالأجمال ستكون مهمة هذه الإدارة اختيار ما أخرجه الأدب الفرنسي مهما يكن مصدره واتجاهه وصيانته من العبث.

هيكل باشا مع المؤرخين

قرأت ما كنت في (الرسالة) حول أسم كتاب الدكتور هيكل باشا (الفاروق عمر) فأرسلت بهذه الكلمة استداركاً على ذلك!

قال المؤرخ الصفدي في (الوافي بالوَفَيات): قد عرفت العلم والكنية واللقب، فسردها يكون على الترتيب: يقدم اللقب على الكنية، والكنية على العلم، ثم بالنسبة إلى البلد، ثم إلى الأصل، ثم إلى المذهب في الفروع، ثم إلى المذهب في الاعتقاد، ثم إلى العلم والصناعة. والخلافة والسلطنة والوزارة والقضاء والإمرة والمشيخة والحج والحرفة كلها تقدم على الجميع، فيقال في الخليفة: أمير المؤمنين الناصر لدين الله أبو العباس أحمد السامري البغدادي الهاشمي القرشي العباسي الشافعي الأشعري. ويقال في أشياخ العلامة أو الحافظ أو المسند - فيمن عمر واكثر الرواية - أو الإمام أو الشيخ أو الفقيه، ويورد الباقي إلى أن يختم الجميع بالأصولي، والمنطقي أو النحوي. انتهى. هذا مصطلح المؤرخين. وهيكل باشا منهم.

دمشق

أحمد بسام القدسي تصحيح آية

جاء في مقال الأستاذ السبكي أثناء نقده لكتاب التصوير الفني في القرآن أن الله سبحانه وتعالى قال في وصف سيدنا يوسف إنه كان من عبادنا المخلصين. ومع أن الأستاذ الناقد أخذ على المؤلف إهمال تحرير الآيات فإنه وقع في نفس المؤاخذة بأن زاد كلمة (كان) على كلام الله تعالى. فنرجو تصحيح ذلك.

عبد السلام النجار