مجلة الرسالة/العدد 682/الأدب في سير أعلامه:

مجلة الرسالة/العدد 682/الأدب في سير أعلامه:

ملاحظات: بتاريخ: 29 - 07 - 1946



ملتن. . .

(القيثارة الخالدة التي غنت أروع أناشيد الجمال والحرية والخيال. . .)

للأستاذ محمود الخفيف

- 21 -

الزواج والصدمة الأولى:

ونشر ملتن في مارس سنة 1645 كتيبا أخر بعنوان (تتراكوردون)، وفيه تعرض للفقرات الأربع الشهيرة المتصلة بالطلاق في الإنجيل، وراح يفسراها أو يؤلها حسبما يذهب إليه من رأي في الطلاق، وقد تعسف في ذلك ولقي عسرا شديدا، ففي نفسه من الآراء ما يخالف كثيرا مما ذهب إليه مفسرو الإنجيل الأقدمون ومن أخذ أخذهم من المحدثين، وهو في الوقت نفسه يريد أن يستند إلى الإنجيل ويتخذ منه سلاحه.

ويجمع هذا الكتيب كما يجمع سالفه (قانون الطلاق ونظامه بين العبارات المنطقية الجافة العسيرة، وبين الفقرات العاطفية البليغة التي يصل فيها ملتن إلى ذروة الجمال الفني في النثر حتى ليجعل التي ناقدا فذا مثل مكولي يقرر أنه يصل من البلاغة في كثير من نثره هذا إلى ما لا يتقاصر عن مستوى شعره في أعلى نسق آه. والحق أنه ملك ناصية البيان، إذ عاد يصور في هذا الكتيب حال الزوجين منيا بالفشل في زواجهما. تجد ذلك في مثل هذا القول: (انهما يعيشان كما لو كانا ميتين، أو كما لو كان بينهما عداء قاتل، وهما بعد في قفص معا)؛ وفي مثل قوله: (أن العقل الذي لا يوافق عقولنا أبدا، والذي هو دائما على نقيض ما نذهب اليه، انما يسلمنا إلى حالة هي أسوا من العزلة في اشد وحشتها) وفي عبارة كهذه: (هذا الحارس المخيف القائم على الباب لا يلبث وقد جر الرجال واعقل من في الرجال، وانتظمهم بخداعه القاهر في سلك الزواج الفاشل، أن يغلق أبواب الجب عليهم، فلا رجعة منه كما لا رجعة من القبر). وفي مثل هذه الفقرة إذ يقول: (تعلق بزوجة، ولكن على أن تكون زوجة، لا أن تكون عدما أو عدوا أو هاجرة تعتزلك، أيمكن أن يبلغ قانون من البعد عن العقل كأن يدعوك لتتعلق بالكارثة والدمار والفناء؟) وكما عرض ملتن طائفة من آرائه الفلسفية في كتيبه السابق، نراه يعرض هنا كثيرا من تلك الآراء، وبعضها تكرار لما سلف والبعض جديد، ومن إهمال رأيه في المرأة، وفي فكرة الزواج الأولى كما أرادها الله، وفي مبلغ قدرة القانون على منع الإثم، وفي نصوص الكتاب المقدس كمرجع يتقيد الباحث به.

أما عن المرأة فقد كان البيوريتانز كما كان أتباع كلفن في أو ربا يرون فيها مخلوقا دون الرجل كل شيء، وأن الرجل هو سبب ما خلق الله من خلق، وما خلقت المرأة إلا معينا له، فهو أنبل منها وأكرم؛ وكانت منزلة المرأة سامية في عهد الفروسية، إذ كان من أشهر ما يتحلى به الفرس احترام المرأة والأخذ بيدها وإفساح مكان الصدارة لها في كل اجتماع، ومخاطبتها بألقاب التبجيل، وإظهار كل ما يشعرها بالعزلة ورفعة الشأن، وكانت تقاس من لباقة الفارس وفروسيته بقدر ما من النجاح في هذا كله؛ ولكن البيوريتانز كرهوا الفروسية، لأنها في رأيهم من صنع البابوية ومن مخلفات الكاثوليكية، وكرهوا كل ما كان منها بسبب، ومن ذلك مكانة المرأة في تقاليدها، ولم يقتصر ما كان بين أصحاب الرؤوس المستديرة وبين الفرسان من خلاف على عداء الأولين للملك، وولاء الآخرين له، وتنابذ الفريقين لما يتصل بالدين من سبب، وإنما كان الخلاف كذلك شديدا بسبب نظرة كل منهم إلى الحياة الاجتماعية، وعلى الأخص مركز المرأة، فقد ظل الفرسان الكاثوليك على ولائهم للمرأة والسمو بمكانتها، بينما عمل البيوريتانز على العودة بها إلى ما قبل عهد الفروسية، والنظر إليها كمخلوقة تخضع للرجل وليس لها إلا أن تعينه فيما يقوم عليه من شؤون الأسرة، وأن توفر له أسباب الراحة، وتكون له متعة، وله دونها الرأي والقوامة. . .

وحار ملتن بين المذهبين، وتنازع عقله ووجدانه، فلئن كان بيوريتاني المذهب يكره الكاثوليكية والقساوسة كرها شديدا، فهو كذلك الشاعر الحر النظرة الواسع الأفق، الذي عشقت روحه الحياة في ربيع العصر الالزابيثي، أو هو أخر الأليزابيثيين كما أحب أن يسميه بعض النقاد، وما يستطيع أن ينظر إلى المرأة تلك النظرة الجافة المعبرة عن التزمت وضيق الأفق!

وهدته حيرته ببعد طول النظر إلى أن يوافق بين منطق عقله ومنزع وجدانه، فجعل للرجل المكان الأول في الأسرة والمجتمع، ووضع المرأة في موضع دون موضعه، ولكنه لم يقصر وظيفة المرأة على عونه والعمل على راحته، وإنما جعل العلاقة بينهما علاقة مشاركة عقلية وروحية قوامها المشاركة بين العاطفتين مما يوثق أواصر المودة ويمكن أسباب السعادة بين الزوجين، ولقد جعل مثل هذه العلاقة كما رأينا أساس الزواج، وإلا كان الطلاق أمرا مقضيا. . .

ويرى ملتن أن الغرض الأول من الزواج حاجة الرجل إلى صلته بالمرأة صلة جسدية وعقلية وخلقية، فما يبلغا كمال إنسانيتهما إلا بهذه الصلة، وما يتم إحداهما إلا بالأخر، وما يكتمل بأس الزوجين إلا متصلين، ولن يزال الرجل في عزلة موحشة مهما يحط به من الناس حتى يتزوج.

ويرجع إلى آدم فيفسر وصف الله سبحانه إياه بالوحدة في الإنجيل بحاجة إلى المرأة، أو إلى الزوجة على الأصح، يقول في ذلك: (يراد بقول الله (وحده) هنا أنه وحده بغير امرأة، وإلا فإن (أدم) كان يحظى بجوار الله ذاته، وكان يحيط به من الملائكة رهط يكلمهم ويكلمونه، والخلائق جميعا تبهج نفسه بما تجد وما تلهو، والله قادر على أن يخلق له مما خلقه منه ألف صاحب، وألف أدم له اخوة يصحبونه، ومع ذلك كله دعاء الله حتى وهبه حواء وحيدا)

وإذا كان الرجل لا يستغني عن المرأة، ولا المرأة عن الرجل، فلا رباط بينهما إلا الحب، أي لا زواج إلا على أساس المحبة والمودة: (فالحب في ناحية إن لم يجد ما يشاركه في الناحية الأخرى، ووجد نفسه يذهب أدراج الرياح، إذ أنه لا محالة ذاهب في مثل تلك الحالة، قد تبقى بعده الصلة الجسدية، ولكنها لن تكون صلة مقدسة ولا طاهرة ولا مشاكل لرباط الزواج، إذ هي في خير حالاتها بعد ذلك لن تعدو أن تكون عملا حيوانيا بحتا، بل إنها أرذل في الحق وأحط مما يرى من ترفق أخرس بين قطعان الدواب والأغنام الإنسانية، وليس للجسم في ذلك أثر يذكر)

ويرى ملتن أن الفسق والشهوة الحيوانية إلى فقدان الحب والتعاطف وقصر العلاقة بين الرجل والمرأة على الجسد ونزعاته، فإذا كانت العلاقة ببن روحية قوامها الحب، فلا فجور ولا فسوق في الحب؛ ولذلك فالمثل الأعلى عنده لحياة الزوجين هو في تلك الأيام التي عاشها أدم وحواء قبل هبوطهما من الجنة، فقد توشجت روحاهما وجسدهما، فلا محل لاثم ولا داعي لطلاق، فانه متى وجد الحب فلا مكان لشهوة، كما أنه إذا سيطرت الحكمة، فلا داعي لقانون. . .

ويتشكك ملتن في مقدرة القانون على أن يمنع الشر منعا تاما، فما لم يسد العقل فلا فائدة ترجى من القانون، وإنما يضيق القانون نطاق الشر نوعا ما ويخفف ضراوته.

وتعظم جرأة ملتن إذ يتعرض للكتاب المقدس، والى أي مدى يؤخذ بأحكامه فعنده أنه يجب ألا نأخذ بحرفية ما جاء فيه، لأنه كثيرا ما حسب مقتضيات الظروف والأزمان، وتطرق إلى نصوصه الفساد؛ وكان لا بد أن يذهب ملتن هذا المذهب، وإلا فكيف كان يتخلص من قول كهذا ينسبه الإنجيل للمسيح: (أن يقطع الصلة بينه وبين زوجته لسبب غير الخيانة ثم يتزوج غيرها، فإنما يقترف خطيئة الزنا)

ويختتم ملتن كتيبه خاتمة هذا شاكية صاخبة، فقد ساءه لقاء أهل عصره إياه، وعلى الأخص البرسبتيرينز، وهم من البيوريتانز الذين طالما وصل حبالهم بحباله، وعلق في الإصلاح عليهم كثيرا من أماله. . .

ونشر ملتن في نفس الشهر الذي نشر فيه كتيبه السالف كتيبا أخر سماه (كولاستيريون) وقد جعله للهجوم، أو الأصح لمدافعة تهجم بمثله، واتخذ شعاره فيه قوله: (أحب الأحمق بما يشاكل حماقته، وإلا صدق أنه فيما يتخيل من خيال)

وعاد ملتن إلى سهامه، وإنها ليريشها الحنق واليأس من عقلية مخالفيه، فرمى أحدهم بأنه من غير المتعلمين، وأنه أقل من أن يعرف الإغريقية أو العبرية، وأنه خنزير لم يقرأ شيئا من الفلسفة، وأنه جاء بآرائه عن الغاية من الزواج من حظيرة خنازير، وأنه أحمق ما جن يحاول أن يحملنا على الضحك بلغوه، وأنه حمار بلغ أقصى حماريته، فما يبالي بشيء. . . إلى غير مما لا يقل عنه سوءا أو هجرا. . .!

ولم يخرج ملتن من وراء صيحاته هذه بطائل، فلا أجابه البرلمان إلى ما طلب، ولا تركه البرسبتيرينز يدعو دعوته دون أن ينعتوه ويحرجوه من زمرتهم، وهكذا بقي موضوع طلاقه مارى بوول رغبة فحسب، لم تجد سندا من قانون ولا عرف؛ ولقد هدد ملتن بالخروج على القانون في كتيبه (تتراكوردون) بقوله: (إذا لم يتح أي القانون ما أريد، فعلى القانون - كما يقضى العقل - أن يتحمل لي وزر ما يترتب على رفضه من عواقب!) وكان ملتن يتردد على سيدة تدعى (مرجريت لي)، وكان يجد بين يديها مثل ما كان يتوق إليه من حديث عذب ومن ذكاء ولباقة لم تعرف زوجه شيئا منها، ولكنها كانت متزوجة، وكان زوجها هو (كابتن هوبسون) أحد أصدقائه من أنصار البرلمان، فهل حاول ملتن أن ينشئ علاقة روحية قوامها المحبة والمودة بينه وبين هذه المرأة؟ ولكن ما غايته من مثل هذه العلاقة وهو لا يستطيع بالضرورة أن يتزوجها طالما أنها زوج لغيره؟ لقد ظلت صلته بهذه السيدة مبهمة الغرض، ولقد اختصها بمقطوعة من تلك المقطوعات الشعرية التي كان ينظمها الفينة بعد الفينة، والتي كانت على قلتها وصغرها قصاراه يومئذ من الشعر؛ وجعل عنوان هذه المقطوعة وهي الخامسة بين مقطوعاته والثانية منذ هجر الشعر (إلى السيدة مرجريت لي)؛ وليس فيها ما ينم عن شيء في علاقته بهذه السيدة، وإنما اقتصر الشاعر على امتداح أبيها والثناء على صفاتها، ذاكرا أن ما عرف عن أبيها من الشرف والنزاهة والإباء ورثته ابنته، فهو واضح جلي في خلقها!

ويتحدث ابن أخته فلبس فيما ذكر من أبناء حياته أنه تحبب إلى سيدة أخرى، ورغب في أن يتزوجها، متحديا بذلك القانون - كما توعد من قبل ويقول (فيلبس) إنها كانت في أول شبابها، فكانت رائعة الجمال، حلوة الحديث، على قدر من الذكاء عظيم؛ ولكنها لم تجرؤ أن تتحدى الناس كما حاول ملتن أن يصنع، وما كانت لتقبل أن تضع نفسها حيث لا تكون زوجة لا في عرف الناس ولا في قانون الكنيسة، وإنما في شرع ملتن وحده؛ ولعل هذه السيدة كما يظن المؤرخون هي موضوع مقطوعته الرابعة التي جعل عنوانها (إلى السيدة صغيرة فضلى)، وقد أثنى فيها على طهر هذه العذراء وعفتها ونبل شمائلها ورجاحة عقلها، وليس يعرف عن هذه العذراء وقد كان يطلق إذ ذاك لقب السيدة على العذراء، إلا إنها كانت ابنة شخص يدعى الدكتور ديفز، كما أنه لم يعلم عن علاقة ملتن بها أكثر مما ذكره ابن أخته!

على أن صلته بالسيدة مرجريت لي وصلته بهذه المجهولة الاسم قد انقطعت كلتاهما بإذعان ماري على غير توقع من أحد وقبولها العودة إلى زوجها!

وتمت عودة ماري على صورة أشبه بالقصة، ولكنا قبل أن نأتي بهذه القصة على سردها نحب أن نتبين سبب عودتها، وقد غابت عن زوجها منذ هجرته نحو عامين! وماذا عسى أن يكون ذلك السبب؟ أهو كما يقرر ابن أخته قلق أهلها وقلقها مما نما إليهم من نبأ اعتزامه. الزواج بغيرها؟ أم هو أفول نجم الملك بعد هزيمة جيشه في معركة نسبي سنة 1645 على يد المستقلين من أنصار كرمول مما يهيئ لرجل مثل ملتن نفوذا وجاها بحيث تطلب الحماية عنده؟ أم يرجع ذلك إلى عسر أل بوول وقد أشرف على العدم مالهم؟ ذلك كله كان خليقا أن يجنح بأهل ماري إلى طلب الصلح!

ولم يعدم آل بوول أصدقاء يوطئون السبيل لهذا الصلح، ولا عدم ملتن كذلك أصحابا أسفوا لما آل إليه حاله أخذتهم به رأفة شديدة!

وكانت ثمة قصة طريفة، فقد أحضر بعض الصحاب من الجانبين ماري إلى منزل لأحدهم تعود ملتن أن يغشاه، وخبئوها في حجرة حتى قدم فدخل حجرة مجاورة، ولم يلبث إلا قليلا حتى دخلت عليه زوجته فألقت نفسها على قدميه باكية تسأله الصفح والمغفرة، وهو لا يكاد يصدق عينيه من الدهشة ولا يدري من فرط حيرته ماذا يقول. . .!

وتوسلت إليه ماري متهمة أمها بما حدث، ملقية كل تبعة عليها، وكانت تتكلم كما لو تكلمت طفلة تبرئ نفسها مما نسب اليها، والدموع تتساتل من عينيها على خديها قد ألهبتهما حمرة الخجل، وفي جسدها كله رجفة شديدة رق لها قلب الشاعر؛ ولبث برهة ينظر إلى زوجته تستغفره وتتوب إليه في ضراعة ومسكنة، كما لو كانت تكفر عن خطيئة، وفي وجهها سذاجة لا أثر للتكلف فيها، فهي لم تزل من عمرها بعد في التاسعة عشرة. . .

وأبت عليه أريحيته إلا أن يصفح عنها وعن أهلها، فما تميل نفس كنفسه إلى التشفي من قوم حطهم الدهر من عل، وأذلتهم الأيام بعد عزة كما تأبى على الفارس فروسيته أن يضرب خصما له هوى أو كبابه فرسه؛ ولم يقتصر على الصفح كرمه ونبل عاطفته، بل لقد أوى أل بوول في بيته جميعا ومن بينهم أم زوجته التي ألقت بنتها على كاهلها كل تبعة؛ وأسدى إليهم بذلك صنيعا لا ينسى، فقد سقطت فورست هلي في يد أنصار البرلمان، وطورد أنصار الملك ومنهم أل بوول فضلا عما حاق بهؤلاء من فاقة شديدة. . .!

ولم يكن صفحة دليلا على نبله فحسب، بل إن فيه شاهدا كذلك على شجاعته الأدبية، فقد كان خليقا أن يسخر منه الناس بعد أن أذاع فيهم من آرائه ما أذاع، وبعد أن ادعى إنقاذ البشر جميعا بما كتب، وبعد أن اتبعه فريق من المعجبين به المتحمسين له، ولكنه وقد تعود ألا يبالي بشيء في سبيل ما يؤمن أنه الحق صفح عن زوجته غير عابئ بما أن يقول الناس!

ولقد ترك لقاء زوجته إياه على هذه الصورة أثرا عميقا في نفسه، فلا تكاد تقع عين القارئ على المنظر آلاتي من مناظر (الفردوس المفقود)، وقد كتبه ملتن بعد ذلك بعشرين عاما، حتى يمسي قوة الشبه بين الصورتين. قال ملتن يصف لقاء بين أدم وحواء: (وجاءت حواء ودموعها لا تني تتساقط، وشعرها تشعث كله، فألقت نفسها متضرعة على قدميه واحتضنتهما سائلة إياه الصلح؛ وظل هيكلها الساجي لا حراك به، حتى أحدث أثره في نفس أدم ذلك الصلح ولده الاعتراف والندم؛ وسرعان ما رق قلبه لها، إذ ألفى بهجة حياته التي لا بهجة له بعد طول الوحدة غيرها عند قدميه في حزنها مذعنة خاضعة)!

واستأجر ملتن منزلا كبيرا غير الذي كان يعيش فيه، يتسع لمن لا يزال يعلم من تلاميذه ولزوجته وأسرتها؛ وقنع الشاعر بحظه، وعاشر زوجه، لا كما طالما تاقت نفسه إليه من مثل، ولكن كما شاء له القدر؛ وفي يوليو 1646 صارت ماري أما وصار ملتن أبا. .!

(يتبع)

الحفيف