مجلة الرسالة/العدد 693/الأدب في سير أعلامه:

مجلة الرسالة/العدد 693/الأدب في سير أعلامه:

ملاحظات: بتاريخ: 14 - 10 - 1946



ملتن. . .

(القيثارة الخالدة التي غنت أروع أناشيد الجمال والحرية

والخيال. . .)

للأستاذ محمود الخفيف

- 28 -

البطل الضرير:

وكان ملتن في جنوحه إلى الراحة يفكر فيما عسى أن يرد به سلامسيس على رده هو عليه، ويدير في خاطره ماذا يصنع وماذا يعد من رد؛ حتى جاء هذا الكتاب فاستأثر بفكره، وطلب إلى ملتن أن يرد فيدفع عن وطنه ما يتهم به كما فعل حيال صيحة سلامسيس، وما كان في حاجة إلى أن يطلب إليه ذلك، ففي هذا الكتاب تهجم وقح على قوم يجلهم وعلى حكومة يعتز بها فضلاً عما فيه من مطاعن شخصية كفيلة بأن تثيره وتسخطه على صاحبه أعظم السخط.

ومن عسى أن يكون صاحب هذا الكتاب؟ ذلك ما أخذ يتساءل ملتن عنه؛ فليس على غلافه إلا أنه طبع بإشراف ألكسندر مورس، وفطن ملتن آخر الأمر أن مورس هذا هو مؤلف الكتاب ولكنه يتواري. والواقع أن مؤلف الكتاب كان يعيش في إنجلترا ما بين أكسفورد ولندن، وهو بيير دي مولان، ولم يجرؤ بالضرورة أن يلقي بكتابه إلى مطبعة في إنجلترا فأرسله إلىفي هييج، وهو من سلالة اسكتلندية ولكن أباه نزح إلى هولندا؛ ونشر مورس الكتاب وقدم له، وظن ملتن وشايعه في ظنه أكثر الناس أن الناشر هو المؤلف، وكتم مورس حقيقة الأمر كتماناً شديداً فيما يتعلق بمؤلف الكتاب، ولكنه أنكر أنه مؤلفه؛ إلا إن إنكاره لم يزد الناس إلا اعتقاداً بأنه هو فحلت عليه لعنة ملتن وأصحابه أجمعين، وبالغ مورس في كتمان سره وكان شديد الوعي؛ فلو بدرت منه كلمة أو إشارة تنم عن صاحب الكتاب لحاق به وهو على مقربة من كرمول، ومن ملتن سوء العذاب. . .

وتنزي ملتن تنزي الليث الجريح يريد أن يتعجل الرد، ولكن المرض يقعده والعمى يحوجه إلى من يكتب له؛ ولم يك أعون له يومئذ من ابن أخته جون فيليبس، ولكن فيليبس كان في شغل يرد كلفه به عمه على هجوم آخر صغير وجه إليه؛ لذلك لم يكن بد من التمهل. فتمهل ملتن على رغمه وإن جوانحه لتتقد حقداً على مورس ومن دفعه من الكائدين.

وظل ملتن يرصد أنباء مورس ويتسقط معايبه، ويرسل من يتجسس عليه ويجمع ما يستطيع جمعه مما عسى أن يكون حوله من أمور تشينه في حياته العامة وفي حياته الخاصة.

وكان ملتن حرياً أن يترفع عن هذا فلا يكف نفسه مثل هذا العناء من أجل إمعة من النكرات يعد ازدراء ملتن إياه لما في ذلك من مجرد الاكتراث له شرفاً يلحق به، وحسبه أن يرد على ما ينسب إلى الحكومة من مثالب مقيماً الدليل إن أمكنه على بطلانها وحقيقة الدافع إليها.

وإنه لمما يؤسف حقاً أن يتنزل رجل مثل ملتن على جلالة قدره وسمو أفقه إلى ما لا يخرج في جوهره عن كونه مغالبة ومجادلة حزبية لقوم يعكفون عليها غدواً وعشياً لا يبتغون إلا الكيد ولو أنه أعرض عنهم واستصغر لكانوا هم المكيدين. . .

وجاء رده بعد سنتين أي سنة 1654 إذ نشر باللاتينية (الدفاع الثاني)، وأن المرء ليتملكه الأسف كلما فكر في فيما كانت تجدي على الشعر مثل هذه الطاقة من جانب شاعر أقترن أسمه بالسمو في ذلك الفن، وجاوز بلسان قومه في شعر الغناء والملاحم أسمى درجة أمكن أن يبلغها شاعر من قبله وبعده بحيث صار له في الشعر الإنجليزي أفق يشرف أقوى الشعراء بعده تحليقا أن يدنو منه فيتشرف له، وفي شعر الدنيا قاطبة مكانة تسلكه في القلائل الأفذاذ.

على أن كتاباته النثرية منها والإنجليزية لم تخل من فائدة وأهمية فمنها وقفنا على كثير من آرائه في الدين والسياسة والاجتماع، ومنها لمحنا بعض خلاله ونزعات وجدانه وخلجات شعوره، هذا إلى أنه كان يبلغ أحياناً في نثره كما سبق القول درجة لا تتقاصر عن مستوى شعره، بلاغة عبارة، وإشراق ديباجة وقوة أداة، وروعة فن. مما جعله يعد فيمن لهم على اللسان الإنجليزي عظيم فضل. . .

ويستبين كثير من صفاته ككاتب أحسن ما تستبين في كتابه هذا (الدفاع الثاني) فالرأي مجتمع على أنه من خير ما كتب ملتن إن لم يكن خير ما كتب جميعاً، ويقول ذوو الخبرة باللاتينية ممن تحدثوا عنه إن ملتن أشرف على ذروة البلاغة فيه، وقد ضمنه جانباً من حياته الشخصية، وتعرض فيه لأقوى شخصيات الحكومة الجمهورية وأورد طائفة من آرائه الأساسية في السياسة والحكم، وأنذر في ختامه بما يخاف، وأفصح عما يتوقع إن لم يأخذ بنصحه المعاصرون.

أسرف ملتن في التفاخر بحكومة كرمول وما أدته إلى إنجلترا من صنيع، وما كان لها في قضية الحرية من مواقف مشهودة، وما أتيح لها من نصر فيها لم تشهد الدنيا مثيلا له، وما كان إلا مردداً بكلامه هذا ما سبق أن ذكره في الرد على سلامسيس، وكذلك شأنه في امتداح رجال ذلك العهد وما قدمت أيديهم من خير، وأمعن ملتن في الذهاب بنفسه وكان شعوره بأنه قاهر سلامسيس يدفعه إلى الغلو في ذلك حتى لقد أشبه أن يكون غلوه شططاً، وكان كلما تذكر ما رماه به خصمه من مطاعن يعظم غلاؤه فينسى أنه بذلك يبدي ما كمن في نفسه من غيظ.

يقول لمن ظن أنه خصمه: (تتساءل من أكون ومن أين جئت وتزعم أني في ذلك يحيط بي الشك، كذلك أحاط الشك بهوميروس من يكون وأحاط بديموستين. . .) ثم يسرد ملتن تاريخ حياته ويعدد مآثره ومفاخره، ويدفع عن نفسه ما نسب إليه، حتى ما عير به من فقد بصره فلم يدع هذا بغير رد فأشار كما سلف القول إلى براءة عينيه في مظهرهما مما يعيبهما حتى ليخالهما من يراهما مبصرتين كأحسن ما يكون الأبصار وأتمه، ونجد فيما يقول ملتن عن نفسه مثلاً من أحسن الأمثلة لما يلحق الرجل القوي من ضعف إذا عنى من الأمور بما لا يتفق وسامي منزلته وعظيم خطره؛ والحق إن شدة إحساس ملتن بذاته هو الذي يجره إلى مثل هذه المواقف. . .

ويرضى ملتن لنفسه فضلا عن هذا أن يوجه المطاعن إلى مورس وكان خليقا أن يدرك وهو المسرف في كبريائه وغلائه أن الجملة من مثله على مورس وأشباهه إن هي إلا ضرب من المهانة وإلا جاز أن يتداخل المرء إعجاب بقوة النسر أو الصقر إذا انقض على عصفور وديع، أو ببطولة الفارس إذا جندل غلاماً لم يدر ما الدرع بعد ولا ما السيف! ومن عجب الأمور حقاً أن يهتم ملتن اهتماماً كبيراً بالعيب على مورس كأنما كان له نداً يحرص أن يظهر عليه، وأن يأتي في مهاجمته بأمور حسبه فيها من إساءة إلى نفسه أن يكون هو قائلها؛ فهو يتجسس على علاقاته بالنساء ويستعرضها متهكماً ساخراً وينعت مورس أثناء ذلك بما يشاء خياله من نعوت ويعنف عليه ويغلظ غلظاً كبيراً حتى ليكون للمرء عذره إذا ظن أن ملتن إنما يباهي بمقدرته على الطعن والكيد. . .

ولكن (الدفاع الثاني) على الرغم من هذا كله يعرض أحسن ما كتب ملتن كما ذكرنا، ومرد ذلك إلى صفات فيه بيناها، ونزيد عليها صفة أخرى جديرة بالإعجاب حقاً وخليقة أن تجعل للكتاب ذلك الأثر الحسن في نفوس قرائه وتلك هي هواجسه وقلقه على الحرية؛ فقد أحيطت حماسته لكرمول بما ألقى عليها الفتور من التحذير والنصح والإبانة عما توسوس به نفسه من مخاوف.

وكان كرمول قد استغنى عن البرلمان وأصبح يلقب بحامي الجمهورية، وإنه في الحق لملك مستبد بالأمر لا ينقصه إلا التاج، وأحس ملتن أن الحكومة القائمة حكومة أقلية متحكمة تعتمد على الجيش، ولا سند لها من الشعب إلا أقلية تدين لها طوعاً أو كرهاً، وعلى ذلك فلا بد أن يكون لها من المبادئ ما تستغني به عن الكثرة المؤيدة فحياتها في استمساكها بما يميزها من غيرها قدراً فضلاً.

ولم يك ملتن راضياً عن مسلك كرمول في المسألة الدينية كما ذكرنا، وكذلك لم يعجبه تنكر كرمول لبعض الرجال ممن قام على كواهلهم عهده، وأزعجه تشدد كرمول والتجاؤه إلى العنف وعد ذلك نذيراً بخنق الحرية بأيدي أوليائها؛ وغمزت على قلبه المخاوف أن يمنى بخيبة جديدة كتلك التي مني بها من القساوسة أولاً ثم من البرسبتيرينز؛ فها هو ذا رأس الدولة يميل إلى القائلين بإشراف الدولة على الكنيسة أعنى بإقامة كنيسة للدولة، وهكذا يجد ما كان يحلم به من حرية العبادة وحرية النشر وحرية الطلاق تتهادى جميعاً صرعى في عالم ما أبعد أهله عن الفطنة والمدنية في رأيه وما أبعده في جملته عما وصف به من السمو، وما علق عليه من آمال. . .

وتتجلى لباقة ملتن فيما اصطنعه لبيان معايب كرمول فهو يسوق كلامه ساق النصح فينهاه عن أمور ويطلب إليه فعل غيرها فيتضمن نهيه وطلبه أن كرمول فعل ما لا يصلح فعله وقصر فيما يجب أن يفعل. . .

يقول ملتن إن الدولة مكين الدعائم إذ أنه يسيطر عليها رجل عظيم ويعينه مجلس يتكون من عظماء أماثل، وهي بذلك خير مما تكون عليه لو وجد البرلمان وفساده وسخافاته؛ ولكن لابد من الحرية، ولابد أن تكون الحرية آمنة مطمئنة لا يأتيها خوف ولا يمسها عنف. فإنها إن مسها العنف من الرجل الذي تكفل بحمايتها كان ذلك بمثابة ذبح الفضيلة؛ ويتجه بالخطاب إلى كرمول طالباً إليه أن يمسك عليه ذوي الرأي والمشورة من رجاله ويذكر له بعض الأسماء؛ ثم يسأله ملحاً أن يدع الكنيسة للكنيسة ويعظه ألا يزيد القوانين وقد رأى عدداً كبيراً منها يشرع حديثاً وألا يحظر شيئاً لا يصح أن يحظر، وأن يعنى بالتعليم ونشر الثقافة وأن يكافئ المجتهدين في هذا السبيل، وينصح له أن يطلق حرية الفلسفة، وأن يدع كل ذي رأي ينشر رأيه بغير رقابة فلا يأتي العلم على أيدي الجهلاء؛ ثم يدعوه أن ينصت إلى كل شيء وألا يخاف من استماع أي رأي خطأ كان أو صواباً إلا رأي من يدعو إلى الوقوف في وجه الحرية. . .

وفي ذلك الذي يقوله ملتن أبلغ رد على الذين اتهموه بممالأة كرمول بالحق وبالباطل؛ ونعجب أن يكون رجل مثل الدكتور جونسون ممن اتهموه بهذا. قال جونسون في كتابه عن ملتن: (وكان كرمول قد طرد البرلمان معتمداً على السلطان الذي قضى به على الملكية، وأخذ يتملك بنفسه تحت اسم حامي الجمهورية، ولكن كانت له قوة ملكية بل وأكثر من قوة ملكية؛ أما أن سلطانه كان مشروعاً فذلك ما لم يقل مدع به، ولقد أقام هو نفسه أساس حقه على الضرورة، ولكن ملتن وقد ذاق حلاوة استخدامه هكذا في صورة عامة لم يكن يرضى أن يعود إلى الجوع والفلسفة فخان الحرية التي دافع عنها وأسلمها إلى قوته، بينما كان يؤدي وظيفته في عهد اغتصاب واضح، وليس في الآراء أحق وأعدل من الرأي القائل بأن الثورات لابد أن تنتهي إلى العبودية، وأن الذي برر قتل مليكه بسبب أفعال عدها غير قانونية يُرى الآن وهو يبيع خدماته وضروب ملق لطاغية، لا يمكن كما هو واضح أن يجد عنده عملاً قانونياً).

وما خان ملتن الحرية ولا أسلمها إلى قوته وسلطانه، وإنما خاف على الحرية منذ أن لاحت له إمارات تخيفه عليها من شخص أفرط في حبه، وليس يدل ذلك إلا على أنه يجعل الحرية فوق كل شيء وأنه في سبيلها يضحي بكل شيء، والحق أننا لا نجد فيما سلف من مواقفه في جانب الحرية موقفاً أكثر من موقفه هذا دلالة على صدق حبه للحرية وصدق إخلاصه في كل ما ينهض له من دفاع عنها، وما نجد كلام جونسون إلا مثلاً لما تكون عليه الكتابة عن غرض أو عن جهل.

ويختم ملتن كتابه فيعود إلى الإنذار والتحذير قائلاً إنه فعل ما يجب عليه فعله وعلى مواطنيه أن يتدبروا في أمرهم، وإلا ساءت العاقبة، ومهما يكن من شيء بعد ذلك فمرده إليهم فعليهم تبعة كل خير أو شر. يقول في ذلك (لقد أديت شهادتي، وأكاد أقول إني قد بنيت تمثالاً لا يسهل هدمه يقوم شاهداً على تلك الأعمال الفريدة التي تسمو على كل مدح؛ وكان مثلي مثل شاعر الملاحم الذي يحرص على قواعد هذا الضرب من النظم، فلا يعنى بأن يصف حياة بطله الذي يمجد كلها، وإنما يقتصر على بعض أفعال خاصة من حياته كآخيل إذ كظم ما في نفسه تلقاء طروادة وكعودة أوليس وكمجيء إينياس إلى إيطاليا؛ وكذلك فعلت فحسبي مبرراً لموقفي أو عذراً عنه أني مجدت كما تمجد البطولة على الأقل فتحاً من فتوح بني قومي ومررت بغيره مراً، إذ من ذا يستطيع أن يسرد أعمال أمة بأسرها؟ فإذا تنكبتم طريق الفضيلة بعد هذا الذي أظهرتموه من البساطة والحمية وفعلتم ما لا يخلق بكم وما هو دون قدركم. فإن أعقابكم سوف يحكمون على أخلاقكم؛ ولسوف يرون أن الأسس أحكم وضعها وأن البداية كانت مجيدة، ولكن يحزنهم أن لم يوجد من يرفع القواعد ويتم البناء).

هذا هو ملخص (الدفاع الثاني) أو رد ملتن على مورس، ولقد بذل هذا المسكين أقصى ما في وسعه قبل أن ينشر ملتن كتابه ليقنعه بأنه ليس صاحب الكتاب الذي يريد أن يرد عليه فلم يعد من ذلك بطائل إذ أصر ملتن على أنه هو، وتلك خلة من خلال الشاعر العظيم فما تتجه نفسه إلى أمر أو تتعلق بفكرة إلا اشتد تمسكه بها فصعب زحزحته عنها أو استحال ذلك، ومن السهل أن نرد هذه الخلة إلى شدة اعتداده بنفسه أولاً ثم إلى ثقته ويقينه من أنه لا يفعل شيئاً عن هوى ولا يريد إلا الحق. . .

ولما نشر كتابه هالت مورس تلك العاصفة التي أرسلها عليه، وعاد ينفي عن نفسه أنه كتب شيئاً، ولقد كان يستطيع أن يفشي السر فيدل على الخصم الحقيقي لملتن ولكنه آثر أن يتحمل الأذى وهذه محمدا ومكرمة منه ولا ريب. . .

وتعاظم مورس الأمر فما يدري ماذا هو فاعل حيال، وأول ما خطر له هو شراء ما ورد هيج من نسخ الكتاب وإعدامها جميعاً ولكن ما حيلته فيما نشر من النسخ في القارة وفي إنجلترا؟ وأعد رداً على ملتن لم يعد كونه دفاعاً عن نفسه ونفياً لما رمى به من تهم وبخاصة ما يتصل بعلاقاته بالنساء، تلك التهمة التي جعلت الأمهات في كل بيت يجفلن من دخوله عليهن وعلى بناتهن الأمر الذي أحزنه وأزعجه حتى كاد يذهب بصوابه.

ولم يشأ ملتن أن يسكت حتى على هذا الكتيب الذي رد به مورس، فبادره بكتيب سماه (الدفاع عن نفسه) وعاد يسخر فيه من مورس، ويضيف إلى ما رماه به من مطاعن شخصية مطاعن جديدة ليست دون سآلفها إفحاشاً وإقذاعاً، وعقب مورس على هذا محاولاً أن يبرئ نفسه من كل ما رمى به، ولكن ملتن يأبى إلا أن تكون له الكلمة الأخيرة ولذلك لقيه برد ثالث آثر بعده مورس الصمت فلا طاقة له بهذا الذي يرسل الصواعق عليه لا يني ولا يفتر ولا يريد أن يسمع دفاعاً ولا استغفاراً.

هذه هي قصة النزاع بين ملتن وبين سلاميس ومورس وهي قصة كما رأينا حوت الكثير مما يكشف لنا عن جوانب شخصيته ويرينا جانباً من آرائه وموقفه من كرمول وحكومته ورجال عصره.

(يتبع)

الخفيف