مجلة الرسالة/العدد 737/سمو

مجلة الرسالة/العدد 737/سمو

ملاحظات: بتاريخ: 18 - 08 - 1947



للآنسة (دنانير)

أحبك للفن، يسمو هواك ... بنفسي نحو الرحاب العُلى

فيدني إليها معاني السماء ... وينأى بها عن معاني الثرى

سموت بقلبي وروحي فراحا ... يفيضان بالشعر، شعر الهوى

ونضرت عيشي فأمسى غضيراً ... ترف عليه زهور المنى

ورفرف في القلب حلم سعيد ... جميل الخيالات حلو الرؤى

وقد كنت في وحشة لا رى لي ... أليفاً يبدد عني الأسى

فلا النفس يسعدها فيض الحب ... ولا القلب يسطع فيه السنى

إلى أن تجليت روحاً مشعاً ... كنجم تلأتلأ لابن السرى

فتضوأت أيامي الحالكات ... وأفغمتها بذكي الشذى

وأحييت نفسي بأسمى هوى ... هو الخلد أو نفحات السما

وأويت روحي بصوب الحنا ... ن كالروض أرواه صوب الحيا

ومن عجبي أنني ما رأيتك ... لكن أحسك روحاً هفا

يحن إليّ ويحنو عليّ ... وينساب حولي هنا أو هنا

إذا ما صحوتُ، إذا ما غفوتُ ... إذا ضجّ يومي وليلي سجا

رقيقاً شفيقاً كنور الصباح ... زكياً نقياً كقطر الندى

فيا أيها الروح، ما أنت؟ قل لي ... أأنت من الله روح الرضى؟

وهل أنت ظل الأمان الظليل ... دنا ليَ من سدرة المنتهى؟

ترى شعَّ نور الإله بنفسي ... ليجلو الطريق ويهدي الخطى؟

وهل للملائك ألحان حب ... فأنت بقلبيَ رجع الصدى!

فإني أحسك روح الرضى ... وظل الأمان، ونور الهدى

وأصغي لدقات قلبي فأسم ... ع لحناً طهوراً بعيد المدى

يوقعه حبك المستفيض ... فيذهلني وقعه المشتهى

وتغمرني سكرات التجلي ... كأن الإله لعيني بدا أخالك صورة حب كبير ... جلاها لعيني وحي السما

تهيئ روحي لصوفية ... وتنفض عنها غبار الثرى