مجلة الرسالة/العدد 769/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 769/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 29 - 03 - 1948



التاريخ يعير نفسه بين المسلمين واليهود:

ذكر الأستاذ على الشويكي أنه جاء في مقالي بهذا العنوان (ثم سلط الله عليهم دولة الروم قبيل ظهور المسيح، فقضوا على دولتهم قضاء لا مرد له، وأجلوهم عن فلسطين آخر جلاء، لأنهم كذبوا مسيحه وحاولوا قتله، وقتلوا أبن خالته يحيى بن زكريا قبله) وعلق عليه بأنه لا يتسق والتسلسل الزمني للتاريخ، إذ كيف يقضي الروم على دولة اليهود ويجلوهم عن فلسطين لأنهم كذبوا المسيح وحاولوا قتله قبل ظهوره.

ولا شك أن مثل هذا لا يفهم من كلامي، لأن الذي جاء فيه أن تسليط دولة الروم على اليهود هو الذي كان قبيل ظهور المسيح، وعطف ما بعده عليه من القضاء عليهم وإجلائهم لا يقتضي أن يكون قبل ظهور المسيح ايضاً، لأنه لا يلزم من تسليط دولة على أمة أن تقضي على دولتها عند تسلطها عليها، ولا أن تجليها بعد مضي زمن على الفعل الأول.

وللأستاذ الشويكي تحياتي وشكري.

عبد المتعال الصعيدي.

استدراك على صاحب العقد الفريد:

اورد صاحب العقد الفريد في الجزء السابع باب (من سمع صوتاً فوفقه معناه فأستخفه الطرب) ما نصه: وغنى إبراهيم الموصلي محمد ابن زبيدة الأمين بقول الحسن بن هانئ فيه:

رشأ لولا ملاحته ... خلت الدنيا من الفتن

كل يوم يسترق له ... حسنه عبداً بلا ثمن

يا أمين الله عش أبداً ... دم على الأيام والزمن

أنت تبقى والفناء لنا ... فإذا أفنيتنا فكن

سن للناس القرى فقروا ... فكأن البخل لم يكن

قال: فأستخفه الطرب حتى قام من مجلسه وأكب على إبراهيم يقبل رأسه؛ فقام إبراهيم من مجلسه يقبل أسفل رجليه وما وطئتا من البساط؛ فأمر له بثلاث آلاف درهم؛ فقال إبراهيم يا سيدي قد أجزتني إلى هذه الغاية بعشرين ألف ألف درهم! فقال الأمين: وهل ذلك الإخراج بعض الكور؟ والذي أذكره أن هذا تجن على الأمين اولا، واختلاف على إبراهيم ثانياً؛ فلقد فات الأستاذ العريان محقق الكتاب - كما فات صاحب العقد أن إبراهيم الموصلي لم يدرك زمن الأمين إذ كانت وفاته على عهد الرشيد سنة ثمان وثمانين ومائة. قال صاحب نهاية الأرب: لما مرض إبراهيم مرض الموت ركب الرشيد حماراً ودخل على إبراهيم يعوده وهو جالس في الأبزن (حوض يغتسل فيه) فقال له: كيف أنت يا إبراهيم؟ فقال: أنا والله يا سيدي كما قال الشاعر:

سقيم مل منه أقربوه ... وأسلمه المداوي والحميم

فقال الرشيد: إنا لله، فخرج فما بعد حتى سمع الداعية عليه. وذكر صاحب الأغاني: قال أسحق بن إبراهيم الموصلي: دخلت على الرشيد بعقب وفاة أبي. . . إلى أن قال فأدناني منه فقبلت يده ورجله والارض بين يديه فاستعبروا كان رفيقا فوثبت قائماً ثم قلت:

في بقاء الخليفة الميمون ... خلف مصيبة المحزون

لا يضير المصاب رزء إذا ما ... كان ذا مفزع إلى هارون

فقال لي: كذاك والله هو، ولن تفقد من أبيك ما دمت حياً إلا شخصه.

هارون محمد أمين

في مقال

في العدد (768) من (الرسالة) الغراء أطلعت على مقال الأديب غائب طعمه فرمان (نظرات في الأدب العراقي) ولي عليه تعقيبان لغويان، هما:

قال في سياق المقال: (. . . وتلك الصرخات (لداوية) في الشعر العراقي. .) فأستعمل الفعل الثلاثي (دوي) من الدويّ أي إحداث الصوت! وهو خطأ ما في ذلك شك! إذ لا يقال: دوي الرعد. وإنما: دويّ الرعد. . . لأن الثلاثي ماضيه - وهو من باب صدى - بمعنى مرض، والدوي - على القصر - المرض. وإذا ّ فالصواب أن يقال (الصرخات المدوية لا (الداوية). . .).

وقال: (. . . و (على) ضوئها يمكن أن ندرس. . .) وهو استعمال (مصلحي) بحت لا ينتمي إلى لغة الضاد على وجه الصواب بسبب أو بأسباب. والصحيح أن يقال: (. . . (في) ضوئها. .). وقال تعالى في كتابه العزيز (كلما أضاء لهم مشوا (فيه). .). ومن أصدق من الله قيلا!.

وبعد: فليس غرضنا من تعقيبنا هذا الخاطف إلا الذود عن لغة الضاد، هدى الله الجميع إلى الرشاد والسداد.

(الزيتون)

عدنان

كتاب تاريخ الأدب العربي:

تجرأ أحد المجرمين من الكتبيين فقلد الطبعة العاشرة من كتاب (تاريخ الأدب العربي) وعرضها للبيع، وهي طبعة ناقصة محرفة مشوهة، يعرفها القارئ لأول وهلة من صغر حجمها، وسوء طبعها، وأختلاف حرفها، وخلوها من الشكل، وكتابة عناوين الأبواب بالخط الفارسي وهي في الأصل مكتوبة بخط الثلث. وأولى علامات هذه الطبعة المزيفة أن تجد على صفحة الغلاف الأولى جملة (حقوق الطبع محفوظة) غير محصورة بحاصرتين وهي في الطبعة الأصلية الصحيحة محصورة بهما وشكلهما هكذا [].

وقد اتخذت الإجراءات الرسمية لضبط المزيف ومصادرة النسخ المزيفة. وأنا لننصح لحضرات القراء أن يميزوا بين الطبعتين بما ذكرنا من الفروق، وأن يتفضلوا - متى وقعت في أيديهم نسخة مزورة - فيخبروا إدارة الرسالة بمكانها ومصدرها وعلى الأخص في الأقطار العربية. وقد شرعنا نطبع الكتاب طبعته الحادية عشرة وستكون مزيدة منقحة كما عودنا القراء في كل طبعة.

حول ديوان أبي فراس:

لأمراء في أن هذا الديوان في ثوبه الجديد خليق بكل ما قوبل به من حفاوة وتنويه. فهو طراز لا عهد للشرق به في الإخراج، وأسلوب يجب احتذاؤه في نشر تراثنا القديم؟ ولكن ما فائدة كل هذه المجهودات في التحقيق والنشر إذا عقيما لم ينتفع بها منتفع، وباتت حتى فوق متناول اساتذة الأدب في معاهد الأدب العالية؟ جرى ذكر نشر هذا الديوان وتمنه في مجلس شيخ من شيوخ اللغة والأدب في مصر. فتبسم ضاحكا وقال: ما معنى أن يبلغ ثمن الديوان فوق الثلاثة جنيهات. وكم أستاذا ممن يدرسون الأدب يتحمل دخله أن يبذل في أمثال هذا الديوان هذا المبلغ؟ وكم يبقى لما تخرجه المطابع العربية؛ وما يحمل الينا من المطبوعات الأجنبية، يجب أن تظل هذه الأعمال العلمية، (ما أمكن) بمناي عن روح التجارة بعيدة عن أن يكدر صفاءها غبار الأستغلال، حتى يتهيأ لها أن تؤثر آثارها المرجوة. وإن كنا نريد أن نزود الأمة: ونهض بذوقها وفكرها.

إن أهم ما ينال من مكانة هذا الأثر في النفوس أنه قد شق مطلبه وعسر سبيله على كثير من الأستاذة الذين هم حماة اللغة ورعاة الأدب فضلا عن الشباب.

محمد عبد الحليم أبو زيد.

مهرجان للشعر في النادي النوبي العام:

يقيم النادي النوبي لعام بالإسكندرية مهرجاناً شعرياً احتفالاً بالربيع في الساعة السابعة من مساء يوم الأحد 28 مارس سنة 1948 برئاسة صاحب العزة البكباشي أحمد الطاهر بك رئيس جماعة نشر الثقافة بالسكندرية. ومن خطبائه وشعرائه الأساتذة: إدوار حنا سعد، حسين محمود البشبيشي، خليل شيبوب، عبد اللطيف النشار، عثمان العزب، الآنسة عواطف بيومي، الأستاذ محمد فضل إسماعيل