مجلة الرسالة/العدد 831/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 831/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 06 - 06 - 1949



حول مدفن الاسكندر:

أورد الأستاذ عزيز خانكي في العدد (824) من مجلة الرسالة الزهراء تعليقاً على مقالي (إيوان كسرى) فقال: إن الاسكندر توفي في مدينة بابل وتابوته لا يعرف له مقر حتى الآن، وأمه عند وفاته كانت تقيم في بيللا مسقط رأس عائلة الاسكندر.

أما مدينة بابل فقد سبق خرابها قبل ظهور الاسكندر إلى عالم الوجود. وفي ذلك يقول البستاني في دائرته بمادة بابل م5 ص16: (ولما استولى عليها الاسكندر كانت خربة بالنسبة إلى حالها الأولى فعزم على إعادة بنائها وجعلها عاصمة لمملكته في آسيا غير أن المنية أدركته قبل إنفاذ مقصده) وليس في هذا الخبر ما يدل على أن الاسكندر مات في بابل كما أنها ليست في ذلك الوقت بالمدينة العامرة الآهلة بالسكان.

والمسعودي لم يتحقق تماماً من المكان الذي مات فيه الاسكندر فذكر في ذلك أقوالاً ثلاثة لم يرد فيها اسم بابل. قال في ج1 ص180: (وسار الاسكندر راجعاً من سفره يؤم المغرب. فلما سار إلى مدينة شهرزور اشتدت علته. وقيل ببلاد نصيبين من ديار ربيعة وقيل بالعراق فعهد إلى صاحب جيشه وخليفته على عسكره بطليموس. فلما مات طافت به الحكماء. . . الخ)

وما ادعاه الأستاذ خانكي من أن (تابوته لم يعرف له مقر حتى الآن. وأمه عند وفاته كانت تقيم في بيللا مسقط رأس عائلة الاسكندر) لا ندري من أين استقاه. والمسعودي يصرح في ج2 ص182 من المروج أن الاسكندر (عهد إلى ولي عهده بطليموس بن أذينة أن يحمل تابوته إلى والدته بالإسكندرية). وقال بعد ذلك: (وأمرت به فجعل في تابوت من المرمر وطلي بالأطلية الماسكة لأجزائه وأخرجته من الذهب لعلمها أن من يطرأ بعدها من الملوك والأمم لا يتركونه في ذلك الذهب، وجعل التابوت المرمر على أحجار نضدت وصخور نصبت من الرخام والمرمر قد رصعت، وهذا الموضع من الرخام والمرمر باق ببلاد الإسكندرية من أرض مصر يعرف بقبر الاسكندر إلى هذا الوقت وهو سنة 332هـ). هذا ما نص عليه المسعودي وهو من المصادر المعتبرة التي يعتمد عليها في مقام النقل.

وجاء في تاريخ بغداد للخطيب ج1 ص128 ما يلي: وذكر بعض أهل العلم: أنها - المدائن - لم تزل مستقره - أي الاسكندر - بعد أن دخلها حتى مات بها، وحمل منها فدفن بالاسكندرية لمكان والدته فإنها كانت باقية هناك.

وأورد ابن خلكان هذا الخبر ونسبه إلى الخطيب فقال: وحكى الخطيب في تاريخ بغداد أن الاسكندر جعل المدائن دار إقامته ولم يزل بها إلى أن توفي هناك. . . إلى آخر ما وجدته في كتاب الكنى والألقاب للقمي ج3 ص132 إذ ذكر هذا الخبر عن ابن خلكان.

ولا يخفى ما لابن خلكان والخطيب من شهرة واسعة في عالم التاريخ وما لديهما من خبرة ودراية بشئون الأمم القديمة وأحوال ملوكها وأيامها وغير ذلك.

كاظم المظفر

حول كتابي (خمر وجمر):

سألني سائل بالبريد: ما السبب الذي دعا الصفوة من الكتاب إلى الإحجام عن الكتابة والتعريف بكتابك (خمر وجمر) مع العلم بأن كتاباً مثل هذا الكتاب - الفريد في الباب واللباب (كذا) - يجب أن يكتب فيه ويجب أن ينشر ويذاع في الناس؟ ومع العلم أيضاً بأن أضأل كتاب - بل أثقل كتاب -! يصدر فتقرع من حوله الطبول ويحرق من أجله البخور؟!. . . الخ

وأنا بدوري أشكر للسائل الفاضل سؤاله، وأرجو أن يتفضل فيعلم يقيناً بل ويعتقد - كما يعتقد بوحدانية الله - أن صاحب الكتاب في أغنى الغنى عن الكتّاب والتعاريف. . . ولو أراد أن يكتب فيه وله - وليس عليه - مائة من المأجورين لكان ما أراد. . . وأنا حقيقة - وكما تقول - قد بعثت بعشرات النسخ إلى الأصدقاء من الأدباء والشعراء والكتاب، ولكن ما كان ذلك إلا من باب رد الجميل بالجميل أو من باب الإهداء لا غير.

والكتاب الذي لا يأخذ القراء سبيلهم إليه ليقرؤوه - وليس يأخذ هو سبيله إلى القراء ليقرأ - بعد - عندي على الأقل - من فقع القاع أو من سقط المتاع.

ثم أعود لأعلن على صفحات الرسالة - منبر الحق - أن أية كلمة يكتبها الكتاب في تقريظ كتابي سأعتبره وأستميح القراء كذلك أن يعتبروه مأجوراً من المأجورين؛ ولو كان الكاتب ممن لا يرقى إليهم الشك في قليل أو كثير.

على أني أستثني من هؤلاء الأديب الشاعر الأستاذ محمد الأسمر الذي تفضل - بادئ ذي بدء - فكتب في الزمان المسائية - كلمتين مشكورتين حول الكتاب، وقد كان في نيته - كما يقول في رسالة منه إلي - أن يكتب كلمة أخرى تعقبها كلمات. . . الأمر الذي اضطرني إلى أن أبعث إليه برسالة شاكرة فيها الرجاء الذي ألجم القلم. . . وكان من المشكورين!

وبعد: فالشكر أزجيه بدياً للناقدين ثم للسائل الفاضل، والسلام.

(الزيتون)

عدنان

انسجام:

خطأ أحد الباحثين استعمال الانسجام بمعنى الوفاق؛ لأنه في اللغة سيلان الماء وانصبابه وأقول: إن استعمال الانسجامبمعنى الوفاق والوئام والائتلاف والانتظام، والتناسب والتجانس والامتزاج وما أشبه ذلك صحيح بل فصيح لأنه استعمل في غير هذا المعنى على سبيل التجوز والتشبيه وإليك النصوص التي تؤيد هذا وتبين تطور الكلمة:

فقد جاء في محيط المحيط للبستاني:

الانسجام: مصدر انسجم، وعند البديعيين أن يكون الكلام لخلوه من التعقيد متحدراً كتحدر الماء المنسجم ولسهولة تركيبه وعذوبة ألفاظه وعدم تكلفه يكاد يسهل رقة ويكون له في القلوب موقع وفي النفوس تأثير اهـ

وجاء في نفحات الأزهار في فن البديع ص295:

الانسجام: هو أن يأتي الشاعر أو الناثر بالبيت أو الفقرة من النثر خالية من العقادة وتكلف السبك، كانسجام الماء في انحداره يكاد لسهولة تركيبه وعذوبة ألفاظه أن يسيل رقة وعذوبة مع لطافة معناه ورشاقته وخلوه من الأنواع البديعية إلا أن يأتي ضمن السهولة من غير قصد وإن كان الانسجام في النثر يكون غالب فقراته موزونة ومن غير قصد لقوة انسجامه الخ.

جاء في خزانة الأدب لابن حجة الحموي في البديع ص236 المراد من الانسجام أن يأتي الكلام لخلوه من العقادة كانسجام الماء في انحداره ويكاد لسهولة تركيبه وعذوبة ألفاظه أن يسهل رقة. . . الخ وجاء في زهر الربيع للحملاوي:

الانسجام ويقال له السهولة أيضاً هو أن يكون النثر أو النظم خالياً من التعقيد وتكلف السبك بحيث يكاد يكون كالماء في انسجامه وسهولة انحداره عذب الألفاظ متين السياق مع لطافة المعنى ورشاقته وخلوه من أنواع البديع إلا أن أتت بغير قصد وبدون تكلف الخ.

علي حسن هلالي

بالمجمع اللغوي

مدرج مصطفى عبد الرازق:

أرسل الدكتور أحمد فؤاد الأهواني خطاباً إلى عميد كلية الآداب جاء فيه بعد التحية: أذكر أن هيئة التدريس بقسم الفلسفة اجتمعت عقب وفاة المغفور له الأستاذ مصطفى عبد الرازق باشا واتخذت بعض قرارات لتخليد ذكراه.

منها أن يطلق اسم مصطفى عبد الرازق على أحد مدرجات الكلية إحياء لذكرى العاملين وتخليداً لفضل أستاذنا وقد كان من أعلام المفكرين.

وقد رأيت من واجبي نحو أستاذي الذي أخذت عنه وطلبت العلم عليه أن أتقدم بهذا الاقتراح إليكم راجياً عرضه على مجلس الكلية.

وأحسب أنه سوف يلقى من قبلكم الاستحسان والترحيب ومن ألسنتكم الموافقة والتقدير.

الضبع عند ابن جني:

تعليقاً على ما دار حول (الضبع) في مجلة (الرسالة) أورد ما يأتي: يقول العلامة الأمير شكيب أرسلان في (المناظرة اللغوية الأدبية) المطبوعة بالقاهرة ص94: هذه مسائل قيل فيها الشيء وعكسه كثيراً، وما أوسع أبواب العربية لمن عرفها.

وقال الإمام ابن جني في (كتاب المذكر والمؤنث): الضبع مؤنثة. . .

عبد الله معروف