مجلة الرسالة/العدد 842/طفيلي من الناس
مجلة الرسالة/العدد 842/طفيلي من الناس
ماذا سألني. . وكيف أجبته؟
للأستاذ راجي الراعي
كنت أسبح في أفق من آفاق الخيال والتفكير فخطر لأحدهم أن يتطفل على نفسي وهي تخوض عباب الأثير وينهال علي بالأسئلة. . وإليك ما دار بيننا:
- لماذا تحلم؟
- لأتعرى من الدنيا.
- ولماذا تكتب؟
- لأرهق دمي في القراطيس.
- ولماذا تنشد المجد؟
- لأنجو من سخرية النجوم.
- ولماذا ترحم؟
- لأنني أتألم.
- ولماذا تصمت؟
- لأن موجة التفكير أغرقت بياني.
- ولماذا تنظم الشعر؟
- لأن أبياته هي الأصابع التي أبسط بها يدي في الوجود.
- ولماذا تحب؟
- لأنني أحب.
- ولماذا تفكر في الغد؟
- لأنني لا أرى أمامي سواه وقد فر الأمس من يدي وأضعت يومي.
- ولماذا تدوس القبور؟
- نكاية بالموت الذي يدوس الأحياء.
- ولماذا تحاول أن تخترع؟
- لأدنو من الخالق.
- ولماذا تشمخ بجبينك؟
- لأنه نطح الأفق ولم يجرح.
- ولماذا تلجأ إلى الهيولي؟
- لأفر من هولك.
- ولماذا تأوي إلى الظلال؟
- لأتحدى الشمس.
- ولماذا تنشق الزهر؟
- لأنه سينبت في ترابي.
- ولماذا تهوى الفجر؟
- لأن فيه من (قطرات نداي).
- ولماذا تصلي؟
- لأصطلي بإيمان.
- من أنت؟
- كلمة نطقت بها الحياة.
- وما هي مهنتك؟
- حفار يحفر في نفسه ليستكشف دفينها.
- وما تلك بيمينك؟
- عصاي.
- ولمن أعددتها؟
- لأمثالك أيها الوقح الثرثار الفضولي المتطفل على هياكل النفوس المنساب بيت القلم ودواته.
ورفعت عصاي ففر الثقيل فتنفست الصعداء وقمت أخط ما وقع بيننا في هذا المقال.
راجي الراعي