مجلة الرسالة/العدد 85/قصة المكروب

مجلة الرسالة/العدد 85/قصة المكروب



كيف كشفه رجاله

ترجمة الدكتور أحمد زكي

وكيل كلية العلوم

هذه مقالات متفرقات شاعت في كثير من الأمم وقرأها الألوف الكثيرة من الناس، يربطها موضوع واحد، ويجري بها تسلس تاريخي واحد، كتبها العالم (بول دي كرويف) وقصد بها أن يكشف للجمهور بطريقة سهلة وفي لغة مؤاتية عن ذلك الصراع الذي بدأ منذ ثلاثة قرون بين الإنسان وبين المكروب، ويصف تلك الحرب الضروس التي قامت منذ حين قريب بيننا وبين هذه الاعداء الصغيرة التي عاشت من الأزل في رحابنا عيشة الاحلاف، وأقمت بين أظهرنا منذ كانت الحياة إقامة الأضياف، وفتكت بنا فتكا دونه فتك النار والحديد، تلك الجنود المجندة المروعة التي وجدنا أعظم خطرها في صغرها، وأشيد مراسها في دقتها، وأنكى دهائها في خفائها، سننشر قصتها تباعاً في الرسالة، وسيجدها القارئ المتتبع قصة على خطرها وعلى قرب مساسها بحياتنا، فيها ما في اقاصيص الادب من فرح ومن ألم، ومن فكاهة ومن مأساة، ومن غذاء للعاطفة الطبية لا يقصر عن غذاء يجسده في أقاصيص الحب وحكايات الغرام. فحكاية الصبر على المكاره ابتغاء تقع الإنسانية ومرضاة لوجه الله، حكايات لمن تخفق في تحريك القلوب الكريمة في الرجال الأكارم

المترجم

لوفن هو

أول غزاة المكروب

منذ قرنين ونصف نظر رجل خامل الذكر نكرة الاسم أول نظرة في عالم جديد غريب يسكنه ألوف الأجناس من أحياء صغيرة بالغة الصغر، يصفها وحشي ذو غداءٍ قتالٌ، وبعضها رفيق صديق نفاع، فكان هذا إيذاناً يفتح مبين أكبر خطر واجدى على الإنسان من قارة يكتشفها وجر يستعمره وكان أسم هذا الرجل (لوفن هوك اسم عفى عليه النسيان أو كاد، ورجل لم يشد بذكره أحد، يجهله الناس اليوم كما كانوا يجهلون حيواناته ونباتاته الضئيلة يوم أن رفع الغطاء عنها. هذه قصته، قصة أول كاشف للمكروب، تتلوها قصص من تبعوه من كشاف المكروب ومقاتلة الموت، وهي قصص ساذجة بسيطة لقوم جريئتين لحاجين متشوفين مثابرين، أطلوا على هذه الدنيا الجديدة العجيبة، دنيا المكروبات، وأطالوا النظر فيها وتابعوه في غير ملل أو كلل، وأرادوا فوق ذلك أن يشبروها ويمسحوها ويجعلوا لمجاهلها ومعاميها خرائط واضحة مبينة، فأخذوا يتحسسون في الظلام، ويمدون أكفهم متلمسين غير لامسين، فيستقيمون حيناً ويخطبون أحياناً، ويصيبون مرة ويخطئون مراراً، لحلوكة المكان ووعورة المسير.

ومهم جماعة غلوا في الجرأة فقتلتهم تلك الخلائق الصغيرة التي كانوا يدرسونها فلم يصيبوا جزاء ما عملوا إلا مجداً صغيراً مستوراً

في أيامنا هذه لا يؤخذ على المرء أن يكون رجل علم، ورجال العلم اليوم عنصر خطير من العناصر التي تتألف منها سكان البلاد المتحضرة؛ معاملهم في كل مدينة، وأعمالهم على الصفحات الأولى من الجرائد، تذاع في الكثير الغالب ولما يتم نضاجها، وكل متخرج شاب في جامعة يستطيع أن يبحث في العلوم جهاراً، وفي منته رويداً رويداً أن يصير أستاذاً يدرس بمرتي فيه غناء، وأن يستمتع بالسكن الهادئ في بيت صغير مريح. ولكن احمل نفسك إلى عصر (لوفن هوك)، إلى خمسين ومائتي سنة إلى الوراء، وتصور نفسك قد رجعت إلى داراك من آخر درس في آخر سنة من مدرستك الثانوية، وبدأت تفكر فيما تتعلم من بعد ذلك لتخلق لنفسك مستقبلاً، وتهيأت تطلب المزيد من العرفان العالي، من العلم الجر، من البحث الطليق. . . هيهات

او تصور ان التكلف، ما كنهه، ما سببه: تسال والدك ليقول لك: لعنة من روح خبيثة دخلتك. هذا جواب قد لا يقنعك، ولكن مع هذا تصدقه، أو على الأقل تتظاهر بتصديقه، ثم لا تعود تفكر في الكاف ولا في كنهه ولا في سببه، ثم تنساه نسياً ابدياً، لأنك لا تستطيع ان تجهر بمناقضة ابيك ولو قال نكراً، ولأنك إن فعلت اذاقك مس العصا او طرد البيت. فابوك ذو سيادة مطلقة لا تُنازع ولو جائرة هكذا كانت الدنيا منذ ثلاثة قرون، يوم ولُد (لوفن هوك). كانت دينا مليئة بالخرافات، مغلولة بالأباطيل. دنيا أحرقت سؤفيتوس لانه تجرأ على تشريح جثة ميت ليختبرها ليعلم ما فيها. دنيا قضت على جاليليو بالسجن المؤبد لأنه تجاسر فحاول أن يثبت أن الأرض تدور حول الشمس. دنيا كانت على وشك أن تستيقظ لليقين ولكنها لم تكد، وأن تفك عن عنقها غل الجهل ولكنها لم تكن فعلت، وأن تحمر خجلاً من عار ما هي فيه فلم يبد في وجهها إلا مسحة تُخال من حُمرة. دنيا كان العلم فيها يدرج دَرَجان الطفل على ساقين ضعيفين مرتعدتين في بطء وخشية، وما كان العلم إلا استطاع الحق بالنظر الدقيق والتفكير الواضح البريء

ولد (لوفن هوك) عام 1632 بين طاحونات الهواء الزرقاء والطرقات الواطئة والقنوات العالية بمدينة (دلفت بهولاندة. وكانت أسرته ذات حُرمة كبيرة. أقول كبيرة لأنهم كانوا سلالين وكانوا خمارين، والخمارون قوم محترمون مشرفون في هولاندة. ومات أبوه فأرسلته أمه إلى المدرسة ليصير موظفاً في الحكومة، ولكنه ترك المدرسة في سن السادسة عشرة، وتتلمذ لقماش بمدينة أمستردام فكان حانوت هذا القماش جامعته. تصور رجلاً علمياً من عصرنا هذا يجري اختباراته وتجاربيه بين أثواب الشيت وقرع أجراس الصيارفة، وبين الحديث إلى ربات المنازل تتوالى عليه في دورة لا تنقطع وكلهن حريصات يساومن للقرش والمليم! تلك كانت جامعة (لوفن هوك) ستة أعوام

وفي سن الحادية والعشرين ترك لحانوت ورجع إلى (دلفت) وهناك تزوج وفتح حانوتاً لبيع المنسوجات واختص به. ولا ندري عنه في السنوات العشرين التي تلت ذلك إلا أنه تزوج مرة اخرى وكان له بضعة أطفال مات أكثرهم. ولكن ما لا شك فيه أنه تعين حاجباً في دار بلدية المدينة في هذه الاثناء، وأنه شُغف بنحت من الزجاج الرائق عدسات صغيرة فيتقن النحت ثم ينظر إلى الأشياء من خلالها يجدها أكبر كثيراً مما تراها العين

إن المعروف عنه بين سن العشرين وسن الأربعين قليل، ولكن لا ريب في أنه عاش بين الناس كبعض الجهال فلم يُعرف عنه علم ولم تظهر له بينهم قيمة، واللغة الوحيدة التي عرفها هي اللغة الهولاندية، وهي لغة خافية خاملة كان ينعتها أهل العصر بأنها لغة السماكين وأصحاب الدكاكاين والصعاليك من الفعلة. أما المثقفون في تلك الأيام فكانوا يتكلمون اللاتينية. ولم يكن (لوفن هوك) يقرأها بَلْهَ الكلام بها. وكان كل ما يعرف من كتب الأدب الانجيل الهولاندي. ولكن مع هذا، وبالرغم من كل هذا، ستجد أم جهله أعانه كثيراً؛ فجهالته قطعت ما بينه وبين العلم الفارغ الزائف الذي كان شائعاً يومئذ، فاضطر إلى الرجوع إلى عينه، والاعتماد عل فكره، والاعتداد بحكم نفسه، وكان في خلقه حرونة البغال فساعده ركوب رأسه على اقتحام الطريق الذي سلك

لا مراء في أن رؤية الشيء من خلال عدسة، ووجدانه أكبر مما ترى العين، أمر فيه متعة وفيه سرور وفيه غبطة. ولكن من أين للوفن هذه العدسات! يشتريها؟ هيهات ولو قطعوا رأسه. وكان كثير الشك كثير الاتهام، فلم يجد بداً من صنعها بنفسه. وفي العشرين سنة التي لم نسمع فيها عنه ذهب إلى صناع النظارات وتعلم مباديء نحت الزجاج، وخالط الكيميائيين والصيادلة وتدخل في أعمالهم ونفذ إلى أسرارهم، فعلم كيف يستخرجون المعادن من خاماتها، وأخذ عنهم بُجهد النفس صياغة الذهب والفضة. وكان لا يعجبه العَجَب، فلم تُرضه العدسات ينحتها كأحسن ما ينحت نحاتو هولانده، فكان يعيد عليها الكرة بعد الكرة ساعات طويلة، ثم يركبها بعد ذلك في مستطيلات صغيرة من النحاس أو الفضة أو الذهب مما استخرجه هو بنفسه من الخام على جمرات الفحم المتقدة بين الروائح الغريبة والابخرة الخانقة. إن الباحث اليوم يدفع الخمسة عشر جنيهاً أو نحوها فيقبض بديلاً منها مكرسكوباً جميلاً بارقاً يدير لوالبه وينظر فيه فيكشف ما يكشف وهو لا يعرف كيف صُنع مكرسكوبه ولا كيف تركب. أما (لوفن هوك) فلم يكن يأخذ بشيء أخذ تسليم

بالطبع كان جيرانه يظنون به بعض الخيل، ولكن (لوفن) لم يأبه لهم، ومضى في عمله تتنفط يده وتحترق اصابعه ويشتغل ساعات الليالي الطويلة الهادئة وحيداً منكباً على أعمال صعبة دقيقة، ناسياً أهله أصدقاءه. وكان جيرانه الاخيار الطيبون يتسارقون الضحك منه بينما كان يشق لنفسه طريقاً عسيراً إلى صناعة عدسات صغيرة جداً قطرها دون ثُمن البوصة، غايةٍ في التماثل، غايةٍ في الكمال، بلغ منها أن أرته دقائق الأشياء كبيرةً ضخمة في صفاء وروعة. نعم إنه لم يكن كبير الثقافة، ولكنه كان من بين رجال هولانده الرجلَ الفذ الذي استطاع أن يخلق هذه العدسات. وكان إذا ذكر جيرانه يقول: لقد حق علينا أن نغفر لهم فهم قوم لا يعلمون ثم بدأ هذا القماش يصوب عدسته إلى كل شيء وجد، فنظر بها ألياف عضلات الحيتان، ونظر بها ما كشط من جلد نفيه. وذهب إلى القصاب يستجديه أو يشترمى منه عين ثور، وأخذها وامتحنها ونظر إلى عدستها البلورية الجميلة فراعه منها تركيبها البارع. وجاء بشعرات من صوف خروف فأخذ يحدق فيها ثم يحدق، وبأخرى من فرو كلاب الماء، وبثالثة من بعض الأوعال، وأخذ يحدق فيها ثم يحدق، فتراءت له هذه الخيوط الدقيقة الملساء تحت قطع زجاجه الصغيرة كفروع الشجر كبراً وخشونة. وشرح رأس ذبابة، فحاذر وحاسب حتى أخرج منه مخها، وجمله على إبرة رفيعة، ونظر إليه بمكرسكوبه فأعجب بتفصيلات هذا المخ الكبير. واختبر قطاعات خشبية ليضع من أشجار مختلفة، وامتحن بذور النباتات، ونظر النظرة الأولى إلى فم البرغوث وإلى أرجل القملة فوجدها جميعاً كبيرة غاية في الكبر، مفصلة غاية في التفصيل، كاملة غاية في الكمال، فاتهم عينه أو كاد. كان (لوفن هوك) كالجرو يتشمم كل ما حوله فلا يميز الطيب من الخبيث، ولا يعوقه عائق من عرف أو أدب

- 2 -

وكان (لوفن هوك) رجلاً شكاكاً ملحا في شكه، ينظر إلى زباني النحلة أو إلى رجل القملة، ثم ينظر، ثم يكرر النظر حيناً بعد حين. ثم يترك كل هذا عالقاً إلى طرف منظاره ليصنع منظارات اخرى ليرى أشياء أخرى. ثم يعود إلى أشيائه الأولى ليتحقق مما كان رأى أولاً. فتجمع بذلك لديه مئات المكرسكوبات. ولم يكن يكتب عما يرى حرفاً، أو يرسم له رسماً، حتى يؤكد بعد مئات النظرات أنه في الظروف الواحدة والملابسات الواحدة يبصر دائماً أموراً واحدة. وبعد كل هذا كانت لا تفوت الريبةُ قلبه: قال فيما قال عن هذا: (ينظر الناظر في المكروسكوب أول مرة فيقول رأى كذا، خداعٌ لا ينجو منه حتى النظار الحاذق. لقد انفقت على مشاهداتي زمناً طويلاً لا يتسع له تصديق الكثيرين، ولكني انفقه في سرور ولذة، ووضعت إصبعي في أذني كلما سمعت الناس يقولون: ولم كل هذا التعب؟ وما العائدة من هذا النصب؟ فان هؤلاء قوم لا يفقهون، وأنا إنما أكتب لطلاب الفلسفة ورواد الحكمة. .)

وظل هكذا بعمل من غير راءٍ ولا سامع، من غير مادح مصفق أو مهلل مكبر، مدة بلغت العشرين عاماً

ولكن في هذا الوقت، في منتصف القرن السابع عشر، اخذت الاعوام تتمخض في العالم عن احداث عظيمة، ففي انجلترا وفرنسا وإيطاليا، وفي كل ركن وبين كل ملأ، أخذ رجال ينظرون من جديد في كل شيء يقال له علم، وفي كل أمر تُنتحل له لفظة الحقيقة، قالوا: لن يغنينا بعد الآن ما تحدث به أرسطو ولا ما أرتاه البابا. لن يغنينا بعد الآن إلا ما تراه أعيننا باطالة النظر وإدامة الملاحظة، وإلا ما تجده موازيننا وتكشف عنه تجاريبنا)

وكان في انجلترا من بين هؤلاء الثائرين نفر قليلون ألفوا فيما بينهم جماعة أسموها (المدرسة المتسترة). وكان لابد لهم من التستر خشية على رقابهم من حبال المشانق (فكرومويل) كان رب هذا العصر والحاكم بأمره فيه، فلو أنه علم بهم، وعلم بالأقضية الغريبة التي يبحثون، لقضي على أهل البدعة المؤتمرين بالموت. . . . وكان من بين هذا النفر المتستر (ربوبرت بوبيل) واسحق نيوتن وارتقى شارل الثاني عريش ملكه فخرجت تلك الجماعة من الظلام إلى النور، ومن غيهب الجب الستار الذي كانت تعمل فيه إلى نهار وضاح مذياع ينشر اسمها الجديد إلى الرياح الأربع. وتسمت بالجمعية الملكية الانجليزية وكانت هذه الجمعية الوقور الجليلة أول مستمع إلى (لوفن هوك)، وذلك أنه كان في مدينة (دلفت) رجل يسمى (رجنيير دي جراف) كان قد كشف في مبيض الأنثى من البشر عن أمور ذات قيمة وخطر، فكتب بها إلى الجمعية الملكية فكافأته فاختارته عضواً مراسلاً. وكان (دي جراف) الرجل الوحيد من بين رجال (دلفت) الذي لم يضحك من (لوفن هوك)، وكان (لوفن) قد تجهم للناس وتنكر لهم مما هزءوا منه وأساءوا اليه، ومع ذلك أذن لـ (دي جراف) أن ينظر بعيون بابل التي صنعها: أن ينظر بتلك العدسات الصغيرة التي لم يكن يوجد مثلها في أوربا ولا في انجلترا بل ولا في العالم كله. نظر (دي جراف) في تلك العدسات فأكبر ارأى، وتصاغر في عينه مجد كسبه، وأسرع فكتب إلى رجال الجمعية الملكية يقول اكتبوا إلى لوفن هوك واسألوه أن يكتب اليكم بالذي اكتشف

وأجاب (لوفن) رجاء الجمعية فكتب إليها بلغة الواثق الجاهل قدر الفلاسفة العظام الذين يكتب اليهم. وكان كتاباً طويلاً ثرثاراً مضحكاً لا أثر للصناعة فيه، تناول من الموضوعات كل ما دارت عليه الشمس. وان مكتوباً بلغة التخاطب الهولاندية وهي اللغة الوحيدة التي عرفها. وعنون كتابه: عينة من ملاحظات مكرسكوبية ابتدعها المستر لوفن هوك تتعلق بالفطر على الجلد وفي اللحم وهلم جرا، وكذلك تعلق بُحمَة النحلة ونحوها.

وجاء الكتاب الجمعية فأدهشها ما فيه، وقرأه السفسطائيون فيهم والعلماء فتبسموا منه وتفاكهوا عليه، ولكن على الجملة راعهم ما قال (لوفن) إنه رآه بعدساته الجديدة، وكتب اليه كاتب الجمعية يشكره ويرجوه أن يُتبع كتابه كتباً أخرى، وقد كان، فقد اتبعه (لوفن) بمئات من الكتب طيلة خمسين عاماً. وكانت كتباً ثرثارة مليئة بقوارص الكلم عن جيرانه الجهال، فضح فيها أدعياء، وكشف فيها عن خرافات وأضاليل كشف خبير قدير، وتحدث فيها عن نفسه وعن صحته، وأتي فيها بأشتات من كل ما هب ودبَ، ولكنها أحاديث برغم تبسطها، وبرغم شتاتها، كانت تتحشى هنا وهناك، وفي كل كتاب تقريباً، بأوصاف دقيقة مجيدة خالدة لما كشفته عين هذا التاجر. وطالعها لوردات الجمعية وسادتها فكانت لهم متعة وفخراُ

(يتبع)

أحمد زكي