مجلة الرسالة/العدد 862/الخطر اليهودي
مجلة الرسالة/العدد 862/الخطر اليهودي
بروتوكولات شيوخ صهيون العلماء
للأستاذ محمد خليفة التونسي
البروتوكول الثالث:
أستطيع اليوم أن أوكد لكم أننا على قيد خطوات من هدفنا، فلم تبق إلا مسافة قصيرة حتى تتم الأفعى الرمزية - شعار شعبنا - دورتها. وحينما تغلق هذه الدائرة ستكون كل دول أوربا محصورة داخلها بأغلال لا تنكسر.
إن كل الموازين البنائية القائمة ستنهار سريعاً؛ لأننا على الدوام نفقدها توازنها لكي نبليها بسرعة أكثر، ونفسد تأثيرها.
لقد حسب الأمويون (غير اليهود) أن هذه الموازين قد صنعت ولها من القوة ما يكفي، وتوقعوا منها أن تزن بدقة، ولكن القوامين على الموازين - أي رؤساء الدول كما يقال - مكبوحين بأذنابهم الذين لا فائدة لهم منهم، مغمورون بعيداً - كما هو شأنهم - بقوة أذنابهم المطلقة على تدبير المكايد (والدسائس) بفضل المخاوف السائدة في القصور.
وإذ أن الحاكم لم تكن له منافذ إلى قلوب رعيته - لم يستطع أن يحصن نفسه ضد مدبري المكايد المتطلعين إلى السلطة ولقد فصلنا القوة المراقبة عن قوة الجمهور العمياء، ففقدت القوتان معاً أهميتهما، لأنهما حينما انفصلتا صارتا كأعمى فقد عصاه. ولكي نغري المتطلعين إلى القوة بأن يسيئوا استعمال حقوقهم ألقينا العداوة بين القوى فأوقفنا كل قوة ضد غيرها، بأن شجعنا ميولها التحررية نحو الاستقلال. وقد شجعنا كل مشروع في هذا الاتجاه، ووضعنا أسلحة مرعبة في أيدي كل الأحزاب، وجعلنا القوة هدف كل طموح إلى الرفعة. وأقمنا ميادين تشتجر فوقها الحروب الحزبية بلا ضوابط (ولا التزامات)، وسرعان ما ستنطلق الفوضى، وسيظهر الإفلاس في كل مكان.
لقد مسخ الثرثارون المفلوتون المجالس البرلمانية والإدارية مجالس للجدل. والصحفيون الجسورون وكتاب الرسائل الجريئون يهجمون هجوماً متوالياً على القوى الادارية، وسوف يهيئ سوء استعمال القوة دون شك تفتت كل الأحزاب، وسيخر كل شيء صريعاً تحت ضربات الشعب الهائج.
إن الناس مستعبدون، في عرق جباههم، للفقر بأسلوب أفظع من قوانين رق الأرض، فمن هذا الرق يستطيعون أن يحرروا أنفسهم بوسيلة أو بأخرى، على حين أنه لا شيء يحررهم من طغيان الفقر المطبق. لقد حرصنا أن نقحم حقوقاً للهيئات خيالية محضة، فإن كل ما يسمى (حقوق البشر) لا وجود له إلا في المثل التي لا يمكن تطبيقها عملياً. ماذا يفيد عاملاً أجيراً قد حنى العمل الشاق ظهره، وضاق بقضائه - أن يظفر ثرثارة بحق نشر أي نوع من التفاهات؟ ماذا ينفع الدستور العمال الأجراء إذا هم لم يظفروا منه بفائدة غير الفضلات التي نطرحها عليهم من موائدنا جزاء أصواتهم لانتخاب وكلائنا؟
إن الحقوق الشعبية سخرية من الفقير، فإن ضرورات العمل اليومي تمنعه أن يظفر بأي فائدة على شاكلة هذه الحقوق، وكل عملها أن تنأى به عن الأجور المحددة المستمرة، وتجعله يعتمد على الإضرابات والمخدومين والزملاء. وتحت حمايتنا أباد الشعب الأرستقراطية التي عضدت الناس وحمتهم من أجل منفعتهم الخاصة، وهذه المنفعة لن تفصل عن سعادة الشعب. والآن بعد أن حطم الناس امتيازات الأرستقراطية - يقعون تحت نير الماكرين من المستغلين والأغنياء المحدثين.
إننا نقصد أن نتظاهر كما لو كنا محرري العامل، جئنا لنحرره من هذا الظلم، حينما ننصحه أن يلتحق بطبقات جيوشنا من الاشتراكيين والفوضويين والشيوعيين، ونحن، على الدوام نحتضن الشيوعية، ونعززها متظاهرين بأننا نساعد العامل طوعاً لمبدأ الإخاء والمصلحة العامة للإنسانية، وهذا ما تبشر به الماسونية الاجتماعية (غير اليهودية). وإن الأرستقراطية الذين من حقهم مقاسمة الطبقات العاملة عملها قد أفادهم في هذه الحال نفسها أن هذه الطبقات طيبة الغذاء، جيدة الصحة، قوية الأجسام. وفائدتنا نحن في عكس ذلك، أي في ذبول الأميين (غير اليهود)، فإن قوتنا تكمن في أن يبقى العامل في فقر ومرض دائمين، لأننا بذلك نبقيه عبداً لارادتنا، ولن يجد فيمن يحيطون به قوة ولا عزماً للوقوف ضدنا. إن الجوع سيخول رأس المال حقوقاً على العامل أكثر مما تستطيع سلطة الحاكم الشرعية أن تخول الأرستقراطية من الحقوق.
إننا نحكم الطوائف باستغلال مشاعر الحسد والبغضاء التي يؤججها الضيق والفقر، وهذه المشاعر هي وسائلنا التي نجتاح بها جانباً أولئك الذين يصدوننا عن سبيلنا.
وحين يأتي تتويج حاكمنا العالمي سنعتصم بهذه الوسائل كيما نحطم كل شيء قد يثبت أنه عقبة في طريقنا.
لم يعد الأمويون (غير اليهود) قادرين بعد على التفكير دون مساعدتنا في مسائل العلم. وهذا هو السبب في أنهم لا يدركون الضرورة الحيوية لأشياء خاصة سنمسك عن الإشارة إليها حتى تأتي ساعتنا، تلك أن الحق الوحيد بين كل العلوم وأعظمها قدراً هو ما يجب أن يعلم في المدارس، وذلك هو علم حياة الإنسان وعلم الأحوال الاجتماعية، وكلاهما يلتزمان تقسيم العمل، ومن ثم تصنيف الناس فئات وطبقات. وإنه لحتم أن كل إنسان سيعرف أن المساواة الحق لا يمكن أن تكون؛ ومنشأ ذلك اختلاف الطبائع لأنواع العمل المتباينة؛ وأولئك الذين يعملون بأسلوب يضر فئة كاملة تقع عليهم مسؤولية أمام القانون تختلف عن مسؤولية من يقترفون جريمة تؤثر في شرفهم الشخصي فحسب. إن علم الأحوال الاجتماعية الصحيح الذي لا نفشي إلى الأمويين (غير اليهود) أسراره - سيقنع العالم أن الحرف والأشغال يجب أن تحصر في فئات خاصة كي لا تسبب متاعب إنسانية تنجم عن تعليم لا يجاري العمل الذي يدعي الأفراد إلى القيام به. وإذا ما درس الناس هذا العلم فسوف يخضعون بمحض إرادتهم للقوى الحاكمة وهيئات الحكومة التي نظمتها. والجمهور في ظل الأحوال الحاضرة للعلم، والمنهج الذي سمحنا لهم بانتهاجه - يؤمنون عن عمى بالكلمات المطبوعة، والأوهام الخاطئة التي أوصينا إليهم بها كما يجب، وهي تنقل البغضاء إلى كل الطبقات التي تظن أنها أعلى مما تكون لأنها لا تفهم كفاية كل طائفة. وهذه البغضاء ستصير أشد مضاء حيث تكون الأزمات الاقتصادية مستحكمة، لأنها حينئذ ستعطل الأسواق والإنتاج. وستخلق أزمة اقتصادية عالمية بكل الوسائل الممكنة التي في متناولنا، وبمساعدة الذهب الذي هو كله في أيدينا. وسنقذف إلى الشوارع بجموع جرارة من العمال في أوربا دفعة واحدة، وستقذف هذه الكتل بأنفسها إلينا في ابتهاج، وتسفك دماء أولئك الذين من أجل غفلتها، تحمل لهم البغضاء منذ الطفولة، وستكون قادرة على نهب مالهم من ممتلكات.
ولن تستطيع أن تضرنا، لأن لحظة الهجوم ستكون معروفة لدينا، وسنتخذ كل الاحتياطات لحماية مصالحنا.
لقد أقنعنا الأمويين أن مذهب التحررية سيؤدي بهم إلى مملكة العقل. وسيكون استبدادنا من هذه الطبيعة، لأنه سيكون في موضع يمكنه من أن يقمع كل الثورات؛ وأن يستأصل بالعنف اللازم كل فكرة تحررية من كل الهيئات.
حينما لاحظ الجمهور أنه قد أعطى كل أنواع الحقوق باسم الحرية تصور نفسه أنه السيد، وحاول أن يفرض القوة. والجمهور ككل أعمى سواه - قد صادف بالضرورة عقبات لا تحصى، وإذا لم يرغب في الرجوع إلى المنهج السابق - وضع قوته تحت أقدامنا. اذكروا الثورة الفرنسية التي نسميها (العظمى)؛ إن أسرار تنظيمها التمهيدي معروفة لنا معرفة جيدة، لأنها من عمل أيدينا. ومنذ ذلك الحين ونحن نقود الأمم قدماً من خيبة إلى خيبة، فكان من ذلك أن نبذونا، من أجل الملك الطاغية من دم صهيون، وهو الذي نعده لحكم العالم.
إننا اليوم كقوة دولية - فوق المتناول، فلو أن حكومة أممية (غير يهودية) هاجمتنا لقامت بنصرنا أخريات.
إن المسيحيين من الناس، في خستهم الفاحشة، ليساعدوننا على استقلالنا وحريتنا حين يخرون أمام القوة ساجدين، وحين لا يرثون للضعف، ولا يرحمون في معالجة الأخطاء، ويتساهلون في الجرائم، وحين يرفضون أن يتبينوا متناقضات الحرية، وحين يكونون صابرين إلى درجة الاستشهاد في تحمل قسوة الاستبداد الفاجر.
إنهم ليتحملون على أيدي دكتاتوريهم الحاليين من رؤساء الوزراء والوزراء إساءات كانوا يقتلون من أجل أصغرها عشرين ملكاً. فكيف بيان حال هذه المسائل؟ ولماذا تكون الجماعات غير منطقية هكذا في نظرها إلى الحوادث؟ السبب أن المستبدين يقنعون الناس على أيدي وكلائهم بأنهم إن أساءوا استعمال قوتهم ونكبوا الدولة فما أجريت هذه الملكية إلا لعلة سامية، أي لبلوغ النجاح من أجل الشعب، ومن أجل الإخاء والوحدة والمساواة الدولية.
ومن المؤكد أنهم يقولون إن هذا الاتحاد لا يمكن بلوغه إلا تحت حكمنا فحسب، ولهذا نرى الشعب يتهم البريء والمجرم، مقتنعاً بأنه يستطيع دائماً أن يفعل ما يشاء، ومن أجل هذه الحالة العقلية يحطم الرعاع كل تماسك، ويخلقون الفوضى في كل شعبة وكل ركن. إن كلمة الحرية تزج بالمجتمع في عراك مع كل القوى حتى قوة الطبيعة وقوة الله. ولذلك كان السبب في أنه - حين نستحوذ على القوة - يجب علينا أن نمحق كلمة (الحرية) من قاموس الإنسانية كأنها رمز القوة والوحشية التي تمسخ الشعب حيوانات متعطشة إلى الدماء. ولكن يجب أن ترتكز في عقولنا أن هذه الحيوانات تستغرق في النوم حينما تشبع من الدم، وحينئذٍ يكون من اليسير أن نسحرها ونستعبدها. إنها إن لم تعط الدم فلن تنام، بل سيقاتل بعضها بعضاً.
محمد خليفة التونسي
-