مجلة الرسالة/العدد 922/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 922/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 05 - 03 - 1951



السارق العجيب!.

هو مع الأسف الشديد الأستاذ إبراهيم المصري الكاتب القصصي المعروف. فقد سطا على قصة أنطون تشيموف (الرهان) وأضافها إلى نفسه ونشرها بالعدد 852 من مجلة آخر ساعة تحت عنوان (الرهان العجيب)! وقدم لها بهذا الكلام الغريب:

(هذه الحادثة الواقعية الفذة في موضوعها تعتبر من أغرب وأدهش حوادث المغامرات المثالية والعاطفية - وقد قرأت تفصيلاتها في إحدى صحف باريس فرأيت فيها صورة رائعة مفعمة بروح القوة والبطولة والتضحية فصغتها للقراء في هذا القالب القصصي)!

والقارئ العادي يفطن إلى هذه المغالطة التي يريد بها الأستاذ المصري أن يغطي سرقته. فقصص تشيكوف من الذيوع والانتشار بحيث لا نكاد نجد في القراء من لم يقرأها ولا في الأدباء من لم يحاول أن يترجمها إلى لغة الضاد!. وهذا ما فعله الأستاذ الجليل محمد كامل البهنساوي بك في كتابه (أقاصيص مأثورة) إذ ترجم قصة (الرهان) بالذات ترجمة أمينة بارعة. . . وليس بمستبعد أن يكون الأستاذ المصري قد نقل عن (الأقاصيص المأثورة) قصة الرهان ثم أراد أن يطمس معالم السرقة فحشا القصة بحوادث مفتعلة وبواعث مصطنعة واستغل أبغض شيء إلى قلب تشيكوف في مسخ القصة وهو العنف. . فإن تشيكوف ليقول: (أنني أبغض العنف في كل صوره)!. استغل الأستاذ المصري العنف فجعله عنصرا جديدا لم يكن في القصة الأصلية فأحدث معركة بين بطل القصة المحامي الشاب وبين الممول. . . والغريب في الأمر أنه جعل بطل القصة يصمد لعراك عنيف مع أنه قضى في السجن الانفرادي سنة كاملة لا يدفع إليه فيه بغير الطعام والشراب. . ولست أدري كيف لم يسلمه هذا السجن القاسي إلى جنون!. وقد كان هذا يكون أسلم عاقبة من هذا الكلام الذي أنهى به الأستاذ المصري قصته!

والمتأمل لقصة الرهان لتشيكوف يرى فيها عمقا وجلالا لا يقوى عليهما، غير ذهن جبار كذهن تشيكوف فالمحامي الشاب في قصة (الرهان) عندما قبل الرهان كأن يطمع في أن يظفر بالمال. . ولكن تشيكوف الفيلسوف الذي يرى أن كل شيء في الدنيا وهم وقبض الريح كان لا بد أن يغلب السعادة العقلية على كل سعادة مادية زائلة فجعل المحامي الش يخرج طائعا مختارا قبل موعد الرهان بدقائق معدودات لأنه كان قد قرأ في سجنه طائفة من المعارف والعلوم خلقت منه فيلسوفا يزهد الحياة. . ولكن الأستاذ المصري شوه هذه الفكرة الرائعة ومسخها في قصة (الرهان العجيب) إذ أنهاها بشهوة منهومة إلى المال قضت على رجلين ودفعت بامرأة - زجها السارق في القصة زجا - إلى السجن!.

كمال رستم

حول أديب يتعاظم:

من يقرأ التعقيب الذي نشره بالعدد، 921، من الرسالة يظن أننا افترينا على شميم الحلي الكذب، وحقيقة الأمر أن كاتب التعقيب قد رجع إلى معجم الأدباء فقط، فظن أنه قد جمع كل ما يتصل بشميم، وراح يعطينا درسا في الأمانة والأخلاق!

وقد أبدى الكاتب عجبه لقصة (النائحات والنشيد الموضوع لهن) وظن أننا اختلقناها اختلاقا، ولو رجع الكاتب إلى (أنباء الرواة) لقرأها هناك. والغريب أنها مذكورة بهامش معجم الأدباء، ونسي الكاتب أن يقرأها كما قرأ غيرها من الأنباء!

ويلاحظ أن الناقد الفاضل لا ينكر قصة السجود، ولكنه ينسب الواقعة لشخص غير ياقوت مع (شميم)، ونحب أن نقول له أننا تقيدنا بما روى المؤرخون عن (شميم) فجمعنا أخباره من شتى الكتب، ووضعناها في قالب حوار قصصي على لسان ياقوت، وليس يعنينا ذلك في شيء ما دامت الحوادث مدونة لم تختلق؛ وأني أتحدى الكاتب أن يشير إلى حادثة لم توجد بالمراجع المدونة بالعدد (921) وفي هذا القدر كفاية

محمد رجب البيومي

الدخان في الشعر:

أخي الأستاذ فتحي بسيوني

لقد دعوت رجال الشعر وأرباب القريض ليتناولوا (شرب الدخان) في شعرهم، وليسهموا في وصفه، محبذين تعاطيه، أو صارفين عنه، وكان مثار الغرابة عندك أن الشعراء المعاصرين لم يقوموا بهذا الواجب، على حين أنهم ما برحوا ينظمون الشعر في الخمر، مادحين ومهاجين! وأحب أن أقول لك: أن لي في الدخان قصيدة نشرت في مجلة الهلال بعدد شهر سبتمبر سنة 1948م، وللأستاذ سلامة خاطر قصيدة في الدخان أيضا نشرت بمجلة الهلال أيضا في عدد أكتوبر سنة 1948م، وقد نشرت لي مجلة الإسلام كلمة نثرية سنة 1946م بعنوان (الحبيب البغيض) حول الدخان كذلك! ولقد كنت أدمن الدخان، ولكنن تركته منذ ثلاثة سنوات وألفت فيه كتابا عنوانه (في الهواء) ما زال مخطوطا لتعنت الناشرين، وندرت الورق، وأزمة القراء، وشدة الغلاء، مع أنه كتاب فريد في هذا الباب، أوردت فيه تجاربي مع الدخان، وأراء الأطباء والأدباء، وعلماء النفس، والطرق الناجمة للإقلاع عنه. وعندما تسمح الضروف، وتسنح الفرصة، فيطبع الكتاب، ستكون يا أخي أول من يهدى أليه، لترى فيه ما بذلت، وما كتبت عن هذه العادة التي تفشت بين الرجال والنساء، والكبار والصغار على السواء!

محمود محمد بكر هلال

المدرس بمدرسة سوهاج الأميرية

الدخان في الشعر أيضا

تحت هذا العنوان قرأت كلمة الأستاذ فتحي بسيوني دعبس عرض فيها لتقصير شعرائنا في شأن (شرب الدخان) ومن الأنصاف أن أذكر أنني سمعت قصيدة رائعة للأستاذ علي الجندي بعنوان (الحسان المدخنات) ألقاها من محطة الإذاعة منذ عهد قريب صور فيها غضبة الجمال المضربة على الدخان مازجا فيها الغزل الرقيق بالوعظ المؤثر

وأستطيع أن أصرح بأن لقريبة حسناء أقلعت عن الدخان بعد سماعها هذه القصيدة

ولعل كثيرا من شعرائنا قالوا في هذا الموضوع ولكن لم يبلغنا

محمد عوض

(1) تعليق على مقال (أسق العطاس)

قرأت مقالا بهذا العنوان للأستاذ حسني كنعان وقد استوقفني فيه قوله: (لم يسبق محاولة مسرحية في سوريه قبل القباني، والواقع أن المرحوم مارون النقاش هو أول من حاول تلك المحاولة، ومارون النقاش شاب سوري ولد في صيداء وتعلم في بيروت فنشأ ميالا للفنون الجميلة، فأتقن فنون اللغة العربية ونظم الشعر ولما يبلغ الثامنة عشرة فضلا عن إتقان اللغات الفرنسية والإيطالية والتركية؛ وكان مولعاً بالموسيقى مشغوفاً بالسفر إلى مصر سنة 1846 في أواخر أيام محمد علي باشا الكبير ثم قصد إلى إيطاليا وهناك تعلم فن التمثيل ونقله إلى بيروت حيث ألف فرقة من أصدقائه وألف أول رواية تمثيلية باللغة العربية أسماها (البخيل) ومثلها مع فرقته في بيته عام 1267 بحضور وجهاء البلد وقناصل الدول الأجنبية. ثم أردفها برواية (أبي الحسن المغفل) ثم بعد ذلك أنشأ مسرحاً خارج منزله بفرمان سلطان حوالي سنة 1850 وقد تحول بعد وفاته سنة 1855 إلى كنيسة حسب وصيته!

من هنا يتضح أن القباني قد سبق بتلك المحاولة المسرحية وأن سوريا - على الأقل - كانت تعرف فن التمثيل قبل ذلك التاريخ!

(2) حول مقال (ثورة في الجحيم):

قرأت فيما قرأت في (العدد 919) من الرسالة الغراء مقالا طيبا للأستاذ حمدي الحسيني بعنوان (ثورة في الجحيم) تكلم فيها بإيجاز عن الشاعر جميل صدقي الزهاوي وذكر فيما ذكر دواوينه الشعرية وحددها بخمسة دواوين آخرها ديوان الأوشال، والواقع أنها ستة دواوين آخرها ديوان الثمالة وقد طبع بعد وفاته في مطبعة التفيض ببغداد عام 1939 بمساعدة أرملة الشاعر. ومما ذكره أن معظم قصائد هذا الديوان كان نشرها صاحبها في مجلة الرسالة الغراء. ولذلك اقتضى التنبيه.

كلية الحقوق - بغداد

عبد الحميد الرشودي