مجلة الرسالة/العدد 930/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 930/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 30 - 04 - 1951



تصحيح واجب

لفت نظري أخيرا بعض الأخوان الأفاضل إلى وجوب تصحيح كلمة

ورد فيها أسمي، وأثارت تعليقا طويلا من الحجاز، ذلك بأن الشاب

النابه محمد إبراهيم الخطيب شكا في الرسالة من بعض ما يلقى في

الأزهر من علم لا يساير العصر، لا يريد كيد بعض الطوائف التي

تبذر الشك في عقيدة المسلمين كالوهابية والإسماعيلية. ثم قال ولست

بأول من جهر بهذا، فقد سبقني إليه أساتذة أجلاء، منهم أستاذي الدكتور

محمد يوسف موسى. . إلى أخر ما قال.

وقد رد على هذا في كلمة طويلة الأستاذ الشيخ محمد الجاسر من الحجاز، يستعظم ويعجب أن يكون هذا الرأي لي قد ألقيته على تلاميذي بالكلية مع ما يعرف من دراساتي وتخصصي في الشؤون الإسلامية.

والواقع أن الباحث المنصف مهما رأى ما يصح بل ما يجب تقده في الحالة التي عليها الحجاز أو البلاد العربية أو بلاد جزيرة العرب من ناحية العدل الاجتماعية وما يتصل بذلك، فإنه لا يمكن أن يزعم أن العقيدة السلفية التي تقوم عليها الدولة العربية السعودية هي عقيدة طائفة من طوائف المسلمين، بله طائفة تنخر في عظام الإسلام كما يتقول تلميذنا الخطيب!

لذلك، أرى من موقف بعض دعاة هذه العقيدة هنا من المصريين، وما هم عليه من الغلو الذي ينفر كثيرا من الناس ويجعلهم حقا يشكون في عقيدتهم، سندا للرأي الذي أشار عليه هذا، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

محمد يوسف موسى

أستاذ بكلية أصول الدين بالأزه نسبة كتاب إلى غير صاحبه

جاء في مقال الأستاذ ضياء الدخيل عن الفارابي بالعدد 929 من الرسالة الزهراء أن للأستاذ العقاد كتابا عن الفارابي من سلسلة أعلام الإسلام. والحق أن الكتاب المشار إليه وهو الحلقة التاسعة من تلك السلسلة التي انقطعت، إنما هو الأستاذ عباس محمود المتخرج في قسم الفلسفة من كلية الآداب بجامعة فؤاد. وإن أستاذنا العقاد غني بنتاجه الأدبي وبكتبه الفلسفية، ولا يعلى من مكانته أن ينسب إليه كتاب لم يكن له.

عبد الرزاق عبد ربه

أجب حبيبك هونا ما

عقب أستاذنا الكبير محمود أبو رية على تعقيبي بشأن حديث أحبب حبيبك هونا ما، وذكر أن الحديث رواه الترمذي وغيره ولكنهم تكلموا في كثير من رجاله، ويبدو أنه من قول على. . وأقول: أن العراقي مخرج الأحاديث في كتاب إحياء علوم الدين ذكرنا نصه:

(حديث أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما الحديث، رواه الترمذي عن حديث أبي هريرة وقال غريب: قلت رجاله ثقات رجال مسلم لكن الراوي تردد في رفعه) انتهى وقد ورد هذا الحديث في كتاب التاج الجامع في للأصول في أحاديث الرسول تأليف الشيخ منصور علي ناصف، وعقب عليه المؤلف بأنه رواه عن أبي هريرة الترمذي والبيهقي والطبراني دون أن يشير إلى ضعفه.

وقد ورد الحديث أيضا في كتاب مصبح الظلام. . لمؤلفه الجرداني وعقب عليه المؤلف بأنه رواه الترمذي والبيهقي في شعب الإيمان والطبراني في الكبير، وغيرهم كالدارقطني في الإفراد وابن عدي في الكامل والبخاري في الأدب وهو حديث حسن كما في شرح العزيزي.

محمد عبد الله السمان

الأدب العربي بين الجاهلية والإسلام

كتاب جديد في الأدب العربي في العصر الجاهلي والعصر الإسلامي يقع في نحو ثلاثمائة صفحة من الحجم الكبير - طبعة المطبعة الفاروقية الحديثة بالناصرية.

من تأليف الأستاذ: حسن جاد، ومحمد عبد المنعم خفاجى، وعبد الحميد المسلوت، المدرسين بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف.

ودراسات الكتاب جديدة ومنظمة بأسلوب طريف ومناهج مستحدثة في البحث الأدبي ويطلب من المؤلفين.

تحقيق مسألة

بمناسبة التعريف بكتاب (الأدب العربي بين الجاهلية والإسلام) نلاحظ أن مؤلفيه الأفاضل لم يحسنوا النقل فيما نسبوه إلى كتابي (في أصول الأدب) كالعلاقة بين أدب وآدم في اللغة الشومرية مثلا، وأنهم ذكروا في الحاشية من صفحة 36 أن مصادر بحثهم في (العوامل المؤثرة في الأدب) أربعة مصادر ذكروا من بينها (في أصول الأدب). والحق أن الفصل بعنوانه تلخيص لمحاضرة ألقيتها ببغداد في 24 يناير سنة 1930 ثم نشرتها هي وغيرها بعد ذلك في كتابي (في أصول الأدب)، ولا أعلم كتابا طرق هذا الموضوع ولا ذكر هذا العنوان قبل هذا التاريخ. وقد استأذنني صديقي الدكتور عبد الوهاب عزام بك في أن يعتمد على هذه المحاضرة في نصيبه الذي كتبه من كتاب (التوجيه الأدبي) وكان من الإنصاف أن يشار إلى ذلك في هذا الكتاب وفي غيره.

الزيات

مذهب قديم

وردت في بريد الرسالة كلمة من العراق تحمل إشفاق صاحبها على مذهب جديد، هو ما يقول به الآن الأديب (كمال بسيوني) وكنت أحب أن يعلم المشفق النجيب أنه ليس هناك ابتكار ولا تجديد، وإنما هو رأي أعلنه على الناس عميدنا الوزير - طه حسين باشا - محاضرا في قاعة الجمعية الجغرافية منذ عشرين عاما وهذا نصه:

(فالشعر ضرورة من ضرورات الحياة في كل طور من أطوارها، فإذا انقضى هذا الطور أصبح الشعر عاجزا عن أن يقوم بشيء من ذلك، وأصبح النثر خليفته يصور هذه الأشياء الجديدة. والشعر الذي كان ضرورة أولاً في يصبح في الطور الثاني ضربا من الترف والزينة. والحياة لا تستطيع أن تستغني عن كليهما. وكذلك عندما نلاحظ تاريخ الأمم التي كانت لها حياة أدبية، وكان لها شعر ونثر، نلاحظ أن حياتها قد بدأت شعرا، وأن الشعر وجد فيها قبل أن يوجد النثر بزمن طويل) ويمضي أعزه الله في الحديث إلى أن يقول: (فالأمم التي لها أدب، قبل أن تعبر عن عواطفها وميولها بالنثر، عبرت عن لذاتها وآلامها بالشعر، وكان الشعر هو لسانها الأدبي، فلما تطورت هذه الأمم وارتقى عقلها، نشأ عن ذلك أن وجدت فيها أفكار وآراء عجز الشعر عن أن يعبر عنها.) وذلك قول يشق عن وجه الحقيقة النقاب.

وليس من معنى هذا القول أن نهمل متحدث اليوم فهو كاتب قدير؛ إنما الواجب أن تناقشه على أساس أن للفرع أصلا

بركات

ضر وضرر

رفع عالم جليل بحثا قيما طريفا إلى المجمع اللغوي الموقر فرق فيه بين الضر والضرر، ذاهبا إلى أن لفظ (الضرر) يستعمل في أحوال العاهات فقط، وشكك حضرته في الاستشهاد بالحديث الشريف: (لا ضرر ولا ضرار) مؤيدا رأيه بقوله تعالى:

(لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله)

ولكن فات حضرته أن التنزيل الحكيم قد ورد به أيضا: (وأيوب إذ نادى ربه أنى مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر). وقد استعمل كلمة (الضر) و (الضرر) بمعنى واحد فإن هذا يدل على أنهما لفظان مترادفان. ولا محل بعد ذلك للتشكيك في الحديث الشريف، ولا للتضييق حيث أراد الله ورسوله التوسيع.

عبد الحميد عمر

الرسالة

الأستاذ صاحب المقال المعقب عليه يقرر أن فعل ضر إذا كان لازما كان معناه صار ضريرا أي أعمى، ومصدره وهو الضرر لا يستعمل إلا في العاهات كالعمى والزمانة. وقول الله تعالى (غير أولي الضرر) إنما يريد به ابن أم مكتوم وكان أعمى. أما الضر بالضم فهو ما يصيب النفس من مرض أو هزال كالذي أصاب أيوب وكشفه الله عنه، وهو غير العاهة فتعقيب الأستاذ لا وجه له.

رأي الرصافي في مطران

كتب الأستاذ الفاضل منصور جاب الله في العدد 923 من مجلة الرسالة الزاهرة كلمة حول رأيه في شعر خليل مطران، ولم يكن رأي الأستاذ جاب الله بكرا في هذا الموضوع، إذ سبقه الشاعر معروف في ذلك عندما سئل في دمشق هل يضع الأستاذ المطران في مصاف حافظ وشوقي؟ فأجاب (وضع المطران في مصاف حافظ وشوقي، كوضع البحتري في مصاف المتنبي وأبي تمام، أي نوع من ضعف الحكم، هذا ما يلي به القارئون في عصرنا هذا، ولا نسبة أبدا بين طبقة حافظ وشوقي وطبقة مطران، كما لا نسبة بين المتنبي وأبي تمام وبين البحتري، لأن هذا الأخير ليس أكثر من منمق ألفاظ)

بغداد

عبد الخالق عبد الرحمن