مجلة الرسالة/العدد 930/مصر واليونان
مجلة الرسالة/العدد 930/مصر واليونان
(مهداة إلى معالي الدكتور طه حسين باشا)
للأستاذ إبراهيم الترزي
كان لتلك الدعوة الكريمة التي وجهتها اليونان إلى معالي الدكتور طه حسين باشا لمنحه الدكتوراه الفخرية من جامعة (أثينا)، وكان للحفاوة البالغة التي استقبلته بها ملكا وحكومة وشعبا، أثر جميل خفق له قلب مصر، وجدد لها ذكرى صلتها الثقافية القديمة باليونان. . .
وكان ذلك التكريم الرائع الذي أحاط بمعالي الدكتور العظيم، شعورا نبيلا بجميل مصر على اليونان، وحنينا إلى تلك الصلة القوية التي ربطة هاتين الأمتين العظيمتين في غابر الأزمان!
ويحسن بنا - في هذه المناسبة - أن نذكر شيئا عن هذه الصلة الثقافية العريقة، وأن نشير إلى آثار مصر في نهضة اليونان الفكرية قديما. . . فقد تمخضت هذه الصلة عن مدينة عظيمة أيقظت الفكر الإنساني، ومنحته تراثا لا يزال حيا زاهرا إلى اليوم.
مما لا شك فيه أن صلة مصر باليونان قديمة ترجع تقريبا إلى الألف الثالث قبل الميلاد، فقد كانت مصر على أوثق اتصال بجزيرة (كريت) في ذلك العهد القديم، وقد تأثرت هذه بحضارة مصر وأخذت عنها الكثير من فنونها التي انتقلت فيما بعد إلى داخل بلاد اليونان. والتاريخ يذكر لنا أن الكريتيين خضعوا قديما للسيادة المصرية، وقد تأيد هذا بالعثور على طبق من الذهب محلى بالنقوش كان (تحتمس الثالث) قد أهداه إلى قائد من قواده عينه حاكما على (كريت) وغيرها من الجزر المجاورة لها.
وها هو ذا الأستاذ (ماسون أورسيل) يقرر تلك الصلة القديمة قائلا: (عندما انتقل أثر كريت إلى بلاد اليونان الداخلية في خلال النصف الأول من الألف الثاني ق. م أدخل معه ثمرات دلتا النيل، إذ كانت جزيرة كريت متصل اتصالا وثيقا بمصر منذ الألف الثالث ق. م. . ولقد اشترك الكريتيون بالثقافة المصرية كما يستدل من خطهم المؤلف إلى حد كبير من حروف هيروغليفية، وهذا جعلهم يصطبغون بصبغة الثقافة المصرية سواء في ميسين أم أيونيا).
وإن التأريخ يذكر لنا أنه كانت لليونانيين بمصر - في الزمن القديم - منطقة خاصة به في شمال الدلتا، وكانوا يتمتعون بامتيازات كثيرة تحبب لهم البقاء في مصر.
ومما لا شك فيه أيضا أن اليونان قد استفادت أجل الفوائد من هذه الصلة التي أحيت فكرها، وغذته بلبان المعرفة، وربته حتى شب، وتحرر وانطلق إلى سماء المعرفة يحلق في آفاقها الفسيحة الممتدة، ويتجاوب مع أسرار الكون، ويفيض بنوره على العالمين.
والواقع أن اليونان قد حملت من مصر اللبنات التي أسست بها صرح مدنيتها الشاهقة، وإن الآثار التي يكتشفها الباحثون في أرض مصر الخصبة بالأفكار والحضارة تؤكد هذا. . . فليس خافيا أن مصر أعرق حضارة، وأقدم مدينة من اليونان. . . وقد اكتشف عالم فرنسي خلف الهرم الغربي جثة موظف من عهد الدولة الأولى وجدت على تابوته تلك العبارة (هذه جثة الحارس الأكبر لدار الكتب الملكية) وقد علق الأستاذ (ماسبيرو) على هذا بقوله: إن هذه المكتبة التي كان هذا الموظف الكبير مديرها أو حارسها كانت تحوي بين جدرانها كثيراً من الكتب في الأدب والفلسفة والأخلاق والتأريخ والاجتماع والقانون والسياسة والطب والحساب والهندسة والفلك والسحر والتنجيم. وإن هذا يؤكد لنا أنه قد سبقت هذه الدولة الفرعونية الأولى بأمد طويل حياة حافلة بشتى المعارف والعلوم. . . وإن هذا أيضا يجعلنا نستحث علماء الآثار والباحثين لكي يستجيبوا للنداء الحار المنبعث من أوراق البردي وغيرها من الآثار الراقدة في المتاحف وفي جوف الثرى. . ذلك النداء الملح الذي يدعوهم لبعثتها وإحياء ما فيها من أفكار ومعارف وليس أدلة على قوة الروح العلمية التي كانت سائدة في مصر من هذه المدارس التي كانت منتشرة في أنحائها، تحفل بشتى المعارف والعلوم) فقد كان المصريون يحبون العلم، ويحضون أبناءهم عليه، ويرونه أشرف مطلب للإنسان في الحياة. . . وكانت لهم مدارس تعلم القراءة والكتابة والحساب والهندسة والطب والفلك والنحت والتصوير والموسيقى وغير ذلك من العلوم والفنون، وكانت مدارسهم هذه منتشرة في كل إقليم، وكانت في الغالب ملحقة بالمعابد. ومن مدارسهم الكبيرة التي اشتهر ذكرها، والتي يمكن أن تسمى في التعبير الحديث جامعات، مدرسة هليوبوليس (أون)، ومدرسة ساييس (ضا الحجر) ومدرسة هرموبوليس (خمينو أو أشمون) ومدرسة طيبة، ومدرسة أبيدوس (العرابة المدفونة) ومدارس أخرى مختلفة.
ولا شك أن كثيرا من مفكري اليونان قد تتلمذ في هذه المدارس على أساتذة مصريين ونهل من معارفهم مما كان له أكبر الأثر في علومهم وفلسفاتهم التي غزت العالم أجمع. يؤكد هذا المؤلفون اليونانيون أنفسهم إذ يقولون: (إن العلوم كانت مجهولة كل الجهل لدى اليونانيين حتى ملك أبسمانيك عرش مصر وفتح أبواب بلاده للأجانب بعد طول إقفالها، فتقاطر إلى وادي النيل الملاحون والتجار والسياح من اليونان، فبهرتهم المدنية المصرية، وكانوا على كثير من البربرية فاعتزم أولو الفهم منهم تعلم ما ينقصهم في مدارس الكهنة بمصر. . . وكذلك جاء طاليس وسولون وأفلاطون وفيثاغورس فحصلوا ما خلد أسماءهم في بطون التواريخ، ومعروف أن فيثاغورس وحده قضى بمدارس ممفيس وطيبة عشرين سنة).
إن أول فيلسوف يوناني - وهو طاليس - قد حج إلى مصر وبهرته حضارتها ومعارفها لدرجة أنه أوصى (فيثاغورس) بزيارتها! وأثر مصر في (طاليس) واضح بين يظهر في مذهبه القائل بأن أصل الكون هو الماء، فقد تأثر فيه بأسطورة مصرية تقول إن الماء قد وجد قبل أن يوجد شيء في الكون لأنه العنصر الأول المشتمل على جميع عناصر الموجودات.
وفيثاغورس صاحب الفلسفة العريضة العميقة قد تأثر أيضا بمصر فقد قضى فيها - كما يذكر المؤرخون - عشرين عاما ينهل من معارفها وعلومها، وأخذ عنها نظريتي خلود الروح وتناسخ الأرواح كما يشير إلى ذلك الأستاذ (ليجران) في تعليقه على (هيرودوت) حينما ذكر الأخير في الفقرة رقم 123 أن المصريين أول من قالوا بخلود الروح، ثم أشار إلى قولهم بتناسخ الأرواح وقال: (ومن اليونانيين من نقلوا هذه النظرية بعضهم قديما وبعضهم حديثا وظهروا بها في اليونان كأنها نظريتهم وكأنهم هم الذين وضعوها، وأنا أعرف أسماء هؤلاء الذين فعلوا هذا ولكني لا أذكرها). يعلق (ليجران) مترجم هيرودوت على هذا بقوله: وهؤلاء الذين أبى هيرودوت أن يذكر أسماءهم هم الأورفيون وفيريسيد وفيثاغورس وأمبيدوكل). ويطيب لي هنا أن أذكر تعليق المرحوم عبد القادر حمزة باشا على قول هيرودوت هذا إذ يقول: وهذا هو الذي يفسر لنا هذه الظاهرة الغريبة. . . وهي أن كثير من العلماء اليونانيين الذين أقاموا في مصر واتصلوا بمدارسها ثم عادوا إلى بلادهم وكتبوا مؤلفاتهم لم يقل واحد منهم إنه اقتبس منها علما أو فنا). والواقع أن قول هيرودوت قد كشف لنا عن حقيقة هامة يجب أن يوليها الباحثون عناية فائقة، فإنه من الجائز أن يفعل مفكرون يونانيون غير من عرفهم هيرودوت هذه الفعلة إزاء نظريات أخرى، فعليهم أن يعنوا بالكشف عن الآثار ودراستها، فلعلهم واصلون إلى أدلة أقوى من التي بأيدينا. الآن مما يزيدنا يقينا بقوة الصلة بين مصر واليونان، فإن المؤلفين الغربيين والشرقيين لم يتأكدوا من آثار مصر في اليونان، بل إن بعضهم لم يذكرها ولم يشر إليها إلا بعد أن ظهرت هذه المكتشفات العظيمة التي أكدت قوة هذه الصلة وعمقها.
نعود إلى فيثاغورس وجماعته فنقول إن الفيثاغوريين قد تأثروا أيضا بكتاب الموتى فقد اكتشف الباحثون أنهم كانوا يضعون في قبور موتاهم صفائح ذهبية رسمت عليها الطرق التي يجب على الروح أن تسلكها بعد الموت وكتبت عليها الصلوات التي تتلوها. . مما يشبه ما جاء في كتاب الموتى!
أما (ديمو كريت) فيلسوف الذرة (فقد كان من أهم الأسفار التي أثرت في حياته العلمية إقامته بمصر التي يحدثنا هو أنها استغرقت خمسة أعوام كاملة قضاها كلها في تلقي علم الهندسة على علماء وادي النيل) كما يصرح بذلك الأستاذ (جانيه).
(وأفلاطون) أيضا قد زار مصر، واتصل بعلمائها، وتأثر بهم، فقد قال العالم شمبوليون: (تعلم فيثاغورس بمصر كل ما استطاع معرفته، وتعلم بها أيضا سولون وطاليس كل ما علماه لليونانيين، ومعروفة لدينا أسماء الأساتذة الذين تلقى عنهم أفلاطون علمه بمصر في مدرسة هليوبوليس).
أما الأستاذ (جول بابي) فإنه بعد أن يذكر أن فيثاغورس قد وضع نظريته في تناسخ الأرواح اقتباسا من مصر، يحدثنا بأن أفلاطون أيضا قد أخذ كثيرا من مصر، ثم بعد أن يعدد ما أخذه ذلك الفيلسوف العظيم عنها ويبين أثر ذلك في فلسفته يختتم كلمته قائلا: (وهذا كله مأخوذ من مصر، وكان من الضروري أن تجد الفلسفة الأفلاطونية - والأفلاطونية الحديثة - تربة صالحة لهما في مصر لأن جذورهما مصرية). ويذكر أيضا (جول بابي) أن كثير من مفكري اليونان قد زار مصر وتأثر بمعارفها، فإنه بعد أن يشير إلى ما اقتبسه اليونانيون من المصريين في مصير الإنسان بعد موته، وبعد أن يقرر أن المصريين هم أساتذة العالم في هذا الموضوع يقول: (وكان كثير من اليونانيين المشهورين يفتخرون بأنهم ساحوا في مصر، وكان تلاميذ هؤلاء العلماء والمعجبون بهم يرون شرفا لهم أن يكونوا قد تنقلوا في مصر، فمن الشعراء مثلا هومير وأورفي وموزي وميلامب، ومن المشرعين ليكورج وصولون، ومن المؤرخين هيكاتي وهيرودوت وهيلانيكوس، ومن الفلاسفة والعلماء طاليس وفيثاغورس وكزينوفون وديموقريت وإيدوكس وإبنوبيد وأفلاطون).
وإن الأستاذ (ماسون أورسيل) قد قرر بعض آثار مصر في اليونان حين عرض للصلة التي كانت قائمة بينهما بقوله: (وأهم ما أخذته العقلية الإغريقية عن مصر هو الهندسة التي تعد النموذج الأصيل للمعرفة حسب مذهب أفلاطون) ثم يذكر أن مقاييس المسطحات والمكعبات كانت دقيقة إلى أقصى حد عند قدماء المصريين، ويشير إلى نضوج علم الحساب لديهم ذاكرا أن حساب الكسور كان يعد أهم شيء في هذا العلم، ويذكر أيضا أن حل المعادلات الرياضية كان من الأمور اليسيرة عندهم إلى أن يقول: (وكل هذه المعارف والعلوم قد أخذها اليونانيون عن قدماء المصريين بما في ذلك خيط البناء والساعة الشمسية وساعة الماء ثم يستطرد قائلا: (وكان علم الفلك موضع ملاحظات منظمة ومتوالية فقد جعلت السنة 365 يوما وربع يوم مقسمة إلى اثني عشر شهرا، وكان الأسبوع سبعة أيام مسماة بأسماء الكواكب السيارة السبعة، واليوم مكونا من اثنتي عشرة ساعة نهارية ومثلها ليلية. . . وفكرة البروج وشكل الكون الكروي، وكروية الشمس والقمر لا الأرض التي كانت تعد حلقة مستوية ممنطقة بالمحيط، وطبيعة النجوم النارية، وشرح الخسوف والكسوف. . .) الخ (وكل هذه المعارف والأفكار قد أخذه اليونانيون - إما قضية مسلمة وإما موضعا للنظر والبحث - عن قدماء المصريين. . . وإليهم أيضا يمكن أن تنسب نظرية العناصر الأربعة في الطبيعة مع فكرة أن الماء هو العامل الأساسي).
ولقد تأثرت اليونان أيضا بالديانة المصرية القديمة التي يجمع الباحثون على أنها أول ديانة بشرية في الوجود، وأكبر مثل على هذا التأثير انتشار عبادة (إيزيس) في اليونان، وتشييد معابدها على الطراز المصري، والتعبد فيها بطقوس شبيهة بالطقوس المصرية، حتى أن بلوطرك اليوناني ألف كتابا عن (إيزيس وأوزريس)، ومما جاء فيه قوله: إن (هذا الشعب (يريد الشعب المصري) لم يكن كما يتوهمه بعضهم يدخل في حفلاته الدينية أي مبدأ غير معقول ولا أي عنصر يوعز به الوهم أو توعز فيه الوسوسة، وإنما كانت عاداته تقوم على ما في إتباع هذه العادات نفسها من الفوائد أو على الافتتان في تسجيل ذكريات تاريخية قديمة أو على إيضاح نواميس طبيعية). (الفقرة 8 من كتاب من الترجمة الفرنسية المطبوعة سنة 1924) ثم يستطرد بلوطرك بعد ذلك إلى أسطورة (إبزيس وأوزريس) فيقول: (إنها إحدى العقائد المستورة تحت ستار قصص وكتابات لا يظهر من خلالها إلا أثر قليل من الحقيقة المقصودة).
ومما لاشك فيه أن القوانين المصرية قد أثرت في القوانين اليونانية، بل امتدت إلى آثارها إلى القوانين الرومانية وبخاصة قانونها المسمى (قانون الألواح الأثنى عشر) (والقانون الروماني) الذي اقتبست منه أوربا قوانينها الحديثة.
ومن الواضح الجلي أيضا أن اليونان قد تأثرت في فنونها إلى حد كبير بالفنون المصرية، فإن الباحث يرى كثيرا من الملامح المصرية فيما خلفته اليونان من تراث فني خالد!
وجميع ما تقدم يكشف لنا عن الجذور المتأصلة القوية التي ربطت الثقافة اليونانية بالثقافة المصرية في الزمن القديم، ويبين مدى عمق هذه الصلة العريقة التي تفاعلت فيها الثقافتان إلى حد جعل الدكتور (غوستاف لوبون) يقول: (ولا نعلم تفصيلات ما تلقاه الإغريق عن المصريين ولكننا ندرك أنها معظم المعارف التي تضمنتها كتبهم، إذ لم يكن لهم من قبل كتب ولا علوم ذات شأن. . وما تقدم يدلنا أيضا على أن أصول العلم نهاية في القدم، فليس الإغريق هم الأصل ما داموا قد تلقوا العلم عن المصريين وتقدمهم هؤلاء بآلاف السنين، وعلى هذا يصح لنا القول بأن العلم كالمدنية صرح واحد تعمل في بنائه الأمم على التوالي، واحدة وراء أخرى، فإذا تقرر هذا صح أيضا أن نبحث عن مبلغ علوم المصريين في تأليف الإغريق الذين عاصرهم مثل فيثاغورس وأفلاطون).
حقيقة أن الفكر اليوناني قد تتلمذ على الفكر المصري، ولكن من الواضح البين أنه بعد ذلك فاق أستاذه كثيرا وبزه في كل مجال، وتسلم منه مقاليد الفن والفكر، واستوى على عرشه المقدس، ومنح العالم تراثا حيا ناضجا من الفلسفات والعلوم والفنون، وحرك عجلة الإنسانية فقطعت أشواطا جبارة في طريق المدنية والحضارة.
ثم بعد أن دب الوهن والضعف في حضرة اليونان الفكرية جاءت إلى مصر فبعثتها، وجددت فلسفاتها وتشربتها، وتأثرت بها، ونشرت أضواءها الوهاجة على العالمين. فقد استقبلت مصر كثيرا من المفكرين اليونانيين واحتضنتهم، ونشأت فيها (الأفلاطونية الحديثة) وترعرعت، وحلت الإسكندرية محل (أثينا) في زعامة العالم الفكرية، وكانت مكتبتها الضخمة المشهورة متخمة بالمؤلفات الإغريقية وغيرها. .
هكذا كانت صلة مصر باليونان في الزمن القديم حية زاهرة جنى العالم منها أطيب الثمرات. .
وهكذا حافظت مصر على تراث اليونان الفكري ورعت صلتها الثقافية بها. .
وهكذا تعود هذه الصلة الآن بينهما بعد أن لوعهما الحنين، واستفاض بهما الشوق!!. وقد تجلت هذه العودة المباركة في تلك الدعوة الكريمة التي وجهتها اليونان إلى معالي وزيرنا العالم الأديب الدكتور طه حسين باشا لمنحه الدكتوراه الفخرية من جامعة أثينا العتيدة. . . وكم أسعدنا ذلك الحديث التي طلعت علينا به (الأهرام) إذ يقول معاليه بعد عودته (وقد أنشأت مصر في جامعة أثينا كرسي فاروق الأول للغة العربية وآدابها، وأنشأت اليونان في جامعة فاروق بالإسكندرية كرسي للغة اليونانية الحديثة وآدابها، وستنشئ معهدا للدراسات اليونانية القديمة في الإسكندرية. . وقد كانت الحكومة اليونانية رقيقة إلى أقصى حدود الرقة حين قررت أن ترد إلى الإسلام (مسجد أثينا) الذي كان معطلا منذ استقلال اليونان سنة 1821).
وأخيرا فإننا نرجو أن تتوطد هذه الصلة الثقافية من جديد، وتتسع وتعمق، فلعلها تكون بعثا فكريا جديدا للأمتين العريقتين، فتستعيدا مكانتهما القديمة السامية بين أمم العالم الحديث.
إبراهيم الترزي