مجلة الرسالة/العدد 951/رحلة إلى الحجاز

مجلة الرسالة/العدد 951/رحلة إلى الحجاز

ملاحظات: بتاريخ: 24 - 09 - 1951



للشيخ مصطفى البكري الصديقي

للأستاذ سامح الخالدي

- 3 -

أذية الأعراب للحج:

ولما مال تبان الليل، وزاد في الشوق الكيل، تلقانا الفقراء من أهلها مبشرين بإسعاد وطول ذيل، قائلين وقد نما الليل، مسفرة يا حجاج والليالي سعود، فما أحلاها من بشارة تقود الفؤاد المفؤود إلى نسيان أتعاب للالتهاب تذود، وكان حصل من العرب بل الأعراب، بعض أذية للحج أوجبت ضياع أسباب، وبهؤلاء الخدام زال الإعدام، وجاء الإيسار والبسط التام، وعندما قاربنا المنازل المنورة، التي جلت أن تكفيها مصورة، طربت وحق الطرب، بالوصول إلى المقر الأقرب، وصبحني إخوان لهم اتصال أحب، وخلان لهم ود عن السر أعرب، ولفرط اندهاشي بمن أنا قادم عليهم من أسلاف، غبت عني كأني شربت صرف السلاف، وأنست في سرى أنسا، أنساني نفسي، وخيل لي أني انفردت عن أبناء جنسي، وأن خدام الأسلاف والجدود تلقوني رافعي البنود، فعظمت لدى ذاتي، بوافر سافر لذاتي، وامتدت الأعناق وطالت، وبهذا التلاق مالت، وأخبر بعض من بعض من كان معي، ومنهم الحاج حسن (بن مقلد الجيوسي) أن الجسم كبر وطال، في تلك الساعة وذلك الحال، وصادقة الغير، ولم أشعر بهذا المير.

الشيخ يبدأ بالزيارة:

ودخلت من باب جبريل للزيارة، وبلغ الطفل المتطفل على سادته الاماجد بها أوطاره، شرف القلب وشرق الجفن بدمعه وغرق. وزرت الحبيب بدمع صبيب، (ومن زار مرقده، وجبت له الشفاعة) كما رواه البيهقي وأبن عدي في الكامل. وعنه (من زار قبري بعد موتي فكأنما زارني في حياتي، ومن زارني لا يهمه إلا زيارتي كان حقا على الله أن أكون له شفيعاً يوم القيامة) و (من لم يزر قبري فقد جفاني) وعنه (من زارني بالمدينة محتسبا كنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة).

(وأتيت الروضة وصليت ركعتي التحية، أعددتهما من المنة لحديث (ما بين بيتي ومنبري وروضة من رياض الجنة) وروى البيهقي من حديث جابر أنه قال (صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة في ما سواه إلا المسجد الحرام في ما سواه إلا المسجد الحرام، وشهور رمضان في مسجدي هذا أفضل من ألف شهر رمضان في ما سواه إلا المسجد الحرام).

(ثم نهضت ثانية لزيارة المرقد العظيم، مواجها للوجه الكريم، قائما بين يديه، مكثرا من الصلاة والتسليم عليه، وقرأت في المقابلة آخر براءة وآية (ولو أنهم ظلموا أنفسهم الآية) وكررت طلب الشفاعة، وعممت الدعة لحاضر وخاطر بالبال من أولاد وعيال وإخوان، ألحقت سائر الأمة الحميدة.

(وبعد أداء ما يلزم في هذا المقام، توجهت لدار قرب باب السلام، استأجرتها للنزول فيها، كيما مواطن الوحي يصافيها، وفي ثاني يوم في الصباح قصدت سكان البقيع، وبعد زيارة سيدي عثمان، عطفت على زيارة أغلب المشاهد، وعنه (يا أم قيس أترين هذه المقبرة، يبعث الله منها سبعين ألفا يوم القيامة على صورة القمر ليلة البدر). وكريت على زيارة سيدي العباس عم سيد الناس، وأخيه سيدي حمزة.

(وفي اليوم الثالث من هذا المقر المدني، بعد أداء فرض العصر، ودعنا الحبيب الأعظم، وأنشدت في السر قول أبن عباد:

فارقت طيبة مشغوفا بطيبتها ... وجئت مكة في وجد وفي ألم

لكني سررت بأني عند فرقتها ... ما سرت من حرم إلا إلى حرم

وبتنا على الأبيار، وأولجنا إلى القبور الشهدا الأخيار، ومنها إلى (الجديدة) التي لصوصها غير مؤيدة، وعرب وحرب، من لهم المعرفة في الحرب، هم حيات تلك الأرض، وحياتها في طولها والعرض، فلو قطع دابر أعيانهم، لخف فرط هيجانهم، ولله تعالى خفي مراد، فيما قدر وأراد، فإن شرهم الآن في زيادة، نمت على العادة، يريدون بوفد الله أمراً. ويأبى الله إلا ما أراده وسرينا إلى (حنين) و (بدر). ووفد للسلام المحب الفالح السيد محمد صالح نجل العالم المفرد الشيخ محمد الخليلي، وفي (رابغ) أحرمنا وفي (قدية) لم نطل الإقامة، ونزلنا (عسفان) والحر آذى الوجوه البسامة، ومن أوقعته في حبالها وأرضعته ثدي خبالها، صديقنا الأواه، الشيخ نور الله، وفي فم وادي فاطمة، دفن وأمواج الهم متلاطمة، وهنيئا له كل حين فإنه يبعث في الآمنين لحديث (من مات في أحد الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة) فإن قالت الوادي ليس من الحرم، قلت ما قارب الشيء أعطى حكمه، وقد دفن فيه على يمين الوادي بالنسبة للغادي. وما أحسن قول المحيوي مروي الصادي:

عرج ففي أيمن الوادي خيامهم ... لله درك ما تحويه يا وادي

ودخانا مكة المشرفة عقب العشاء، وزرنا أهل باب المعلا، ونزلنا دارا للشريف يحيى بن بركات فحصلت لنا بها مسرات وبركات، وبعد إتمام الزيارة، ورفع مسدول الستارة، والفوز بمشاهدة البيت المعظم، والحوز على طواف القدوم، عدنا لصلاة الجمعة، ولما أذن المغرب سرنا إلى المعرف المطرب، ووصلنا انتصاف الليل، والحاج يسيل إليه كالسيل، ونزلنا لصاق خيام، كبيرة ودائرة وإحرام، وبعد الوقوف في صفوف، أهل الشفوف، والتمتع بمعروف ذلك اليوم المعروف، وما قلق القلب الطروب، فيه إلا وقت الغروب لأنها كانت ساعة جماعة، لقلوب أعيان للأكابر لساعة، تفتق الجيوب وترتق فتق الغيوب، تطهر من العيوب. وفي الحديث (لو يعلم أهل الجمع بمن حلوا لاستبشروا بالفضل من ربهم بعد المغفرة) وبعد أن جمعنا جمع التقديم، وحصل للمؤخر همع جمع التقديم، وقفنا الأرواح على المواصلة، لما وقفنا لاستقبال الإمدادات الحاصلة، وأكثرنا من التلبية والدعاء، عاملين بحديث (من أصبح يلبي غابت الشمس بذنوبه) وعنه (ص) (إذا كان عيشة عرفة لم يبق أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان إلا غفر له) قيل يا رسول الله أهل عرفة خاصة، قال بل للناس عامة. ودخل الليل، وختمنا الموقف بدعوات عامة، وهب صبا الرضا والقبول أقمنا في (المزدلفة) إلى مضي زلف من الليل لا زلفة، وحين اعتدل ميزان الليل، شمرنا الذيل، وفي (منى) بعد رمي الجمار دخلنا مكة المكرمة قبل الغروب، واجتمعنا بمكن معنا في دار الشريف، وأتيت البيت المعظم لطواف الإفاضة، وتضلعت من كاسات زمزم. ولم ادع النزول إلى حرم الحصول، إلا من شدة وهج يؤذي المهج، أو غلبة نوم، وكان جاءني محب ملهوف بأخذ الإجازة، فأجزته وأهديته نسخة من ورد السحر المعروف، فتوقف في بعض من محلات منه تنوف على الخمس، فأريته الشرح الكبير، المسمى (بالضيا الشمسي على الفتح القدسي) فزالت الإشكالات، وقرأ إخوان من جماعتنا الورد المذكور في الحرم الشريف، وكنت أطوف على البيت الموصوف بالجمال، ونجلس في المواجهة في أول الصفوف، ونسمع نغمات الطائفين من سائر الصنوف. وقد أغرب إذ أعرب الفاروقي مجدد ما بعد سابع الألوف، فجعل الكعبة زادها الله شرفا على غيره ينوف.

مدرسان من الحرم يطلبان إجازة من الشيخ البكري:

(وجاءني رجلان من أهل التمكين والعيان، وعرف كل واحد الآخر أنه من مدرسي الحرم المصان، وطلبا إجازة في حديث الأولية فأسمعتهما الحديث الشريف، وسأل أحدهما وهو المدعو بالشيخ محمد التكروري، عن الأسماء الأهلية، فأشر للأخ الأمجد الشيخ أحمد الموقت، فتكلم معه، فعرف أنه عارف نوري. ثم قال للفقير بلغنا أنكم تطالعون الفتوحات المكية فهل يمكنكم شرحها حرفا حرفا؟ فبدت الناجذ استعجابا من كلامه، وقلت له لو حاولت فهم ظاهر ألفاظ الخطبة لأعجزتني قطفا، فكيف ببحرها الذخار، فقال فيكم بركة. ثم ودع ورفيقه وسار، فسألت عنهما فأخبرت أنهما من أكابر المدرسين الآن. واخبرني السيد محمد التفلاتي أحد الأعيان في السفرة الثانية للروم بما قدمته فتحققت أنه وحيد زمانه. وقلت للمذكور عن سؤاله الثاني، فقال ما سألك إلا وهي متحقق أنه يمكنك من حيث الفضل الرباني.

(وأخبرت عن رجل مغربي مواطن، في الحرم الشريف قاطن، مراده الحج والعودة للبلاد، يدعى الشيخ إبراهيم من نسل سيدي عبد السلام بن مشيش صاحب الصلوات، وحدثني مادحه أن المشار إليه ما نزل المدية أقبلت أهلها عليه، وانقادت له أكابرها لما السيد قبله، وسعت إليه على الآماق إذ بجواره أنزله، وقال إنه إذا جاء للمواجهة، لا يدري بمن حاذاه وبمن واجهه، وما في المدينة المنورة بيت إلا وقد أتقد مصباحه دون زيت، فسرت لزيارته مع الصادح راغبا في دعوة صالحة، ونظرة مخصوصة تجعل النفس للقرب صالحة، وصحبني الأخ النبيل الشيخ أحمد فرأيته في جهة باب السلام مستقبلا بيت السلام، فبادرته السلام، فسر السرور التام، ولم نطل الإقامة لئلا نشغله عن طلبه، وطلبنا منه قراءة الفاتحة، والسؤال لنا من ربه، حال مواجهة بيت ربه. وطفت طواف الوداع، وطفت الدموع على الخدين تذاع.

الرجوع من الحج: وفي سحر ليلة الجمعة بعد أن كررنا طواف الوداع برزنا إلى الشيخ محمود، وما زلنا بعده نرحل منمحطة إلى محطة إلى أن أتينا على قبور الشهداء، وبادرنا الزيارة.

وفي الحديث (من حج إلى مكة ثم قصدني في مسجدي كتب له حجتان مبرورتان) رواه الديلمي عن ابن عباس. وغب التحية أديت ركعتي التحية، وعجلت الرجعة إلى المواجهة وقرأت قوله (وعجلت إليك ربي لترضى).

(وبعد ما زرت سيد الشهداء، على بعد مسافة، دخلت قبة أخيه العباس، وما برحت أتردد من الحرم إلى الدار المعهودة، لاغتنام بركات إمدادات لا يشار إليها مقصودة، وجاءني فيها عالم تقدير، جناب الشيخ محمد الدقاق وهو مغربي واخبر أن السيد الأعظم امسكه في جواره وأنعم عليه بدنوه من نزله وقرب داره، وذكر اشتياق النفس لمهجة أكباده من أولاده، وطلب فاتحة بوصولهم إليه في هذه البلاد، دون بلاده، فأجبناه رغبة في دعوة منه صالحة، وأخبرت أنه بعد ذلك نال مطلوبة وقضى الحق مصالحه، ووفد بالمذكور على رجل يدعى عبد السلام، فشكرت صنيعه ورجوت له العفو التام، وذكر لي الجامع بهذا الجامع رجلا شريفا مهل لي من باعلوي يدعى الشريف علي، فقلت له سر بنا إليه، نغتم دعاه وأشياء مما لديه، وكانت هذه الجمعية بطراز العصابة الألمعية، مباركة المبدأ والآخر لاشتمالها على ذكر سادات حوت في المفاخر، وذكر السيد المشار إليه، أغدق الله نعمه عليه، أن بعض أشياخه ممن يشرب من نقاخه، ضمن بيتين لبعض السادة، في قصيدة وقيد إفادة، وهما:

إذا لم نطلب في طيبة عند طيب ... به طاب طيب الحان أين نطيب

إذا ما استجاب الله منا دعاءنا ... لدى أحمد المختار أين يجيب

ولقد أكرمنا غاية الإكرام، وتلطف بنا في الصحبة، وبعد ما عدت للمحل المحلي، تأملت فيما علي من فوائده أملي.

(ولما عزمنا على الوداع القطيع، وقد أثر في القلب القطيع، وألمع فيه سيوفا وأسنة، حتى امتلأت بها الأفئدة والأجنة، وعدنا بعد العشاءين من المحل الخارجي عن المدينة، لأجل الزيارة والوداع ثانية بنفوس مدينة، وبعد الصلاة في حضرة الجمع والوجود، ووداع ينبوع الهمع واللمع والجود، أتينا نسيئة النفس ونقد العين، على فراق روح الروح، وعين العين في العودة على طريق الحج:

وفي صباح ذلك اليوم الخطير سرنا إلى (الجرف) بطرف مطير، واللب منا أسير والقلب ذاك كسير، وما زلنا نطوي بسط البيد أي طي، ونزوي هموم الفراق عند الأحباب أي زي، إلى أن وصلنا مناما أسنى هدية صبيحة الرأي الصائب المصان، جناب سليمان باشا أحد أعيان وزراء آل عثمان، أثابه الديان.

اجتمعنا يوم الثلاثاء العاشر من المحرم، بالجردة، فكان يوم الاجتماع لدينا معظم، وأقمنا فيها كالعادة، وسرنا طالبين الرحاب للاستفادة، وكانت المكاتبات الواصلة حركت ساكن الأشجان، وتقدمنا نسير مع الشعارة، لما اتبعنا مع الحج أهل الذعارة، غلمانه المطلقين اللسان، بالسب لسفاهة برأي وعدم إحسان، فحصلنا وإن خاطرنا راحة، من منازعتهم لم تدخل في راحة، وصرنا نخب العلا ونحب الخلا لما حلا، إلى أن وصلنا (العلا) وأقمنا يومين. كانا في البسط مثل تؤمين، وأتينا (المدائن) وأقربنا منها أفازة مثلثة، إذ أمامنا الدار الحمرا، النازحة المياه، فكانت للهلكات محدثة، وكان يوم الوصول إلى (المعظم) مهول، نهبت فيه المياه المعدة، وتلفت فيه أنفس لها عدة. ولم نقم في هذه المحطة المضرة بالحجاج، إلا مقدار ما له فيها نحتاج، وأسرعنا إلى (المنزل الأخضر) فوصلناه قبل الفجر بوجه أنضر، وأقربنا منه أفازة المغائر، ولم يروي ركب الحج السائر، إلا لدى قلعة (جفيمان) التي عمرها الوزير المعان، جناب عيد الله باشا أمير حجنا الشامي قبل عامنا، وسرنا إلى منزلة (معان) والحق بجوده أعان، وأقمنا في (الحسا) يوما لعمارة جسر مهدوم، ويوم دخولنا على (الزرقا) والفؤاد مكلوم، ونحن في المحفة كؤوس المسرة نسقى وفي بحرها نعوم، ورد على اللسان مطلع مقيد، فسمعه الأخ الحاج حسن (بن مقلد الجيوسي) فانجلت غيوم، ثم تبعه آخر وثان وثالث، فطلب إثباتها لئلا تنسي ومطلع القصيدة:

سمعت حديثا يجلب البسط والصفا ... فهيج شوقا للقا كأسه طفا

(وجاء كثير ملاقيه، بالفواكه المنوعة الشامية، فحركت ساكن أشواق، وجاءت أهل (جورة حوران) بالماء كل الطيبة التي لكم جوع مضى في المفازات مطيبة، فأكلنا بنهم فرحا بوصال قرب ديار، وشربنا من ماءها العذب وجزنا سراعاً إلى (المفرق) وحزنا طربا من القدم إلى المفرق، وجاءنا بعض إخوان سوابق عهد ومحبة، فسرنا القدوم لننشق أخبار منازل علت منه الرتبة، وكان صحبنا الأخ الفاضل الأني، خليفتنا الشيخ محمد المكتبي، وهذا الأخ اسمه مسطور في الرحلة العراقية ناويا زيارة الديار القدسية، وتجديد آثار الصحبة المؤسسة، ومن هذه المحطة توجهنا إلى قرية تسمى (أصيلة) وبتنا بها والأنس بها حائق، ومنها ترحلنا إلى (طيبة بني كنانة) ونزلنا (الصما) لما امتلأت بسهام المواصلة الكنانة، وبتنا بليلة طيبة، وفي الصباح شددنا على النوق، وقطعنا وادي العرب، ونحن في سرور وطرب؛ ومررنا على (جسر المجامع) فلم ننزل الليل عند (عيون القصب) وبعد ما زال النصب شمرنا ذيل السير حيث انتفى الوصب، ونزلنا على (الجالوت) حصة، أذهبت على الفؤاد غصة، ودخلنا بملاقية بني صعب وجبل نابلس صباحا (جينين) وعندنا للأوطان حنين، وتوجهنا صحبة رفاق إلى قرية (كور) وبتنا بها ليلتين نسقي من علها ونهلها، وأوصلنا الذي أخذناه من أهلها لأهلها؛ وتوجهنا صحبة من معنا إلى الديار المقدسة؛ والآثار التي على الأنوار مؤسسة، وبتنا في (الزاوية) التي للهموم بالسرور زاوية، وقام بخدمتنا رضوان؛ فارتحنا راحة من رأى رضوان؛ ومنها إلى (بيتونيا) ولم نتجاوز لها حدا؛ وفي الصباح أقبلت الوجوه الصباح؛ ولم ندر لهم عدا!.

(وحصل يوم الدخول والحصول، في منازلعزت عن الحومل والدخول من البسط المقبول؛ لا سيما بملاقاة ثمرات أكباد، وقلت بعد الصلاة في الحرم الشريف مني تحية.

(وبعد الإقامة في نزل السلامة، وورود الأحباب، مهينة بنيل الآراب؛ وردت الكتب المشرفة من الأصحاب والأنساب، مبشرة بتحصيل ما لم يكن في حساب؛ وسطرت ما ورد منهم والجواب (في الأردان) فانظر هناك تر العجاب >لأني لم اختم تأليف هذا الكتاب إلا سنة خمسين. لما توجهت ثالثا لتلك الرحاب؛ على طريق مصر القاهرة بمعونة رب الأرباب.

(تمت الرحلة)

أحمد سامح الخالدي