مجلة الرسالة/العدد 969/عالم الذباب

مجلة الرسالة/العدد 969/عالم الذباب

ملاحظات: بتاريخ: 28 - 01 - 1952



بقلم المرحوم الأستاذ معروف الرصافي

في سنة 1943 أصدر الدكتور العراقي فائق شاكر كتاباً عنوانه (عالم الذباب) تعرض فيه لحديث الذباب بالشرح والتأييد، وانبرى له المرحوم الأستاذ معروف الرصافي شاعر العراق بالجرح والتفنيد. وقد تجدد اليوم هذا الخلاف بين مجلة لواء الإسلام ومجلة الدكتور فرأينا من المفيد أن ننشر مقال الأستاذ الرصافي وقد أرسله إلينا في حينه فلم ينشر لبعض الأسباب.

الحديث النبوي

نذكر لك أولاً نص عبارة الحديث الذي ذكره الدكتور في رسالته عن أبي هريرة (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء، وفي الآخر شفاء وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء).

وفي روايتي النسائي وأبن ماجه. (إن أحد جناحي الذباب سم، والآخر شفاء، فإذا وقع في الطعام فامقلوه فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء).

هذا ما ذكره الدكتور في رسالته. ونذكر نحن الروايات الآنية نقلاً عن شرح البخاري للعيني).

(إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، فإن في إحدى جناحيه داء، والأخرى شفاء) الجزء السابع الصفحة 302.

ونقلاً عن شرح البخاري أيضاً للعيني:

(إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه فإن في إحدى جناحيه شفاء وفي الأخر داء). الجزء العاشر ص 217

ونقلاً عن الجامع الصغير للسيوطي هكذا.

إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فأن فيه إحدى جناحيه داء وفي الأخرى شفاء). رواه البخاري وابن ماجه عن أبي هريرة.

وقبل كل شيء نطلب انتباه القارئ إلى اختلاف هذه الروايات في عبارة الحديث اختلافاً لفظياً ناشئاً على ما نرى من أنهم كانوا في الأكثر يروون الأحاديث بالمعنى فيتصرفون في ألفاظها كل بحسب رأيه في معناها كما تراه في رواية هذا الحديث، فبعضهم قال إذا وقع في الشراب، وبعضهم في الطعام وبعضهم في الإناء، ومنهم من عير بالغمس، وبعضهم بالمقل وهو بمعنى الغمس، وبعضهم عبر بالنزع والآخر بالطرح والمراد من كليهما واحد، ومنهم من اقتصر على الغمس ولم يذكر النزع ولا الطرح، ومنهم من قال فليغمسه كله ومنهم من أسقط كلمة كله، ومنهم من قال في إحدى جناحي داء ومنهم من قال سم، وبعضهم قال يتقيأ والآخر قال يقدم.

ولكن الروايات كلها اتفقت في أن الداء أو السم هو في أحد الجناحين وأن الشفاء في الجناح الآخر، وكذلك اتفقت أيضاً في بيان سبب الأمر بالغمس، وهو أن الذباب عند وقوعه في الشراب يتقى بالجناح الذي فيه الداء، أو يقدم الجناح الذي فيه السم ويؤخر الآخر كما جاء في الرواية الأخرى.

فالأمر بالغمس إنما جاء لكي يدخل في الشراب الجناح الآخر الذي فيه الشفاء. إن هذا الاختلاف اللفظي الذي جاء في هذه الروايات لا يقدح في صحة الحديث إن كان صحيحاً ما دام المعنى المراد فيها كلها واحداً. ولكن على فرض صحة الحديث يستعبد أن يكون رسول الله تكلم بهذه الألفاظ المختلفة كلها، وإنما عبر بواحدة منها، والرواة التزموا جانب المعنى فعبروا عنها بما يوافقها أو يقاربها، سواء كان ذلك منهم عن قصد لمراعاة المعنى، أم عن نسيانهم وذهولهم عن الألفاظ، فإن المعنى قد يرسخ في ذهن الراوي وتشذ عنه الألفاظ، فإذا أراد بيانه عبر عنه بألفاظ من عنده. وكل من قرأ في كتب التاريخ شيئاً عن حياة الواقدي أحد مشاهير الرواة في القرن الثاني عرف كيف تكون الرواية بالمعنى، فإن هذا الرجل كان من أعجز الناس عن حفظ الألفاظ حتى إن المأمون الخليفة العباسي أراد مرة أن يحفظه سورة الجمعة من القرآن فما استطاع. ثم وكل به من يحفظه إياها فما استطاع وكان الموكل به إذا حفظه آية ثم أنتقل به إلى ثانية نسى الأولى، وإذا عاد إلى تحفيظه الأولى نسى الثانية. وكان يقرأ ما نسبه بالمعنى فيبدل الألفاظ. وأمثاله في الرواة كثيرون.

لا يتسع المقام لنقد الرواية بالمعنى، وبيان ما ينتج ما ينتج عنها من مضار، فنترك ذلك لفرصة أخرى؛ غير أنا نقول لجوهر المعنى ارتباطا كليا بجوهر اللفظ؛ فكل تغيير في اللفظ لا يخلو من تغيير في المعنى، قل أو كثر، حتى أننا لو وزنا الألفاظ المترادفة بقسطاس مستقيم من الفهم والإدراك لما قلنا بأنها مترادفة؛ فتبديل الألفاظ بما يرادفها أو يقاربها في المعنى فيه خطر عظيم على المعنى خصوصاً في النصوص التي لا مستند لفهمها فهما صحيحا سوى الألفاظ. ولا مرية في أن تبديل الكلمات بما يرادفها أو يقاربها في النصوص قد يغير وجه الحكم المستنبط منها، كما أنه قد يبعد بها عن المعنى المراد بعدا شاسعا، لأن المترجم مهما برع وأجاد في نقل المعنى بوضوح ألفاظ من اللغة التي يترجم إليها، تؤدي معنى الألفاظ من اللغة التي يترجم منها فإنه لن يستطيع أن يوفي المعنى حقه بتمامه، بل لا بد أن يخون المعنى بعض الشيء في ناحية من نواحيه. فالمترجم لا يتخلص من الخيانة وإن كانت خيانة اضطرابية غير اختيارية.

ولهذا امتنعت الإصابة والإجادة في ترجمة الشعر من لغة إلى لغة أخرى؛ لأن محاسن الشعر لا تقوم بالمعنى وحده بل بانتقاء ألفاظه وحسن سبكة وانسجام تراكيبه أيضاً، ولا ريب أن محاسن الكلام في كل لغة تختلف كل الاختلاف؛ فالذي يترجم الشعر لا بد له أن يتصرف فيه مراعاة لمحاسن الكلام في اللغة التي يترجم إليها وإلا جاءت الترجمة تافهة وخرج الشعر عن كونه شعرا، وبهذا التصرف الذي لا بد منه يقع البعد بين المترجم منه وبين المترجم إليه.

ولهذا أيضاً امتنعت ترجمة القرآن من العربية إلى غيرها من اللغات، فإن ترجمته مع المحافظة على ما فيه من روعة وطلاوة تكاد تكون مستحيلة. وقد ترجمه الترك في أيامهم الأخيرة عدة ترجمات فلم يفلحوا، بل جاءت ترجماتهم شيئاً مضحكاً. وقد ترجمه إلى لغاتهم أهل أوربا أيضاً؛ وقد ذكرني أحد معارفي ممن يحسنون اللغات الغربية أنه قرأ في إحدى ترجماتهم قوله تعالى (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه وتخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا) مترجما بما معناه إن أن كل إنسان في بوم القيامة يكون في ركبته عصفور معلق، وهذا شيء مضحك أيضاً. إن الكلام عن الرواية بالمعنى قد أخرجنا عن الصدد فلنعد إلى ما نحن فيه فنقول:

لا كلام لنا على اختلاف الرواة في عبارة الحديث، لأن المعنى المراد فيها كلها واحد، وإنما نريد أن نتكلم عن المقصود من الحديث فنثبته للقارئ واضحا صريحا، ثم نرى هل ينطبق على ما يقوله الدكتور فائق شاكر ويدعيه.

إن المفهوم بصراحة من الروايات كلها، هو أن الداء أو السم، لا يكون إلا في أحد جناحي الذباب لا في كليها؛ وإن الذباب عند وقوعه في الشراب أو في الطعام يتقي صدمة الوقوع بالجناح الذي فيه الداء، فيغمس ذلك الجناح في الشراب، ويبقى الجناح الآخر فوق غير منغمس، وكأن عبارة إحدى الروايات القائلة بأنه (يقدم السم ويؤخر الشفاء) قد جاءت تفسيراً لعبارة الرواية الأخرى القائلة بأنه (يتقى بجناحه الذي فيه الداء).

وإذا علمنا هذا فقد علمنا لماذا جاء الحديث يأمر بالغمس، ذلك لأن الجناح الذي فيه الداء قد انغمس في الشراب فتلوث الشراب بدائه فإذا انغمس الجناح الآخر بطل حكم الداء الذي حصل من الجناح الأول وسلم الشراب.

هذا هو المعنى الواضح الصريح الذي تؤديه عبارة الحديث في جميع الروايات على اختلافها في التعبير. وبعد هذا فلننظر فيما يقوله الدكتور حفظه الله، ليتبين لنا أين وجه الصواب.

أين محل البكتريوفاج من الذباب؟

نستخلص الجواب على هذا السؤال من كلام الدكتور نفسه فنقول: يدعى الدكتور بأن المراد من الشفاء المذكور في الحديث هو ما اكتشفه العلم في هذا العصر من (البكتريوفاج) التي فسرها بمفترسات الجراثيم، وإذا كان المراد بالشفاء هو هذا فلننظر أين يوجد البكتريوفاج من الذباب؛ أهو في أحد الجناحين أم في كليهما، أم في جسم الذبابة كلها، أم في قناتها الهضمية، أم في ذراعيها ورجليها؟

قال حفظه الله في الفصل التاسع والصفحة (52) (إن الذباب المعروف بذباب البيوت، يقع على البراز، والمواد القذرة، وكل هذه مملوءة بالجراثيم المولدة للأمراض، فاختيار الذباب لها، يدل على أنه يأكل الجراثيم والبكتريوفاج معاً؛ فبأكله الجراثيم اجتمع فيه الداء، وبحصول البكتريوفاج اجتمع فيه الشفاء).

إن المفهوم بصراحة من عبارة الدكتور هذه أن البكتريوفاج يوجد في جسم الذبابة، ولم يخص به عضواً دون آخر، ولما كان الجسم يشمل الجناحين، جاز أن يقال بأنه موجود في الجناحين أيضاً (ولا تنسى أن عبارة الحديث تخص بأحد الجناحين دون الآخر).

ويفهم أيضاً ضمنا من عبارة الدكتور أن البكتريوفاج يوجد في القناة الهضمية من الذبابة لأنه قال بأنها تأكل مع الجراثيم المضرة أيضاً. وتتضمن عبارته أيضاً أن البكتريوفاج يوجد في رجلي الذبابة وفي يديها لأنه قال تقع في البراز.

ولاشك أن يديها ورجليها ترتطمان في البراز فتعلق بهما الجراثيم المضرة والبكتريوفاج معاً فمن هذه العبارة نفهم صراحة وضمنا أن البكتريوفاج يوجد في جسم الذبابة كله حتى الجناحين.

ولنا على هذا اعتراض، وهو أن الذبابة بوقوعها على البراز قد تلوثت به يدها ورجلاها، أي تلوثت بالجراثيم المضرة والبكتريوفاج معا، وأنها بأكلها البراز قد حصل البكتريوفاج في قناتها الهضمية أيضاً. ونتوسع أكثر من هذا فنقول إن البكتريوفاج يوجد في صدرها أيضاً وفي بطنها، لأنهما يلينان البراز الذي وقعت عليه، ولكن كيف تلوث جناحاها بالبراز فوجد فيهما البكتريوفاج وهما في القسم الأعلى من جسمها، لا مساس لهما بالبراز (سنذكر كلاماً للدكتور يكون جواباً لهذا ثم نجيب عليه) وقال أيضاً في الصفحة (53) (وبنقله (أي الذباب) الجراثيم والبكتريوفاج المهيأ في براز الناقهين مباشرة، اجتمع في الذباب الداء والشفاء). قال (فهذا هو معنى ما ورد في عجز الحديث الشريف (قال في أحد جناحيه داه وفي الآخر شفاء).

إن الدكتور يرمي الكلام على عواهنه رمياً، وإلا فكيف يكون هذا هو معنى ما ود في الحديث. لاشك أن الذباب بوقوعه على براز الناقهين وأخذه منه الجراثيم، يكون قد اجتمع فيه كلا النوعين من الجراثيم المضرة والنافعة بلا ريب. فاجتماع كلا النوعين في الذباب أي في جسمه لا مرية فيه، ولكن كيف يكون ذلك هو المعنى المقصود مما ورد في الحديث الذي يخص كل واحد من النوعين بواحد من الجناحين، ولولا وجود المضر في جناح والنافع آخر لبطلت حكمة الأمر بغمس الذباب في الشراب، إذ لاشك أن الأمر بالغمس مسبب عن وجود الشفاء في جناح واحد، وعن كون الذباب يتقى عند وقوعه بالجناح الذي فيه الداء، فالجناح الذي يتقى به ينغمس في الشراب ويبقى الجناح الذي فيه الشفاء خارجاً غير منغمس، فلذا أمر بخمس الجناح الثاني أو بغمس الذبابة كلها كما جاء في بعض الروايات، لكي ينغمس الجناح الآخر الذي فيه الشفاء، فيبطل حكم الداء.

ولو كانت الجراثيم النافعة موجودة في كلا الجناحين أو في جسم الذبابة كله لما أمر بالغمس، بل كان الأمر بالغمس عبثاً لأن الذبابة بوقوعها في الشراب قد ارتطمت فيه أرجلها وأيديها وبطنها وصدرها وأحد جناحيها، وفي هذه الأعضاء يوجد النافع والضار كما يقول الدكتور. وقد حصل البكتريوفاج في الشراب وبطل حكم الجراثيم المضرة. أفليس من العبث بعد هذا أن نغمس الذبابة في الشراب؟ وخلاصة القول أن الحديث إن صح فإنما ورد لبيان أمرين لا ثالث لهما، أحدهما غمس الذباب عند وقوعه في الشراب؛ والثاني بيان سبب الغمس وحكمته. وعليه فالجدال بيننا وبين الدكتور ينحصر في نقطة واحدة هي الغمس لا غير. ولذا نقول إن كان الشفاء لا يوجد إلاّ في أحد الجناحين كما يقول الحديث أيضا كان الغمس واجباً، وكان الأمر به معقولاً ومقبولاً، لكي يتم دخول الشفاء في الشراب مع الداء. وإن كان الشفاء أو البكتريوفاج موجوداً في جسم الذبابة كله كما يقول الدكتور كان الغمس عبثاً وكان الأمر به غير معقول ولا مقبول، لأن الذبابة بوقوعها في الشراب قد انغمس فيه أكثر جسمها، ولم يبق منها إلا جناح واحد، وقد دخل منها في الشراب كلا النوعين النافع والمضر من الجراثيم فأي حاجة تبقى إلى الغمس؟

ثم أن الدكتور بعد ما فسر عجز الحديث على هذا الوجه وأخذ يتكلم عن صدره فقال: (وأما ما ورد في صدر الحديث الشريف: (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه) فالغمس هو لأجل أن يدخل البكتريوفاج للشراب).

أما نحن فنقول: أما أن الغمس هو لأجل أن يدخل الشفاء والبكتريوفاج في الشراب فصحيح لا مرية ولكن ذلك لا يتجه إلا بأن يكون البكتريوفاج في أحد الجناحين دون الآخر كما بيناه آنفاً، وإلا لم تبق حاجة إلى الغمس لأن البكتريوفاج موجودة في ذراعي الذبابة وفي رجليها وقد انغمستا في الشراب، كما أنه موجود في الجناح الآخر (على ما يقول الدكتور) وقد انغمس في الشراب، ودخل البكتريوفاج فيه، فلماذا يأمر بالغمس والبكتريوفاج داخل قبل الغمس؟

وقال أيضاً في الصفة (53) (غالفن قد أثبت وجود البكتريوفاج في جسم الذبابة، سواء بحصوله من بلعها الجراثيم المرضية في أنبوبتها الهضمية أو بنقلها من براز الناقهين).

وقال أيضاً في الصفحة نفسها: (وحيث ورد في نص الحديث فليغمسه أي فليغمس الذبابة كلها فقد دخل في الغمس جسمها مع جناحيها. ولم يرد في الحديث غمس الجناحين فقط، مما دل على أن الداء والشفاء في الجناحين أمر اعتيادي لا يفيد التخصيص، والأمر بغمسها يؤيد ذلك. وهو لأجل تطهير الشراب من الجراثيم بإدخال البكتريوفاج للشراب من جسم الذبابة).

هذه هي عبارته بعينها ومينها وقد جاءت بالأعاجيب فلننظر فيها بشيء من التحليل والتحميص ليظهر ما يرمي إليه الدكتور فيها.

يقول (قد دخل في الغمس جسمها مع جناحيها) فنقول: إذا وقعت الذبابة في الشراب، فقد انغمس فيه جسمها لا محالة، أما الجناحان فيجوز أن يكونا منغمسين أيضاً تبعاً للجسم، ويجوز أن يكونا غير منغمسين لرقتهما، ولكونهما من الفروع العليا في جسم الذبابة، وبناء على هذا كان ينبغي للدكتور أن يقول فقد دخل في الغمس جناحا الذبابة مع جسمها، ولكنه عكس العبارة لكي يجر الحديث إلى ما يريده هو. ولما كان من الجائز انغماس الجسم دون الجناحين، أو دون أحدهما ورد الأمر في الحديث بغمس الذبابة كلها لكي ينغمس جناحاها أيضاً مع جسمها. لا جسمها مع جناحيها كما يقول الدكتور، وهنا نعود فنقول إن حكمة الأمر بالغمس تبطل إذا كان الشفاء أو البكتريوفاج موجوداً في جسم الذبابة كله كما يقول الدكتور، لا في أحد جناحيها كما يقول الحديث.

ويقول في عبارته هذه أيضاً: (ولم يرد في الحديث غمس الجناحين فقط)، أي أراد غمس الجسم أيضاً مع الجناحين، هذا هو تفسير مراده من هذه العبارة، فنقول يا سبحان الله! إن عبارة الحديث بمنطوقها وبمفهومها تدل على أن جسم الذبابة عند وقوعها في الشراب يكون منغمساً فيه وكذلك أحد جناحيها فلذلك أمر بغمسها كلها لكي ينغمس الجناح الآخر الذي فيه الشفاء، وعليه كيف يريد غمس الجناحين فقط حتى يحتاج الدكتور إلى نفيه؟ وقال في الصفحة (53) ولو كان للأجنحة فقط خصوصية الداء والشفاء لأمر عليه الصلاة والسلام بغمسها وحدها).

البقية في العدد القادم

معروف الرصافي