مجلة المقتبس/العدد 17/مطبوعات ومخطوطات

مجلة المقتبس/العدد 17/مطبوعات ومخطوطات

ملاحظات: بتاريخ: 15 - 6 - 1907



دائرة المعارف الإسلامية

ستصدر عما قريب دائرة المعارف الإسلامية التي ألفها هوت سما من أساتذة كلية ليدن بمعاونة جماعة من علماء المشرقيات مثل هوار وفو لرس وبرتولد وزترتستين وهور وفيس وبكير ومارسي وباسي وغيرهم من الهولنديين والفرنسيون والألمانيين والنمساويين والسويديين وقد ذيلت كل مقالة بتوقيع كاتبها على الأوروبيين في موسوعات العلوم عندهم وقرأنا في مجلات العلوم الشرقية ثناء كثيراً على هذا العمل النافع وتدقيق كتابها في المسائل التاريخية والاجتماعية والإسلامية. وإنا نعرف بعض من اشتركوا فب تأليف هذه الدائرة النافعة وهم متمكنون من آداب العرب وتاريخهم مطلعون على ماضي الإسلام وحاضره وما منهم إلا من طاف كثيراً من أقطار المسلمين وعاشر أهلها وأطلع على أحوالها. فلا جرم أن يجئ مما تخطه أناملهم مثال التحقيق وأنموذج الرواية والبعد عن الغرض.

عرب سورية فقبل الإسلام

المسيو دوسو عالم من أهل الإحصاء في سورية عرفناه منذ بضع سنين أيام رحلته الأخيرة إلى بلاد الصفا وهو يكاد اليوم يكون حجة بلغة الصفا وتاريخها. وكتابة الصفا لم تكن معروفة قبل خمسين سنة فحلها جماعة من علماء المشرقيات وانتهت الرياسة فيها لصديقنا دوسو واللغة الصفوية هي اللغة العربية وأهل الصفا هم أول النازحين إلى سورية وإن جاء بعدهم بعض القبائل إلا أن تاريخ أولئك قد عرف أكثر من غيرهم من أهل سورية الراحلين بما اكتشف من أثارهم ومصانعهم ونقوشهم المزبورة على الأحجار وقد كان عدد ما عثر عليه 1750 كتابة اكتشف نصفها المسيو دوسو والمسيو ماكر وهي مهمة من حيث الحياة الإسلامية ومما قاله فيه أنه ينبغي تصحيح الأفكار الشائعة والأغلاط التي يقع فيها بعضهم بشأن العرب فإن العرب ليست على إطلاقها من أهل الجزيرة العربية بل أن سكانها الرحالة في الجنوب من أصول أخرى وينبغي أن يطلق اسم العرب على سكان أواسط جزيرة العرب وشمإليها وعلى قبائل الرحالة التي تطوف في بادية الشام لأن هذه البلاد عربية صرفة وانتقل كل سنة يأتي هذه البلاد بقبائل من نجد وكل قبلة تعقد القبائل الرحالة الأخرى عهوداً يسمونها خوة وتقضي بينها الربيع. والتنقل قديم يرد عهده إلى أوائل التاريخ المسيحي. قال أن الصفا غير قابلة للسكنى لأنها ذات براكين ولكن في جوارها بلاداً تسكن خصيبة ذات مياه قال فيها ياقوت الحموي أنها أصل البلاد الصفوية. وقال أن اللغة الصفوية هي إحدى اللهجات العربية وليست فينيقية. وذكر أن الأثار التي عثر عليها ذات شأن حيث علاقتها بالدين لأن المسلمين عفواً أثار الجاهلية الأولى فلم يبقوا منها أثراً وقال أن الصوفيين كانوا يذكرون اسم الجلالة قبل الإسلام وقبل أن يختلطوا بالرومانيين وأن العرب لم تفتح تلك البلاد عفواً بل أن اختلاطهم بالأمم المجاورة قبل الإسلام هيأ لهم سبل الفتح وأن الرومانيين لم يحأولوا أن يصدوا عرب البادية عن التنقل بل كانوا يعاملونهم بسلام لئلا تكدر كأس الراحة.

ديوان الحافظ

محمد حافظ أفندي إبرأهيممن أعاظم شعرائنا الأفراد نبغ في البلاغة فاستولى على غاياتها وله نمط خاص به في الانسجام وجودة التصوير في الموضوعات التي ينظم فيها معظم قصائده على حين لا يقع منها لغيره إلا الأبيات الفذة النادرة فشعر حافظ هو الذي تقرأ فيه روح العصر. شعرٌ شعر شاعره بحركة العقول والاجتماع فنظم فيه وأبدع. ومن أعظم حسنات حافظ في شعره أنه ينقحه ويشذبه فلا ترى فيه عوجاً ولا أمتاً. فإن نظم في شهر قصيدة ينظمها غيره في يوم ولكن قصيدة الشهر تبقى وتخلد وبتنأقلها الناس ويستظهرونها وقصيدة اليوم تذهب بذهابه. وقد نشر الأن الجزء الثاني من ديوانه في 136 صفحة صغيرة ولكنها كبيرة النفع ومعظم ما فيه من قصائد اجتماعية في شؤون الأمة قال على لسأن اللغة العربية:

رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي ... وناديت قومي فاحتسبت حياتي

رموني بعقم في الشباب وليتني ... عقمت فلم أجزع لقول عداتي

ولدت ولما أجد لعرائسي ... رجالاً وأكفاء وأذت بناتي

وسعت كتاب الله لفظاً وغايةً ... وما ضقت عن آي به وعظات

فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة ... وتنسيق أسماء لمخترعات

أنا البحر في أحشائه الدر كامن ... فهل سألوا الغواص عن صدفاتي فيا ويحكم أبلي وتبلى محاسني ... ومنكم وأن عز الدواء أساتي

فلا تكلوني للزمأن فإنني ... أخاف عليكم أن تحين وفاتي

أرى لرجال الغرب عزاً ومنعةً ... وكم عن أقوام بعز لغات

أتوا أهلهم بالمعجزات تفنناً ... فباليتكم تأتون بالكلمات

أيطربكم من جانب الغرب ناعب ... ينادي بوأدي في ربيع حياتي

ولو تزجرون الطير يوماً علمتم ... بما تحته من عثرة وشتات

سقى الله في بحر الجزيرة أعظماً ... يعز عليها أن تلين قناتي

حفظن ودادي في البلى وحفظته ... لهن بقلب دائم الحسرات

وفاخرات أهل الغرب والشرق مطرق ... حياءً بتلك الأعظم النخران

أرى كل يوم بالجرائد مزلقاً ... من القبر يدنيني بغير أناة

واسمع للكتاب في مصر ضجة ... فاعلم أن الصائحين نعاتي

أيهجرني قومي عفى الله عنهم ... إلى لغة لم تتصل برواة

سرت لوثة الإفرنج فيها كما سرى ... لعاب الأفاعي في مسبل فرات

فجاءت كثوب ضم سبعين رقعة ... مشكلة الألوان مختلفات

إلى معشر الكتاب والجمع حافل ... بسطت رجائي بعد بسط شكاتي

فإما حياة تبعث الميت في البلى ... وتنبت قي تلك الرؤوس رفاتي

وإما ممات لا قيامة بعده ... ممات لعمري لم يقس بممات

وقال في قصيدة عن غلاء الأسعار

أيها المصلحون أصلحتم الأر ... ض وبتم عن النفوس نياما

أصلحوا أنفساً أضر بها الفق ... ر وأحيى بموتها الآثاما

ليس في طوقها الرحيل ولا الج ... د ولا أن توأصل الأقدما

تؤثر الموت في ربى النيل جوعاَ ... وترى العاران تعاف المقاما

ورجال الشآم في كرة الأرض ... يبارون في المسير الغماما

ركبوا البحر جاوزوا القطب فاتوا ... موقع النيرين خاضوا الظلاما

يمتطون الخطوب في طلب العي ... ش ويبرون للنضال سهاما وبنو مصر في حمى النيل صرعى ... في بلاد رويت فيها الأناما

يرد الواغل الغريب فيروى ... وبنوك الكرام تشكو الأواما

أن لين الطباع أورثنا الذ ... ل وأغرى بنا الجناة الطغاما

إن طيب المناخ جر علينا ... في سبيل الحياة ذاك الزحاما

حياة الزوجين

هو كتاب أدبي اجتماعي يشتمل على آداب حياة الزوجين وما يجب على كل منهما نحو صاحبه وعلى ما تضمنته أسفار الحكماء وأحكام العلماء وقد بحث فيه مؤلفه عبد اللطيف أفندي مصطفى في حالة البيوت والزواج المشروع المعقول ووصف اختلال أحوال الخطبة والتربية والعادات السافلة بعبارات تشف عن أدب وقد درس الموضوع في مظان كثيرة فجاء فيها مفيداً يشهد بالفضل لمؤلفه ويرجى منه عموم النفع.

الدروس التهذيبية

عرب أحمد أفندي فوزي هذا الكتاب المفيد عن اللغة الإنكليزية وهو على أسلوب في التأليف لم يؤلف في العربية يأتي بتراجم العظماء والعلماء بأسلوب حكاية ويستطرد إلى ذكر أعمالهم واختراعاتهم بحيث يتطلع القارئ إلى ما تنطوي عليه القصة فيتعلم الأفكار الصحيحة والحوادث التاريخية ويلم بسير المشاهير وأحوال الاجتماع والآداب بدون أن يتعب أو يمل كما وقع له في فصول الكتاب الجليلة مثل ضبط النفس وحياة معتدلة والمثابرة والشجاعة والاعتماد على النفس والتبصر والنظام والتواضع والصدق في العمل والحرية والبحث عن الحق واختلاف الآراء وغيرها. الكتاب موضوع لأطفال تختلف سنهم بين العاشرة والرابعة عشرة ونرى أنه يفيد الكبار من الرجال والنساء وحبذا لو حذا حذو معربه كل من يعرف إحدى اللغات الأوروبية فينقل إلى العربية كتاباً أو كتأبين في حياته في ضروب العلم والأدب زكاة عن علمه وحباً بنفع لغته وأمته. والكتاب في 350 صفحة صغيرة مطبوع طبعاً جيداً وثمنه فرنك واحد ويطلب من المكاتب الشهيرة فحث على اقتنائه.

مجلة الأزهر

أصدر محمود بك زكي مجلة بهذا الاسم وهي علمية دينية أدبية تهذيبية تاريخية تبحث في المسائل وتدافع عن حق الأزهر وعلمائه وتصدر مرة كل اسب وعين وتحرر تحت ملاحظة بعض أكابر علماء الأزهر وقيمة اشتراكها ثمانون قرشاً وللأزهريين وطلبة العلم بأربعين وقد استبشرنا بهذه المجلة فلعل الأزهريين يتمرنون بعد الآن على الكتابة والتأليف فإن مدرسة فيها اثنا عشر ألف طالب حرية بأن تصدر باسمها مجلة تدون فيها أراء أهلها وأميالهم وزبده علومهم وإذا كان في هذه المجلة الآن بعض أمور تؤخذ عليها فإن كثرة المران على العمل تجود مع الزمن وما قط جاء عمل تأما من يوم البداءة به فنرحب بالرصيفة الجديدة ونرجو لها طول البقاء.