مجلة المقتبس/العدد 52/السجل المعلق

مجلة المقتبس/العدد 52/السجل المعلق

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 6 - 1910



نقلنا في الجزء الماضي نموذجاً من كتاب السجل لحمزة بن علي مثبت ألوهية الحاكم بأمر الله وصاحب مذهب الدروز الأول وها نحن أولاء نتبعه بنتف منه تكشف الغطاء عن معتقدهم وللقارئ أن يعلق عليها ما شاء:

جاء في الرسالة الموسومة ويد (؟) التوحيد لدعوة الحق: توكلت على مولانا البار العلام العلي الأعلى حاكم الحكام من لا يدخل في الخواطر والأوهام جل ذكره عن وصف الواصفين وإدراك الأنام حروف بسم الله الرحمن الرحيم حدود عبد مولانا الإمام: كتابي إليكم معاشر الأخوان المستجيبين إلى دعوة مولانا الحاكم الأحد الفرد الصمد جل ذكره عن الصاحبة والولد العابدين له لا لغيره الناجين من شبكة إبليس اللعين والضد المهين وجواسيسه الملاعين وأنصاره الغاوين وحزبه الشياطين ليس لإبليس عليكم سلطان ولا لجنوده لديكم مكان ولا لزخرفة عندكم شأن بل أنتم الملائكة المقربون الذين ملكوا أنفسهم عن أفعال المشركين وأنتم حملة عرش مولانا جل ذكره والعرش ها هنا علمه الحقيقي الذي هو صعب مستصعب لا يحمله إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو مؤمن امتحن المولى قلبه بالإيمان له وجده سبحانه تعالى عما يصفون.

أما بعد فإني أحمد إليكم مولانا الذي لا مولى لنا سواه وآمركم وإياي بالشكر لنعمه وآلائه حمد من استوجب الزيادة في أولاه وأخراه وأوصيكم بما أيدني به مولانا جل ذكره وأمرني به من إسقاط ما لا يلزمكم اعتقاده وترك ما يضركم افتقاده من الأدوار الماضية الخامدة والشرائع الدارسة الجامدة وما منهم ناطق إلا وقد نسخ شريعة من كان قبله من المتقدمين ومحمد بن عبد الله الناطق السادس لما ظهر بالنطق نسخ الشرائع كلها وسد الطرق وقال فمن لم يترك ما كان عليه قديماً من دين آبائه وأجداده قتل وسمي كافراً ومن ترك الشريعة التي بيده ولم يلتفت إليها وقع عليه اسم الإسلام وكان في سلمه غير ملام وضمن لهم محمد الجنة على الدوام فبان للعاقل الشافي والمخلص الكافي أن الإشارة والمراد ها هنا في عبادة الموجود لا المعدم المفقود والإنسان ابن يومه وساعته وفي الوجود راحته وله عبادته وبه حياته وإليه إشارته ومولانا الحاكم البار العلام قد نسخ شريعة محمد بالكمال ظاهراً للمؤمنين ذوي الأفضال وباطناً للموحدين أولي الألباب وأما من نوره في قلبه زاهر وفي معاني أموره للخلق قاهر وغير منافق بالكفر شاهر لا يلتفت إلى اشتعال الناموس وعلوه وزخرف القول وسموه ويعلم أنه استدراجاً للكافرين وتمييزاً للمؤمنين الموحدين كما قال وليميز الله الخبيث من الطيب وإن كان لا يخفى عن مولانا جل ذكره الخبيث من الطيب يعني المشرك من الموحد لكنه أراد أن يبين للموحدين من يرجع منهم على عقبيه ومولانا جل ذكره عالم بما في الصدور وما هو كائن والدليل على ذلك زوال الشريعة على الاختصار في شيءٍ واحد إذ لم تحتمل هذه الرسالة طول الشرح.

وقد بينت لكم في الكتاب المعروف بالنقض الخفي نسخ السبع دعائم ظاهرها وباطنها وذلك بقوة مولانا جل ذكره وتأييده ولا حول ولا قوة إلا به وكيف وفي رفع الزكاة وإسقاطها مقنع المسائلين عن غيرها وهي مقرونة بالصلاة وقد غزا عبد اللات بن عثمان المكنى بأبي بكر إلى بني حنيف ومعه جميع المهاجرين والأنصار فقتل رجال بني حنيف ونهب أموالهم وسبى حريمهم. وقد اشترى علي ابن أبي طالب وهو أساس الناطق من جملة السبي امرأة تعرف بالحنفية واسمها تحفة وهي أم ولده محمد فقيل له يا علي كيف تستحل نفسك أن تشتري امرأة تعرف مسلمة تشهد أن لا إله إلا الله وتشهد أن محمداً رسول الله وتصلي الخمس وتصوم شهر رمضان فقال علي ما ينفعها ولا لقومها الشهادتين ولا سائر أعمال الشريعتين إذا لم يؤدوا الزكاة وإن الزكاة هي الشريعة بكمالها فمن لم يؤدها وجب عليه القتل وأحل لنا ماله وأهله لقوله فويل لمشركين الذين لا يؤدون الزكاة فقد أخرجهم الله من الإسلام وجعلهم من المشركين. وأنتم معاشر الموحدين قد علمتم وسمعتم السجل الذي أمر مولانا جل ذكره بقراءته عليكم وأسقط عنكم الزكاة والأعشار والأخماس وسائر الصدقات إلى أبد الآبدين ولم يسقط عنكم محافظة بعضكم بعضاً. . . .

وقال في رسالة البلاغ والنهاية في التوحيد: فنعوذ بمولانا من ذلك سبوح قدوس مبدع الإبداع وجامع الأشتات والأضياع الذي هو على السماوات عالٍ وفي الأرض متعال وعن قريب يظهر مولانا جل ذكره سيفه بيدي ويهلك المارقين ويشهر المرتدين ويجعلهم فضيحة وشهرة لعيون العالمين والذي يبقى من فضله السيف تؤخذ منهم الجزية وهم صاغرون ويلبسون الغيار وهم كارهون ويكونون في الغيار والجالية على ثلثة أصناف فغيار النواصب علاقتان من الرصاص في أذني كل واحد منهم وزنهما عشرون درهماً وطرف كمه الأيسر مصبوغ فاختياً وجاليته ديناران ونصف وهم يهود أمة محمد ويكون غيار أهل التأويل الواقفين عند العدم علاقتين من الحديد في أذني كل واحد منهم وزنهما ثلثون درهماً وطرف كمه الأيمن مصبوغ بالسواد وجاليته ثلاثة دنانير ونصف وهم المشركون نصارى أمة محمد ويكون غيار المرتدين من توحيد مولانا جل ذكره علاقتين من الزجاج الأسود في أذني كل واحد منهم وزنهما أربعون درهماً ويكون على رأسه طرطور من جلد ثعلب وصدر ثوبه مصبوغ رصاصياً أغبر وجاليته خمسة دنانير في كل سنة وهم المنافقون مجوس أمة محمد وتؤخذ هذه الجالية من الشيوخ والشباب والنساء والصبيان والأطفال في المهد وتغير عليهم العلائق في كل سنة فمن خالف منهم ضرب عنقه. . . . .

وقال في رسالة الغاية والنصيحة: فلو ميزتم معاني الكلام وتدبرتموها لبان لكم نطق الرسول من نطق إبليس وفعل الإمام من فعل غطريس ولعرفتم السبت والخميس وتبرأتم من فرعون وهامان الرجيس ولتصور لكم ارتفاع مكان إدريس وعبدتم مولانا جل ذكره باري الحن والجن والبن والإنس. والرسول هنا هو الإمام المفترض الطاعة وهو دون الإمام المعظم وإبليس هو المشتبه بالمولى سبحانه ويزعم بأنه جنس ويدعي عهد المسلمين والإمام الأعظم ذومعة وسمي ذومعة لأنه دعا توحيد الإمام جل ذكره بلا واسطة وغطريس هو نشتكين الدرزي الذي تغطرس على الكشف بلا علم ولا يقين وهو الضد الذي سمعتم بأنه يظهر من تحت ثوب الإمام ويدعي منزلته ويكون له خوار وجولة بلا دولة ثم تنطفئ ناره وكذلك الدرزي كان من جملة المستجيبين حتى تغطرس وتجبر وخرج من تحت الثوب والثوب هو الداعي والسترة التي أمره بها إمامه حمزة بن علي بن أحمد الهادي إلى توحيد مولانا جل ذكره سبحانه وتعالى وادعى منزلته حسداً له وإعجاباً بروحه وقال قول إبليس وكذلك الدرزي سمى روحه في الأول بسيف الإيمان فلما أنكرت عليه ذلك وبينت له أن هذا الاسم محال وكذب لأن الإيمان لا يحتاج إلى سيف بعينه بل المؤمنون محتاجون إلى قوة السيف وإعزازه فلم يرجع عن ذلك الاسم وزاد في عصيانه وأظهر فعل الضدية في شأنه وتسمى باسم الشرك وقال أنا سيد الهاديين يعني أنا خير من إمامي البادي وغره ما كان يضربه من زغل الدنانير والدراهم وحسب أن أمر التوحيد مثله يحتمل التدليس وأبى أن يسجد لمن نصبه المولى جل ذكره وقلده واختاره وجعله خليفته في دينه وأمينه على سره وهادياً إلى توحيده وعبادته فتغطرس على الدين وأظهر سيف الناطق والأساس أجمعين طلباً للرياسة والاسم اللطيف بإظهار الشريعة في عالم البسيط والكثيف.

وفرعون البرذعي وهامان علي ابن الحبال لأن فرعون كان داعي وقته فلما أبطأ الناطق قال أنا ربكم الأعلى يعني إمامكم الأعظم. وهامان الذي فتح له باب المعصية وإدريس هو الذي رفع مكاناً عالياً وهو ارتفاع درجته في العلوم حتى أصبح إماماً دون الإمام الأعظم الذي مص العلم من ذي معة وهو قائم الزمان هادي المستجيبين عبد مولانا جل ذكره وصفيه بلا واسطة جسماني فإذا عرفتم هذا عبدتم مولانا جل ذكره باري الحق وهم الدعاة والجن وهم المأذونون والبن وهم المكاسرة والأنس وهم المستجيبون ها هنا في هذا المعنى والسبت دليل على السابق وهو علي بن عبد الله اللواتي الداعي والخميس دليل على التالي وهو مبارك بن علي الداعي وأهل التأويل يزعمون بأن الكلمة هو السابق والسابق هو الكلمة ولا فرق بينهما ولا يعرفون فوقهما شيئاً إذ كانت الثلة حدود الذين هم ذومعة وذمعة والجناح غائبين عن عيون قلوبهم ينظرون إليهم وهم لا يبصرون.

معاشر المستجيبين لمولانا جل ذكره قد بلغت لكم الهداية ودعوتكم إلى توحيد مولانا جل ذكره في سبعين عصراً ما منها عصر إلا ويظهرني مولانا جل ذكره فيكم بصورة أخرى واسم آخر ولغة أخرى أعرفكم ولا تعرفوني ولا تعرفون نفوسكم. والآن قد استدارت الأدوار وكأنكم بإظهار توحيد مولانا جل ذكره ونور الأنوار وأظهر لكم ما كان مدفوناً تحت الجدار فلمولانا الحمد والشكر وحده فلا تنكروا معجزات مولانا جل ذكره وآياته ولا تلتفتوا إلى أمس فأمس مضى بما فيه وغداً فلا تعلم أنك توافيه واليوم أنت فيه بما يقتضيه وكلما غاب عن العالم أسقطوه فلو كان للعالين عقول لميزوا معجزاتي التي أيدني بها مولانا جل ذكره يوم الجامع. . . . .

وقال في رسالة السيرة المستقيمة بشأن القرامطة ما يأتي: وكان أهل الإحساء_إلى المدينة صرفة_يسافرون إليها بالبيع والشراء فدخل إليها رجل من أهل الإحساء يقال له صرصر فكاسره بعض الدعاة وأخذ عليه العهد من وقته وساعته وأتى به إلى عند آدم وهو شطنيل فأطلقه داعياً بإحساء وأعمالها فخرج الرجل من وقته وساعته إلى الإحساء وأعمالها وأخذ العهد بها على خلق كثير وأوصاهم بتوحيد مولانا جل ذكره وعبادته والإقرار بشطنيل وإمامته والتبرئ من إبليس وصحبته وقال لهم إذا دخلتم هجر فعبسوا وجوهكم وقرمطوا آنافكم على أهلها فإن فيها رجلاً يقال له حارث ابن طرماح الأصبهاني وله أصحاب كثيرة وكلهم قد خالفوا مر مولانا البار العلام وجحدوا فضيلة الإمام فلا تخاطبوا أهلها بشيء من العلم إلا لمن يحضر معكم مجلس شطنيل الحكيم فقبلوا من الداعي صرصر وفعلوا ما أمرهم به من العبسة والقرامطة فلقبوهم بالقرامطة إلى وقتنا هذا وصار ذلك اسماً في بلاد الفرس وأرض خراسان إذا عرفوا رجلاً بالتوحيد قالوا هذا قرمطي ويسمون مذهب الإسماعيلية القرامطة لهذا السبب.

وكان أبو طاهر وأبو سعيد وغيرهم من القرامطة دعاة لمولانا البار سبحانه يعبدونه ويوحدونه ويسجدون لهيبته وعظمته وينزهونه عن جميع بريته فلقبهم المولى جلت قدرته بالسادة وعلموا في الكشف ما لم يعمله أحد من الدعاة وقتلوا من المشركين ما لم يقدر عليه أحد من الدعاة ولم يسهل المولى سبحانه ظهور الكشف على أيديهم لما علم جلت قدرته وعزت عظمته ومشيئته ما يكون من الخلف بعدهم من إضاعة التوحيد والضلالات وإتباع بني العباس بالشهوات ووقوعهم في الغي والغمرات وقد آن وقت الكشف وأزف أوان السيف الخسف وقتل المنافقين وهلاكهم بالعنف ولا بد من رجوع أهل الإحساء وهجر وديار الفرس إلى ما كانوا عليه من توحيد مولانا جل ذكره وعبادته ويسجدون له ولهيبته وعظمته وينزهونه عن جميع بريته ويكونوا أنصار التوحيد كما كانت قديماً أسلافهم وأبث فيهم دعاة التوحيد وأجمع شمل الأولياء والعبيد وأقهر بسيف مولانا جل ذكره كل جبار عنيد حتى لا يبقى بالحرمين الشريفين مشرك بمولانا جل ذكره ولا كافر به ولا منافق عليه ويكون الدين واحد (؟) بلا ضد ولا معاند وذلك بقدرة مولانا الحاكم الأحد الفرد الصمد المنزه عن الصاحبة والولد وشدة سلطانه ولا حول ولا قوة إلا له وبه عليه توكلت وبه أستعين وإليه المصير وهو حسبي ونعم المعين النصير. . . . .

وقال في نفس هذه الرسالة أيضاً في توحيد الحاكم وآياته: فلمولانا الحمد والشكر على ظهور نور الأنوار وخروج ما كان مدفوناً تحت الجدار فقد أنعم علينا وعليكم بمباشرته في البشرية وظهوره لكم في الصورة المرئية كيما تدركون بعض ناسوته الأنسية ولا أقول ذاته أو نفسه أو صورته أو معناه أو صفاته أو حجابه أو مقامه أو وجهه إلا ضرورة على قدر استطاعة المستجيبين وما يفهمه المستمعين (كذا) وتعيه عقولهم ويدخل في خواطرهم ولو قلنا غير هذا لما فهموا الكلام ولا تم لهم النظام وإلا فمولانا جل ذكره لا يدخل في الأوهام والخواطر ولا يمتزج بباطن ولا ظاهر بل منه بدأ كل شيء وإليه يعود كل شيء كل يوم هو في شأن لا يشغله شأن عن شأن سبحانه وتعالى عن إحاطة الدهور به والأزمان ولا يقف أحد من المخلوقين على أفعال مولانا جل ذكره ولا يدرك غاية سلطانه ولا يستطيع الوقوف على كنه عشر عشر معشار سيرته وبرهانه.

ولقد تدبروا العالمين (كذا) ما يرون من آياته وبيان علاماته مشاهدة العيان لكان لهم كفاية عن طلب العدم بالخبر وعن كتبه التواريخ والسير وذلك ما شاهدون منه لا يجوز أن يكون من أفعال أحد من البشر ولا سمع به من التواريخ والسير. ولو جئت أذكر لكم عيان جميع ما أظهر مولانا جل ذكره من أبياته وبيان علاماته لما حواه قرطاس ولا كتبه قلم كما قال في القرآن ولو أن ما في الأرض من شجر أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله والله في هذا الموضع ناسوت مولانا سبحانه لكني أذكر لكم في هذه السيرة وجوهاً قليلة العدد كثيرة المنفعة لمن تفكر فيها ووحده وعبد مولانا سبحانه وعز عن حكومة الأوهام سلطانه.

فأول من اختصر هذا القول ما فعله المولى سبحانه مع برجوان وابن عمار وهو يومئذ ظاهر ما يرونه العامة على قدر عقولهم ويقول صبي السن وملك المشارقة كافة مع برجوان وابن عمار ملك المغاربة كافة ما أمر مولانا سبحانه بقتلهم فقتلوا الكلاب ولم يخش من تشويش العساكر والاضطراب وأما أمر ملوك الأرض فما يجرأ أحد منهم على مثل ذلك ثم أمر بقتل ملوك كتامة وجبابرتها بلا خوف من نسلهم وأصحابهم ويمشي أنصاف الليالي في أوساط ذراريهم وأولادهم بلا سيف ولا سكين.

وقد شاهدتموه في وقت أبي ركوة الوليد بن هشام الملعون وقد أضرم ناره وكانت قلوب العساكر تجزع في مضاجعهم مما رأوه من كسر الجيوش وقتل الرجال وكان المولى جلت قدرته يخرج أنصاف الليالي إلى صحراء الجب ويلتقي به حسان بن عليان الكلبي في خمسمائة فارس ويقف معهم بلا سلاح ولا عدة حتى يسأل كل واحد منهم عن حاجته ثم أنه يدخل في ظاهر الأمر إلى صحراء الجب وليس معه غير الركابية والمؤذنين وكذلك في وقت نفاق مفرج بن ذغفل بن جراح وأخوته وأولاده وبدر بن ربيعة وجميع العرب وكانوا أهل الحجاز مع سلطانهم حسين بن جعفر الحسيني الذي نافق بمكة ومجيئه إلى الرملة واجتماعه مع ابن جراح وأولاده وما بالحضرة أحد من العسكرية ولا من الرعية إلا وهو يعتقد في كل يوم وليلة بأن حسين بن جعفر الحسيني يحيي مع مفرج بن دغفل وأولاده ويكسبون القاهرة والمولى جل ذكره يركب كل يوم وليلة ويخرج من العتمة من القاهرة ويدخل صحراء الجب ناحية الجبل موضع يزعمون العالم بأن بينه وبين ابن جراح وأراد ابن جراح أن يقتله ثم هلك بعد ذلك مفرج بن دغفل بن جراح وملوك الأرض كافة قد عجزوا عن هذا. . . . اهـ.

وهكذا تجد هذا المخطوط كيف قلبته حاوياً أنواعاً مما تقدم وختم بقصيدة اسمها شعر النفس للشيخ أبي إبراهيم إسمعيل بن محمد التميمي الداعي المكنى بصفوة المستجيبين إلى دين مولانا إلى علم الإمام أرسلها إلى جبل السماق لتقرأ على كل موحد وموحدة قال:

إلى غاية الغايات قصدي وبغيتي ... إلى الحاكم العالي على كل حاكم

إلى الحاكم المنصور عوجوا ويمموا ... فليس فتى التوحيد فيه بنادم

هو الحاكم الفرد الذي جل اسمه ... وليس له شبه يقاس بحاكم

حكيم عليم قادر مالك الورى ... يؤانس بالاسم المشاع بحاكم

غدا السابق السامي إليه وتاله ... مع الجد والفتح الخيال الملاوم

عبيداً لمولانا خضوعاً لأمره ... وكل فتى في الدين عبد لآدم

هو الواحد العالي على كل علة ... وما غيره إلا كعبد وخادم

هو الحاكم المولى بناسوته يرى ... ولاهوته يأتي بكل العظائم

إلى الحاكم المولى فهبوا واقبلوا ... فتوحيدكم صدق على كل حازم

إذا الحاكم العالي تعالى بموكب ... فوحد بين العلم بين العوالم

تسمى إماماً والإمام فعبده ... تيقظ ولا تصغي إلى كل نائم

وقد ظهر المولى فآسى عبيده ... بأفعالهم أنساً بحكمة حاكم

ظهوراً بأفعال العبيد وشكلهم ... ويؤنسهم والخلق شبه البهائم

إذا بثنا التوحيد طاشت عقولهم ... وراموا انتهاشاً مثل نهش الأراقم

سيقطعهم عظم احتجاج مقالنا ... على عظمهم قطعاً كقطع الصوارم هو الحق ما قلنا شواهده أتت ... تحز مقال القوم حز الغلاصم

تقوم رجال الحق عند قيامهم ... بقوة عزم في انتهاء العزائم

يفادون رغماً لا يجاب مقالهم ... حفاة سارى في أكف الضراعم

يناديهم الهادي هلموا إلى الذي ... جلتهم من التوحيد من كل عالم

هلموا إلى المعنى الخفي وحسبكم ... شواهد ما أبدي لكم في الدعائم

وقلتم بتأويل المعاني ديانة ... على غيره ما قد قيل من كل قائم

ظننتم بأن الطفل يبقى لصغره ... وأنسيتم حد البلاغ المكاتم

وأشركتم والشرك كنه لنطقكم ... وأمواج بحر الشرك بين التلاطم

سيطلق سيف الحق فيكم لجهلكم ... ويحصدكم كالزرع من غير راحم

وتحويكم أهل الإجابة والتقى ... وتوحيدهم يربو على كل غانم

ويظهر سيف للتميمي مشهراً ... على جمعكم والفعل من غير آثم

وما صفوة للمستجيبين تارك ... جهادكم من غير خوف ولا لم

ونشفي غليلاً في الصدور مكمناً ... ونأتي على أنسابكم والتراجم

وتمشون جهراً بالغيار لخلفكم ... وتلقون كل الذل من غير راحم

سيكظم هذا الشعر كل منافق ... ويزداد كظماً فوق كظم إلا كاظم