مجلة المقتبس/العدد 71/أخبار وأفكار

مجلة المقتبس/العدد 71/أخبار وأفكار

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 1 - 1912



طول الحياة

نعرب للقراء في الموضوعات المعضلة كل ما نعثر عليه في المجلات الإفرنجية وأكثرها لا نعيد فيه ولا نبدي وآخر ما قرأناه للدكتور نوفيل في المجلة الباريزية القالة التالية: لما نشر خويستوف هوفلاند الطبيب سنة 1796 في أينا أول طبعة من كتابه علم إطالة الحياة الإنسانية ترجم كتابه إلى جميع اللغات حتى العبرانية فهبت على الأمم نسمات من روح الرجاء في هذا الباب. فقد كان العلم يبحث عبثاً منذ القدم عن حل لهذه المسألة في الحياة وإنقاذ الجسم من ضربات الأمراض والهلاك إن لم يكن إنقاذاً أبدياً فلا أقل إلى أجل معين وإبعاد المسافة بين المهد واللحد على الجملة. وكم من أحلام تصورتها عقول علماء منافع الأعضاء في القرن الماضي فذهبت تصوراتهم أدراج الرياح وظل البشر لا يعرفون ما يخبؤوه لهم الغد من الأقدار على الحياة. بيد أن هوفلاند فتح للدروس الحياتية مهباً جديداً بإثباته ضرورة الجري في الحياة على قواعد مقررة ف يعلم الصحة الطبيعية والأخلاقية التي أبان حقائقها ومن طرائقها على أنه لم يبد إلا قوانين نظرية استند فيها إلى معلومات مختلف في نتائجها ن حيث الأسباب الحقيقية في الموت والمبادئ الأولى في علم الأمراض وطبائعها وعللها الباثولوجيا ولم تكن الطرق التجريبية قد أحدثت وكانت أعمال العامل الكيماوية محصورة في نطاق ضيق وعلم الجراثيم غير معروف.

جاء لوانهوك في القرن الماضي وقال إن في أحشاء الإنسان والحيوانات أحياء دقيقة اكتشفها بعض الاكتشاف بواسطة عدسة مكبرة ثم قال معاصر هوفلاند من رجال الدانيمرك الطبيعي موللر واستخدم المجهر الذي ترى به هذه الأحياء الضارة على جليتها وأتم أهر نرغ سنة 1833هذه الأبحاث وأبان بعض خصائص النقاعيات على اختلاف ضروبها ولكن كل ما عرف إلى ذاك العهد لم يكن شيئاً مذكوراً بالنسبة للارتقاء الذي ارتقاه علم الجراثيم.

فكان باستور مبدأ الدور الحقيقي لعلم الجراثيم الذي كان هوفلاند وأترابه أوضحوا مقدماته فقرر أن ليس للحياة إلا عدو حقيقي واحد شديد العداوة مخادع مهلك بحيث لا يكاد يقع تحت اليد ونعني به تلك الحملة الطفيلية التي تبعث بالمرضى على اختلاف ضروبه وتتعهد على الدوام بإرسال رسل الحمام إلى الأجسام بحيث بات يرجى أن يتوصل البشر ذات يوم بالقواعد التي سنها العلم أن يتيسر للناس اتقاء الأوجاع خفيفها وشديدها. وهذه الأماني قد تحققت منذ نحو نصف قرن قليلاً قليلاً حتى لقد طال معدل الحياة الإنسانية حمس سنين في الذكور وستاً في الإناث.

ففي الجداول التي أخذت من الإحصائيات الأكيدة في العلم القديم والحديث أن في كل 100وفات 42لم تكد تحدث لو عمد أربابها إلى المداواة في الزمن اللازم لها وإن نصف الأمراض لا تنشأ إلى من جهل المصابين بها وعدم حيطتهم وقلة المعرفة في تطبيبهم أو الإهمال الذي يتحيفهم. ولو كتب لل - 42 وفاة في المئة أن ينجوا من أمراضهم لطال معدل الحياة في الجنسين خمس عشرة سنة. وهذا التقرير لا يدخل فيه التعديل الذي وقع في أسباب التطهير وإن كان مختلاً في بعض الأحوال ولكن نشأ عنه من عدة وجوه منافع عظيمة ويجب النظر إلى الأمراض التي يظن أنها عضالة اليوم وربما كانت في المستقبل مما يمكن تلافيه قبل الوقوع فيه ثم أن سن الثمانين التي يصاب صاحبها بالضعف لا محالة ويصبح في انتظار القضاء الإلهي عليه قد خف تأثيرها يما قرره منشنكوف من أن الشيخ مريض يستطيع أن يحتفل جذلاً بمرور المئة سنة على ولادته ولذلك أمثال كثيرة.

قال الدكتور فيشر من كلية بال أن طول الحياة في أهم عواصم أوربا كما يلي: طالت الحياة في إنكلترا من سنة 1881 - 1900 - 14 سنة في الذكور و16 في الإناث وفي فرنسا كان معدل طولها من سنة 1881 - 1903 - 10 في الذكور و11 في الإناث وفي ألمانيا من سنة 1877 - 1900 كانت الزيادة 25سنة للذكور و29 للإناث وفي الدانيمرك كال معدل الحياة في مدة 57 سنة 13 سنة في الرجال و15 في النساء وفي السويد طال المعدل 17 في الرجال و15 في النساء خلال 67 سنة. وظلت مدة الحياة خلال ثلاثين سنة في بلاد الهند على وتيرة واحدة وهذه النتائج هي ولا جرم ابنة علم الصحة وقد رقي هذا العلم جداً في ألمانيا وفرنس وإنكلترا وهو من أدنى ما يكون في بلاد الهند. واستنتج الدكتور فيشر من ذلك أن ابن اليوم يعيش أكثر من أجداده على الرغم من كثرة عمله وشدائده فقد كان معدل الحياة في القرة السادس عشر 12. 2 والقرن السابع عشر 25. 1 في القرن الثامن عشر 33. 6 وفي القرن التاسع عشر 39. 7 ولم يزد في هذا القرن العشرين.

وهذا التقرير قد قدم إلى للجنة التي عينها مجلس النواب في الولايات المتحدة فهو بمثابة مستند رسمي مهم للغاية وعلى ما في إحصاءاته من النظر بعض الأحايين فإن المقابلات بين الحالة الماضية والحاضرة التي حوته تجعل له مقاماً وأحل السويد أطول البلاد أعماراً وأقصرها الهند وبعبارة أخرى معدل الحياة فيها وهاك جدولاً آخر في طول الحياة عن الأمم المختلفة.

المملكةإحصاءذكورإناثالسويد1891 - 190050. 953. 6الداينمرك1895 - 190050. 253. 2فرنسا1898 - 190345. 749. 1بريطانيا العظمى1891 - 190044. 147. 7الولايات المتحدة1893 - 189744. 146. 6إيطاليا1892 - 190242. 843. 1ألمانيا1899 - 190041. 044. 5الهند190123. 024. 0وهذه الأرقام تختلف باختلاف الحالة الجوية والاجتماعية إن كانت عبارة عن تقديرات أخذت في أوقات تكاد متقاربة ويختف معدل الحياة أيضاً إذا نظرنا إلى البلاد التي يهاجر منها أهلها أو يهاجرون إليها فأنه يطول ويقصر على نسبة الاختلاف الذي يعرض لصحة المنتقلين من الآدميين ويقول فيشر أن الراحة والسعادة تطيل حبال الآجال لا جرم أن من بلغوا المئة من الناس لم يكونوا كلهم أغنياء ولكن من لم يحرموا شيئاً من أسباب الراحة هم أقرب إلى طول الأعمار من الفقراء فترى الموت أقل حركة في أحياء الأغنياء في باريز منه في أحياء الشقاء والفاقة.

ولا يخفى أن الرجل أو المرأة الذي هو بمأمن من الحاجة يطعم الطعام الجيد ويلبس اللباس الحسن وينزل المسكن الصحي ويمتنع عن كل ما يؤذي صحته هو أقل عرضة للأمراض من التعس الذي لا يجري على نظام مطرد في معيشته ولا يكتسي كساء واقياً ولا يتناول الطعام الذي يسد جوعته وينزل على الدوام في منازل قذرة غير طاهرة. والأمثلة على ذلك كثيرة في المدن الكبرى لأن عملة المعامل بالقرب من الطبقة العليا والوسطى حيث الرفاهية.

وإنك لترى أكفان الموتى تخرج من بيوت المحاويج في غلاسكوا أكثر مما تخرج من بيرت سادت فيها الدعة والغبطة. ويكون الهالكون في نيويورك وسائر المدن الصناعية الآهلة بالسكان على نسبة ما يتعاطون من الصناعات ويكون طرز معيشتهم فيموت من التجار وأرباب الصناعات 12. 1 في الألف ومن الصناعات ما يهلك به أربابها كثيراً كالصناعات التي ينبعث عنها غبار متواصل أو روائح تتقزز منها النفوس وإن الدوام المتواصل على تطهير الأماكن والمدن قد أدخل الصحة إلى حيث كانت مفقودة إلا قليلاً فنشأ من ذلك أن الأرقام التي يوردونها بالقياس إلى زمن تتغير كثيراً في كل إحصاء يقع في الخمسين سنة.

وهكذا نرى أن معدل الموت في خمس وعشرين سنة نزل في برلين من 33في الألف إلى 16وفي مونيخ من 41إلى 18 وفي واشنطون من 28إلى 19 وفي نيويورك من 25. 4 إلى 18. 6 وفي الهافان حيث لا يجري إحصاء إلى في كل قرن كان معدل الموت 45 في الألف فأخذ يختلف بين 20. 5و32. 6 وبديهي أن العوارض والحوادث التي تصيب الحياة فينشأ عنها هلاك كثيرين كالحروب والمصائب والغرق وغير ذلك قد يكثر معدل الموت ولكن ذلك لا يضر في هذه الإحصاءات لأن الربح أكثر من الخسارة.

والربح نشأ بالعلم لأن الأولاد كانوا في الماضي يموتون كثيراً فبفضل الوسائط الصحية الحديثة صاروا يرجون البقاء أكثر من أجدادهم ولطالما كان الخناق والحميراء والتواء الأعصاب والسعال وغير ذلك من أمراض الطفولية تهلك الأولاد فلما اخترع المصل. والتطعيم وطرق التداوي المختلفة وارتقت الجراحة وكثر استعمال الكوكايين والديجيتالين ومضادات السميات ومضادات الفساد والمورفين خلصت نفوس كثيرة من لموت.

وكان السل في الدهر الغابر يعتبر من الأمراض العضالة فأصبح وإن كان يهلك به كثيرون إلى اليوم من الأمراض التي يتأتى التفي في ها ومنا برح يعصي على العلم ويقضي على أكثر السحايا وإذا ضوعفت العناية بالصحة يرجى أن يقل عدد الهالكين بالسل 75 في المئة لا سيما في مسائل العدوى منه والنجاة منها وهكذا الحال في ذات الرئة التي تكثر بكثرة تناول المشروبات فيهلك له 11 في المئة من الناس وإذا ترك أسبابه ينزل معدل الهالكين به كثيراً والحمى التيفوئيدية قد قل الهالكون بها منذ عشر سنين ومتى عرف الناس كيف يتحامون الماء الملوث ويبتعدون عن لسع الذباب لبشراتهم لا يبقى له أثر في الوجود. وسيكون كذلك نصيب الحمى القرمزية التي كادت تكشف جراثيمها ومثل ذلك الجدري متى وقع تطعيم الناس كلهم وقد كان الناس في القرن الثامن عشر يموتون به قبيل جنر (طبيب إنكليزي اخترع التطعيم) كثيراً بحيث لا يقل الهالكون عن 50 مليوناً ولا يزال يموت به القلائل جداً. وبذلك عرفت أن بعض الأمراض العادية يمكن اتقاؤها يتاتاً وإن غيرهم يقل الرجاء في شفائها مثل التهاب البريتون والسرطان وربما اخترع العلم لها أدوية تستأصل من الفتك بالبشر كما استأصل غيرها من الأوصاب والأوجاع.

وقال جان فينو في كتابه فلسفة طول العمر إن الخوف من الموت كثيراً ما يهلك المرء قبل الأوان فإن المرء إذا بلغ قدراً من العمر يأخذ يتوقع الحمام كل ساعة ويزهد في الحياة فتسوء تغذيته ونومه ويجلب بيده رسل الهلاك فلو هزأ بالسبعين ولثمانين لبلغ المئة لا محالة وقد جرى كثير من الشيوخ على هذا النمط في الحياة فكانت النتيجة أن يبلغوا المئة بصحة ونشاط ومن أرهبه تصور الموت يموت فيكون قد أضاع على أمته شيئاً م حقوقها فيه وأضر بها ضرراً اقتصادياً ففي مليون ونصف من الموتى كل سنة يمرض ثلاثة ملايين ينقطعون عن الأعمال فيضرون بلادهم وذويهم مثال ذلك إنك تجد في الولايات المتحدة 500000 مصاب بالسل نصفهم لا يعملون عملاً أصلاً والنصف الآخر يعمل نصف عمل وهذه الولايات أيضاً نحو هذا القدر من المصابين بعوارض في أجسامهم أتتهم من الأعمال التي تعاطونها والرجل الصحيح في الجملة عن العمل خمسة أيام في السنة لوقوعه في أمراض عادية كالصداع ووجع الضرس والزكام فيضر بذلك الحالة الاقتصادية فلو عرف كل امرئ واجباته نحو المجتمع لما أتى ما يضر بصحته بتاتاً ورأي بذلك من فروضه الأدبية والحكومات والبلديات والمشرعون مسؤولون عن كثير من الأمراض التي تحدث من المسكرات والدخان لأن الإفراط كثيراً ما يؤدي بصاحبه إلى القبر والحكومات في الغالب تنشط هذه الأصناف من المكيفات مخافة أن تصاب ميزانياتها في الديون العمومية أو انحصار الدخان.

ولم ينتظر أساليب العمل في المعامل والمصانع إلا منذ زمن قريب وكذلك لم تحدد أعمار العاملين والعاملات من البنين والبنات ولم ينظر في تقليل ساعات العمل والراحة الأسبوعية وبعض الامتيازات إلى في بعض البلاد حصلت عليها نقابات العمال من المجالس النيابية بالوسائط الكثيرة.

وإنهاك القوى وعدم توفر أسباب الراحة والصحة في المدارس وغير ذلك من أسباب طول الحياة لم ينظر فيها وزراء الأمم ومجالس معارفها إلا منذ عهد قريب وكذلك كل ما يوفر على البالغين قوتهم فقد أطلقت الحرية المفرطة للناس يعملون ما يشاؤون حتى أمد الدكتور فيشر أن 50 في المئة يفقدون 10 في المئة من قوتهم الحيوية لأنهم يسيئون استعمالها ولا يقتصدون فيها فإن هذا الإفراط يورث صاحبه أولاً اضطرابات عضوية ثم ينتهي بأمراض عضالية يعقبها الموت لا محالة.

وبعد فإن الواجب لإطالة الحياة أن تراعى قواعد الصحة كل المراعاة فلتطويل حبل الأجل ينبغي اتقاء الأمراض على اختلاف ضروبها وعدم التعرض لأقل الأوجاع إذ ربما كانت مقدمة للعظيم منها والحياة أشبه بسفينة لا تنجو من تأثير الأنواء إلا إذا كانت متينة من الأساس إلى الرأس فالواجب على الأبوين والمجتمع أن يعتنيا بصحة الطفل منذ الولادة على الأصول الصحية وإن لا يسمحوا بزواج المجانين والمدمنين كما يفعلون في ولاية أنديانا في الحكومة تحظر هناك كل الحظر زواج المعتوهين وقدماء السكيرين وكل من نخشى أن يكون نسلهم ضعيفاً هزيلاً وتشدد في ذلك كل التشديد ولا عفو في ذلك عن أحد ليس معنى هذا أن يسن قانون يسمح به للوالدين أن يقتلوا من أولادهم كل من لا يرجى فيه أن يعيش بقوة كما كانت الحال عند بعض القدماء ولكن العناية يجب أن تصرف بحيث يقوى بالأساليب المختلفة كل طفل ضعيف ويأتي منه معمر حسن البنية نافع في المجتمع.

لمعدل الحياة دوران الأول الطفولية والثاني الشيخوخة فالأولاد قد يعتني بصحتهم في السنين الأولى من حياتهم أكثر مما يعتني الشيوخ فلو طبق هؤلاء على أنفسهم نظام الصحة وطردوا من رؤوسهم الأوهام لطالت أعمارهم ورجي لها الهناء كما يرجى للأولاد وأحسن ما يجب في هذا الباب الرياضة الجسمية والحياة في الخلاء والابتعاد عما يهلك القوى.

والموت يرصد الأقوياء والضعفاء على السواء وكل سبب صحي ينفع الأولاد ينفع الشيوخ لا محالة. حقيقة يجب أن تتمثلها جميع العقول أبداً وإن تذكر في البيوت أمام الصغار والكبار ويأخذ كل فرد نفسه بمراعاتها ولن تعرف حسنات المدينة إلا متى رأى كل إنسان من واجبه أن يعين على إبطال مقاومات الحياة في كل صقع وناد. ويعلم الناس أجمع أن الحياة مستودع سلمته الطبيعة فالشاب الكهل فالشيخ فالهرم في الاقتصاد هي هكذا:

سنقيمته الاقتصاديةمن الولادة إلى سن الخامسة450 فرنكاًمن 5 إلى 104500 فمن 10 إلى 2010000 فمن 30 إلى 5020 إلى 30 ألف فمن 50 إلى 8015 ألف ف فنازلاًمن 80 إلى 1003500 فرنك فنازلاًبمعنى أنه كلما زادت سنة في حياة الفرد وأشهر تزيد ثروة المجموع وسعادته وهناؤه والله يعلم وأنتم لا تعلمون.

أشجار الغابات

نشر في أميركا كتاب مهم للغاية يخدم دروس تربية أشجار الغابات خدمة عظيمة وصف فيه مؤلفه المستر دوير بجلاءٍ تام جميع عطور العالم منسقاً لها أحسن تنسيق وقد صرف المؤلف خمس عشرة سنة متوالية في تأليف مصنفه فزار الحدائق والمغارس وغابات العالم بأسره وبحث في خزائن الكتب عامة مثل مكتبة باريز ولندن وبرلين وبطرسبورج وليدن ومدريد وفلورنسة وعشرين غيرها. وسيكون تأليفه خمس مجلدات ظهر الأول منها وسيكون الأخير فهرساً عاماً وتكتب الاصطلاحات بعدة لغات ومنها اليابانية والإفادات التي حواها الكتاب قد استلزمت أبحاثاً عظيمة بذل الجهد الجهيد في الحصول عليها فأنك تسقك في هذا المصنف على ما لا يخطر لك ببال من الاستعلامات ومنه تدرك مثلاً أن في إيطاليا 250 حديقة للنبات وإن النباتات التي وصفها هوميروس وفرجيل صالحة وإن دانتي وسرفانتس وشكسبير قد عبروا حسن تعبير عن عامة الزهور التي تكلموا عليها وكان للشعراء أشجار يستحسنونها وذكر ما كان يستحبة منها كيتس وشيلر وفيكستور هوغو لامارتين وغيرهم من كتاب الأمم. وفي هذا السفر أفادت مهمة عن رموز الغابات ولغة الأشجار المشهورة.

البلاط الصناعي

جربوا في همبورغ بلاطاً جديداً صناعياً وهو يحتوي على محلول كلور المغنيسيا أضيف إليه مسحوق المغنيسيا أيضاً ونشارة الخشب يجفف فتأتي منه طبقة غليظة للغاية ومتينة كالحجر تحفظ الحرارة أكثر من البلاط الطبيعي ومنظره يشبه الفسيفساء.

المدفع الهائل

أنشأت إنكلترا مدفعاً بحرياً جديداً قطره 406 أمتار مربعة ويقذف 1080 كيلومتراً منها 63 كيلو من المواد الملتهبة إلى مسافة 26 كيلومتراً وقذائفه تخرق أعظم بوارج دريدنوت المصفحة. ويعمل الأميركان مدفعاً يقذف مقذوفاته إلى بعد 26 كيلومتراً وقذائفه 1200 كيلو فيها 70 كيلو مواد منفجرة.

السنور

كان للسنور في كل زمان شأن وأي شأن فكان العامة يكتسون بفروه في القرون الوسطى بالغرب وأصبح فروه بجودة تحضيره العلمي من أحسن ما يلبس وقد أخذ لهذا العهد فرو الكلب ينافس الثعلب في أسواق التجارة. ويرغب الصيادلة في فرنسا وفي الغابة السوداء في اقتناء فرو السنانير البرية ليتداوى بها المصابون بداء المفاصل. وكان للقطط قديماً موقع مهم في أعياد الشعب يستعملونها في ملاهيهم فيعلقونها على الناي وينظرون إلى ألمها وهو يتحترق وكان بعض الأمم يعتقدون أن دفن قطط حية في أساس بناية تعرف بها متانة البناء. وكان ينظر إلى القطة السوداء عندهم بأن فيها سراً من السحر. وكان المصريون ينظرون إلى القطط بأنها حيوان مقدس والمسلمون والهنود يحترمونها كل الاحترام. وقد صورها المصورون في كل عصر وعنوا بإخراج مناظرها المختلفة وللقطط منافع عظيمة في قتلها الجرزان والظاهر أنها تتنبأ بالمطر يعرف ذلك ضمن انتفاشها وتنظيفها ووبرها ووضعها رجلها على أذنها.

المدن العظمى

ليست الحواضر والعواصم ابنة اليوم وتأسي ساعة فقد تنبأت العصور السالفة سيكون من شأن المدن العظمى فكانت بابل متسعة وعدد سكان رومية في القرن الثاني مليون نسمة وكان في قرطاجة دور ذات سبع أو ثماني طبقات وقد سن قانون في رؤيته على عهد فتروف لمنع تغطية الجو بالأبنية وكان سكان ميلان في القرن الثالث عشر 250ألفاً فضاقت المنازل وبسكانها فأخذوا يفكرون في الخلاص مما صارت إليه حالتهم وكان معظم الشعب يسكن في ثكن عظيمة.

لا جرم أن سهولة المواصلات الحديثة واختراع السكة الحديدية قد دعت إلى هجرة الناس من الأرياف والمزارع إلى المدن والعواصم وكلما كبر حجم مدينة زادت أقدام المهاجرين إليها ففي ألمانيا زادت القصبات المحتوية على ألف نسمة من سنة 1875 - 1905مرة ونصفاً في المئة والمدن المتوسطة التي في 20إلى 100000 زادت 134 في المئة والمدن العظمة التي فيها ثلثمائة ألف 300 ضعف في المئة وأكثر ولأميركا القدح المعلى في إنشاء المدن الحديثة فلم يكن في شيكاغو سنة 1831 سوى 100 ساكن وها هي الآن وفيها ملونا ساكن. وفي المدن في القرون الوسطى ذات زوايا بخططها وشكلها اليوم على شكل النجم ويصل كل يوم إلى مدينة لندرا أربعمائة ألف إنسان من الضاحية ولها خمسون كيلومتراً من الخطوط الحديدية للضاحية فقط ومدينة نيويورك مثال نقاط الاتصال في المدن فإن محطة خطوط هودسون بناية ذات 22طبقة فيها 5000 نافذة واتساع رقعة المساكن وازدياد عد السكان في المدن العظمة ينمو نمواً بنمو المواصلات وتسهيلها.

الصحافيون والأدباء

لم يكن اصحافيون في أوربا أصحاب اعتبار عن رجال الأدب في أوائل القرن الثامن عشر ولطالما كان الفيلسوف روسو وديدرو يشتدان عليهم وكان الشاعر فافر إذا جرى ذكر الصحفيين يغتاظ ويشتم ولقد تردد بريسو كثيراً قبل أن يدخل ملك الصحافة المنحط وما العلة في مقت الصحافة إذ ذاك إلا لأنها كانت توسع مجالاً كبيراً لنفذ الكتب الحديثة وكان الصحافيون نقاداً لا يبينون حسنات الكتب المؤلفة بل يكتفون بإيراد سيئاتها وإذا حدث أن أثنوا على كتاب فلا يلفتون نظر الناس إلى تلاوة ثم إن كتاب الصحف لم يكونوا من الطراز الأول بقرائحهم حتى أن جريدة العلماء في فرنسا التي كانت إلى الجد والفائدة أميل لم يكن بين مؤازريها من امتاز في العلم ولكن صحافة فرنسا خصوصاً دخلت عليها بعض تعديلات من سنة 1750 إلى 1780 ولما عمت أصول الدعوة ونشر الأفكار رأى الصحافيون أن جرائدهم أحسن الوسائط للتأثير في نفوس الأمة وهكذا اتسع أفق الصحافة حتى غدا يعزها اليوم مكان يتقرر منها أمس وأصبح مؤازروها في الغرب يتأهلون بمقالاتهم فيها لأعلى المناصب العلمية والسياسية.

النفس الإسبانية

كتب أحد من أقاموا طويلاً في إسبانيا مقالة في المجلة الفرنسوية وصف بها أخلاق الإسبانيين فقال إنهم أقاموا بينهم وبين أوروبا سداً كسد الصين عاشوا وراءه بمعزل عن معظم ما في ديار الغرب من مرافق الحياة وأسباب الدنية وهم يفخرون باعتزالهم هذا وقل أن ساح أحدهم إلى فرنسا أو إنكلترا أو إيطاليا اللهم إلا إذا كان من الإسبانيين نزلاء بونس أيرس عاصمة الجمهورية الفضية وأنه للجهل الذي عم الطبقات هناك إلا قليلاً تروي جرائد إسبانيا عن ممالك أوربا أوهاماً وخرافات أشبه بما يروى عن بلاد الواق واق ويأجوج ومأجوج ولذا ترى صحفهم حتى الراقية منها مملوءة بالمطاعن فيمن يدعو قومه إلى الأخذ عن الفرنسيس أو عن الإنكليز في الضارة لأن الإسبانيين موقنون بأن عندهم كل شيء.

دلَّ التاريخ على أن إسبانيا نزلتها أمم مختلفة منهم التاتاريون واللوزيتانيون والإيبريون والسلتيون والقرطاجنيون والرومانيون والويزعوتيون والعرب والجيتانيون وإن كل هذه العناصر بقت شيئاَ من أخلاقها وعاداتها لم تستطع إسبانيا الحالية أن تمزجها بعضها إلى بعض (كما حدث في الممالك العثمانية وعناصرها) لاعتزال كل فريق في صقع من أصقاع البلاد لا يخالط غيره ويرى الفخر له في عزلته. ويقال على الجملة أن أهل إسبانيا من حيث التركيب الطبيعي ولاأخلاقي يقسمون إلى أربعة أقسام وهم الباسكيون في الشمال والقشتاليون والأراغونيون في الوسط والكاتالانيون في الشرق والأندلسيون في الجنوب. والأندلسيون من أجمل الأجناس وأطولها وأحسنها تراكيب ولا سيما سكان الوادي الكبير الذي كان شأن على عهد العرب وفي سيرانيفادا تغلب النحافة على السكان وتظهر فيهم الحسنات العربية كل الظهور. وفي هل الأندلس من الإفراط في الحرية والتساهل في الأخلاق مالا تجد له مثيلاً في الأصقاع حتى لقد يكثر فيهم الفحش وأولاد النغول ويقل فيهم الزواج وإقليم كاتالونيا هو الإقليم الوحيد في إسبانيا الذي دخل في الحياة الجديدة وتوفر أهله على الزراعة والصناعة والتجارة معاً ومن يذهب من قشتالة أو الأندلس إلى كاتالونيا فكأنه فاق الموت ودخل في طور الحياة وسينهض الكاتالانيون غداً بإسبانيا كما نهض البيونيون أمس بإيطاليا.

وذكر الكاتب الشحاذة في إسبانيا شائعة أكثر من جميع بلاد أوروبا وإن الشحاذين والشحاذات يطلبون الصدقات بسلاطة وقد يدعون على من لا يعطيهم كأن لهم جعلاً يتقاضونه من الغريب خاصة وربما رشق بعض الفتيات من لم يعطيهم شيئاً بالحجارة. وتشكو الصحف الكاثوليكية من ضعف الاعتقاد في الأفراد ولا سيما في الرجال ويسيء الأسبانيون معاملة الحيوانات لقلة تربيتهم لا لشراسة في طباعهم الأصلية فإنهم من أخضع الناس للقوة والأحكام يؤدون الأتاوات والخراج على صورة فاحشة ولا ينسبون ببنت شفة وقلما تعهد لهم ثورة على الحكومة إلى في كل قرن والمرأة غير موقرة كثيراً في إسبانيا كما هي في سائر أصقاع الغرب. قلنا ومعظم هذه الأوصاف تنطبق على بلادنا العثمانية ولا عجب بعد هذا إذا رأينا مراكش لم تتأثر بالمدينة الغربية على قربها من جوار أوروبا فإن إسبانيا وهي قطعة من هذه القارة كانت لصلة الدين واللغة والجنس أولى بالتشبيه بالأوروبيين.

اردياء النوم

كتب أحد نطس الأطباء في مجلة الصحة يقول الظاهر أن الحالة المعدة دخلا كبيراً في النوم ومن المعلوم أنه يحدث أرق بعد الهضم المتعذر أو نوم ثقيل قليل الراحة فإن لحركة وظائف الأحشاء دخلاً مهماً في اضطرابات النوم فالواجب أن تمنع عمن أصيبوا بالأرق المشروبات المخمرة وفي كثير من الأحوال يمنع عنهم الشاي والقهوة على أن استعمال هذين المنشطين أوائل النهار لا يضر بالصحة. أما المرضى المصابون بفقر الدم فإنهم يشفون من الأرق بجلب النعاس إلى جفونهم بأن يقيلوا وقت الظهر فتساعدهم قيلولة النهار على النوم نوماً هنيئاً في الليل وتجب العناية بغرف النوم فإن من اعتادوا أن يناموا في كل فصل والنوافذ مفتحة يؤكدون أنهم ينامون نوماً جيداً يعوض ما فقدته في أتعاب النهار. والاستهواء من أنفع ما يجلب الكرى إلى عيون المؤرقين والمصابون ببعض الأمراض العصبية وهم عرضة للأرق يكون لهم من العمل العقلي المنظم بعد راحة مطلقة قليلة نتائج حسنة فينامون نوماً هادئاً مقوياً تحتاج إليه أجسامهم.

باريز ومستقبلها

نشر أحدهم في المجلة مقالة في هذا الشأن جاء فيها أن باريز كانت بعدد سكانها في سنة 1800 ثاني عاصمة في العالم فكان سكانها نصف مليون ولم تفقها غير لندرا وسكانها مليون واحد ثم تجئ بعد باريز موسكو وما زالت أحوال العمران تزيد وينبسط ظله حتى أصبحت في العهد الأخير مدينة لندرا وسكانها سبعة ملايين ومدينة نيويورك 4766883 ثم تجئ برلين وفينا وطوكيو وغيرها من المدن ليس لها شأن في القديم يذكر فقد كانت في أوائل القرن الماضي أكثر مدن أميركا سكاناً مدينة فيلادليفا وسكانها لا يتجاوزون 8911 ألفاً وهكذا زادت العواصم كلها بسكانها زيادة خارقة وباريز لم تتجاوز الثلاثة ملايين في حين كان اللائق بها أن تكون ثاني مدينة بعد لندرا فإذا ظلت العناية بها فاترة لا تعتم أن تمسي بعد عقود من السنين من أصغر العواصم فتقل رغبات أهل الأرض في قصدها ولا تعود بلد النور وتنازعها في ثروتها التي يجلبها إليها السياح من القارات الخمس غيرها من العواصم الكبرى فستميل إلى النزول فيها علماء باريز والمغنيين من أبنائها لكثرة ما تبذله لهم من المال وعندها تسقط هذه العاصمة سقوطاً مريعاً.

ويرى بعضهم أن قلة الرغبة في نزول الحواضر واعتزال الناس على الاشتغال بأعمالهم الزراعية في القرى والدساكر هو خير للبلاد وأبقى لأن كثرة ازدحام الأقدام والأنفاس مضرة بالصحة العامة والأحسن أن يتباعدوا ولكن هذه النظرية تعالج بشيء واحد وهو أن تبذل العناية بأمور الصحة أ: ثر مما تبذل الآن ويضاف إلى باريز ما في ظاهرها من القرى والمدن بحيث تعد منها وحكومتها حكومتها لا بدفع أبناؤها رسوماً (عوائد) ولا غيرها فتدخل في باريز تلك الحقول الواسعة والحراج الغياء في الضاحية ويساعد ذلك على تكبير ساحاتها العامة المفيدة في صحة السكان وبذلك تحفظ باريز مكانها في أقطار العالم المتحضر لأن ما تعده إنكلترا من العدد لمستقبل لندرا من أعجب ما سمع ومن ذلك جر المياه إليها فإنها ستكون كفيلة سنة 1940 بإرواء ستة عشر مليوناً من السكان وكذلك ترى نيويورك أن سكانها سيتجاوزون سنة 1940 أحد عشر مليوناً. وهكذا ترى الإفرنج يفكرون إلى ما بعد عشرات من السنين ونحن نقول ولك الساعة التي أنت فيها.

مدارس المؤوفين

إذا عرض لأحد العملة عارض أثناء عمله كأن يفقد عضواً من أعضائه أو يداً أو ساقاً أو عيناً فإن بلاد الغرب تكفلت لمن أصيبوا بهذه العاهات أن تعلمهم صناعات يكسبون بها رزقهم ففي البلجيك أنشئت عدة مدارس لهذه الغاية يفضل مال جاد به أحد محسنيها واسمه باستور من أعضاء مجلسها النيابي فيعلمون من نكبوا من العملة لفقد أحد أعضائهم في زمن قصير صناعة تقوم بعشهم كالتجليد والمقوى والمنافض (الفرشايات) ومماسح الأرجل مما يعمل على أيسر وجه بدون أن يكون عامله تام الأعضاء فيوزع الجدع لمبتورة أعضاؤهم بحسب قابليتهم على فروع مختلفة فمنهم من يستخدم في صنع السروج أو منهم في الأحذية وآخر يعين نوع العمل ويراقبه ويدفع أجوره بعد الثلاثة الأشهر الأولى من التعلم وتطول مدة تعلم الأجذم أو الأكتع بقدر ما يستطيع استخدام أصابعه أو بعضها فقط فإن من فقد السبابة (الشاهدة) يتعذر عليه العمل بسرعة منافض للثياب وغيرها مما يشابهها وفي مونيخ وبونسدام وهمبورغ من بلاد ألمانية مدارس كثيرة للمؤوفين وانتشر هذا النوع من المدارس في الدانيمرك ويرد عهد إنشائها إلى سنة 1874 وقد بلغ عدد من أنقذتهم من العملة بتعليمهم ما يلزمهم نحو ستة آلاف فمنهم من جعلت له أيد صناعية وآخر أذرعة والنساء في مدراس المؤوفين في فرنسا يعملن علباً وكوات (أباجور) وتيجاناً.

الزنوج

تبين من إحصاء وقع في الولايات المتحدة سنة 1910 أن فيها نوعاً عجيباً من الزنوج تكون بشرته سوداء على اختلاط دمه بالدم الأبيض فقد كانوا فيما مضى يقسمون الزنوج إلى أربعة أنواع أكتورن وربع زنجي وخلامي وأسود وتكاد هذه المميزات الآن تفقد بتة ويخلفها جنس يشبهها ليس هو الجنس الزنجي الخالص السليم بل مؤلف تأليفاً آخر يدخل في دمه الثلث من دم أبيض ولكن لونه لا يشاهد محسوساً ويوصف هذا النوع من الزنوج بظهور لون جلده. وإن لون الزنجي في لوزيانا وأودليان الجديدة لمشرب مشبع أكثر مما كان عليه لون أجداده قبل حرب إلغاء الرقيق أو من الزنوج الواردين من إفريقية وسواده يلمع أكثر من زنوج الكونغو وسيماؤه إفريقية ظاهرة بعض الظهور وأشداقه كبيرة وشعره أقل صوفاً. ويصعب تعيين أسباب هذه الخصائص ولكن معظمها ناشئ من تغيير شروط الحياة. والزنجي الأميركي هو في العادة أقل قوة من الزنجي إنه ربما لا يوجد في شمالي أميركا زنجي واحد يون دمه خالصاً وإن الزنوج ليسوا زنوجاً حقيقية وإن جمع السود قد تبدلت دماؤهم وسحناتهم. ومنذ تحرير العبيد ألغيت الطريقة التي كانت متبعة في الزواج بأنه لا يسمح إلا بزواج المتناسبين في القوة ولذلك ضعفت تراكيب الزنوج الطبيعية. وشعر الزنوج أنفسهم بذلك حتى قل تزاوجهم بالبيض أو الهنود ولكن هذا النوع من السود قد تغلب اليوم ويرجى أن يعود بالتحسن مع الزمن إلى سابق قوته ورجوليته.

كانون التبريد

اكتشفت كراهام بل مخترع التلفون ومصلح أمور كثيرة في الطيارات السماوية اكتشافاً حديثاً يتبرد به الإنسان في شهور القيظ وهو داخل حجرته فصنع ما سماه كانون التبريد والجليد فكان يتبرد بها في شهر آب الماضي في مدينة واشنطون بينما كان الناس يضيقون من الحرارة ذرعاً وذلك بأن صنع آلة عجيبة سهلة يتأتى لكل امرئ أن يعملها بدون كلفة وذلك لأن المخترع أذاع سرها ولم يأخذ بها امتياز كسائر المخترعات وهو أنه وضع على إطار نافذة الغرفة مروحة على شكل المراوح المتعارفة تتحرك على الدوام بمجرى كهربائي ويتأتى أخذ المجرى من آلة المصباح الكهربائي فيحدث من ذلك ريح بليل تحكم جريانه إلى أنبوب واسع دخل منه إلى صندوق متسع بعض السعة تجعل فيه كتلة من الجليد ويخرق الصندوق خرقين يجري فيهما المجرى الجليدي الذي ينشر في الغرفة التي تكون مقفلة ويكون من الهواء البليل الناشئ من المروحة والمار على الجليد رطوبة غريبة تنشط النفس وتقوي الحس. وتقام هذه الآلة بنفقة قليلة ولا تطلب من أنواع الاحتياط إلا أن يغير جليدها كل يوم. وسيتوفر الأستاذ المخترع على بسط اختراعه أكثر من ذلك وإدخال تعديلات عليه ليتمكن معها كل إنسان من استعماله ويكون للفنادق ومحال القهوة حظ كبير من هذه الآلة الجديدة يبردون بهاز بنهم وضيوفهم.

دروس السيسمولوجيا

السيسمولوجيا علم حديث النشأة فما من أحد يعلم أسباب الزلازل وكيفية انتشارها على سطح الكرة والإشارات التي يتأتى الانتباه بها للزلازل قبل وقوعها وهذه الأبحاث لا تهم من تصاب بلادهم بالزلازل تغديها هذه الأحداث الجيولوجية وتروحها بل تهم الإنسانية لأنها تقاسي منها الأهاويل ولذا أخذ العلماء منذ ربع قرن يبحثون في أسرار الزلازل وآخر مؤتمر عقد في منشيترناب فيه كثير من أهل هذا الشأن في الأمم ولا سيما من الممالك التي يكثر مصابها بهزات أرضية فشرح أحد الأمريكان أسباب زلزال سان فرنسيسكو وشرح أحد اليابان أسباب زلازل بلاده فتبين على الجملة الآن أن الأرض تهتز في أي نقطة كانت كل نصف ساعة على الأقل وتتجلى هذه الهزات غالياً في مناطق معينة فقد حدث في يابان منذ سبع سنين 8331 زلزالاً هذه الهزات غالياً في كل عام وهي تحدث في محيط من الأرض لا يتجاوز وضع مئات من الكيلومترات المربعة ولكن يوكوهاما في شباط سنة 1880 أجمع رأي العلماء على ضرورة إنشاء جمعية دولية تبحث في سر الزلازل واتقائها فهم عامة من الأمم إلى الاشتراك وفي المقدمة روسيا وإيطاليا. وقد اقترح أحد أساتذة ستراسبورغ (ألمانيا) أن يقام مكتب للزلازل يعمل بمعاونة ثلاثة وثلاثين قطراً مختلفاً على تبادل الملاحظات وينشر كل سنة فهارس بالزلازل ويعني بوضع مصورات للزلازل تكون مستنداً نافعاً جداً لوضع الأسلاك البحرية وإنشاء البيوت فتعين فيها النقط التي تخلو من خطر الزلزال وبفضل هذا العمل المشترك يطن بأنه بات يرجى عما قريب أن يتنبأ بالزلازل قبل وقوعها ويتحامى ما ينشأ عنها من المضار.

الأسرة في أميركا

ظهر بالبحث والاستقراء أن نساء الولايات المتحدة ولا سيما من كان منهم من الأميركيات الأولى هن أقل النساء تناسلاً وإن غير الأميركيات من نزيلات الولايات المتحدة هن أكثر نسلاً وفي مقدمتهن المرأة البولونية فإن معدل أولادها 6. 2 وعدل الأميركيات البيض 2. 7 ويجئ بالكثرة بعد البولونيات نساء التشيك ثم الألمان ثم الإنكليز.

إبادة الجرذان

معلوم أن الجرذان تضر بالحقول في سنتي الجدب خاصة وتأكل الحبوب والنباتات وقد كان معول أرباب الزراعة على النمس يربونه ويدربونه على التهام الجرذان ولكن النمس يسطو أيضاً على الطيور وغيرها من الهوام النافعة وربما كانت القطط والكلاب أ، فع في إبادة الجرذان خصوصاً إذا كانت هذه قريبة من تلك لصيدها على أيسر سبيل.

وقد اعتمد بعضهم على كربونات الباريوم في تسميم الجرذ وآخرون على سم دانيس وهذا السم يسري من المسمم به إلى غيره من الجرذ السليم قلا تلبث أن تهلك عن آخرها خصوصاً إذا وقع تحضيره في الأماكن التي يجري بها لأنه ظهر أ، هـ يفسد بعد شهرين من عمله فإذا حمل إلى القاصية ضاعت فائدته وهم الآن يبحثون في أقرب الطرق للانتفاع به فإذا ضحت تخدم الزراعة والنبات خدمة مهمة.

النساء العاملات

أنشأوا في الغرب منازل للفقراء من العملة يستأجرونها بثمن بخس جداً وفيها مرافق الحياة وأسباب الراحة وقد كانت إنكلترا سابقة غيرها في هذا السبيل فأنشأت بلديتا منشستر وغلاسكو فنادق للعاملات فيها مئات من الغرف تكري الواحد منها في الليلة من 7 إلى 12 فلساً وتربح البلدية أربعة بالمئة من ريع هذه الفنادق كما سبق لها أن أنشأت وأنشأ الأفراد بيوتاً رخيصة.

إحصاء الجنسين

تبين من الإحصاءات الأخيرة أن عدد النساء لا يزيد كثيراً عن عدد الرجال في ألمانيا والزيادة ثمانمائة ألف امرأة فقط وما قيل من قلة الزواج لم يصح لأن 90في المئة من النساء يتزوجن ولكن العجيب أن بلد في العادة أولاد ذكور أكثر من الإناث وموت المرضعات يؤدي أبداً إلى نقص الذكور من الأطفال.

شرب الشفة

ما برحت الشعوب المتحضرة تبحث منذ الأزمان المغلة بالقدم في الطرق القريبة لجلب المياه إلى المدن فقد كان حمورابي يوزع المياه على بلابل من أحواض جعلها وسط هذه المدينة وعيون المياه في صور وأحواضها في القدس كانت من أهم ما عرفه القدماء في توزيع المياه لشفة وأن مجرى الماء الذي أنشئ في جزيرة ساموس هو اليوم من أجمل أعمال الصناعة في هذا الباب وكان الرومان يتفننون في جر المياه وما شوهد من آثارهم والمجاري التي أقاموها في كثير من أنحاء مملكتهم تدل على براعة زائدة. ولطالما كان إبقراط أبو الطب يحذر معاصريه من أخطار المياه القذرة الملوثة وتابعه على رأيه طثير من الأطباء وقد كانوا في أوروبا خلال القرون الوسطى يحظرون إلقاء القذر في الينابيغ العامة والآبار وكان معدل ما يلزم الرجل كل يوم في المدن من الماء 114 لتراً في رومية في حين أن الباريزي اليوم يصرف 200لتر والهندي 180 والفيناني 100لتر والماء الذي يستعمل في الصناعات غير محتاج إلى التصفية والتطهير بالنفقات الباهظة ولذا ينصح علماء الصحة أن يجري الماء على العواصم الكبرى في مجريين مختلفين على الأقل أحدهما لشرب الشفة يكون طاهراً نقياً والآخر للصناعات والسقيا والرش يكون ماؤها عادياً.

الحرف والحياة

تبين من إحصاء جرى في بلاد الإنكليز أن رجال الكنيسة أقل موتاً من جميع أبناء الحرف والمهن وأكثر الناس موتاً العملة الذين لم يتعلمون مهنهم على الأصول وبعد الكهنة والقسس يجئ أرباب الحدائق والمزارعون بطول أمارهم وقلة زيارة الحمام لهم وبعد ذلك يكون دور الميكانيكيين والوقادين في الخطوط الحديدية. وتطول أعمار أرباب الصناعات النظيفة الذين يتعاونون فيها المعلمون. وأهل الصناعات تستلزم قوة كثيرة ويتعرض أصحابها للمخاطر هم مستخرجو الحطب من الغابات والبحرية فإنهم يموتون أكثر من غيرهم ومثل ذلك يصيب أرباب الصناعات التي تؤدي إلى السكر طباعة الخمور وتجارها.

الهلام النباتي

الهلام أو الجلاتين نوعان منه ما يستخرج من الحيوان ومنه ما يستخرج من النبات فالأول يكون بإغلاء جلود الحيوانات والعظام والأوتار والغضاريف في الماء الحار والثاني يستخرج من مواد منوعة نباتية بطريقة مشابهة لتلك وتصدر نزوج اليوم هلاماً من بنات لا يستعمل غذاءً بل يدخل في استعمالات أخرى فإذا صفي وبيض يستعمل في صقل الجوخ وفي بعض استحضارات أخرى ويستخرجونه من الخث (نبات الماء) الذي يكثر على شواطئ نروج فإذا حل جزء من عشرين جزءاً من هذا الهلام يكون منه هلام جيد وبياع حبوباً صغيرة لونها أسمة تصفر وتبيض فإذا حلت بالماء تنتفخ الحبات وكثير من أنواع الخث الحلوة الطعم تحتوي على هلام يستعمله الفقراء في أوروبا غذاء ويعملون منه رباً وهو منتشر كثيراً في بلاد يابان ويصدرون منه خارج بلادهم ويزرع الخث في أرخبيل يابان واشتهرت جزيرة يزو بهلامها ويمزج الجلاتين الياباني في الحساء الصيني المعمول بالسنونو ويباع منه في يابان بما قيمته مليونان ونصف من الفرنكات.

متوسطو القرائح

كتب ماكس نوردو من علماء الإسرائيليين مقالة في المجلة الباريزية تحت هذا العنوان فقال ما محصله: أحسن ما تهبه الفطرة لطفل منذ يوم ولادته أن تجعل له قريحة رائقة فهي أجمل الهبات بل أكد التعاويذ في نيل سعادة الحياة من الغناء والثروة.

لا جرم أن القريحة تزين مشاهد العالم أكثر مما يزينها شرف المولد وجلالة المراتب فيها تستميل العواطف العادية في تصور الحقيقة إلى عواطف أنس وهوى وبها تتسع الثقة في القوة العاملة في شخصية المرء.

ولك أن تحكم على قدر القرائح وتأثيراتها بما يصيب العظماء وأرباب المكانة في هذا العالم من المرح والحب فيتوفرون عليها إذا أحسنت بها إليهم الفطرة فقد كانت الملكة فيكتوريا صاحبة إنكلترا تجد سبيلاً بين مشاغلها الكثيرة من تولي أمر 350 مليوناً من البشر أن ترسم على الورق والمقوى الرسم الملون وكان اين عمها ملك البرتغال يصور الأقمسشة والأقمشة التي تخرج من مناقشه إذا عرضت في المعارض تعرف من بين غيرها ويدرك الناقدون أن يداً تخلت عن الصولجان ساعات لتمسك المنقش. وترى الإمبراطور غليوم يرسم ويصور وينظم بعض الأناشيد والأغاني في آونة الفراغ وخال والدته الدوق أرنست الثاني ساكس كوبرع قد ألف قصة بأناشيد أبرزها للناس في دار التمثيل بقصره باسم مستعار وكان يجد لذة بين مشاغله أن يمثل التمثيل المضحك. وكان ماكسيمليان امبراطور المكسيك التعس الحظ شاعراً وقصائده الغنائية تشهد له بالغيرة وباحقية جهاده. وأصدرت الأرشيدوقة لويزدي توسقان مجلداً في الشعر يدل على أنه كان في رأسها الأصهب مكان للأوزان والقوافي الشعرية.

وإذا نزلنا قليلاً في درجات أراب العروش ونظرنا إلى أهل الطبقة الأولى في المجتمع نجد غواة البدائع والفنون كثيراً عديدهم فإن الكونت بوست الذي يعزو إلى نفسه المشكلة النمساوية المجرية كان يكتب بالفرنسوية قصائد رقيقة تنبي عن أغرض عالية والدوقة ولية العهد دوزيس تعمل نصباً وهياكل حسنة.

وللعقائل الكبريات في باريز منذ بضع سنين ردهة سنوية يسقط الناظر في قائمتها على جميع أسماء النبيلات ونساء الكبراء ولا يقبل فيها غير رسوم رسمتها أناملهن ويتبارين الإشراف مبتهجين أمام ما صنعته أيدي أزواجهن البيضاء.

ولجميع الأعمال الحرة أيضاً مجتمعات فترى المحامين والقضاة والأطباء والممثلين والصحافيين يعرضون فيها ثمرات حبهم للصنائع النفسية من نقش ورسم وحفر ومنها يستدل على مبلغ ولوعهم بالرياضات البدنية ولوعهم بتشغيل عقولهم. لا جرم أن جميع غواة الشعر والموسيقى والفنون ينظرون انصراف أذهانهم إلى هذه الصناعات الجميلة خارجاً عن عملهم يتلهون بها فقط زيادة على ما أخذوا أنفسهم به من الأعمال مما دل على أن القريحة الصغيرة أو النصف القريحة تعد من البركات إذا نميت لذاتها فقط ولما فيها من النفع ولما لها من الوقع. ولكن إذا أضاف أمثال هذه الطبقة إلى عملهم طمعاً وطبعاً جاء منهم أناس يغضبون وييأسون لأنهم لم ينجحوا فيما هم بسبيله نجاح من استعدوا لهذه الصناعات بالفطرة وبرزوا فيها فأقبل الناس عليهم وأعجبوا بما ترسمه يدهم الصناع. القريحة كائن يقوم به من العمل في العادة أحسن من السواد الأعظم الذي يحاول الحصول على ذلك الاستعداد. والمادة الأصلية في القريحة القدوة والتقليد ويتأتي للقريحة أن تعلم إلى حد محدود وفي مكنة كل رجل اعتيادي أن يجعل له قريحة وما القريحة إلا بتعهدها وهي صورة حية من آثار النظر فيها والقريحة تتعهد في عهدنا بحيث يأتي من كل اثنين واحد ذو قريحة ولكن الانتفاع من ثمراتها انتفاعاً مادياً غير مضمون بل يتعلمها كما يتعلم الناس ما يؤهلهم لأخذ الشهادة العالية في مبادئ العلوم فينال الشهادة المتعلمون ولكن لا يضمن لهم رزقهم منا بل هي أداة لتمدينهم.

ويجب أن لا يعتقد من يستطيع نظم بيت أنه شاعر ولا من يمس القلم والريشة أنه مصور أن نقاش فإن هذا الاعتقاد حمل كثيرين على اعتقاد الكفاءات في أنفسهم وعتبوا على الدهر لأنه لم يعطهم حقهم من النجاح ووهموا بأنه يستحيل عليهم أن يرزقوا مما لم يتقنوه إتقان النابغين له ولا يقدر قدر ذلك إلا من يدخل المخازن وقاعات الصناعات فيرى أدعياء هذه الصناعات يعرضون ما خطوا ورسموا وبئس ما يريدون أن يشتروا به ثمناً ولو قليلاً ويحشرون أنفسهم في عداد العالمين والنابغين. وليت أولئك الأدعياء علم ما لا يعلمون التمسوا رزقهم من خدمة محال القهوة أو صنع الأحذية إذاً لرفعوا رؤوسهم في صناعاتهم بدون أن يوهموا أنفسهم بأن لهم قريحة حسنة ويداً صناعاً.

وترى الدعوة أيضاً أكثر شيوعاً في الأدب فإن عشرين ألفاً من الناس يدعون الشعر والكتابة وقليل منهم من لم بكتب وينظم قصة ويؤلف قصة أو قصيدة وهم متوسطون فيما يخطون ويبقى تسعة أعشارهم خاملين لا شهرة لهم إلا في دائرتهم الضيقة وكم يقاسون من الألم يوم يحكم الناس على المجيدين منهم ويشهدون الكتبيين وإعلانات دور التمثيل والجرائد والمجلات لا تذكر إلا غيرهم من النابهين النابغين وهم قلائل يواتيهم الحظ ويخمل جمهوراً كبيراً من الغراب الأعصم والكبريت الأحمر.

وبعد فاطلب لكل من تريد له الخير أن تعرى نفسه كل التعرية من القريحة كلها فذلك خير له من أن تكون له قريحة تافهة يرافقها طمع فيه وهو طمع بالنابغين الآخرين من الحاملين.

الفيل في الكونغو يقدرن عدد الفيلة في إفريقية من ثلثمائة إلى أربعمائة ألف فيل يقتل منها كل سنة نحو خمسين ألفاً لأخذ العاج منها وقد أخذت أساليب كثيرة لوقايتها مخافة أن ينقرض نسلها فحظرت بعض الحكومات إفريقية من الأوروبيين صيدها بالنار أو بشراك وأن يقتل إناثها وصغارها التي يكون نابها أقل في خمسة كيلوغرامات وعلى الفيلة في معظم أصقاع إفريقية يحمل الناس أثقالهم فيحمل الواحد منها ما لا يحمله ثلاثون أو أربعون زنجياً والفيل في إفريقية كما هو في الهند مورد ربح لصاحبه يساوي الواحد 250 ليرة ودخله من 15 إلى 20 ليرة وهو يحرث الأرض ويفتح الطرق وله غير ذلك من الفوائد.

صناعات النساء

تزداد الصناعات التي ينصرف إليها النساء في بلاد الغرب اليوم بعد اليوم ويقبلن خاصة في الصناعات الاجتماعية. ولقد أبرزن في هذا الباب صفات فائقة وكانت جذوة هذا النور منبعثة من ألمانيا والنمسا. فقد عهدت بعض مدن النمسا مثل فينا وغراز وبراغ ولمبرغ وبروم إلى النساء مناظرة العمل في الصناعات التي يشتغل بها العاملات من بنات جنسهن خاصة وأنشأ مجلس ولاية بومرانيا في ألمانيا مهنة جديدة للنساء يعهد إليهن أن ينشرن بين سكان الحقول مبادئ تربية الأولاد والاقتصاد الأهلي وحفظ الصحة والعمل اليدوي وغير ذلك. وعينت مدينة أونابروك في ألمانيا امرأة للعناية بالفقراء والنظر في أحوالهن ورأت بلدية كيال في ألمانيا أن تعتمد على النساء لمقاومة الكحول وإنقاذ من أصيبوا تعاطيها فعينت عشر نساء لمعونة المدمنين والتأثير فيهم فأسفر عملهن عن أحسن النتائج. وعينت حكومة الدانيمرك إحدى الأوانس مفتشة على مطاعم المدارس في القرى.

ويزداد تعيين النساء في الشرطة بضفة مساعدات وقد أشأت فنلاندا - وهي مرتقية جداً من حيث الإصلاحات الاجتماعية وإن كانت مضطهدة من حيث أحكامها - سنة 1907 ثماني وظائف لمعاونة رجال الشرطة تولاها النساء وهن يقبضن رواتب كرواتب الرجال وأهم ما يعهد إليهن إنقاذ النساء والنبات مما يطرأ على أخلاقهن وإرجاعهن إلى حظيرة العمل الشريف ومحاربة الاتجار بالرقيق الأبيض وأن يجعلن العجوزات والأولاد الذين لم يرزقن حظاً من التأديب في أماكن لائقة وقد ظهرت فوائد ذلك كله حتى الزراعية للبنات تتكاثر في معظم بلاد الغرب وبها تهيأت مهن جديدة لهن فإن الجمعية الزراعية في جنوب إقليم سواب من ألمانيا قد أنشأت مزرعة لتربية الطيور على الأصول الحديثة عهدت بإدارتها إلى امرأة وتقام فيها دروس خاصة بالنساء فقط وأحدثت نظارة التجارة في إنكلترا عدة وظائف مديرات لمكاتب وسطى لاستخدام عملة للزراعة. وشعرت بعض البلاد الألمانية بأن النساء يقتضي عليهن العوم والسباحة ولكن قلة الأساتذة من بنات جنسهن منعهن عن هذه الرياضة الجسدية المهمة فأنشأت جمعية هناك تعلم الفتيات اللاتي عقدن العزم في ألمانيا على تعلم السباحة وبعد أن يفحصن شهادات مؤذنة بكفاءتهن. وللنساء في ألمانيا شأن كبير في بيع الكتب فإن عددهن فيها يبلغ 12000 أي أكثر من ربع من يشتغلون بهذه التجارة. وقد أخذ النساء في ألمانيا في العهد الأخير يحترفن بالتجارة وصنع الجعة والنقش والتجليد والحلاقة والخياطة وعلى كثرة من كن منذ زمن يتعاطين الصناعتين الأخيرتين كان من المتعذر عليهن في ألمانيا أن يعملن بحسابهن أما الآن فهن في حل مما يردن.

وفي فينا نساء يصنعن الزجاج وينلن بصناعته شهادات تؤذن بكفاءتهن ومن النساء من يتعلم صناعات الساعات. ومن النساء النبيلات في إنكلترا من اقتحمن أوهام محيطهن وقمن لإدارة المشروعات الاقتصادية وكثيرات منهن الآن مديرات لفنادق كبرى ولبعضهن محال لقض الشعور والغسيل وعمل المربيات. وقد أحدث النساء في أميركا حرفة جديدة وهي تنظيم السهرات فيعهد إلى بعضهن أن يقمن بلوازم ليالي الأنس والفرح. وكثير عدد النساء المستخدمات في السكك الحديدية وإدارات البريد حتى عمدت بروسيا مؤخراً أن تقبل باستخدام النساء في بعض الخطوط على شرط أن تكون ساعات عملهن مساوية لعمل الرجال ولكنهن يقبضن نصف الأجور التي يتقاضونها. وفي هولاندة قامت مؤلفة للأناشيد الوطنية فأصبحت مديرة جوقة مشهورة وبزت الرجال في هذا الشأن. وهكذا يعمل الغربيون رجالهم ونساؤهم كل بحسب قوته وغنائه فمتى يطرس الشرقيون على آثارهم في النافع من هذه المدينة المدهشة.

الحس في النبات

يظن بعضهم أن النبات لا إحساس له للأحياء وذلك لأنهم ينظرون إليه بالعين المجردة فيقع في نفوسهم أنها أحط في الإحساس من نباتات البحر إذا عمدت إلى جذوع ونزعت الإلودة الكاناداي الذي يطلع في المياه العذبة وبتأتي له أن يعيش بدون جذوع ونزعت منه ورقة بمقص وقصصتها بالمجهر ووضعتها في صفحة فيها نقاط ماء لا تلبث أن ترى فيها خلايا مستطيلة قليلاً فيها عدة أجسام مدورة خضرة وحبوب الكلورفيل كل ذلك ساكن لا يتحرك حتى إذا مضت خمس دقائق أو عشر أو خمس عشرة دقيقة هكذا تدور في كل خلية ومنها ما يذهب ذات اليمين وذات الشمال ومنها ما يسري لسرعة ومنها ببطء كل هذا ما يدل على وجود الحس في النباتات وأعظم تلك الجوارح النظر الذي به ترى النور ولا يتميز المرئيات كما هو الحال في ديدان الأرض والمرجان وغيرها التي ليس لها حاسة النظر ولكنها تشعر بالاحتكاك ومن السهل أن نبين تأثير النور في النباتات وذلك بأن نغرس نبتة في مكان ليس له سوى نافذة واحدة من جهة واحدة ويهرب منه شأن من قوت هذه الحاسة فإنهم يستغلون من الشمس عندما تحمى جمراتها وأراق نباتات لتعرض للريح في النهار وهي تنام الليل فتغير حركتها ومن الثبات ما يرى فيها ذلك محسوساً أكثر من زهر العسل وعصفيرة والحت أو نبات لماء يسهل أن يدرس فيه تأثير الماء واللمس هو من الحواس المشهودة في النباتات وترى المستحيل لأن اللمس يترك وريقاتها بعضها فوق بعض ويعلق أوراقها نحو الأسفل وقد عللوا ذلك بأن هذا النبات متى مس يغادر وهناك نبات آخر اسمه طراد الذباب هو من النبات التي تلحق الأجسام المجاورة مثل الكرم والبطيخ فإنه إذ لم يجد في جواره ما يعرش عليه يخرج مستقيما فسبحان من خلق في خلقه إناس يفكرون الليل والنهار في تعليل هذه الكائنات وزهدنا في كل نافع فاحتقرنا كل علم.

الجنس الأبيض

البحث في أجناس البشر من أهم المباحث المحاضرة ويقولون أن الجنس الأبيض يسعى ليكون حاكماً على بقية الأجناس وأن يكونوا تحت سلطته وحكمه الجنس الأبيض من الأبحاث الاستعمارية فكل جنس من الأبيض يطلب هؤلاء وهذا ما حدا بالمسيو جونستون أن يتجشم الصعوبات والأسفار الشاسعة ليوفق إلى حل هذه المشكلة العظيمة. قال بعد تطوأه لهذا البحث هل في وسع الجنس الأبيض أن يسكن البلاد القبطية والأبيض قليل النسل بالسبة إلى هؤلاء وكذلك يستحيل على الأبيض أن يقوم بالأعمال الفادحة في البلاد الحارة.

يفوق الأوروبي أهل هذه الأجناس باعتنائه بصحته والتوقي من الأمراض ولكنه لا يمكن أن يعيش في إقليمهم ونحكم عله بالنقص في جسده وعقلهم إذ ربما فاق الأبيض فهذه الأمة الصينية واليابانية هي اليوم وغيرها بالأمس وكذل الزنوج لا يطول أمرهم وهم على هذه الحال من التأخر.

إن هؤلاء يتأثرون في صدورهم البغضاء عندما يقرؤون في جرائدنا وكتبنا الحملات الفادحة إذ الإنسانية تقضي علينا أن نعامل المخلوقات باحترام ورفق لأجل احترام هذا المبدأ يجب أن نبحث ونتدين بدينٍ يكون عاماً للبشر كما في مراكش والكونغو وغيرهما من البلاد.

الفنادق في سويسرا

كان عدد الفنادق في سويسرا سنة 1889 - 1000 فندق تحتوي على ثمانية وخمسين ألف سرير وتشغل في عرصاتها 34 ألف عامل منهم 4000 يدأبون في العمل طوال السنة رأس مال هذه الفنادق 800 مليون فرنك منها 500 لأجل تشييد البناء فإذا اعتبرنا هذا الرأس المال مأخوذاً بالفائدة تكون الخسارة 5 في المئة بالنسبة للواردات.