مجلة المقتبس/العدد 84/الإفادات والإنشادات
مجلة المقتبس/العدد 84/الإفادات والإنشادات
وقفت في إحدى دور الكتب في النجف على مجلد يوجد درجة عدة كتب نحيفة منها مختصر تاريخ للشام في القرن السابع فقط أوله فلم أعرف مؤلفه ومنها كتاب (الفوائد الوفية بترتيب طبقات الصوفية) تأليف يوسف بن شاهين سبط ابن حجر العسقلاني الشافعي والظاهر إن نسخته هذه نسخة المؤلف ومنها الكتاب (الإفادات والإنشادات) من إملاء الشيخ الإمام النحوي اللغوي العروضي أبي اسحق إبراهيم بن موسى الشاطبي الأصل الغرناطي من رجال أواسط القرن الثامن في الأندلس وهذا الكتاب مخطوط خطا مغربيا يصعب هجاؤه وقد شذ آخره وهو ما أردنا إن ننشر شطرا منه نختاره للقراء قال المؤلف:
إما بعد أيها الأخ الصفي الصديق الوفي أعزك الله وسددك فأني جمعت لك في هذه الأوراق جملة من الإفادات المشفوعة بالانشادات مما تلقيته عن شيوخنا الأعلام وأصحابي ذوي النبل والإفهام قصدت بذلك تشويق المتعبد في العقول ولنقول ومحاضر المسترشد من نتائج القرائح والعقول والله المستعان وعليه التكلان.
إفادة
حدثني الشيخ الفقيه القاضي الجليل الشهير الخطير أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد ابن بكر بن علي المغربي رحمة الله تعالى أملاه علينا عن الإمام الكبير أبي حيان محمد بن يوسف بن حيان قال ورد كتاب من الأستاذ أبي عبد الله بن شبث الغرناطي إلى صاحب له يسمى حمزة وفيه سئل الشيخ (قال أبو حيان يعنيني) وجدت على ظهر نسخة من المفصل بخط عتيق إن رجلا سأل ابن الأخضر بمحضر ابن الابرش عما انتصب قوله.
مقالة أن قد سوف أناله
فقال (ولا تصحب الأزدي فتردى مع الردي) فقال سألتك عن أعراب كلمة فأجبتني نصف بيت فقال ابن الابرش قد أجابك لو كنت تفهم قال أبو حيان فوقعت عليه للحين إن هذا الشطر من قول النابغة:
أتاني أبيت اللعن أنك لمتني ... وتلك التي تشك منها السامع
مقالة إن قد قلت سوف أناله ... وذلك من تلقاء مثلك رائع
يروي (مقالة) بالرفع على أنه بدل من (أنك لمتني) الفاعل بأني وبالفتح على ذلك إلا انه بناء لما أضافه إلى مبني.
إنشاده
أنشدني الشيخ الفقيه القاضي الاعدل الفاضل أبو بكر محمد بن عمر بن علي القرشي الهاشمي إبقاء الله في السابع والعشرين لذي حجة من عام تسعة وخمسون وسبعمائة قال أنشدني تاج الدين الاموري قال أنشدني الإمام فخر الدين محمد بن عمر الرازي لنفسه:
نهاية إقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وحاصل دنيانا أذي ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
وكم من رجال قد رأينا ودولة ... فبادوا جميعا مسرعين وزالوا
وكم من جبال قد علت شرفاتها ... رجال فماتوا والجبال جبال
إفادة
حدثنا الأستاذ الفقيه الجليل الأصولي أبو علي منصور بن علي الزواوي رحمه الله تعالى إن الفخر ابن الخطيب سأل سيف الذين الآمدي رحمه الله تعالى فقال له لم أجاز الشرع ذبح الحيوان في حق الإنسان وهو تعذيب له وتعذيب الحيوان على خلاف المعقول فقال له سيف الدين أن إتلاف الخسيس في حق النفيس من مناهج العقول فقال له الفخر لو كان كذلك لجاز أن تذبح أنت في حق الرئيس ابن سينا.
إنشاده
أنشدنا الشيخ الأستاذ القاضي أبو عبد الله المغربي لنفسه:
أنبت عوداً بنعمان بدأت به ... فضلاً وألبسته بعد اللحا الورقا
فظل مستعراً مستدثراً أرجاً ... وبات ذا بهجةٍ يستوقف الحدقا
فلا تشنه بمكروه الجنى فكم ... عودته من جميل من لدن خلقا
إنشاده
أنشدني الأستاذ الكبير أبو سعيد بن لب أبقى الله بركته عشية يوم الأربعاء الثالث لشعبان عام تسعة وخمسين وسبعمائة لنفسه:
وهبك وجدت العفو عن كل زلة ... فأين مقام العفو من مقعد الرضا وكيف بثوب حالك اللون رمت أن ... يصير كثوب لم يزل قط أبيضا
إفادة
حدثني الشيخ الفقيه الأستاذ الكبير النحوي الشهير أبو عبد الله محمد بن علي الفخار البيري رحمة الله عليه أن بعض الشيوخ كان إذا أتى بأجازة ليشهد فيها سأل الطالب المجاز عن لفظ أجازه ما وزنه وما تصريفه & قلت ولما حدثنا بذلك سألناه عنها فأملى علينا ما نصه: وزن أجازة في الأصل أفعاله وأصلها أجوزه فأعلت بقل حركة الواو إلى الجيم حملا على الفعل الماضي لا أستسقالا فتحركت
الواو في الأصل وأنفتح ما قبلها في اللفظ فانقلبت ألفا فصارت أجازه فحذفت الألف الثانية عند سيبويه لأنها زائدة والزائد أولى بالحذف ووزنها في اللفظ عند سيبويه أفعله وعند الأخفش أفاله لأن العين عنده محذوفة.
إنشاده
أنشدني الفقيه الصوفي المتخلق أبو محمد بن الناظر قال أنشدت في النوم هذين البيتين:
نحن قسمنا الرزق بين الورى ... فأدب النفس ولا تتعرض
وسلم الأمر لأحكامنا ... فكل عبد رزقه قد فرض
إفادة
لما توفي الأستاذ الكبير العلم الخطير أبو عبد الله بن الفخار سألت الله تعالى أن يرينه في النوم فيوصيني بوصية أنتفع بها في الحالة التي أنا عليها من طلب العلم فلما نمت في تلك الليلة رأيت كأني أدخل عليه في داره التي كان يسكن فيها فقلت يا سيدي أوصني فقال لي: لا تتعرض على أحد. ثم سألني بعد ذلك في مسألة من مسائل العربية فأجبته عنها ولا أذكرها الآن.
إنشاده
حاذر طباع الصاحب السوء لا ... تعدو إلى طبعك أو تطرق
والماء ضد النار لكنه ... يعود إن جاورها يحرق
إفادة
حدثنا الأستاذ أبو عبد الله البلنسي قال حدثنا الأستاذ الخطيب أبو عبد الله محمد ابن مرزوق قال سألت أبي ونحن نطوف باليت الحرام زاده الله تشريفاً فقلت له لم كان البيت يجعل في الطواف إلى جهة اليسار ولم يجعل إلى جهة اليمين وهي أشرف فقال لي سريعاً يا بني إن القلب على جهة اليسار فجعل الشق الذي هو محل القلب إلى جهة البيت ليكون أقرب موافقة لقوله تعالى (واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم) فقلت له أن الطبيعيين وأهل التشريح أطبقوا على أن محل القلب الحقيقي هو الوسط لا للجهة اليسرى ولا اليمنى نعم وضع رأسه مائلاً ذات اليمين قليلاً وابرته مائلة ذات اليسار قليلاً ثم وقفت المسألة فأنهيتها إلى الطبيب العارف أبي عبد الله الشفوري فقال لي ما قلت للأستاذ حتى قلت ثم ذكر وجهين لحل الإشكال.
إنشاده
أنشدني الفقيه الأديب أبو جعفر بن عبد العظيم في الرابع لرمضان المعظم سنة تسع وخمسين وسبعمائة قطعة له:
تتوق إلى الراحات نفسي وأنني ... لأعصي هواها تارةً وألومها
وتأبى سوى ما تشتهي فأطيعها ... وأعلم أني في رضاها ظلومها
إفادة
كثيراً ما كنت أسمع الأستاذ أبا علي الزواوي يقول قال بعض العقلاء لا يسمى العالم بعلم ما عالما بذلك العلم على الإطلاق (يريد الإخصاء) حتى تتوفر فيه أربع شروط أحداها أن يكون قد أحاط معرفة بأصول ذلك العلم على الكمال والثاني أن تكون له قدرة على العبارة عن ذلك العلم والثالث أن يكون عارفا بما يلزم عنه والرابع أن تكون له قدرة على دفع الإشكالات الواردة على ذلك العلم قلت (المؤلف) وهذه الشروط رأيتها منصوصة لأبي نصر بن محمد الفارابي الفيلسوف في بعض كتبه.
إنشاده
أنشدني الفقيه الأديب أبو جعفر بن عبد العظيم لنفسه في العشر الأواسط لربيع الأول عام ستين وسبعمائة:
لا يخدعنك في امرئٍ ... لبس الحلي والحلل
في الناس من تلقاهم ... حمر الوجوه من الخلل إنشاده
أنشدني الفقيه القاضي أبو بكر بن القرشي لنفسه في السابع والعشرين لذي حجة من عام تسعة وخمسين وسبعمائة.
إذا ما تبدي منهج الحق واضحا ... تعامى أناس في الضلالة زاغوا
جلت لهم الدنيا محاسنها التي ... بزخرف منها ذروها ويصاغ
فهم نحوها مثل الفراش تساقطت ... على النار ما غير الممات بلاغ
وليس صبا الإنسان غدراً فكيف إذ ... مضى منه شرخ واستحال صباغ
إلى الله أشكو أمر نفسي فإنها ... عن الرشد فيها حيرة ومراغ
ويا أسفي للنعمتين أضيعتا ... فهل عائد لي صحة وفراغ
إفادة
جرى لنا يوماً بين يدي الأستاذ الكبير أبي سعيد بن لب أنه حكى أن طعام فرعون كان محاح البيض ليقل برازه فإنها قليلة الفضلة فأنهيت المسألة إلى الفقيه الطبيب أبي عبد الله الشفوري فقال الدليل على قلة فضلتها ثلاثة أشياء أحدها أن في غيرها سرعة الانفعال للمضغ وهو دليل عام عند الأطباء في الأغذية فأنهم يقولون كل ما عسر مضغه عسر هضمه وإذا عسر هضمه فضل أكثره وبالضد الثاني أن ابن سينا جعل محاح البيض من أدوية القلب فأنها تكثر دم القلب ودم ألطف من كل دم يكون في البدن وما كان هكذا حقيق بأن لا تكون له فضلة يعتد بها والثالث أنه غذاء الطير عند تكوينه من البياض في جوف البيضة مع أنك لا ترى له فضلة عند خروجه منها فهذا دليل قلة فضلته.
إنشاده
أنشدني الفقيه الفاضل أبو محمد عبد الله بن حزلم قال أنشدني الفقيه الأجل الكاتب أبو عبد الله بن إبراهيم بن الشيخ الأجل الأستاذ العالم المتفنن الشهير أبي عبد الله بن الرقام قال أنشدي أخي محمد لنفسه:
لم يشتر الشهد شخص ضوءه الكسل ... فلست أول صب خانه الأمل
لا عتب أن خلفوني في الحضيض لما ... أشدو به عم صباحاً أيها الطلل
ورافقوا الغير دوني في مسيرهم ... فربما قصرت بي دونهم علل كم أنجدوا كلما أنهمت وانتهضوا ... نحو اليفاع وبالعلياء قد نزلوا
يجدوا قرائح منهم عزهم وأنا ... لا ناقة لي أحدوها ولا جمل
من لي بإدراك آثارٍ لأبلغهم ... وكيف ذاك وطرفي طالع عزل
إنشاده
جل في البلاد تنل عزاً ومكرمة ... في أي أرض تكن تلقى مناك بها
جل الفوائد في الأسفار مكتسب ... والله قد قال فامشوا في مناكبها
قال لي الفقيه أبو محمد بن حزلم فقلت له أني أحفظ للإمام الشهير أبي حيان يوسف بن حيان المغربي بهذا المعنى والقافية من التزم التجنيس وهي:
يا نفس مالك تهوين الإقامة في ... أرض تعذر كل من مناك بها
أما تلوتِ وعجز المرءٍ منقصةٌ ... في محكم الذكر فامشوا في مناكبها
قال فقضينا العجب من هذا الاتفاق الغريب قلت ووجدت أنا بخط الفقيه الأديب البارع المحدث أبي عبد الله محمد بن الشيخ الأستاذ الشهير أبي القاسم بن جزي قطعة له وهي:
ومعسول اللمى عادت عذاباً ... على قلبي ثناياه العذاب
وقد كتب العذار بعارضيه ... كتاباً خط قارئه اكتئاب
وقالوا لو سلوت فقلت خيراً ... وأني لي وقد سبق الكتاب
ثم كتب بعدها ما معناه إني عرضتها على شيخنا القاضي أبي القاسم الشريف بعد نظمها بمدة يسيرة فقال لي قد نظمت هذا المعنى بالعروض والقافية.
وأحور زار خديه عذار ... سبى الألباب منظره العجاب
أقول لهم وقد غابوا غرامي ... به إذ لج للدمع انسكاب
أبعد كتاب عارضة يرجى ... خلاص لي وقد سبق الكتاب
وهذا غريب.
إفادة
حدثنا الأستاذ القاضي أبو عبد الله المغربي قال كان أبو زيد بن الإمام يصحف قول الخونجي في الجمل والمقارنات التي يمكن اجتماعه معها فيقول والمفارقات قال ولعله في هذا كما قال أبو عمرو بن العلاء للأصمعي لما قرأ عليه: وغررتني وزعمت أنك لابنٌ في الصيف تامر.
فقال
وغرزتني وزعمت أنك لاتني بالضيف تأمر
فقال: أنت في تصحيفك أشعر من الحطيئة.
إنشاده
أنشدني الفقيه الفاضل أبو عبد الله بقي لنفسه قال ونظمتها ارتجالا وقد دعيت إلى نزهة أثر تشييع جنازة:
كم أرى مدمن لهو ودعه ... لست أخلو ساعة من تبعه
كان لي عذر لدى عهد الصبا ... وأنا آمل في العمر السعة
فدعوني ساعة أبكي على ... عمر أمسيت فيمن ضيعه
إنشاده
أنشدني الفقيه الفاضل أبو عبد الله بن بقي قال أنشدت في النوم مقطوعة منها هذان البيتان:
قم إذا القوم ذكروا ... وابتكر حين بكروا
إن في كل لمحة ... نفحاتٍ تكرر
إنشاده
أنشدني القاضي أبو عبد الله قال أنشدني محمد بن إبراهيم بن الحاج البلفيقي قال: أنشدني محمد بن رشيد الفهري قال أنشدني أبو حفص بن الخيمي لنفسه.
لو أرى وجه حبيبي عاذلي ... لتفاصلنا على وجه جميل
إفادة
سألنا الشيخ القاضي أبو عبد الله المغربي رحمه الله عن أسم كتاب الجوهري في اللغة فقلت له من الناس من يقول الصحاح بالكسر ومن الناس من يفتح فقال إنما هو الفتح بمعنى الصحيح قالوا يحتمل أن يكون مصدر صح كحنات.
إنشاده
أنشدني الفقيه الفاضل أبو عبد الله الشريشي قال أنشدني الشيخ القاضي أبو عبد الله المغربي قال أنشدني الحاج أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الرباطي قال أنشدني تقي الدين لنفسه:
تمنيت أن الشيب عاجل لمتي ... وقرب مني في صباي مزاره
لآخذ من عصر الشباب نشاطه ... وآخذ من عصر المشيب وقاره
إنشاده
أنشدني الفقيه أبو عبد الله بن تقي قال استيقظت من نومة نمتها في القائلة في شهر رجب من عام ستة وخمسين وسبعمائة وأنا أنشد هذا البيت:
ولا يبلغ القصاد كل مرادهم ... إذا عدموا زادا من العلم نافعا
إفادة
أفادني صاحبنا الفقيه الكاتب أبو عبد الله بن زمرك أثر إيابه إلى وطنه من رحلة العدوة في علم البيان فوائد أذكر الآن منها ثلاثا أحدها الفقه في اللغة وهو النظر في مواقع الألفاظ وأين استعملتها العرب ومن مثل هذا الوجه قولهم قرم وعام إذا اشتهى لكن لا يستعمل إلا مع اللحم ولا يستعمل عام إلا مع اللبن فتقول عمت إلى اللبن وكذلك قولهم أصفر فاقع وأحمر قان ولا يقال بالعكس وهذا كثير والثانية تحري الألفاظ البعيدة عن طرفي الغرابة والابتذال فلا يستعمل الحوشي من اللغات ولا المبتذل في السن العامة والثالثة اجتناب كل صيغة تخرج الذهن عن أصل المعنى أو تشوش عليه إذ المقصود الوصول في بيان المعنى إلى أقصاه والإتيان بما يحصله سريعاً ويمكنه في الذهن وتحري كل صيغة تمكن المعنى وتحرض السامع على الاستماع واخبرني أن كتاب المغرب يحافظون في شعرهم وكتابتهم على طريقة والعرب ويذمون ما عداها من طرق المولودين وإنها خارجة عن الفصاحة وهذه المعاني الثلاثة لا توجد إلا فيها.
إنشاده
أنشدني الفقيه أبو عبد الله الشريشي قال أنشدني المغربي قال أنشدني الرباطي قال أنشدني تقي الدين بن دقيق العيد لنفسه من صدر رسالة كتب بها لبعض إخوانه بالحجاز الشريف:
يهيم قلبي طرباً عندما ... استلمح البرق الحجازيا
ويستميل الوجد قلبي وقد ... أصبح لي ثوب الحجى زيا
يا هل اقضي من منى حاجتي ... وأنحر البز المهاريا وارتوي من زمزم فهي لي ... ألذّ من ريق المهى ريا
إنشاده
أنشدني الفقيه الرحالة أبو اسحق بن الحاج قال أنشدني الأستاذ الإمام أبو حيان يوسف بن حيان لنفسه:
عداي لهم فضل علي ومنة ... فلا أذهب الرحمن عني الأعاديا
هم بحثوا عن زلتي فأجتنبها ... وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا
إفادة
وقع بيني يوما وبين من يتعاطى النظر في العلم من اليهود كلام في بعض المسائل إلى أن جرى الكلام إلى عيسى عليه السلام فأخذ ينكر خلقه من غير أب ويقول وهل يكون شيء من غير مادة، فقلت له فيلزمك إذا أن يكون العالم مخلوقاً من مادة وأنتم معشر يهود لا تقولون بذلك (الظاهر أن القول بخلق العالم ابتداء من غير مادة مسلم عند أهل الأديان الإلهية) واحد الأمرين لازم أما صحة خلق عيسى من دون أب وأما بطلان خلق العالم من غير مادة فبهت.
إنشاده
أنشدنا صاحبنا الفقيه الأديب أبو محمد بن حذلم لنفسه:
يقولون خل عنك الأسى ... ولذا بالسرور فذا يوم عيد
فقلت لهم والأسى غالب ... ووجدي يحي وشوقي يزيد
توعد في مالكي بالفراق ... فكيف أسر وعيدي وعيد
إنشاده
أنشدني الفقيه الأديب البارع أبو محمد بن حذلم لنفسه:
شان المحبين في أشجانهم عجب ... وحالتي بينهم في الحب أعجبها
قد كنت أبعث من ريح الصبا رسلا ... تأتي فتطفي أشواقي وتذهبها
والآن أرسل دمعي أثرها ديماً ... فتلتظي نار وجدي حين أسكبها
فأعجب لنار اشتياق في الحشا وقعت ... والريح تذهبها والماء يلهبها
إفادة كتب لي بخطه شيخنا الجليل القاضي أبو عبد الله المغربي رحمه الله على ظهر التسهيل لابن مالك الذي كتبته بخطي بعدما كتب لي بخطه روايته فيه عن أبي الحسين بن مزاحم عن بدر الدين بن جماعة عن المؤلف فكتب بعد ذلك ما نصه:
قال محمد بن محمد المغربي بدر الدين بن جماعة المذكور يدعى بقاضي القضاة على ما جرت به عوائد أهل المشرق في تسمية مثله وأنا أكره هذا الاسم محتجا بقول النبي ﷺ أن أخنع اسم عند الله يوم القيامة رجل تسمى ملك الملوك لا ملك إلا الله
إنشاده
أنشدنا شيخنا الفقيه القاضي المتفنن أبو عبد الله المغربي لنفسه:
وجد تسعره الضلوع ... وما تبرده المدامع
أمل إذا وصل الرجا ... أسبابه فالخوف قاطع
بالله يا هذا الهوى ... ما أنت بالعشاق صانع
النجف // محمد رضا الشبيبي