مجلة المقتبس/العدد 9/الملاهي وأدوات الطرب

مجلة المقتبس/العدد 9/الملاهي وأدوات الطرب

مجلة المقتبس - العدد 9
الملاهي وأدوات الطرب
ملاحظات: بتاريخ: 18 - 10 - 1906



عند الأندلسيين من العرب

ذكر المقتبس في الصفحة 298 من هذه السنة نصاً للشقندي في أدوات الطرب التي كانت معروفة في عهد المؤلف في اشبيلية. إلا أن بعض أسماء تلك الملاهي لا توجد في دواوين لغتنا ولا ذكر لها في كتب أهل الفن. ولما كنت قد كتبت رسالة في هذا الموضوع وكنت قد أصلحت فيها نص الشقندي إجابة لطلب أحد الأدباء إذ أن النساخ قد أفسدوا بقلمهم ما غمض من تلك الألفاظ رأيت الآن أن أدرج هذا الإصلاح وأشرح تلك الكلمات العويصة لتعم الفائدة. فأقول:

أما الخيال وهو أول أدوات الطرب التي ذكرها الشقندي فهو تمثال معضَّى يتخذه أهل اللهو في ألعابهم ويحركونه حركات مختلفة مضحكة بخيط أو بزنبرك خفي وهو الذي يسميه البعض بالكركوز أو العيواظ وبالفرنسية قال في شفاء الغليل في مادة بابه ص 50 وبابه إحدى بابات الخيال أما الخيال جعفر الراقص وأما لخيال الأزاد وجعفر اسم الذي اخترع الخيال الراقص.

والكريج (وصحيح روايته والكرج) وهي تماثيل خيل مسرجة من الخشب معلقة بأطراف أقبية يلبسها النسوان ويحاكين بها امتطاء الخيل فيكررن ويفررن ويثاقفن وهي من آلات الرقص (عن ابن خلدون في المقدمة ص374 من طبعة بيروت الأولى) وبالفرنسية يسمى الكرج ;

أما العود فمعروف فلا حاجة إلى زيادة تعريفه وبالفرنسية

أما الروطة فلا ذكر لها في كتب اللغة وهي معربة عن الأندلسية أو وهي ضرب من الرباب كان يتخذها الشعراء المتجولون ليوقعوا عليها ألحانهم وأغانيهم وأول من اتخذها الغلطيون. وهي بالفرنسية أو

والرباب مذكورة في معاجم اللغة فلتراجع وبالفرنسية

وكذلك القانون فهو أشهر من أن يذكر وبالفرنسية

أما المؤنس فهو قربة يركب فيها مزمار يتخذها أهل البادية في ملاهيهم وأغلب ما تكون في مزمارين. ولعل اللفظة من أصل إسباني يقابلها بالفرنسية أو وهذه اللفظة العربية توجد في كتب اللغة إلا أنها اليوم مشهورة في بلاد العرب بهذا المعنى.

والكثيرة مصفحة عن كيثرة وهي في القديم نوع من الرباب ويراد بها اليوم ضرب من السنطور تنقر أوتارها بالإصبع.

والفنار (وصحيح روايتها القثار) هي بالفرنسية ويراد بها آلة ذات ستة أوتار ولها يد مقسومة إلى أنصاف ألحان مركب عليها دساتين.

والزلامي: نوع من المزمار وهو شكل القصبة منحوتة الجانبين من الخشب جوفاء من غير تدوير لأجل ائتلافها من قطعتين منفردتين كذلك بأبخاش معدودة ينفخ فيها بقصبة صغيرة توصل فينفذ النفخ بواسطتها إليها وتصوت بنغمة حادة يجري فيها من تقطيع الأصوات من تلك الأبخاش بالأصابع مثل ما يجري في الشبابة (عن ابن خلدون بحرفه في ص370 من الكتاب المذكور) والزلامي تصحيف الزنامي نسبة إلى زنام وهو زمار مشهور كان هند هارون الرشيد يضرب به المثل في حسن صناعته. قال الشريشي: زنام هو الذي استنبط الناي وهو المزمار الذي تدعوه عامتنا في المغرب الزلامي صحفوه بإبدال نونه لاماً وإنما هو زنامي.

أما الشقرة والنورة فقد عرفهما المؤلف نفسه بقوله: وهما مزماران الواحد غليظ الصوت والآخر رقيقه.

والبوق أيضاً معروف. وقد ذكره ابن خلدون في المقدمة ص370 بقوله: وهو بوق من نحاس أجوف في مقدار الذراع يتسع إلى أن يكون انفراج مخرجه في مقدار دون الكف في شكل بري القلم وينفخ فيه بقصبة صغيرة تؤدي الريح من الفم إليه فيخرج الصوت ثخيناً دوياً وفيه أبخاش أيضاً معدودة وتقطع نغمة منها كذلك بالأصابع على التناسب فيكون ملذوذاً.

ثم تطرق الشقندي إلى ذكر أصناف الملاهي والرواقص وحسن انطباعهن وصنعتهن وإنهن أحذق خلق الله باللعب. ومن أنواع ألعابهن اللعب بالسيوف وهو معروف.

والدك (وصحيح الرواية الدكر بذال مهملة مكسورة بعدها كاف ساكنة) هو نوع من الرقص أو اللعب يعرفه الزنج والحبش ولا يزال الزنج في البصرة يلعبونه في عهدنا هذا وهو النوع المسمى بالفرنسية وإخراج القرى. (وصحيح الرواية وإخراج القزى بزاي في الوسط جمع قزة كعزى جمع عزة. والقزة الحية) هو نوع من اللعب يعمد المشعوذ أو اللاعب إلى كيس أو جراب ويريه للحاضرين أنه فارغ وبعد أن يتلو عليه بعض الآيات يخرج منه حيات أو قزى أو حبالاً أو خيوطاً وغير ذلك.

وكل هذا من أعمال المشعوذين يستلزم خفة عجيبة ومهارة غريبة في اللاعب وربما أخرج من الكيس محابس وخواتم وحلقاً ونحو ذلك.

والمرابط. يعني وإخراج المرابط وهو جمع مربط وهو ما يربط به الدابة. والمعنى واضح مما تقدم شرحه.

والمتوجه. والأصح الفتوخة وهي جمع فتْخة أو فتخة وهي خاتم كبير يكون في أصابع اليد والرجل أو حلقة من فضة كالخاتم لا فص فيها فإذا كان فيها فص فهو الخاتم. ومن ثم فيكون إخراج الفتوخ من قبل إخراج القزى والمرابط.

هذا ما أردنا إيضاحه في هذا الباب حرصاً على كلام المؤلف من التصحيف والتحريف وربك فوق كل علم عليم.

بغداد

أحد قراء المقتبس