مجلة المقتبس/العدد 96/البيزرة وكتاب فيها
مجلة المقتبس/العدد 96/البيزرة وكتاب فيها
أبواب
الباب الأول
في أولية الصيد واتخاذ البزاة - قال أدهم بن محرز من أهل المعرفة بالجوارح: إن أول من أضنى الصقر الحارث بن معاوية وهو أبو كندة في زمانه فإنه وقت يوماً على قانص قد نصب شبكة للعصافير فانقض صقر من الجو على العصافير التي في الشبكة ليحصل فيها طعمه فلما رآه الحارث أخذه إلى منزله وشده وبقي أياماً يراعيه ويؤنسه فأنس وصار إذا رمي له الطعام أكله وإذا رأى الحمام نهض إليه باتخاذها وتعليمها ورآه يوماً وقد ثارت أرانب في الصحراء بين يديه فطلبها وأكثر النهوض إليها فاقتنصها بعد أن سفها عدة دفعات وصارعها وبعد ذلك علمه على الظبي فأخذه ثم اتخذها العرب وصارت في أيدي الناس وأما الشاهين فإن بعض ملوك الروم رآه يوماً وهو في السماء محلق ثم أنقض على طير ماء فضربه ثم أرتفع دفعات فقال هذا طير ضار فأمر بأن ينصب له فنصب واصطيد واضري وصار يصطاد بين يديه وذكر سعد بن عفير عن هاشم قال خرج قسطنطين ملك الروم يوماً للفرجة فعبر إلى مرج بين الخليج والبحر فرأى شاهيناً ينكفي على طير الماء فأعجب بما رأى من سرعة أنقضاضه والحاجة على صيده فأمر أن ينصب له ويصطاد ففعل لما حصل أمر أن يضرى ويعلم فكان قسطنطين أول من لعب بالشواهين ولما رأى ذلك المرج وطاب له وأعجبه موضعه بين الخليج والبحر أمر أن تحدث هناك مدينة وبنى فيه وبنى الناس وسماها باسمه القسطنطينة وقال الغطريف أول من لعب بالعقبان أهل المغرب وأن حكماء الروم لما رأوا شرها وقوة سلاحها وعظم خلقها قالوا هذه التي لا يقوم خيرها بشرها.
الباب الثاني
في صفة خلق الضواري ومنازلها وأجناسها وما قال أهل المعرفة في كل واحد منها تفضيل بعضها على بعض - قال الغطريف وأدهم بن محرز أن الله تعالى خلق هذه الجوارح على مراتب بحيل بعضها عن بعض وهوي بعضها عن بعض وتختلف أجناسها وهي خمسة أجناس وست مراتب فالأجناس الطرفيل والباز والسنقر والصقر والشاهين والعقاب فأم الطرفيل فهو أفضلها وأجلها لا يحصل في الزمن إلا للملوك واحداً بعد واحد في الأحايين لعزة وجوده فينتقل من ملك إلى ملك ومأواه بلاد الخزر فيما بين خوارزم إلى بلاد أرمينية وقيل أنه لا يعقر بمخلبه شيئاً إلا سمه بحيث أنه كلما برأ جرحه عاد حتى أنه يستمد له عند وقوعه بالدستيانات القوية المحشوة ويتقي بازياريه عقره بمخلبه وهو مجتمع الخلقة عظيم الهامة رقيق الكنيد واسعاً يصيد البازي والشاهين وإذا أطلق على رف كراك فإنه لا يقنع بأقل من عشرة وأي شئ طار له أقتنصه ويليه من بعده البازي الذي هو دون الوافر ويسمى النهيمي بالفارسية ثم الزرق - زنة سكر - وهو في خلق البازي وهو أسمه في العراق وفي الحجاز والشام ومصر يسمونه الساف ويصيد بعد دق البازي - الحقير من البزاة - وما دون ذلك إلى العصفورثم يليه طير أصغر منه يسميه أهل العراق وأهل الحجاز العصفى ويسميه أهل الشام ومصر البيدق صيده السماني والعصافير والجنس الثالث الشاهين وهو ما دونه من أشكاله أربع درجات بعضها أرفع من بعض وكلها على خلق واحد وطبع وأحدها الشاهين وهو أجلها وأفضلها ثم يليه الأنيقى وهو نصف شاهين وسميه أهل العراق الكرك (كذا) ويلعب به أهل الشام والروم ولايصيد صيد الشاهين كله ثم يليه البؤبؤ ويسمي أهل الشام ومصر الجلم - المقص أو المقراض - لخفة جناحيه وهي صغار حادة الرؤوس حادة الأنفس شديدة الصبر تقتل الكركي البرية وما دونها من عصافير الصحراء إلا أنها تتعب بازياريتها لكثرة تنقلها بصيدها ثم يليه القطامي ويسميع أهل العراق الفيزجة وسميه أهل الشام ومصر العوسق وهو طير لطيف يشبه الشاهين في سواده سريع الطيران أسرع طيراناً من البؤبؤ يصيد بها صبيان الشام ومصر العصافير والقنابر ثم الصقر ودونه من أشكاله وهي ثلاث طبقات بعضها أجل من بعض وكلها خلق واحد وطبع واحد أحدها الصقر وهو أجلها ثم يليه الكونخ وهو أسمه بالعراق ويسيه أهل مصر والشام والحجاز السقاوة ويكون بالمغرب والعراق ويصيدون الصقر ولا يأخذ طير الماء إلا النادر من جنسه ولكنه يقتل الأرانب والكروانات ثم يليه السنك وهو أسمه بالفارسية وتفسيره الحجر وهو أزرق العينين يصيد ما يصيده الباشق إلا أنه دونه في الصيد وهو أقوى من الباشق جسماً واضرى وأصبر. ثم العقاب والزّمج - مثال خرد - وأولها العقاب وأجلها وأفضلها لأنه يقتل الظباء والثعالب وبعده الزّمج وهو يصيد الكركي والأرانب وما دونها ولا يقدر على الظبي.
الباب الثالث
في ذكر ما يصلح من غير الضواري أن يربى تربية الضواري ويضرى ضرايتها فيصيد - قال أهل المعرفة والعلم بالجوارح أن الغراب الابقع والحداة التي تصيد الفاو متى أخذ الأنسان من ولد الغراب الابقع فرخاً يكون أكبر فراخه صغيراً زغباً ويربيه تربية الضواري وأطعمه طعم الضواري وأنسه تأنيسها وحمله على يديه وعوده ذلك واستجابة كما يستجيب فراخ الضواري وكسر له مرةً وثنتين الدراج وذبحه في كفه وأشبعه عليه فإنه يصيده فيما بعد وكذلك فرخ الحداة الذي لا يكون مسرولاً بالريش وهذان الفرخان يصطادان فراخ الحجل والدراج إذا ضريا وعلما كما تقدم.
الباب الرابع
في معرفة ذكور الباز من إناثها - قال الحكماء أن ذوات المناقير هي الطير التي لا تصيد وتسميها العرب بغث الطير تكون الذكران منها أعظم أجساماً وأنبل خلقاً من الإناث وتكون الإناث ألطف مقداراً وأصغر أجساماً من الذكران. وذوات المناسر التي تسميها العرب سباع الطير والضواري تكون ألطف خلقاً وأكبر أجساماً وأضخم حجماً وأبهى في الأعين أناثها من ذكرانها وعلى ذلك فقس في البازي والصقر والشاهين وما يجري مجراها.
الباب الخامس
في مدح البزاة وما وصف من فضلها_قال خاقان ملك الترك البازي شجاع وقال كسرى أنو شروان البازي رفيق حسن لا يأخذ إلا في وقت الفرص وقال قيصر البازي ملك كريم أن جاع أخذ وأن استغنى ترك وقالت الفلاسفة حسبك من البازي سرعته في الطلب وقوته في الرزق لاسيما إذا قوادمه وبعد ما بين منكبيه وذلك أبعد لغايته وأجد لسرعته الا ترى أن الصقور والشواهين تطيل مدى طلتها في طرد الصيد ولا ترجع عنه حتى تدرك غايته أو تصل إلى التبنج - لعله التشنج - فيتحصن به منها ولا يلحقها ضجر في ذلك وذلك لطول قوادمها وكثافة أجسامها وقال أرسيخاس الحكيم أن البازي طير عاري الحجاب وهو أضعف الطير شحماً وأشجعه قلباً وفي طبعه حرارة تزيد على حرارت باقي الجوارح وقال وجدنا صدورها منسوجة بالعصب من اللحم وقال جالينوس الدليل على صحة قول أرسيخاس في فرط حرارة الباز أنه لا يتخذ لنفسه وكراً إلا في قعر وادٍ كثير الدغل من غير أن ينتقل فلو أن الدليل على حرارته سرعة حركته وعلوه في الطيران وشراسة خلقه وضرائه وقوة مخالبه وعظيم نفسه لكان أفضل ويطلب برودة الوادي لتواري قعره عن الشمس بكثرة الدغل وانحرافه عن سمت الشمس وإذا حصل الباز في أرض قليلة الدغل والشجر تراه يطلب لحف الجبل أو مرتفعاً من الأرض ذا ظلٍ وشعاب يستتر بها أو يكن ولرقته وترفه أيضاً لا يقدر على البرد والدليل على ذلك أن البزاة لا تشتي في بلادها وتطلب البلدان الدافية فإذا ذهب الشتاء وقرب الصيف عادت إلى بلادها ومواضع أعشاشها مثل بلاد أرمينية وأفريقية وجرجان وما شاكلها وكل أقليم يكون كثير الأشجار والدغل فإنها تطلبه لأن أوكارها تكون هناك ولهذا يشد تحت أرجلها وفوق كنادرها - مجاثمها - في زمان البرد والقر الشديد قطع اللبود وجلود الثعالب وغيرها من الأوبار فإنه متى غفل عنها في الشتاء ربما يلحقا من البرد قصر فتموت وكذلك في الصيف يتخذ لها المواضع الهوية المحتجبة عن حر الشمس وتتعاهد بالغسل وفرش الرمل الندي.
الباب السادس
في سفادها ومعرفته وما تتفرع إليه أخلاق البزاة - قال حكماء الهند أن الأناث من البزاة إذا حان وقت سفاد الطيور وهيجانها يغشاها جميع ما تصادفها من أجناس الضواري من البزاة وغيرها من الزرق إلى الحداة المعروفة والصقر فإنها تعلق من جميع ما يسفدها وليس لها بدّ من زرّق تألفها وتلبث معها على بيضها فلهذا السبب يختلف طبع البزاة وجواهرها في ذكائها وفراهيتها وأدبها وشراستها وقوتها وضعفها وجرأتها وجبنها مما يغشاها من الجوارح المختلفة فتفرغ عنها والدليل على صحة ذلك القول أن البازي يصطاد بالطبع من الكركي إلى العصفور جليلاً ودقيقاً فأي بازٍ لم يصد ما ذكرناه فليس هو بزر بازٍ خالص ويكون نغلاً من بزر تلك الجوارح.
الباب السابع
في نعت أفره أجناس البزاة
قالت الحكماء أن خير البزاة الأرقية والبارقية (كذا) وهي أرمينية وبزاة بلد الديلم وبزاة بلد أفريقية وهذه خيار أجناس البزاة وعلامة الأرقية أنها تكون شهل العيون وإن وجدت منها طيراً أسود الظهر أكحل العين فهو الغاية في الفراهية وعلامة البارقية أنها تكون كحل العيون سود الظهور وكحل عيونها يكون وهي فراخ فإذا قرنصت أحمرت وتكون كبار الأكف عظيمة الجثة وعلامة الديلمية أنها تكون كبيرة الخلق كثيرة الريش غائرة الأعين مشرفة الحواجب زرق العيون واسعة11 وبيض الأكف قال بهرام أخو كسرى وكان مغرماً بالصيد أن خيار البزاة الرومية وبعدها الأرمينية والخزرية فهي تقارب الرومية وأما الهندية والصينية فدون الأرمينية وفوق الحبشية وشر البزاة جميعاً الحبشية.
الباب الثامن
في صفة ألوان البزاة - وأفضلها أن يكون الريش الذي حول أست البازي ويسمى النيفق وشياً مثل وشي صدره والدائرات التي على ريش ذنبه متطاولة كهيئة أظلاف الغزال ويكون أول ريشة في الذنب من الجانب الأيمن ومثلها من الجانب الأيسر كثيرة السواد من أولها إلى أخرها ومن ألوان الفره منها الأحمر الشديد الحمرة والأزرق الغالب عليه السواد الغليظ خطوط الصدر والأشهب شبه الأبيض ثم الأبيض الأصفر.
الباب التاسع
في نعت ما يستحب من شياة البزاة وخلقها - يختار للبازي أن تكون ركبتاه مخدرتين ضخمتين وكذلك مفاصل أصابعه ويكون الذي فوق أصابعه من الريش مما يلي نيفقه طويلاً بحيث إذا حمله بازياريه يصل ذلك الريش إلى يده وهو علامة الفاره عند أهل المعرفة ويكون من البزاة الصغيرة السيقان والأكف وإذا كان البازي طويل القوادم والأكف قصير الخوافي والذنب كان الغاية في طلقه وكان شبهاً بالشاهين والصقر لأنهما على هذه الصفة فإذا كان البازي كما وصفت لك وكان رمحي الوجه ضخم المنسر غاير العينين بعيد ما بين المنكبين عريض الفخذين قصير الساقين كان المختار الفاره.
الباب العاشر
في نعت أفضل الذكور من البزاة - قال الغطربف زعم أهل المعرفة بفره البزاة من طراخنة الترك وحكماء الفرس وعلماء الروم أن أفضل للذكور من البزاة وما كان ضخم المنسر واسع العينين رحب مدار الأذنين قصير الخوافي صلب اللحم رحب المزدرد واسع الحوصلة عريض المنكبين منفرج الصدر طويل القوادم قصير الخوافي شديد مجس الفخذين قصير الساقين واسع الكفين أسود المخاليب كان طوله في عرضه شديد الأنتفاض كثير الأكل متتابع النفس سريع الأستمراء ضخم السلاح واسع الأست بعيد الذرق كأنه إذا أستقبله يقع على يد حامله شبيه الخلق بالغراب الابقع فإن وجدت في مؤخرة هذا سواداً غالبا لصفرته فذلك الطير الفائق النادر القليل المثل وإن كان لسانه أسود فقد أكمل الصفات الحسان.
الباب الحادي عشر
في نعت أفضل الإناث من البزاة - والموصوف من إناث البزاة ما كان صغير الرأس عظيم المنسر رحيب الشدقين واسع العينين صافي الحدقة تام العنق طويل القوادم لين الريش واسع الزمكى صغير الذنب وكان مؤخر ذنبه مغروزاً ويكون أخضر الرجلين ممكن الفخذين قصير الركبتين عاري الرجلين من اللحم كثير الأكل سريع الأستمراء فإذا كمل في البازي الأنثى ذلك كان الغاية الجيدة.
الباب الثاني عشر
في نعت ما يقتل عظام الطير من البزاة - قال أهل المعرفة إذا أردت أن تتخذ بازياً يقتل عظام الطير كالكركي وما شاكله فعليك بالبازي الطويل الوجه كأن وجهه الرمح الأقني السديد المحجز المنخرين الغاير المشرق الحاجبين الأزرق الشدقين التام العنق الأحمر اللون اللين الريش قليلة ويكون بعيد ما بين المنكبين عريض الصدر عظيم الزور طويل القوادم ضخم الزمكة طويل الفخدين شديد عظام الساقين أبيضهما قصيرهما واسع الكفين أبيضهما مخدد الركبتين حالك سواد المخاليب رزين الوزن جرجاني المعدن أو خزريه والله أعلم.
الباب الثالث عشر
فيما يتخذ من البزاة لصغار الطير - يتخذ لذلك البازي الأصبهرح أوسرخ ديرج (؟؟) أو الأبيض ويكون من بازات خراسان أو خوارزم أو من بزاة الأيواب.
الباب الرابع عشر
في نعت أسرع البزاة وأقدرها على التحليق والسمو في الجو - قال الغطريف أجمع أهل العلم بالضواري أن البازي إذا كان ضارباً إلى البياض والشبهة كان أسرع البزاة وأحسنها وأسهلها رياضة وأقواها على السمو لأن البازي الأشهب والأبيض فيهما من الحرارة ما ليس في غيرها لأن بياضهما لكثرة الثلج في بلادهما من أرمينبة والخزر وجرجان وبلاد الترك قال خاقان ملك الترك أن بزاة أرضنا إذا سقطت فراخها سمت إلى الهواء البارد فأنزلت طيوراً تسكن هناك أبداً فتغذي فراخها بتلك الطيور حتى تقوى فتنهض فبعد ذلك تتغذى بما تصيد وربما وجد في أوكارها أطراف تلك الطيور وأشلاؤها. وسئل جالينوس هل يجوز أن يسكن في الجو حيوان؟ فقال الهواء حار رطب والبرد يعرض فيه لقوة الرياح المرتفعة فلا يخلو المزاج من أن يسوي فيه ساكناً!!!. وقال بليقس إذا كان هذان الأستقصّان الأسفلان يعني التراب والما لا يخلوان من ساكن فكذلك الأستقصان الأعليان يعني الهواء والنار لا يخلوان من ساكن.
الباب السادس عشر
في صفة ما لا يختلف الظن فيه من البزاة - قال إذا أردت أن تتخذ البازي الفاره وتعرف جوهره وأشكل عليك ذلك فأعمد إلى أجمعها خلقاً وأشدها انقباضا وأرزنها محملاً وأصفاها وأوسعها عيناً وألينها ريشاً وأعظمها منسراً وأسرعها أستمراءً وأشدها تشميراً وأكبرها سلاحاً فذلك البازي الذي لا يختلف ظن صاحبه فيه. وقال أهل الصيد يشترون البزاة بالميزان فما كان أثقل كان ثمنه أوفى ولا يسألون عن خيارها ولا عن ألوانها ويقولون قد يوجد في البزاة بخلاف ما وصف به فره البزاة فيكون مضطرب الخلق كثير الريش طويل الذنب مضاداً لفره البزاة ويكون صيوداً وذلك نادر والنادر لا يعتبر به فاعلم بذلك.
الباب الثامن عشر
في أقل البزاة أجابة وأعسرها رياضة - قالوا أن نفار البازي وسوء أدبه وعسر أجابته يكون من ضعف نفسه وجبن قلبه وقلة صبره على التأنيس والبازي المقرنص تكون فيه هذه الصفة وكل بازٍ يشرف حاجباه عل عينيه ويشتد بياضها ويكون لونه أحمر يضرب إلى البياض فهو بطئ الإجابة سيئ الخلق شديد النفار فإن أتفق في البزاة ما يكون بهذه الصفة المقدم ذكرها وكان في أخلاقه لينة وفي إجابته سهولة فإنه يكون أفره البزاة وأكثرها جوهراً وقل أن يوجد له نظير.
الباب التاسع عشر
في شر البزاة وأدبرها - المذموم منها ما كان ضخماً عظيم الهامة متكاثف ريش العنق مسترخي اللحم قصير القوادم قصير الفخذين رقيقهما طويل الساقين جعد الكفين صغيرهما ولونه يضرب إلى السواد فاجتنبه فإنه شر البزاة وإذا رأيت البازي ضخماً كثير الريش فيه يسوسه كدر اللون إذا خرج من لبيت يظن أنه قد خرج من القرنصة لكثرة نفور أحمر العينين منزعجهما وإذا قد على كندرته يثب على وجه بازياريه كان يريد أن يأكله إن هزلته سقطت همته وإن أشبعته هرب منك فلا تقربنه فإنه ردي فاعلم ذلك.
الباب العشرون
في صفة الشواهين وما قال العلماء بها - قال الغطريف وأدهم بن محرز الشاهين أسرع الجوارح وأشجعها وأخفها جناحاً وأحسنها تكفيفاً (لعله تكيفاً) وأستقبالاً وأدباراً أضراها على الصيد إلا أن في بعضها الغدر والأباق وسببها حرصها على الصيد لا أن الغدر فيها طبيعة وخلق وذلك أنها إذا أدبرت وارتفعت وطال دورانها ولم يطر تحتها شئ تنظر إلى البعد طلباً للصيد فيلوح لها فتطلبه ةلا يدركها البازياريه ولا يهتدون إلى مطارحها فيضلون عنها وربما ظفرت بالصيد فأكلته وشبعت عليه وطارت فأوكرت على عض القمامات أو الأشجار والبازياري لا يراها فيقال أنها تعذر لهذا المعنى وقال أرجناجيس الحكيم وجدنا الشواهين صدورها منسوجة بالعصب مجدولة باللحم ووجدناها أقوى الطير من بين الجوارح وأصلبها عظماًَ وأشدها عصباً وأكثرها لحماً وأرقها أفخذاً فلذلك صادت بصدرها وتعلق صيدها بأكفها وقال حكيم اليونان خد مقرنص الشواهين مما قرنص في البيوت فإنها تزداد بالقرنصة ذكاء وجودة وفراهة وأما القرنوص الوحشي فلا تقربنه فما فيه نفع له صلة
النجف
محمد رضا الشبيبي