مسند أحمد بن حنبل/المجلد الأول/مسند أبو بكر الصديق (2)
36 حدثنا أبو سعيد، مولى بني هاشم حدثنا عبد العزيز بن محمد، وسعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عن عمرو بن أبي عمرو، عن أبي الحويرث، عن محمد بن جبير بن مطعم، أن عثمان، رضي الله عنه قال تمنيت أن أكون سألت رسول الله ﷺ ماذا ينجينا مما يلقي الشيطان في أنفسنا فقال أبو بكر رضي الله عنه قد سألته عن ذلك فقال ينجيكم من ذلك أن تقولوا ما أمرت عمي أن يقوله.
37 حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن يونس، عن الحسن، أن أبا بكر، رضي الله عنه خطب الناس فقال قال رسول الله ﷺ يا أيها الناس إن الناس لم يعطوا في الدنيا خيرا من اليقين والمعافاة فسلوهما الله عز وجل.
38 حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال وحدثني حسين بن عبد الله، عن عكرمة، مولى ابن عباس عن ابن عباس، قال لما أرادوا أن يحفروا، لرسول الله ﷺ وكان أبو عبيدة بن الجراح يضرح كحفر أهل مكة وكان أبو طلحة زيد بن سهل يحفر لأهل المدينة فكان يلحد فدعا العباس رجلين فقال لأحدهما اذهب إلى أبي عبيدة وللآخر اذهب إلى أبي طلحة اللهم خر لرسولك قال فوجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة فجاء به فلحد لرسول الله ﷺ.
39 حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، حدثنا عمر بن سعيد، عن ابن أبي مليكة، أخبرني عقبة بن الحارث، قال خرجت مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه من صلاة العصر بعد وفاة النبي ﷺ بليال وعلي عليه السلام يمشي إلى جنبه فمر بحسن بن علي يلعب مع غلمان فاحتمله على رقبته وهو يقول وا بأبي شبه النبي ليس شبيها بعلي قال وعلي يضحك.
40 حدثنا أسود بن عامر، حدثنا إسرائيل، عن جابر، عن عامر، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبي بكر، قال كنت عند النبي ﷺ جالسا فجاء ماعز بن مالك فاعترف عنده مرة فرده ثم جاءه فاعترف عنده الثانية فرده ثم جاءه فاعترف الثالثة فرده فقلت له إنك إن اعترفت الرابعة رجمك قال فاعترف الرابعة فحبسه ثم سأل عنه فقالوا ما نعلم إلا خيرا قال فأمر برجمه.
41 حدثنا علي بن عياش، حدثنا الوليد بن مسلم، قال أخبرني يزيد بن سعيد بن ذي، عصوان العنسي عن عبد الملك بن عمير اللخمي، عن رافع الطائي، رفيق أبي بكر في غزوة السلاسل قال وسألته عما قيل من بيعتهم فقال وهو يحدثه عما تكلمت به الأنصار وما كلمهم به وما كلم به عمر بن الخطاب الأنصار وما ذكرهم به من إمامتي إياهم بأمر رسول الله ﷺ في مرضه فبايعوني لذلك وقبلتها منهم وتخوفت أن تكون فتنة تكون بعدها ردة.
42 حدثنا علي بن عياش، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني وحشي بن حرب، عن أبيه، عن جده، وحشي بن حرب، أن أبا بكر، رضي الله عنه عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردة وقال إني سمعت رسول الله ﷺ يقول نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد وسيف من سيوف الله سله الله عز وجل على الكفار والمنافقين.
43 حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا معاوية يعني ابن صالح، عن سليم بن عامر الكلاعي، عن أوسط بن عمرو، قال قدمت المدينة بعد وفاة رسول الله ﷺ بسنة فألفيت أبا بكر يخطب الناس فقال قام فينا رسول الله ﷺ عام الأول فخنقته العبرة ثلاث مرار ثم قال يا أيها الناس سلوا الله المعافاة فإنه لم يؤت أحد مثل يقين بعد معافاة ولا أشد من ريبة بعد كفر وعليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه يهدي إلى الفجور وهما في النار.
44 حدثنا محمد بن ميسر أبو سعد الصاغاني المكفوف، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، رضي الله عنها قالت إن أبا بكر رضي الله عنه لما حضرته الوفاة قال أي يوم هذا قالوا يوم الاثنين قال فإن مت من ليلتي فلا تنتظروا بي الغد فإن أحب الأيام والليالي إلي أقربها من رسول الله ﷺ.
45 حدثنا وكيع، عن سفيان، حدثنا عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، قال قام أبو بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله ﷺ بعام فقال قام رسول الله ﷺ مقامي عام الأول فقال سلوا الله العافية فإنه لم يعط عبد شيئا أفضل من العافية وعليكم بالصدق والبر فإنهما في الجنة وإياكم والكذب والفجور فإنهما في النار.
46 حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا شعبة، عن عثمان بن المغيرة، قال سمعت علي بن ربيعة، من بني أسد يحدث عن أسماء، أو ابن أسماء من بني فزارة قال قال علي رضي الله عنه كنت إذا سمعت من رسول الله ﷺ شيئا نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال قال رسول الله ﷺ ما من مسلم يذنب ذنبا ثم يتوضأ فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله تعالى لذلك الذنب إلا غفر له وقرأ هاتين الآيتين {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما} {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم} الآية حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت عثمان من آل أبي عقيل الثقفي إلا أنه قال قال شعبة وقرأ إحدى هاتين الآيتين {من يعمل سوءا يجز به} {والذين إذا فعلوا فاحشة}.
47 حدثنا بهز بن أسد، حدثنا سليم بن حيان، قال سمعت قتادة، يحدث عن حميد بن عبد الرحمن، أن عمر، قال إن أبا بكر رضي الله عنه خطبنا فقال إن رسول الله ﷺ قام فينا عام أول فقال ألا إنه لم يقسم بين الناس شيء أفضل من المعافاة بعد اليقين ألا إن الصدق والبر في الجنة ألا إن الكذب والفجور في النار.
48 حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، قال سمعت أبا إسحاق، يقول سمعت البراء، قال لما أقبل رسول الله ﷺ من مكة إلى المدينة عطش رسول الله ﷺ فمروا براعي غنم قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه فأخذت قدحا فحلبت فيه لرسول الله ﷺ كثبة من لبن فأتيته به فشرب حتى رضيت.
49 حدثنا بهز، حدثنا شعبة، حدثنا يعلى بن عطاء، قال سمعت عمرو بن عاصم، يقول سمعت أبا هريرة، يقول قال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعي قال قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أو قال اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه حدثنا عفان حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء قال سمعت عمرو بن عاصم بن عبد الله فذكر معناه.
50 حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن إسماعيل، قال سمعت قيس بن أبي حازم، يحدث عن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه أنه خطب فقال يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} سمعت رسول الله ﷺ يقول إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه.
51 حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن توبة العنبري، قال سمعت أبا سوار القاضي، يقول عن أبي برزة الأسلمي، قال أغلظ رجل لأبي بكر الصديق رضي الله عنه قال فقال أبو برزة ألا أضرب عنقه قال فانتهره وقال ما هي لأحد بعد رسول الله ﷺ.
52 حدثنا حجاج بن محمد، حدثنا ليث، حدثني عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، رضي الله عنها زوج النبي ﷺ أنها أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله ﷺ أرسلت إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه تسأله ميراثها من رسول الله ﷺ مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر رضي الله عنه إن رسول الله ﷺ قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله ﷺ عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله ﷺ ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله ﷺ فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فقال أبو بكر والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله ﷺ أحب إلي أن أصل من قرابتي وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فإني لم آل فيها عن الحق ولم أترك أمرا رأيت رسول الله ﷺ يصنعه فيها إلا صنعته.
53 حدثنا أبو كامل، حدثنا أبو عوانة، حدثنا عثمان بن أبي زرعة، عن علي بن ربيعة، عن أسماء بن الحكم الفزاري، قال سمعت عليا، كرم الله وجهه قال كنت إذا سمعت من رسول الله ﷺ حديثا نفعني الله به بما شاء أن ينفعني منه وإذا حدثني غيره استحلفته فإذا حلف لي صدقته وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال قال رسول الله ﷺ ما من عبد مؤمن يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله تعالى إلا غفر الله له ثم تلا {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم}.
54 حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن عبيد بن السباق، عن زيد بن ثابت، قال أرسل إلي أبو بكر رضي الله عنه مقتل أهل اليمامة فقال أبو بكر يا زيد بن ثابت أنت غلام شاب عاقل لا نتهمك قد كنت تكتب الوحي لرسول الله ﷺ فتتبع القرآن فاجمعه.
55 حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، رضي الله عنها أن فاطمة، والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله ﷺ وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر فقال لهما أبو بكر رضي الله عنه إني سمعت رسول الله ﷺ يقول لا نورث ما تركنا صدقة وإنما يأكل آل محمد ﷺ في هذا المال وإني والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله ﷺ يصنعه فيه إلا صنعته.
56 حدثنا موسى بن داود، حدثنا نافع يعني ابن عمر، عن ابن أبي مليكة، قال قيل لأبي بكر رضي الله عنه يا خليفة الله فقال أنا خليفة رسول الله ﷺ وأنا راض به وأنا راض به وأنا راض.
57 حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، أن فاطمة، رضي الله عنها قالت لأبي بكر من يرثك إذا مت قال ولدي وأهلي قالت فما لنا لا نرث النبي ﷺ قال سمعت النبي ﷺ يقول إن النبي لا يورث ولكني أعول من كان رسول الله ﷺ يعول وأنفق على من كان رسول الله ﷺ ينفق.
58 حدثنا عفان، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا يونس بن عبيد، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن مطرف بن الشخير، أنه حدثهم عن أبي برزة الأسلمي، أنه قال كنا عند أبي بكر الصديق رضي الله عنه في عمله فغضب على رجل من المسلمين فاشتد غضبه عليه جدا فلما رأيت ذلك قلت يا خليفة رسول الله أضرب عنقه فلما ذكرت القتل صرف عن ذلك الحديث أجمع إلى غير ذلك من النحو فلما تفرقنا أرسل إلي بعد ذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال يا أبا برزة ما قلت قال ونسيت الذي قلت قلت ذكرنيه قال أما تذكر ما قلت قال قلت لا والله قال أرأيت حين رأيتني غضبت على الرجل فقلت أضرب عنقه يا خليفة رسول الله أما تذكر ذاك أوكنت فاعلا ذاك قال قلت نعم والله والآن إن أمرتني فعلت قال ويحك أو ويلك إن تلك والله ما هي لأحد بعد محمد ﷺ.
59 حدثنا عفان، قال حدثنا حماد بن سلمة، قال حدثنا ابن أبي عتيق، عن أبيه، قال إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال قال رسول الله ﷺ السواك مطهرة للفم مرضاة للرب.
60 حدثنا عفان، قال حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، قال سمعت عمرو بن عاصم بن عبد الله، قال سمعت أبا هريرة، يقول قال أبو بكر يا رسول الله قل لي شيئا أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت قال قل اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأمره أن يقوله إذا أصبح وإذا أمسى وإذا أخذ مضجعه.
61 حدثنا محمد بن يزيد، حدثنا نافع بن عمر الجمحي، عن عبد الله بن أبي مليكة، قال قيل لأبي بكر رضي الله عنه يا خليفة الله فقال بل خليفة محمد ﷺ وأنا أرضى به.
62 حدثنا موسى بن داود، حدثنا عبد الله بن المؤمل، عن ابن أبي مليكة، قال كان ربما سقط الخطام من يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال فيضرب بذراع ناقته فينيخها فيأخذه قال فقالوا له أفلا أمرتنا نناولكه فقال إن حبيبي رسول الله ﷺ أمرني أن لا أسأل الناس شيئا.
63 حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن أبي بكر، رضي الله عنه قال قام أبو بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله ﷺ بعام فقال قام فينا رسول الله ﷺ عام الأول فقال إن ابن آدم لم يعط شيئا أفضل من العافية فاسألوا الله العافية وعليكم بالصدق والبر فإنهما في الجنة وإياكم والكذب والفجور فإنهما في النار.
64 حدثنا محمد بن يزيد، قال أخبرنا سفيان بن حسين، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبي هريرة، رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله تعالى قال فلما كانت الردة قال عمر لأبي بكر رضي الله عنه تقاتلهم وقد سمعت رسول الله ﷺ يقول كذا وكذا قال فقال أبو بكر رضي الله عنه والله لا أفرق بين الصلاة والزكاة ولأقاتلن من فرق بينهما قال فقاتلنا معه فرأينا ذلك رشدا.
65 حدثنا عبد الله بن نمير، قال أخبرنا إسماعيل، عن أبي بكر بن أبي زهير، قال أخبرت أن أبا بكر قال يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به} فكل سوء عملنا جزينا به فقال رسول الله ﷺ غفر الله لك يا أبا بكر ألست تمرض ألست تنصب ألست تحزن ألست تصيبك اللأواء قال بلى قال فهو ما تجزون به.
66 حدثنا سفيان، قال حدثنا ابن أبي خالد، عن أبي بكر بن أبي زهير، أظنه قال أبو بكر يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية قال يرحمك الله يا أبا بكر ألست تمرض ألست تحزن ألست تصيبك اللأواء قال بلى قال فإن ذاك بذاك حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا إسماعيل عن أبي بكر الثقفي قال قال أبو بكر يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية {من يعمل سوءا يجز به} فذكر الحديث.
67 حدثنا وكيع، حدثنا ابن أبي خالد، عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي، قال لما نزلت {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به} قال فقال أبو بكر يا رسول الله إنا لنجازى بكل سوء نعمله فقال رسول الله ﷺ يرحمك الله يا أبا بكر ألست تنصب ألست تحزن ألست تصيبك اللأواء فهذا ما تجزون به.
68 حدثنا أبو كامل، حدثنا حماد بن سلمة، قال أخذت هذا الكتاب من ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس بن مالك أن أبا بكر رضي الله عنه كتب لهم إن هذه فرائض الصدقة التي فرض رسول الله ﷺ على المسلمين التي أمر الله عز وجل بها رسول الله ﷺ فمن سئلها من المسلمين على وجهها فليعطها ومن سئل فوق ذلك فلا يعطه فيما دون خمس وعشرين من الإبل ففي كل خمس ذود شاة فإذا بلغت خمسا وعشرين ففيها ابنة مخاض إلى خمس وثلاثين فإن لم تكن ابنة مخاض فابن لبون ذكر فإذا بلغت ستة وثلاثين ففيها ابنة لبون إلى خمس وأربعين فإذا بلغت ستة وأربعين ففيها حقة طروقة الفحل إلى ستين فإذا بلغت إحدى وستين ففيها جذعة إلى خمس وسبعين فإذا بلغت ستة وسبعين ففيها بنتا لبون إلى تسعين فإذا بلغت إحدى وتسعين ففيها حقتان طروقتا الفحل إلى عشرين ومائة فإن زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين ابنة لبون وفي كل خمسين حقة فإذا تباين أسنان الإبل في فرائض الصدقات فمن بلغت عنده صدقة الجذعة وليست عنده جذعة وعنده حقة فإنها تقبل منه ويجعل معها شاتين إن استيسرتا له أو عشرين درهما ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده إلا جذعة فإنها تقبل منه ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده وعنده بنت لبون فإنها تقبل منه ويجعل معها شاتين إن استيسرتا له أو عشرين درهما ومن بلغت عنده صدقة ابنة لبون وليست عنده إلا حقة فإنها تقبل منه ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين ومن بلغت عنده صدقة ابنة لبون وليست عنده ابنة لبون وعنده ابنة مخاض فإنها تقبل منه ويجعل معها شاتين إن استيسرتا له أو عشرين درهما ومن بلغت صدقته بنت مخاض وليس عنده إلا ابن لبون ذكر فإنه يقبل منه وليس معه شيء ومن لم يكن عنده إلا أربع من الإبل فليس فيها شيء إلا أن يشاء ربها وفي صدقة الغنم في سائمتها إذا كانت أربعين ففيها شاة إلى عشرين ومائة فإن زادت ففيها شاتان إلى مائتين فإذا زادت واحدة ففيها ثلاث شياه إلى ثلاث مائة فإذا زادت ففي كل مائة شاة ولا تؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عوار ولا تيس إلا أن يشاء المصدق ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية وإذا كانت سائمة الرجل ناقصة من أربعين شاة واحدة فليس فيها شيء إلا أن يشاء ربها وفي الرقة ربع العشر فإذا لم يكن المال إلا تسعين ومائة درهم فليس فيها شيء إلا أن يشاء ربها.
69 حدثنا عبد الرزاق، قال أهل مكة يقولون أخذ ابن جريج الصلاة من عطاء وأخذها عطاء من ابن الزبير وأخذها ابن الزبير من أبي بكر وأخذها أبو بكر من النبي ﷺ ما رأيت أحدا أحسن صلاة من ابن جريج.
70 حدثنا عبد الرزاق، قال أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر، قال تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس أو حذيفة بن حذافة شك عبد الرزاق وكان من أصحاب النبي ﷺ ممن شهد بدرا فتوفي بالمدينة قال فلقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقلت إن شئت أنكحتك حفصة قال سأنظر في ذلك فلبثت ليالي فلقيني فقال ما أريد أن أتزوج يومي هذا قال عمر فلقيت أبا بكر رضي الله عنه فقلت إن شئت أنكحتك حفصة ابنة عمر فلم يرجع إلي شيئا فكنت أوجد عليه مني على عثمان فلبثت ليالي فخطبها إلي رسول الله ﷺ فأنكحتها إياه فلقيني أبو بكر رضي الله عنه فقال لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا قال قلت نعم قال فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك شيئا حين عرضتها علي إلا أني سمعت رسول الله ﷺ يذكرها ولم أكن لأفشي سر رسول الله ﷺ ولو تركها لنكحتها.
71 حدثنا إسحاق بن سليمان، قال سمعت المغيرة بن مسلم أبا سلمة، عن فرقد السبخي، عن مرة الطيب، عن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه قال قال رسول الله ﷺ لا يدخل الجنة سيئ الملكة فقال رجل يا رسول الله أليس أخبرتنا أن هذه الأمة أكثر الأمم مملوكين وأيتاما قال بلى فأكرموهم كرامة أولادكم وأطعموهم مما تأكلون قالوا فما ينفعنا في الدنيا يا رسول الله قال فرس صالح ترتبطه تقاتل عليه في سبيل الله ومملوك يكفيك فإذا صلى فهو أخوك.
72 حدثنا عثمان بن عمر، قال أخبرنا يونس، عن الزهري، قال أخبرني ابن السباق، قال أخبرني زيد بن ثابت، أن أبا بكر، رضي الله عنه أرسل إليه مقتل أهل اليمامة فإذا عمر عنده فقال أبو بكر إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر بأهل اليمامة من قراء القرآن من المسلمين وأنا أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب قرآن كثير لا يوعى وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن فقلت لعمر وكيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله ﷺ فقال هو والله خير فلم يزل يراجعني في ذلك حتى شرح الله بذلك صدري ورأيت فيه الذي رأى عمر قال زيد وعمر عنده جالس لا يتكلم فقال أبو بكر رضي الله عنه إنك شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله ﷺ فاجمعه قال زيد فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن فقلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله ﷺ.
73 حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن عمير، مولى العباس عن ابن عباس، قال لما قبض رسول الله ﷺ واستخلف أبو بكر خاصم العباس عليا في أشياء تركها رسول الله ﷺ فقال أبو بكر رضي الله عنه شيء تركه رسول الله ﷺ فلم يحركه فلا أحركه فلما استخلف عمر اختصما إليه فقال شيء لم يحركه أبو بكر فلست أحركه قال فلما استخلف عثمان رضي الله عنه اختصما إليه قال فأسكت عثمان ونكس رأسه قال ابن عباس فخشيت أن يأخذه فضربت بيدي بين كتفي العباس فقلت يا أبت أقسمت عليك إلا سلمته لعلي قال فسلمه له.
74 حدثنا يحيى بن حماد، قال حدثنا أبو عوانة، عن عاصم بن كليب، قال حدثني شيخ، من قريش من بني تيم قال حدثني فلان، وفلان، وقال، فعد ستة أو سبعة كلهم من قريش فيهم عبد الله بن الزبير قال بينا نحن جلوس عند عمر إذ دخل علي والعباس رضي الله عنهما قد ارتفعت أصواتهما فقال عمر مه يا عباس قد علمت ما تقول تقول ابن أخي ولي شطر المال وقد علمت ما تقول يا علي تقول ابنته تحتي ولها شطر المال وهذا ما كان في يدي رسول الله ﷺ فقد رأينا كيف كان يصنع فيه فوليه أبو بكر رضي الله عنه من بعده فعمل فيه بعمل رسول الله ﷺ ثم وليته من بعد أبي بكر رضي الله عنه فأحلف بالله لأجهدن أن أعمل فيه بعمل رسول الله وعمل أبي بكر ثم قال حدثني أبو بكر رضي الله عنه وحلف بأنه لصادق أنه سمع النبي ﷺ يقول إن النبي لا يورث وإنما ميراثه في فقراء المسلمين والمساكين و حدثني أبو بكر رضي الله عنه وحلف بالله إنه صادق أن النبي ﷺ قال إن النبي لا يموت حتى يؤمه بعض أمته وهذا ما كان في يدي رسول الله ﷺ فقد رأينا كيف كان يصنع فيه فإن شئتما أعطيتكما لتعملا فيه بعمل رسول الله ﷺ وعمل أبي بكر حتى أدفعه إليكما قال فخلوا ثم جاءا فقال العباس ادفعه إلى علي فإني قد طبت نفسا به له.
75 حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن فاطمة، رضي الله عنها جاءت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما تطلب ميراثها من رسول الله ﷺ فقالا إنا سمعنا رسول الله ﷺ يقول إني لا أورث.
76 حدثنا هاشم بن القاسم، قال حدثنا عيسى يعني ابن المسيب، عن قيس بن أبي حازم، قال إني لجالس عند أبي بكر الصديق رضي الله عنه خليفة رسول الله ﷺ بعد وفاة النبي ﷺ بشهر فذكر قصة فنودي في الناس أن الصلاة جامعة وهي أول صلاة في المسلمين نودي بها إن الصلاة جامعة فاجتمع الناس فصعد المنبر شيئا صنع له كان يخطب عليه وهي أول خطبة خطبها في الإسلام قال فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس ولوددت أن هذا كفانيه غيري ولئن أخذتموني بسنة نبيكم ﷺ ما أطيقها إن كان لمعصوما من الشيطان وإن كان لينزل عليه الوحي من السماء.
77 حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا شيبان، عن ليث، عن مجاهد، قال قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه أمرني رسول الله ﷺ أن أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعي من الليل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم
آخر مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه