نور اليقين في سيرة سيد المرسلين/زواج عبدالله بامنة


زواج عبد الله من امنة وحملها

كان عبد الله بن عبدالمطلب من أحب ولد أبيه اليه فزوجه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وسنه ثماني عشرة سنة وهي يومئذ من أفضل نساء قريش نسبا وموضعاً ولما دخل عليها حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يلبث أبوه أن توفي بعد الحمل بشهرين ودفن بالمدينة عند أخواله بني عدي بن النجار فانه كان ذهب لتجارة إلى الشام فأدركته منيته بالمدينة وهو راجع ولما نمت مدة حمل آمنة وضعت ولدها فاستبشر العالم بهذا المولود الكريم الذي بث في أرجائه روح الآداب وتمم مكارم الاخلاق وكان ذلك في ربيع الاول من عام الفيل (*) الذي يوافق سنة خمسمائة وسبعين من ميلاد المسيح عليه السلام وكانت ولادته في دار أبي طالب بشعب بني هاشم وكانت قابلته الشفاء ام عبدالرحمن بن عوف ولما ولد أرسلت أمه لجده تبشره فأقبل مسروراً وسماه محمداً ولم يكن هذا الاسم شائعا قبل عند العرب ولكن أراد الله أن يحقق ما قدره وذكره في الكتب التي جاءت بها الانبياء كالتوراة والانجيل فالهم جده أن يسميه. بذلك انفاذ الامره وكانت حاضنته أم أيمن



(۰) حادثة شهيرة حصلت بمكة فأرخت بها العرب كعادتهم هم وكل أمة في التاريخ بالأمور المهمة وقد ذكر القرآن هذه الحادثة في سورة الفيل وحاصلها ان ملكا من ملوك الحبشة الذين امتلكوا اليمن بعد حمیر أغار على مكة قصد هدم كعبتها وكان معه فيل عظيم لم يكن العرب رأوا مثله فاكراما للنبي المنتظر وغيرة على بيته الكريم جعل الله كيد الاعداء في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول وأراح قريشا من عناء مقاومتهم اه عناء مقاومتهم اه بركة الحبشية أمة أبيه عبدالله وأول من أرضعه ثويبة أمة عمه ابي لهب