هيهات أن أسلو أو أنسى

هيْهَات أَنْ أَسْلوَ أَوْ أَنْسَى

​هيْهَات أَنْ أَسْلوَ أَوْ أَنْسَى​ المؤلف خليل مطران


هيْهَات أَنْ أَسْلوَ أَوْ أَنْسَى
مَنْ كَان طِيبَ العيْسِ وَالأُنْسَا
ذَاكَ الَّذِي أَسْكنْتُهُ مُهْجَتِي
وَكَانَ بَدْرَ العَيْنِ وَالشمْسَا
أَهْوَى الَّذِي يَهْوَى وَأَقْلَى الَّذِي
يَقْلَى وَأُرْسِى حَيْثُمَا أَرْسَى
عَامَانِ مَرَّا بِي وَتَاللّهِ مَا
عِشْتهُمَا مَعْنىً ولاَ حِسا
نفْسَانِ لَكِنَّهُمَا كَانَتَا
فِي كُلِّ مَا يُرْضِي العُلَى نفْسا
لَمْ تَدعَا زَيْناً وَلَمْ تُزْمِعَا
شَيْئاً وَلَمْ تَنْتَجِعَا رِجْسَا
اللّهَ فِي عَهدِكَ يَا خَيْرَ مَنْ
أَضْحَى عَلَى العَهْدِ كَمَا أَمْسَى
اللّهَ فِي بَأْسِكِ يا مَنْ بِمَا
أَمْضَاهُ عَدْلاً شَرَّفَ الْبَأْسَا
اللّهَ فِي حِلْمِكَ يَا مَنْ بِهِ
أَلاَنَ قَلْبَ الأَصْلَدِ الأَقْسَى
اللّهَ فِي جَوْدِكَ يَا مَنْ سَخَا
فَلَمْ يَذَرْ فِي جَوِّهِ بُؤْسَا
لَوْلاَ عُفَاةٌ جَهَرُوا بِالَّذِي
كَتَمْتَ لَمْ نَسْمَعْ لَهُ جَرَسَا
جَرَحْتَ قلْبِي آخِذاً شَطْرَهُ
فَالجُرْحُ فِي بَاقِيهِ لاَ يُؤْسَى
عَلَيْكَ يُبْكَى يَا أَمِيرَ النَّدَى
علَيْكَ يا زَيْنَ الحِمَى يُؤْسَى
كنْتَ لَهُ طالِعَ سَعْدٍ فَإِذْ
غِبْتَ غَدَا طَالِعُهُ نَحْسَا
لِيَهْنِيءِ الأَمْلاَكَ فِي خُلْدِهِمْ
مَنْ بِنَوَاهُ أَوْحَشَ الإِنْسَا