وثيقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل/الباب الرابع/الفصل الأول/3

وثيقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل
الباب الرابع: الملاحق
  ►2- كلمة رئيس الجمهورية 19 مارس 2013 الفصل الأول: خطابات رئيس الجمهورية. 4- كلمة رئيس الجمهورية 21 يناير 2014 ◄  


3- كلمة رئيس الجمهورية 8 أكتوبر 2013


بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة والأخوات أعضاء هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني
الأخوة والأخوات أعضاء المؤتمر:
نلتقي مجدداً اليوم في بداية المرحلة الأخيرة لمؤتمرنا،حيث ستتواصل هذه الجلسه العامة حتى تنتهي من

إقرار التقارير النهائية لفرق العمل الخاصة بالعدالة الانتقالية والقضية الجنوبية وبناء الدولة،ومن ثم إقرار الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار الوطني..

وأؤكد لكم بأنه ليس شعبنا فقط هو من يتابع أعمالكم باهتمام وترقب، بل العالم كله الذي يأمل أن يتكلل هذا المؤتمر بالنجاح الكامل بما يؤكد أن الايمان يمانٍ والحكمة يمانية وإن ماقدمتموه طوال الشهور التسعة الماضية من جهد كبير ونقاشات مثمرة لابد أن يتعزز بإنجاز الرؤية الجديدة لليمن الجديد.. اليمن الذي خرج أبناؤه بالملايين ينشدون التغيير إلى الأفضل ويضحون من أجل الحياة الكريمة والأمن والاستقرار.

أننا نلتقي اليوم وقد أنجز الفريق المصغرمن القضية الجنوبية وثيقة الحل العادل للقضية الجنوبية بعد جهود كبيرة وحوارات طويله ولقاءات كثيرة امتدت لأكثر من ثلاثة شهور، وقد تكللت هذه الجهود بالتوقيع على الوثيقة منتصف الاسبوع الماضي واستكملنا التوقيع عليها خلال الأيام الثلاثة الماضية، وهي وثيقة تاريخية بكل المقاييس لأنها خلاصة نقاشات وأفكار وتداولات الفريق المصغر مستعيناً بالخبرات والتجارب الناجحة، فهي ليست كما يشيع البعض وثيقة فلان أو علان بل هي وثيقة الشعب اليمني كلة صاغها ممثلوه حرفاً حرفاً، وكلمة كلمة، وعبرت عن واحدة من أرقى حالات التوافق الفكري والسياسي والإنساني التي عرفتها ساحتنا الوطنية.

إن هذه الوثيقة منتج وطني خالص لكنة يحظى بالدعم والمساندة الإقليمية والدولية، وهي بإقراركم النهائي لها ستصبح ملك الشعب اليمني كله يحميها ويسهر على تطبيقها ويعاقب من يريد إعاقة تنفيذها على أرض الواقع.. فأنتم من خلالهذه الوثيقة تقدمون للعالم تجربة إنسانية جديدة في مجال الحكم وإدارة شؤون البلاد تضاف إلى الكثير من التجارب الناجحة في هذا المجال لدى العديد من دول العالم، ولذلك لن نخيب ظن شعبنا بنا ولن نقبل أن تظل هذه الوثيقة مجرد حبر على ورق بل سنعمل على تنفيذها بصورة دقيقة وحرفية وبشكل متدرج خلال الفترةالقادمة بعد أن تأخذ بعدها الدستوري وتحظى بموافقة شعبنا العظيم عليها عند الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد الذي سيتم تشكيل لجنة صياغة عقب انتهاء أعمال هذا المؤتمر بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

فباسمكم جميعاً أتوجه بالشكر والتقدير للفريق المصغر للقضية الجنوبية على كل الجهد الذي بذلة في صياغة الرؤية الأولية للوثيقة وعلى تنقيحه للمسودة الأخيرة لها.

الأخوة والأخوات أعضاء مؤتمر الحوار الوطني:

من خلالكم أتوجه بالحديث لكل الصادقين الذين يحسون بالخوف والقلق على وحدة شعبنا ووطننا.. إن هذه الوحدة هي قدرنا ومصيرنا جميعاً وفيها القوة والعزة والكرامة لشعبنا وبدونها سنعود لمواجهة بعضنا البعض بدلاًمن أن نتفرغ لبناء اليمن الجديد وتشييد دولة المدنية الحديثة.. أقول لهؤلاء الصادقين لا تخافوا ولا تقلقوا من هذه الوثيقة، فهي ليست كما يشيع بعض المزايدين والمرجفين أنها وثيقة تعزيز وحدة اليمن ارضاً وإنساناً وهي الوثيقة التي ستشكل جوهر الرؤية التي سنبني سوياً بها اليمن الجديد الخالي من أراض الماضي وعصبياته وتخلفه وانقساماته.

الأخوة والأخوات:

من خلالكم أقول لشعبنا اليمني العظيم أن احتكار السلطة والثروة والمركزية المالية والإداريه كلها كانت السبب في معاناتكم طوال العقود الماضية شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً، بل وكانت السبب الأساسي - إلى جانب الكثير من المظالم - في خروج الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية مطالبين بالإصلاحات ومعالجة الاختلالات دون جدوى ودون استجابة.

ولذلك جاءت هذه الوثيقة التي أنجزها الفريق المصغر للقضية الجنوبية لتضع المعالجات الضرورية لأمراضنا المعقدة المتمثلة في احتكار السلطة والثروة والمركزية المالية والإدارية وسوء الإدارة.. وثقوا أننا لن نستطيع بناء الدولة المركزية مالم نعط المحافظات والمديريات حق اتخاذ القرار فيما يتعلق بشؤونها اليومية الاقتصادية والمعيشية والتنموية، وهذا ماتنشده الوثيقة، فما ورد فيها من مسميات جديدة كالأقاليم والولايات ليس إلا نوعاً من أنواع التنظيم الإداري الجديد الذي اتبعته الكثير من الدول المعاصرة التي شهدت نهضة حقيقية في كل شؤون حياتها.

كما أن الدستور الجديد سيؤكد على وحدة الأرض والشعب وسيضع الضوابط اللازمة للحفاظ على هذه الوحدة بعيداً عن الآيات والوسائل التي عفا عليها الزمن والتي لم يجنِ منها شعبنا إلا التدهور المستمر في كل المجالات خلال السنوات الماضية حتى خرج الشعب بشبابه وشاباته ورجاله ونسائه في فبراير 2011 م ينشدون التغيير والخروج من بوتقة التخلف والتفكك إلى رحاب التقدم والوحدة.

لذلك كله وبموجب البند الثالث من وثيقه حل القضية الجنوبية أطلب منكم -أيها الإخوة والأخوات أعضاء المؤتمر - تفويضاً لتشكيل لجنة برئاستنا تتولى تحديد عدد الأقاليم بصورة نهائية في إطار الخيارات التي حددتها الوثيقة، شاكراً لكم مسبقاً ثقتكم العالية التي لولاها ماكان لهذا المؤتمر أن ينعقد ولا أن يحقق كل هذه النجاحات ولا أن يصل إلى هذا الختام المشرف.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته