كتاب الزهرة/الباب الثاني والتسعون ذكر ما اتفقت قوافيه واتفقت حدوده ومعانيه


الباب الثاني والتسعون ذكر ما اتفقت قوافيه واتفقت حدوده ومعانيه

قال امرؤ القيس بن حجر الكندي:

وقد أغتدي والطيرُ في وكَراتها
بمنجردِ قيدِ الأوابدِ هيكَلِ

وله أيضاً:

وقد أغتدي والطيرُ في وكَراتها
لغيثٍ من الوسميِّ رائدهُ خالِ

وهذا المعنى مأخوذ من قول أبي دؤاد الإيادي:

وقد أغتدي والطيرُ في وكناتِها
بمُنجردٍ حافِ السبيبِ عتيقِ

وقال امرؤ القيس:

عيناك دَمعُهما سجالُ
كأنَّ شأنيهما أوشالُ
أوْ جدول في ظلالِ نخلٍ
للماءِ من تحتهِ مَجَالُ

وهكذا قول عبيد بن الأبرص:

عيناك دَمعُهما سروبُ
كأنَّ شأنيهما شعيبُ
أو جدولٍ في ظلالِ نخلٍ
للماءِ من تحتهِ قسيبُ

وقال امرؤ القيس:

وقوفاً بها صحبي عليَّ مَطَّهُمْ
يقولون لا تهلك أسًى وتجمَّلِ

وهذا كقول طرفة:

وقوفاً بها صحبي عليَّ مَطَّهُمْ
يقولون لا تهلك أسًى وتَجَلَّدِ

وقال زهير:

تبصَّر خليلي هل ترى من ظعائنٍ
تحمَّلنَ بالعلياءِ من فوقِ جُرْثمِ
عَلَوْنَ بأنماطٍ عِتاقٍ وكِلّةٍ
ورادِ الحواشي لونُها لونَ عَندمِ

وهذا مأخوذ من قول امرئ القيس:

تبصَّر خليلي هل ترى من ظعائنٍ
ملكنا صَحيّاً بين حَزْميْ شَعَبْعَبِ
عَلَوْنَ بإنطاكيَّةَ فوقَ عِقمَةٍ
كجَرْمةِ نخلٍ أوْ كجنَّةِ يثربِ

وقال طرفة:

فلولا ثلاثٌ هنَّ من عيشة الفَتَى
وجَدِّك لم أحفل مَتَى قامَ عُوَّدي
فمنهنَّ سبقي العاذلاتِ بشَربةٍ
كُميتٍ مَتَى ما تُمْلَ بالماء تُزبِدِ

وقال الحطيئة:

نَدِمتُ نَدامةَ الكُسَعيّ لمَّا
شربتُ وصابني سَهم بن عمرو

وهذا مأخوذ من قول عدي بن أوس لعدي بن زيد العبادي:

نَدِمتُ نَدامةَ الكُسَعيّ لمَّا
رأتْ عيناه ما فَعَلتْ يداهُ

وقد أخذه الفرزدق وقال:

نَدِمتُ نَدامةَ الكُسَعيّ لمَّا
غَدَتْ منِّي مُطلَّقةً نوارُ

وبيت الكُسعيّ هذا الَّذي ضربت به الأمثال:

نَدِمتُ نَدامةً لو أنَّ نفسي
تُطاوعني إذاً لقتلتُ خمسي

وقال كثيّر:

قامتْ تودِّعُنا والعينُ ساكنةٌ
كأنَّ إنسانها في لجَّةٍ غرِقُ
ثمَّ استدلَّت علَى أرجاء مُقلتها
مُبادر خلساتِ الطَّرف تستبقُ
كأنَّه حين جدَّ الماقيانِ بهِ
درٌّ تسلَّل من أسلاكه نَسَقُ

وهذا مأخوذ من قول جميل:

قامتْ تودِّعُنا والعينُ ساكبةٌ
إنسانُها بقَضيض الدَّمع مُكتحلُ
ثمَّ استدار علَى أرجاء ساحته
حتَّى تبادرَ منها دمعُها الهمِلُ
كأنَّه حين جد الماقيانِ به
درٌّ تقطَّع منه السّلك مُنسجلُ

وقال علي بن أبي عاصية السلمي:

إليك بمدحتي يا خير آل
رسول الله من ولد الرِّجالِ
ستأتيك المَدائح من رجالٍ
كما بلغَت إلى العَرضِ النّبال

وهذا مأخوذ من قول أبي المعافى:

إليك بمدحتي يا خير آل
رسول الله من ولد النِّساء
ستأتيك المَدائح من رجالٍ
وما كفٌّ أصابعها سواء


هامش