كتاب الزهرة/الباب الخامس إذا صح الظفر وقعت الغير


الباب الخامس إذا صحَّ الظفَرُ وقعتِ الغِيَرُ

أشعار هذا الباب من أولها إلى آخرها مضادَّة للأشعار الَّتي قبلها لأنَّ في أشعار الباب الماضي تحريضاً للمحبِّ على إظهار محبوبه على ما له في نفسه ولوماً لمن كتم عن صاحبه ما يجده به وما يلقاه بسببه وأشعار هذا الباب إنَّما هي تحريض على الكتمان وتحذير من الإعلان والعلَّة في هذا ما قدَّمنا ذكره من أنَّ المحبوب يستعطف محبَّه ليشرف على حقيقة ما في قلبه وليتمكَّن أيضاً هواه من نفسه فإذا وقع له اليقين استغنى عن التعرُّف وإذا حصل له الودُّ استغنى عن التَّألُّف فحينئذ يقع الغضب عن غير ذنب والإعراض من غير وجدٍ لسكون القلب الواثق واستظهار المعشوق على العاشق.

قال بشار بن برد:

أبكِي الَّذي أذاقُونِي مودَّتهمْ
حتَّى إذا أيقَظُونِي للهوَى رقَدُوا
واسْتنهَضُوني فلمَّا قمتُ منتصباً
بثقلِ ما حمَّلونِي ودَّهمْ قعدُوا
لأخرجنَّ من الدُّنيا وحبُّكمُ
بينَ الجوانحِ لمْ يشعرْ بهِ أحدُ
ألقيتُ بينِي وبينَ الحزنِ معرفةً
لا تنقضِي أبداً أوْ ينقضِي الأبدُ

وقال طلحة بن أبي بكر:

لا تُظهرنَّ مودَّةً لحبيبِ
فترَى بعينيكَ منهُ كلَّ عجيبِ
أظهرتُ يوماً للحبيبِ مودَّتِي
فأخذتُ منْ هجرانهِ بنصيبِ

وقال جميل بن معمر:

إذا قلتُ ما بِي يا بثينةُ قاتلِي
منَ الحبِّ قالتْ ثابتٌ ويزيدُ
وإنْ قلتُ رُدِّي بعضَ عقلِي أعِشْ بهِ
معَ النَّاسِ قالتْ ذاكَ منكَ بعيدُ
فلا أنا مردودٌ بما جئتُ طالباً
ولا حبُّها فيما يبيدُ يَبيدُ
إذا فكَّرتْ قالتْ قدْ أدركتُ ودَّهُ
وما ضرَّني بُخلِي ففيمَ أجودُ
يموتُ الهوَى منِّي إذا ما لقيتُها
ويحيَى إذا فارقتُها فيعودُ

وقال ذو الرمة:

ولمَّا شكوتُ الحبَّ كيْما تُثيبَنِي
بوجدِي قالتْ إنَّما أنتَ تمزحُ
دلالاً وإبعاداً عليَّ وقد أرَى
ضميرَ الحشَى قدْ كادَ بالقلبِ ينزحُ

وقال آخر:

ولمَّا شكوتُ الحبَّ قالتْ أمَا ترَى
مكانَ الثُّريَّا وهو منكَ بعيدُ
فقلتُ لها إنَّ الثُّريَّا وإنْ نأتْ
يصوبُ مراراً نوْؤُها فيجودُ

وأنشدتني أم حمادة الهمدانية:

شكوتُ إليها الحبَّ قالتْ كَذَبْتني
ألستُ أرَى الأجلادَ منكَ كواسِيا
رُويدكَ حتَّى يبتلِي الشَّوقُ والهوَى
عظامكَ حتَّى يرتجعنَ بَوادِيا
ويأخذكَ الوسواسُ مِنْ لوعةِ الهوَى
وتخرسَ حتَّى لا تُجيبُ المنادِيا

وقال آخر:

أحينَ ملكْتِنِي أعرضتِ عنِّي
كأنّي قد قتلتُ لكمْ قتيلا
فهلاَّ إذ هممتِ بصرمِ حبلِي
جعلتِ إلى التَّصبُّرِ لي سبيلا

وقال آخر:

أطعَمَتْني فقلتُ أخذاً بكفِّي
ثمَّ عادتْ مِنْ بعدِ ذاكَ بخُلفِ
زعمتْ أنَّها تريدُ عفافاً
قلتُ ردِّي عليَّ قلبِي وعفِّي

وقال العباس بن الأحنف:

يا ويحَ مَن ختلَ الأحبَّةَ قلبهُ
حتَّى إذا ظفِروا بهِ قتلوهُ
عزُّوا ومالَ بهِ الهوَى فأذلَّهُ
إنَّ العزيزَ علَى الذَّليلِ يتيهُ
أُنظرْ إلى جسدٍ أضرَّ به الهوَى
لولا تقلُّبُ طرفهِ دفنوهُ
مَنْ كانَ خِلواً مِنْ تباريحِ الهوَى
فأنا الهوَى وحليفهُ وأخوهُ

وقال أيضاً:

أحرَمُ منكمْ بما أقولُ وقدْ
نالَ بهِ العاشقونَ ما عشِقُوا
صرتُ كأنِّي ذُبالةٌ نُصبتْ
تُضيءُ للنَّاسِ وهيَ تحترقُ

وأنشدنا أحمد بن يحيى الشيباني:

وما أنصفتْ ذَلفاءُ أمَّا دنوُّها
فهجرٌ وأمَّا نأْيُها فيشوقُ
تباعدُ ممَّنْ واصلتْ وكأنَّها
لآخرَ ممَّنْ لا تودُّ صديقُ

وقال آخر:

وما أنصفتْ أمَّا النِّساءُ فبغَّضتْ
إلينا وأمَّا بالنَّوالِ فضنَّتِ
دعتْنِي بأسبابَ الهوَى فاتَّبعتُها
حنيناً فلمَّا أقصدَتْنِي تولَّتِ

وقال المجنون:

أأدْنَيْتِني حتَّى إذا ما ملكتِنِي
بقولٍ يُحلُّ العُصْمَ سهلَ الأباطحِ
تجافيتِ عنِّي حينَ لا لي حيلةٌ
وخلَّفتِ ما خلَّفتِ بينَ الجوانحِ

وقال آخر:

دنتْ فعلَ ذِي ودٍّ فلمَّا تبعتُها
تولَّتْ وأبقتْ حاجتِي في فؤادِيا
فإنْ قلتمُ إنَّا ظَلمنْا فلمْ نكنْ
ظَلمنَا ولكنَّا أسأْنا التَّقاضيا

وقال ذو الرمة:

وتهجرهُ إلاَّ اختلاساً نهارَها
وكمْ منْ محبٍّ رهبةَ العينِ هاجرِ
إذا خشِيتْ منهُ الصَّريمةُ أبرقتْ
له برقَةً من خلَّبٍ غيرِ ماطرِ

وقال المجنون:

لعمرُ أبيهَا إنَّها لبخيلةٌ
ومِنْ قولِ واشٍ إنَّها لغضوبُ
رَمَتْني عنْ قوسِ العداوةِ إنَّها
إذا ما رأتْنِي مُعرضاً لخلُوبُ

وقال أبو ذهيل:

أبعدَ الَّذي قدْ لجَّ تتَّخذيننِي
عدوّاً وقدْ جرَّعتنِي السُّمَّ مُنْقعا
وشفَّعتِ مَن ينعَى عليَّ ولمْ أكنْ
لأُرجعَ من ينعَى عليكِ مُشفَّعا
فقالتْ وما همَّتْ برجعِ جوابِنا
بلْ أنتَ أبيتَ الدَّهرَ إلاَّ تضرُّعا
فقلتُ لها ما كنتُ أوَّلَ ذِي هوًى
تحمَّلَ حِملاً فادحاً فتوجَّعا

وقال آخر:

وقالتْ وصدَّتْ وجهَها لتغيظَنِي
أبِالصَّدِّ تُجزَى أمْ علَى الذَّنبِ توصلُ
فقلتُ متى أذنبتُ قالتْ تريدهُ
فقلتُ فلمْ أفعل فقالتْ ستفعلُ
فقلتُ وهلْ أُجزَى بذنبٍ لمْ آتهِ
ولكنْ ظفرتمْ بالمحبِّينَ فاقْتُلوا

وقال آخر:

شكوتُ فقالتْ كلُّ هذا تبرُّماً
بحبِّي أراحَ اللهُ قلبكَ مِن حبِّي
فلمَّا كتمتُ الحبَّ قالتْ لشدَّ مَا
صبرتَ وما هذا بفعلِ شَجِي القلبِ
فشكوايَ تُؤذيها وعَتْبي يسوؤُها
وتغضبُ مِن بعدِي وتنفرُ مِن قربِي
فيا قومِ هلْ منْ حيلةٍ تعرِفونَها
أشِيروا بِها واستوجبُوا الأجرَ في الصَّبِّ

وأنشدني أعرابي بنجد:

ذكرتكِ إذا نامَ الخليُّ ولمْ أنمْ
وإذْ أنتِ في شغلٍ بلهوكِ عنْ ذكرِي
وإذْ أنتِ تثنينَ الكَعابَ بقصرهِ
وقلبِي لهُ لذعٌ أحرُّ منَ الجمرِ
فإنْ أنا لمْ أشكُو الهوَى قلتِ قدْ صحَا
وإنْ بحتُ فيهِ خفتِ أنْ يعلَمُوا أمرِي
وليسَ خليلِي بالمُرجَّى ولا الَّذي
إذا غبتُ عنهُ كانَ عوناً علَى الدَّهرِ
ولكنْ خليلِي مَن يصونُ مودَّتِي
ويحفظُنِي إنْ كانَ مِن دونِ البحرِ

وأنشدني أحمد بن طاهر لنفسه:

ذهبتِ علَى صبٍّ شكَا ألمَ الهوَى
كما ذهبتْ أرضٌ وَطئتِ ترابَها
وكانَ يُرجِّي نفعَ شكواهُ إذْ شكَا
إليكِ فقدْ أمسَى يخافُ عقابَها

وقال المؤمل:

شكوتُ وجدِي إلى هندٍ فما اكترثتْ
يا قلبَها أحديدٌ أنتَ أمْ حجرُ
إذا مرِضْنا أتيناكمْ نعودكمُ
وتذنِبونَ فنأتيكمْ فنعتذرُ

وبلغني أنَّ عبد الملك بن مروان جلس يوماً للنظر في المظالم فرُفعت إليه قصةٌ منسوبة إلى عمرو بن حارث وكان فيها:

عَلِقتُ بأسبابِ المودَّةِ والهوَى
فلمَّا حوتْ قلبِي ثنتْ بصدودِ
فلوْ شئتَ يا ذا العرشِ حينَ خلقْتَني
شقِيّاً بمنْ أهواهُ غيرَ سعيدِ
عطفتْ عليَّ القلبَ منها برحمةٍ
وإنْ كانَ قلباً مِنْ صفاً وحديدِ
فقلْ يا أميرَ المؤمنينَ فإنَّما
تُحكَّمُ والأحكامُ ذاتُ حدودِ

فلمَّا قرأها عبد الملك قلبها ثمَّ وقَّع في ظهرِها:

أرَى الجَورَ منها ظاهراً يا ابنَ حارثٍ
وما رأيُها فيما أتتْ برشيدِ
أمِنْ بعدِ ما صادتْ فؤادكَ واحتوت
عليهِ ثنتْ وجهَ الهوَى بصدودِ
فإنْ هيَ لمْ ترحمْ بكاكَ ولا حنَتْ
عليكَ فما منكَ الرَّدى ببعيدِ
سأَقضِي عليها أنْ تُجازِي بودِّها
أخَا صبوةٍ جارتْ عليهِ وَدودِ

ولبعض أهل هذا العصر:

مَنْ لي بعطفِ أخٍ خلَّى الإخاءَ ورَا
ظهرٍ ومِن ثمَّ مارَى الرُّوحَ في اللَّطَفِ
حتَّى يصيِّرَها إنْ خُيِّرتْ تلَفاً
وفُرقةً منهُ لمْ تخترْ سوَى التَّلفِ
أغريتَ بيني وبينَ الدَّهرِ فاحتشدتْ
بيَ الخطوبُ احتشادَ المُحنَقِ الأسِفِ
حتَّى إذا أنِسَتْ نفسِي بأنَّكَ لي
واستعذبَتْ طيبَ ذاكَ المشربِ الأُنُفِ
أمْكنتَ منِّي اللَّيالي فانتصفنَ ومَنْ
يُظلَمْ ويُمكنْ مِنَ الإنصافِ ينتصفِ
يا قلبُ وصفكَ يُغرِي مَن كلفتَ بهِ
فاكْمِدْ بكتمانِ ما تلقَى ولا تصفِ
إنْ كنتَ لمْ تشجَ بالكتمانِ فاشجَ بهِ
أوْ كنتَ لمْ تعترفْ بالصَّرمِ فاعترفِ
قلْ للَّيالي مَلَكتِ الحكمُ فاحتَكِمِي
وللمصائبِ قدْ مُكِّنتِ فانتصفِي

وله أيضاً:

يا مُنيةَ القلبِ لوْ آمالهُ انفسحتْ
وحظَّ نفسيَ مِنْ دينِي ودُنيائِي
قلْ لِي تناسيتَ أمْ أُنسيتَ أُلفَتَنا
أيَّامَ رأْيكَ فينا غيرُ ذا الرَّائِي
كانتْ لقلبيَ أهواءٌ مفرَّقةٌ
فاستجمعَتْ مُذْ رأتكَ العينُ أهوائِي
فصارَ يحسدُنِي مَن كنتُ أحسدهُ
وصرتُ مولَى الورَى مذْ صِرتَ مولائِي
حتَّى إذا استيأَسَ الحسَّادُ مِن دَرَكي
وقلَّ أعدائيَ مذْ قلَلَتْ أكْفائِي
حَمَيتَ طعمَ الكرَى عينيَّ فاهتجرا
فصارَ طِيبُ الكرَى مِن بعضِ أعدائِي
مَن خانَ هانَ وقلبِي رائدٌ أبداً
مَيلاً إليكَ علَى هجرِي وإقصائِي
لا بدَّ لي منكَ فاصنعْ ما بدَا لكَ بي
فقدْ قدرتَ علَى قتلِي وإحيائِي

وأنشدني محمد بن الخطاب:

علَّمتنِي الإصدارَ والإيرادا
فارْفِقي بِي فقدْ ملكتِ القيادا
لا تقولِي إذا نأيتُ سلاَ عنَّ
ا وإن زُرتكمْ أرادَ البعادا
علِّميني الدُّنوَّ منكِ إذا شئ
تِ وعنكِ البعادَ ألْقَ الرَّشادا

وقال الأعشى:

دارٌ لقاتلةِ الغُرانقِ ما بِها
إلاَّ الوحوشُ خلتْ لهُ وخلا لَها
ظلَّتْ تُسائلُ بالمتيَّمِ أهلهُ
وهيَ الَّتي فعلتْ بهِ أفعالَها

وقال عمر بن أبي ربيعة:

دارُ الَّتي صادتْ فؤادكَ إذْ رمتْ
بالخَيفِ يومَ التفَّ أهلُ الموسمِ
فتجاهلتْ عمَّا بِنا ولقدْ رأتْ
أنْ قدْ تخلَّلتِ الفؤادَ بأسهمِ
أرسلتُ جاريَتِي فقلتُ لها اذْهبِي
فاشْكِي إليها ما لقيتُ وسلِّمِي
قولِي يقولُ تخوَّفِي في عاشقٍ
صبٍّ بكمْ حتَّى المماتِ متيَّمِ
ويقولُ إنِّي قدْ علمتُ بأنَّكمْ
أصبحتمُ يا بِشرُ أوجهَ ذِي دمِ
فتبسَّمتْ عُجباً وقالتْ قولةً
إلاَّ فيُعْلِمَنا بما لمْ نعلمِ
عهدِي بهِ واللهُ يغفرُ ذنبهُ
فيمَا بدَا لِي هوًى متقسِّمِ
قالتْ لها بلْ قدْ أردتِ بعادَهُ
لمَّا علمتِ فإنْ بذلتِ فتمِّمِي

فهذا التَّجنّي والمباعدة أمتع من الإقرار والمواصلة لأن الوصل المتقدم لوقوع العلم إن كان عن مودّة صادقة لم يزده العلم بحقيقة الحال إلاَّ توكيداً وإن كان امتحاناً وتعرُّفاً لم تزده الثقة إلاَّ وفاء وتعطُّفاً وإن كان الَّذي تظهره الثقّة والإدلال نعمة لا يؤدى شكرها إذْ كان دليلاً على تمام الحال الَّتي قصدها ومنهم من يتظاهر عليه ثقلها فيضعف فؤاده عن حملها فتراه ينهى ويأمر بالكتمان ومن قنع بهذه الحال كان انتفاعه قليلاً وقلقه بتعرُّف حاله عند صاحبه طويلاً وليست تنال الرُّتب إلاَّ بالتَّجاسر ولا تصحّ العلى إلاَّ للمخاطر وربَّما نجَّت الجبان قناعته وأهلكت الشُّجاع جسارته بلغني أن فتًى من الأعراب يكنَّى امرء القيس هويَ فتاة من الحيّ فلمَّا وقفت على ما لها عنده هجرته فأشفى على التلف فلما بلغها ذلك جاءت فأخذت بعضادتي الباب وقالت كيف نجدك يا امرء القيس فأنشأ يقول:

دنتْ وظلالُ الموتِ بيني وبينها
وأدلتْ بوصلٍ حينَ لا ينفعُ الوصلُ

ثمَّ لم يلبث إلاَّ يسيراً حتَّى مات فمن غلب عليه الجبن من مثل هذه الحال مال إلى التستُّر والكتمان ومن طمع في مثل ما ذكرنا من حسن المجازاة بالعدل والوصال مال إلى الإعلان وبلوغ الغاية في الوجهين جميعاً شديد والتَّوسُّط أقرب إلى السَّلامة لأن من لم تعلمه بما تنطوي له لم تلذَّ بما يبدو لك من وصله والهجر الَّذي يتولَّد عن الثّقة بالوداد خير من الوصال الَّذي يقع من غير اعتماد ومن أطلعته على كل ما تضمره له لم تجد سبيلاً إلى مكافاته على ما يتجدد لذلك من إحسانه هذا إذا سلمت من الدَّالة المؤدية إلى التلف فخير الأمور لمن أطاقه أن يظهر بعضاً ويخفي بعضاً ثمَّ يظهر الازدياد حالاً فحالاً على أن الحال إذا استغرقت صاحبها كان استعمال الاختيار فيها محالاً.

ولقد أحسن العباس بن الأحنف حيث يقول:

مَنْ كانَ يزعمُ أنْ سيكتمُ حبَّهُ
حتَّى يشكِّكَ فيهِ فهوَ كذوبُ
الحبُّ أغلبُ للرِّجالِ بقهرهِ
مِنْ أنْ يُرَى للسِّرِّ فيهِ نصيبُ
وإذا بدَا سرُّ اللَّبيبِ فإنَّهُ
لمْ يبدُ إلاَّ وهوَ مغلوبُ
إنِّي لأُبغضُ عاشقاً مُتحفِّظاً
لمْ تتَّهمهُ أعينٌ وقلوبُ