كتاب الزهرة/الباب الرابع ليس بلبيب من لم يصف ما به لطبيب


الباب الرابع ليس بلبيبٍ من لم يصف ما به لطبيبٍ

قال أنو شروان لبزرجمهر متى يكون العييُّ بليغاً فقال إذا وصف هوًى أو حبيباً وقيل لبعض أهل هذا العصر متى يكون البليغ عييّاً فقال إذا سئل عمَّا يتمنَّاه أو شكا ما به إلى من يهواه وقال:

ما يعلمُ الله أنِّي مذْ هويتكمُ
أطيقُ إظهارَ ما ألقاهُ باللَّفظِ
كمْ قدْ تحفَّظتهُ حتَّى إذا نظرتْ
عينِي إليكِ أزالتْ هَيْبتي حِفظِي

وقال بعض الأدباء في مثل ذلك:

أُفكِّرُ ما أقولُ إذا الْتقينا
وأُحكمُ دائباً حُججَ المقالِ
فترتعدُ الفرائصُ حينَ تبدُو
وأنطقُ حينَ أنطقُ بالمحالِ

وقال آخر:

أتيتُ معَ الحدَّاثِ ليلَى فلمْ أقلْ
وأخليتُ فاستعجمتُ عندَ خلائِي
وجئتُ فلمْ أنطقْ وعدتُ فلمْ أحِرْ
جواباً كلاَ اليومينِ يومُ عنائِي
فيا عجباً ما أشبهَ اليأْسَ بالغِنَى
وإنْ لمْ يكونا عندنا بسواءِ

وهذا المعنى الَّذي ذكره ليس بمستنكر قد تمنع المحبّ هيبة المحبوب من النيل الَّذي هو اللُّطف من الشَّكوى محلاً في القلوب ألم تسمع الَّذي يقول:

محبٌّ قالَ مُكتتماً مُناهُ
وأسعدهُ الحبيبُ علَى هواهُ
أضاعَ الخوفُ أنفسَ ما يُعانِي
وما عذرَ المُضيعَ لما عَناهُ
فأصبحَ لا يلومُ بما جناهُ
منَ التَّفريطِ إنساناً سواهُ
أسرَّ ندامةَ الكُسَعيِّ لمَّا
رأتْ عيناهُ ما صنعتْ يداهُ

وأنشدني أبو العباس أحمد بن يحيى:

وإنِّي لأخشَى أنْ أموتَ فُجاءةً
وفي النَّفسِ حاجاتٌ إليكِ كمَا هيَا
وإنِّي ليُنْسيني لقاؤكِ كلَّما
لقيتكِ يوماً أنِي أبثَّكِ ما بيَا
وقالُوا بهِ داءٌ عياءٌ أصابهُ
وقدْ علمتْ نفسِي مكانَ دوائيَا

فهذا يخبرُ أنَّ لقاءها هو الَّذي يمنعهُ من شكوى ما يجده إلاَّ أنَّه يشفق من ضرره على نفسه ولا يُبقي بكتمانه على غيره على أنَّه قد قصَّر عنه كثير من أهل هذا العلم في قوله: إنَّ لقاءها يحدث في قلبه حالاً لم تكن قبل ذلك ظاهرة من نفسه إذ لو كان الهوَى قد استوفى منه حقَّه وتناهى به إلى غاية بعده لما كان اللقاء يزيد شيئاً ولا ينقصه.

كما قال يزيد بن الطثرية:

ولمَّا تناهَى الحبُّ في القلبِ وارداً
أقامَ وسُدَّتْ بعدُ عنهُ مصادرهْ
فأيُّ طبيبٍ يُبرئُ الحبَّ بعدَما
يسرُّ بهِ بطنُ الفؤادِ وظاهرهْ

وكما قال ذو الرمة:

ومَا زلتُ أطوي الشَّوقَ عنْ أمِّ خالدٍ
وجاراتِها حتَّى كأنْ لا أُريدُها
فما زالَ يَنمِي حبُّ ميَّة عندنا
ويزدادُ حتَّى لمْ نجدْ ما نزيدُها

ولقد أحسن حبيب بن أوس الطائي حيث يقول:

إذا أزهدَتْني في الهوَى خِيفةُ الرَّدى
جلتْ ليَ عنْ وجهٍ يُزهِّدُ في الزُّهدِ
فلا دمعَ ما لمْ يبدُ في إثرهِ دمٌ
ولا وجدَ ما لمْ تعيَ عنْ صفةِ الوجدِ

وأحسن علي بن محمد العلوي الكوفي حيث يقول:

قالتْ عَييتَ عنِ الشَّكوى فقلتُ لها
جهدُ الشَّكايةِ أنْ أعيَا عنِ الكلمِ
أشكُو إلى اللهِ قلباً لو كَحلتُ بهِ
عينيكِ لاختضبتْ منْ حرِّهِ بدمِ
لا تُبرِمي فاقدَ الدُّنيا وبهجتَها
وما يسرُّ بهِ منها بلا ولَمِ

على أنَّه من طلب لآدميٍّ مثله بما لم يطالب الله عباده فأخلق بأن يكون ظالماً وقد مدح الله تبارك وتعالى قوماً فقال: )الذين إذا ذُكر اللهُ وجلتْ قلوبهمْ وإذا تُليتْ عليهمْ آياتهُ زادتهمْ إيماناً( فلم يعبهم تعالى بأن كان ذكره بحضرتهم وظهراً عليهم ما لم يمكن قبل موجوداً منهم ومن أحسن ما قيل وأعرفُ من الشِّعر في هذا المعنى:

تفديكِ نفسِي لستُ أدرِي أيُّما
أيَّامكمْ مِن أيِّها أشجاهَا
في حبِّكمْ شغلٌ لقلبِي شاغلٌ
عن كلِّ نائبةٍ يخافَ رَداها

ومن جيد ما قيل في نحو الفصل الأول:

جعلتُكَ دنيائِي فإنْ أنتَ لم تجُدْ
عليَّ بوصلٍ فالسَّلامُ علَى الدُّنيا
كتمتُكَ ما ألقَى لأنَّكَ مُهجتي
أخافُ عليها أنْ تذوبَ منَ الشَّكوَى

ولبعض أهل هذا الزَّمان في هذا المعنى:

بحُرمةِ هذا الشَّهرِ لما نعَّشتَني
بعفوكَ إنِّي قدْ عجزتُ عنِ العذرِ
فلوْ كنتَ تدرِي ما أُلاقِي منَ الهوَى
لساءَكَ ما ألقَى فليتكَ لا تدرِي
لأشقَى بما ألقَى وتبقَى منعَّماً
خليّاً ونارُ الشَّوقِ تُسعرُ في صدرِي

وأنشدني أبو العباس أحمد بن يحيى عن الزبير بن بكار عن ثابت بن الزبير عن أبي العتاهية:

مَنْ لعبدٍ أذلَّهُ مولاهُ
ما لهُ شافعٍ إليهِ سواهُ
يشتكي ما بهِ إليهِ ويخشَا
هُ ويرجوهُ مثلَ ما يخشاهُ

وهذه حال منقوضة لأنَّ من منعه من شكوى ما يلقاه إشفاقه من موجدة من يهواه فإنما أبقى على نفسه ومن امتنع من ذلك إشفاقاً على قلب صاحبه فقد اعترض على وجده التَّصنُّع إذ فعل ما يقدر على تركه.

وقال آخر:

الجسمُ ينقصُ والسَّقامُ يزيدُ
والدَّارُ دانيةٌ وأنتَ بعيدُ
أشكوكَ أمْ أشكُو إليكَ فإنَّهُ
لا يستطيعُ سواهُما المجهودُ

وقال الحسن بن هانئ:

لا والَّذي لا إلهَ إلاَّ هوَ
ما خانَ أحبابُنا وما تاهُوا
ما علمُوا بالَّذي يجنُّ لهمْ
منْ طولِ شوقٍ ولا درَوْا ما هوَ

وللفتح بن خاقان:

قدرتُ علَى نفسِي فأزمعتَ قتلَها
علَى غيرِ جدٍّ منكَ والنَّفسُ تذهبُ
كعصفورةٍ في كفِّ طفلٍ يسومُها
ورودَ حياضِ الموتِ والطِّفلُ يلعبُ

وقال الحسين بن الضحاك:

أيَا مَنْ طرفهُ سحرُ ويَا مَن ريقهُ خمرُ
تجاسرتُ فكاشفتُكَ لمَّا غلبَ الصَّبرُ
وما أحسنَ في مثلكَ إنْ ينهتكَ السِّترُ
فإنْ عنَّفنِي النَّاسُ ففي وجهكَ لي عُذرُ

وقال أيضاً:

إنَّ منْ أطولِ ليلٍ أمداً
ليلَ مشتاقٍ تَصابَى فكتمْ
ربَّ فظِّ القلبِ لا لِينَ لهُ
لوْ رأَى ما بكَ منهُ لرحمْ

وقال أيضاً:

أُكاتمُ وجدِي وما ينكتمْ
فمنْ لوْ شُكيتُ إليهِ رحِمْ
وإنِّي علَى حسنِ ظنِّي بهِ
لأحذرُ إنْ بُحتُ أنْ يحتشمْ
وقدْ علمَ النَّاسُ أنِّي لهُ
محبٌّ وأحسبهُ قدْ علمْ
ولِي عندَ رؤيتهِ نظرةٌ
تُحقِّقُ ما ظنَّهُ المتَّهمْ

وقال المجنون:

فأنتَ الَّذي إنْ شئتَ أشقيتَ عيشِي
وإنْ شئتَ بعدَ اللهِ أنعمتَ لياليَا
وأنتَ الَّذي ما مِنْ صديقٍ ولا عِدا
رأَى نِضوَ ما أبقيتَ إلاَّ رثَا ليَا

وقال أبو نواس:

قالتْ ظَلومُ سَميَّةُ الظُّلمِ
ما لِي رأيتكَ ناحلَ الجسمِ
يا مَنْ رمَى قلبِي فأقصدَهُ
أنتَ الخبيرُ بموقعِ السَّهمِ

وقال أبو تمام:

واللهِ لوْ تلقَى الَّذي ألقَى
لحرجتَ أنْ تتجاوزَ الحقَّا
بي فوقَ ما تلقَى بواحِدِها
أمٌّ تراهُ لجنبهِ مُلقَى

وقال أبو صخر الهذلي:

بيدِ الَّذي شغفَ الفؤادَ بكمْ
تفريجُ ما ألقَى منَ الهمِّ
ما في الحياةِ إذا هيبت لنا
خيرٌ ولا للعيشِ مِن طعمِ
ولمَا بقيتِ لَتُبقينَّ جوًى
بينَ الجوانحِ مُضرِعاً جسمي
فتيقَّنِي أنْ قدْ كلفتُ بكمْ
ثمَّ اصنَعِي ما شئتِ عن علمِ

وقال خليفة بن روح الأسدي:

قِفي يا أُميمَ القلبِ نقرأ تحيَّةً
ونشكو الهوَى ثمَّ اصنعي ما بدَا لكِ
فلوْ قلتِ طَأْ في النَّارِ أعلمُ أنَّه
هوًى لكِ أو مُدنٍ لنا مِن وصالكِ
لقدَّمتُ رِجلي نحوَها فوطئْتُها
هُدًى منكِ لي أو هفوةً مِن ضلالكِ
فلا تجْعَلِيني كامرئٍ إنْ وصلتهِ
أشاعَ وإنْ صرَّمتهِ لمْ يُبالكِ

وأنشدني ابن أبي طاهر:

قالتْ لقيتَ الَّذي لمْ يلقهُ أحدٌ
قلتُ الدَّليلُ علَى ذاكَ الَّذي أجدُ
أودَعْتِني سقماً لا أستقلُّ بهِ
فليسَ ينفدُ حتَّى ينفدَ الأبدُ

وقال مضرس بن بطر الهلالي:

وكادتْ بلادُ اللهِ يا أمَّ مالكٍ
بما رحُبتْ يوماً عليَّ تضيقُ
أذودُ سوادَ الطَّرفِ عنكِ وما لهُ
إلى أحدٍ إلاَّ إليكِ طريقُ
ولوْ تعلَمينَ العلمَ أيقنتِ أنَّني
وربِّ الهدايا المُشعَراتِ صديقُ
سلِي هلْ قلانِي مِن عشيرٍ صحِبتهُ
وهلْ ذمَّ رَحْلي في الرِّفاقِ رفيقُ

وأنشدني آخر:

أمسيتُ لَعَّاباً وأمسَى الهوَى
يلعبُ في رُوحي وجثمانِي
أُشفقُ إنْ بُحنا وإنْ لمْ أبحْ
فالموتُ في سرِّي وإعلانِي

وأنشدني أبو الضياء لنفسه:

أُنظرْ إلى ناظرٍ قدْ شفَّهُ السّهدُ
واعطفْ علَى مهجةٍ أودَى بها الكمدُ
لا ذقتَ ما ذاقهُ مَن أنتَ مالكهُ
ولا وجدتَ بهِ مثلَ الَّذي يجدُ
أخفَى هواكَ فنمَّتهُ مدامعهُ
والعينُ تُعربُ عمَّا ضمَّتِ الكبدُ
فإنْ جحدتَ الَّذي قاساهُ بينهما
فشاهداهُ عليكَ الخدُّ والجسدُ

وقال أبو المنهال الأشجعي:

يا أُمَّ عمروٍ وخيرُ القولِ أصدقهُ
أوْفي وأنتِ منَ المُوفينَ بالذِّممِ
أوْفِي وفاءَ كريمٍ ذِي محافظةٍ
وإنْ أبَيتِ تقاضيْنَا إلى حكمِ
عدلٍ منَ النَّاسِ يُرضِي حينَ يبلغهُ
أنْ كانَ حبلكِ أمسَى واهيَ الرِّممِ
فأعرَضَتْ ثمَّ قالتْ وهيَ لاهيةٌ
بعدَ التَّغضُّبِ قولَ المؤسفِ الأطِمِ
إنْ تدعُ لي حكَماً عدلاً أُحكِّمهُ
أنطِقْ لديهِ بلا عيٍّ ولا بكَمِ
منِّي بأرضكِ شجوٌ لستُ ناسيهِ
لوْ بالحجازِ هوَى أيَّامكِ القدُمِ

وكتب عبد الله بن الدمينة إلى أمامة:

وأنتِ الَّتي كلَّفتِني دلَجَ السُّرَى
وجونُ القطَا بالجَلْهتينِ جثومُ
وأنتِ الَّتي قطَّعتِ قلبِي حزازةً
وفرَّقتِ قرحَ القلبِ فهوَ كليمُ
وأنتِ الَّتي أحفظتِ قومِي فكلُّهمْ
بعيدُ الرِّضا دانِي الصُّدودِ كتومُ

وكتبت إليه:

وأنتَ الَّذي أخلفْتَني ما وعدْتَنِي
وأشمتَّ بِي مَن كانَ فيكَ يلومُ
وأبرزْتَنِي للنَّاسِ ثمَّ تركْتَنِي
لهمْ غرَضاً أُرمَى وأنتَ سليمُ
فلوْ أنَّ قولاً يكلِمُ الجسمَ قدْ بدا
بجسميَ مِنْ قولِ الوُشاةِ كلومُ

وكتب بعض أهل الأدب إلى أخ له من أهل هذا العصر:

سيِّدي أنتَ قدْ أسأْتَ بقولِي
سيِّدي أنتَ فارضَ عبدَكَ عبْدا
لا تلقَّى الدُّعاءَ منِّي بنكرٍ
فتُرى قاتلاً لنفسيَ عمدَا

فأجابه:

أنا بالرِّقِّ في الهوَى منكَ أولَى
وأرَى ذاكَ يشهدُ اللهُ مجدَا
علمَ اللهُ أنَّني منكَ راضٍ
أنْ ترانِي لعيدِ عبدِكَ عبدَا

وقال آخر:

يا مُوقدَ النَّارِ إلهاباً علَى كبدِي
إليكَ أشكُو الَّذي بِي لا إلى أحدِ
إليكَ أشكُو الَّذي بِي مِن هواكَ فقدْ
طلبتُ غيركَ للشَّكوَى فلم أجِدِ

وقال بعض الأعراب:

إذا لمتَها قالتْ عديمٌ وإنَّما
صمتَّ فما جرَّبتَ جُوداً ولا بخلا
بلَى قلتُ هلْ ثمَّ انصرفتْ ولمْ تعدْ
فتستنكِرَ الإعراضَ أوْ تعرفَ البذْلا

أمَّا هذه فقد قرعت صاحبها على تركه تقاضيها تقريعاً يُغري المغترّين بشكوى كل ما يجدونه وبالإلحاح على من يودُّونه في المطالبة بجميع ما يريدونه وهذه حال من تحكَّم على مواردها تحكَّمت عليه مصادرها فيندم حيث لا تنفعه الندامة وهرب إلى حيث لا تنفعه السلامة وكيف يتهيَّأ للنَّادم على إظهار ما في ضميره أن يخفيه بعد إظهاره وقد كان جديراً أن يظهر منه بغلبات الحال في وقت حرصه على أسراره والمحبوب كثيراً ما يُطمع محبُّه في نفسه هذا الإطماع أو نحوه ليطَّلع على حقيقة ما في ضميره وقلبه فإذا وثق بصحَّة الملك زالت عنه دواعي الشك فتراخى حينئذ عن الاستعطاف تراخي المالكين وحصلت للنَّاسي المُظهر ما في ضميره ذلَّة المملوكين ولم أجد فيما جريت إليه في هذا الفصل بأرزأ مني على من أظهر إلفه على ما يجد من المحبَّة وإنَّما جريت إلى عيب من يدعوه إلى إظهار ما في نفسه رجاء النَّوال من صاحبه ولعمري لقد قال حبيب بن أوس في هذا الباب ما يقرب من جهة الصواب وهو قوله:

يا سقيمَ الجفونِ غيرَ سقيمِ
ومريبَ الألحاظِ غيرَ مريبِ
إنَّ قلبي لكمْ لكالكبدِ الحرَّ
ى وقلبي لغيركمْ كالقلوبِ
لستُ أُدلي بحرمةٍ مستزيداً
في ودادٍ منكمْ ولا في نصيبِ
غيرَ أنَّ العليلَ ليس بمذمو
مٍ علَى شرحِ ما بهِ للطَّبيبِ
لوْ رأيْنَا التَّوكيدَ خطَّةَ عجزٍ
ما شفعْنا الأذانَ بالتَّثويبِ

وهذا الَّذي وصف أيضاً من الحال غير مستوعب لحد الكمال وذلك أن الكامل في حاله هو الَّذي كان غرضه في إظهار إلفه على كل ما يُلقى به أن يجعله مشاركاً له في علم ضمائره ومتحكِّماً معه لا بل عليه في سرائره فلا يتحكَّم هو حينئذ على خليله في أمرٍ ولا يستظهر عليه بسرٍّ وكلُّ من زال عن هذه الحال فزائلٌ عن مرتبة الكمال.