مجلة الرسالة/العدد 253/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 253/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 09 - 05 - 1938



المغرب الأقصى كما هو اليوم

في الأسبوع الفائت ألقى ضيف مصر الكريم الأستاذ محمد المكي الناصري مدير معهد الأبحاث المغربية في تطوان محاضرة عن (المغرب الأقصى كما هو اليوم) بدأها بالكلام عن المغرب قبل دخول الإسلام إليه وقال إن هذه الكلمة كانت تطلق على الجزائر وتونس ومراكش قبل أن يفصلها الاستعمار الأوربي بعضها عن بعض فأصبحت كلمة المغرب تطلق على مراكش فقط.

ثم تكلم عن حدود البلاد ومناخها وخصب تربتها وغناها بالمعادن ومما هو كفيل بإيجاد نهضة زراعية وصناعية كبيرة لو أتيح لها ما تصبو إليه وتجاهد من أجله وهو نيل الاستقلال التام وإدارة شؤونها بنفسها. ثم تكلم عن أهل البلاد وعناصرهم الأولى قبل الإسلام وقال إن الفتح الإسلامي لما دخل هذه البلاد وحد عناصرها المختلفة

ثم ألقى المحاضر نظرة على الأسر التي تعاقبت على الحكم في المغرب. ثم تكلم عن عهد الاحتلال الحالي وأفاض في وصف مطامع المستعمرين وجشعهم وقال إن فرنسا لما دخلت البلاد أدخلت نظاماً من مقتضاه إيجاد سلطتين سلطة مغربية والأخرى فرنسية وهما سلطتان متباينتان كثيراً ما تتغلب إحداهما على الأخرى ولهذا قضي على الوحدة فتجزأ المغرب وأعطيت لفرنسا المنطقة السلطانية ولأسبانيا المنطقة الخليفية واعتبرت منطقة طنجة منطقة دولية

وتوجد بجانب كل إدارة وطنية إدارة أخرى أجنبية تهيمن عليها وتكاد تجعلها صورية، فالسلطة التشريعية في يد الأجانب، أما السلطة التنفيذية فيوجد في كل مدينة إلى جانب الحاكم الوطني حاكم يطلق عليه لقب (الباشا) وحاكم القرية يلقب (بالقائد) ويلقب الحاكم في المنطقة الخليفية (بالمراقب) وفي المنطقة السلطانية (بالحاكم) وأسهب في وصف مساوئ هذه الإدارة المزدوجة وقال إنه توجد هناك محاكم للأحوال الشخصية تصدر أحكامها وفقاً لمذهب الإمام مالك وتوجد إلى جانبها (محاكم القواد) للفصل في قضايا الجنح والسرقات وغيرها. ويوجد مجلس أعلى تستأنف إليه أحكام محاكم الجنح ومجلس شرعي تستأنف إليه أحكام المحاكم الشرعية ويوجد قسم كبير من الأراضي موقوف على التعليم الديني ولكن الاحتلال وضع يده عليها فحول كثيراً منها في غير الوجهة التي أوقفت عليها ما عدا المنطقة الخليفية فقد سلمت الأراضي الموقوفة فيها إلى يد الخليفة. وقال إن التعليم في البلاد ينقسم إلى ثلاثة أقسام رسمي وديني ووطني؛ فالرسمي مهمته الكبرى في المنطقتين هي بث روح الاستعمار بين الأهالي، وقد استصدروا أمراً في المنطقة الخليفية بتعريب التعليم فيها ولا يزال السعي مبذولاً لتنفيذه، أما التعليم الوطني فيشمل جميع البلاد، ولكن الاستعمار أصدر أمره في أكتوبر الماضي بأن يقتصر هذا التعليم على مادة تحفيظ القرآن فقط، وأما التعليم الديني فنحن نطالب بتجديده وتنظيمه وفق النظام المتبع في الأزهر الشريف في مصر

وبعد ما تكلم المحاضر عن كثرة الأحزاب في المغرب قال إن البلاد فيها نهضة أدبية وفنية وفيها كثير من الأدباء والمثقفين الذين يعتمد عليهم في الجهاد لتخليص بلادهم من أيدي المستعمرين. وقد تألفت فيها كتلة العمل الوطني لهذا الغرض بزعامة الأمير محمد بن عبد الكريم المعتقل الآن، وهي تتأثر في عملها بمصطفى كامل وسعد زغلول وغيرهما من زعماء الشرق

وهنا قويت حماسة الخطيب البليغ فاندفع كالسيل يقول إن ما ننتظره الآن من المشارقة ومن مصر خاصة باعتبارها زعيمة الشرق أن يتجهوا بأبصارهم إلى بلاد المغاربة باعتبارها أوسع رقعة في بلاد شمال أفريقية ومن أكثرها تمدناً ورقياً وأقواها جلداً على الجهاد في سبيل رفعة شأن الإسلام

فلسطين والأستاذ الأكبر شيخ الأزهر

فلسطين (فيها بيت المقدس) وفي هذا موطن (الإسراء) ومتصل (قوة الأرض) بـ (قوة السماء) (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى)

إنما (القدس) منزل الوحي مغنى ... كل حبر من الأوائل عالمْ

كُنِفت بالغيوب فالأرض أسرار (م) ... مدى الدهر والسماء طلاسم

وتحلت من (البراق) بطغراء (م) ... ومن حافر البراق بخاتم

فإذا قرأت اليوم الكتاب المبين من الأستاذ الأكبر (الشيخ محمد مصطفى المراغي) إلى رئيس الوزراء في الدولة المصرية فقل: إنما هو شيخ الإسلام يغضب للدين، وإنما هو أمام المسلمين يرفرف - وقلبه خافق - على اخوته المؤمنين، والله تعالى يقول: (إنما المؤمنون أخوة)، فالملة ملته، والأمة أمته، والقوم في الدين اخوته. وليست هذه المائدة بأول يد لمصر على فلسطين، فشكراً ثم شكراً، ثم شكراً.

محمد إسعاف النشاشيبي

تقريب مناهج التعليم بين مصر والشرق العربي

أشرنا من قبل إلى الاتجاه الذي بدأ أخيراً في وزارة المعارف وهو التقريب بين المناهج التعليمية في مصر والبلدان العربية الشرقية، والاقتراح القائل بوجوب عقد مؤتمرات دورية تضم المبرزين في شئون التربية والتعليم في الحكومات المختلفة، ليتذاكروا فيما يتصل بالنهضة العلمية والتعليمية

ونضيف اليوم أن صاحب المعالي محمد حسين هيكل باشا وزير المعارف، قد طلب الملف الخاص بتلك الفكرة، وباحث فيها صاحب العزة وكيل الوزارة

وقد وافق معاليه على الاقتراح من حيث المبدأ، وطلب وضع تفاصيل التنفيذ، حتى يمكن البدء به في أول فرصة مناسبة

العلاقات الثقافية بين مصر والمغرب الأقصى

قدم إلى مصر الأستاذ محمد المكي الناصري مدير المعهد الخليفي للأبحاث الإسلامية في مدينة تطوان للتفاهم على إيجاد علاقات علمية وثقافية بين مصر وبلاد المغرب الأقصى وتمكينها بين البلدين الشرقيين الإسلاميين بواسطة وزارة المعارف المصرية والأزهر

ومن المشاريع التعاونية التي قدم للتفاهم عنها الاتفاق مع مشيخة الأزهر على العمل لنشر الثقافة الإسلامية في بلاده بالطرق النظامية الحديثة التي أدخلت على الأزهر. وإرسال بعثة من بعض أصحاب الفضيلة علماء الأزهر لتدريس علوم الشريعة واللغة وفق هذه الأنظمة وبصفة رسمية، والعمل لنشر ثقافة الأزهر والإسلام بصفة عامة

ومن هذه المشروعات أن يقبل الأزهر بعثة من الطلبة المغاربة الذين أتموا دراساتهم في مدارس الحكومة هناك لدراسة علوم الشريعة والتخصص فيها. وقبولهم بكلية الشريعة الأزهرية بصفة نظامية. وستوفد هذه البعثة رسمياً حكومة المغرب بين العقاد والرافعي

جاءتنا المقالة الثالثة من مقالات الأستاذ سيد قطب، فرأينا إرجاء نشرها إلى العدد القادم احتراماً لذكرى الرافعي. ونذكر بهذه المناسبة أننا تلقينا عشرات من المقالات في هذا الموضوع لم يراع كاتبوها الأفاضل خطة الرسالة في اجتناب فحش القول ومغسول الكلام. لذلك نستميحهم العذر إذا لم ننشر منها إلا ما نرى فيه فائدة للقراء وخدمة للأدب

حول كلمة (هال ها) أيضاً

سيدي الأستاذ الجليل صاحب الرسالة

بعد التحية: لاحظ الأستاذ محمد عبد الغني حسن في العدد الأخير من الرسالة (252) على الشاعر (الخفيف) بعد كلمة (هال) عن المعنى الذي يقصده. وقال في ختام كلمته تلك إن كلمة (هال) هذه تقال لزجر الإبل. والذي أعرفه أن الكلمة التي تقال لزجر الإبل ليست (هال) ولكنها (هلا) وقد استعملها المرحوم شوقي بك في مسرحيته الخالدة (مجنون ليلى) حيث قال:

هلا هلا هيا ... اطو الفلا طيا

وقربي الحيا ... للنازح الصب

ولقد خشيت أن يكون الأستاذ الفاضل قد اشتبه عليه الحديث ولكنني اتهمت نفسي فعدت إلى كتب اللغة استلهمها الصواب فأيد القاموس والصحاح رأيي. فهل للأستاذ الفاضل أن يدلني على المرجع الذي قرر أن كلمة (هال) تستعمل لزجر الإبل أو الخيل بدلاً من (هلا) وله مني مزيد الشكر وخالص التحية

عبد المؤمن محمد النقاس

الموسيقى العربية للبارون رودولف دير لانجيه

قد نشرنا في العدد الماضي من الرسالة (252) نقداً بقلم الأستاذ بشر فارس الدكتور في الآداب من جامعة باريس في المجلد الثاني من مجموعة التأليف الموسيقية العربية المنقولة إلى اللغة الفرنسية على يد البارون رودولف دير لانجيه. وقد سألنا بعض القراء عن ناشر هذه المجموعة وعن اسمها باللغة الفرنسية. ونحن نذكرهما هنا: ' -

,

ذكرى الرافعي في محطة الإذاعة الفلسطينية

سافر أمس إلى فلسطين الأستاذ محمد سعيد العريان، إجابة لدعوة مصلحة الإذاعة الفلسطينية بالقدس؛ ليذيع في تمام الساعة السابعة من مساء اليوم (الاثنين 9 مايو) من محطة القدس، حديثاً أدبياً عن فقيد العربية الكبير المرحوم مصطفى صادق الرافعي، لمناسبة تمام سنة على وفاته